|
Re: عفوا أيها الأبى الأشم ! وشكرا لكم مغتربى السعودية !! (Re: abuguta)
|
السودانيون فى كل الدول العربية , مشهود لهم بحسن السيرة والخلق القويم , لذلك يتعجب العرب من الفرق الشاسع فى القيم الحميدة بين الحاكم والمحكوم !
واذا كان الأنقاذيون الجهلاء يرون أن الشعب السودانى متسولا وشحاذا , فماذا فعلوا لرفع البؤس عنه ؟ ألم يقل أشرف الخلق ( كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ) ؟؟
لقد كان الملك الصالح عمر بن عبدالعزيز يبكى فى صلاته خوفا من أن تأتى عنزة كانت قد تعثرت لسوء الطريق فى دولته , أو امرأة أرمله هدتها الفاقة وصغارها فى دولته بالشكوى للحكم العدل يوم
القيامة ويكون شفيع هؤلاء المصطفى صلى الله عليه وسلم .
هل كان الشعب متسولا حين سطوا على السلطة بأنقلابهم الآثم ؟ لقد كان الدولار الأمريكى يساوى اثنى عشرة جنيها سودانيا حين كانت للجنيه قيمة انذاك ! ولم تكن نسبة البطالة بهذا الحجم المفزع , بل لم تك هنالك
محسوبية فى لجان الأختيار . ولم نسمع بأاختبار معاينة لمهندس أو طبيب من غير الموالين تدرج سورة البقرة ضمن بنوده الآ فى عهدهم المتخبط المضمحل وعيه .
لقد وقف هذا الشعب ذو الأخلاق الحميدة مندهشا لفعلتهم المخزية , فالسودانيين يتبرأون من اللص , ناهيك بمن يسرق دولة بكاملها , ويدمر قيمها , ويستبيح سمعة أهلها !
ماذا فعل البشير وعصابته خلال العشرين سنة الكبيسة التى أنهكت الوطن , وامتلأت فيها الرءووس شيبا من أهوالهم وضنك العيش الذى لم يره أهلونا حتى فى سنة ستة ؟
وما سر نغمة التعمير التى لم تطرأ عليهم الآ حين لوح المراقب الدولى بالسيف !
وماهو وجه الغرابة فى أن تقيم الدولة سدا أوجسرا ظلت البلاد فى أشد الحاجة اليه طوال مدة تيههم وخييلائهم بالسلطة , واستخدامهم لها للبطش
بالشرفاء ممن يعون قيمة الوطن ؟
ناهيك عن تدمير البنية التحتية , فلا زال السودان البلد الأوحد الذى يستخدم المراحيض البلدية التى تنفس
الوبال والأمراض التى تتفشى بفعل عدم التخطيط على البيئة !
لم نسمع يوما رئيس دولة أيا كانت يمتن على شعبه بالتعمير , أو يساومهم به مقابل السكوت على انتهاك أعراضهم وقتل ذويهم !
لم تسلم النساء من الغدر , والتبشيع , والشعب لم يفق من هول حادثة تعريتهم لآم احد المتهمين فى قضية الصحفى المذبوح !
لقد أزكمت الأنوف تصرفاتهم وخروقاتهم للقيم الأنسانية , وهم بعيدون عن كل ما أنزل الله تعالى فى كتبه السماوية من خلق وسلوك قويم !
الشعب السودانى الصابر عشرين سنة من الجحيم , فى ظل تسلطهم وعدم انسانية الحاكمين , يرفع الأكف للمولى أعدل العادلين تظلما من جورهم
واستعلائهم على أشرف أمة تنزوى خلف كرامتها حين تجوع البطون , فلم يسرقوا ولم يتذللوا , بل باتوا فى تعفف رغم الكفاف والمرض والملاحقات
الجائرة يتسترون بقيمهم ورصيدهم من ارث رجال مضوا بعد ان زرعوا فيهم كثير فضائل تجملوا بها فكانت سببا فى مد عمر السلطان الجائر
وأقزامه السفهاء الوقحين , والذين وصل بهم السوء فى غمرة ترنحهم ووجوفهم لنبش عرض الوطن والتشهير به !ظنا منهم بأنهم سيتدرعون
به من بطش الله قبل بطش البشر و الرقيب الدولى الذى غلبهم اسكاته من الجهر بمخازيهم , فالتفتوا لأرهاب الشعب واتخاذه درعا يساومون به
للخلاص من الشرك المحكم الذى لا فكاك منه الآ بالأستسلام له !
فارتهنوا شعبا كاملا مقايضين به قرار القصاص الذى أتاهم بغتة وهم لاهون !
فراهنوا العالم على تجويع شعب دارفور الصابر فى العراء وبين الوحوش والوحوش , يلملم اطراف كرامته محتضنا اطفاله الذين هدهم الجوع والمرض
والأهمال , يتدثرون أثمال أختفى جلها بفعل الزمن والشمس الحارقة وصقيع الصحراء شتاء و التى صارت لهم ماوى , فلا منازل وتستر العورات وتحقق الخصوصية لهم كسائر خلق الله , ولا ظل شجرة يستريحون فيه و ما بقى من حيواناته التعيسة !
فلم يكفى طغاة الخرطوم ما يعانيه هؤلاء من عذاب , فأضافوا الى ليلهم ليلا أكثر حلكة بطرد المنظمات الأنسانية والتى ظلت تتولى رعايتهم نيابة عن
عصابة الخرطوم , وكأن هذا الجزء من الوطن لا يعيهم فى شيء , ولسان حالهم يقول : ما الى دارفور الآ الأبادة , والسحل , والأغتصاب ! فهى من
منظورهم لا تندرج ضمن خارطة حكمهم الآ لذلك , ونفذوا جرائمهم فى بشاعة ثم تخلوا عنه سنين عددا دون ذكرى !
وجاءت المنظمات الأكثر انسانية ورأفة لمد يد العون لأولئك المغلوب على أمرهم نيابة عن عصابة الخرطوم الذين تنصلوا عن مسئوليتهم ,
فطردوها .
وهنا أبت الحكومة الرعناء الآ أن تضيف الى ليلهم الدامس ليلا أكثر حلكة وعناء أشد قسوة , بطرد المنظمات الأنسانية والتى ظلت تتولى
رعايتهم نيابة عن عصابة الخرطوم .
فأصبحوا فى نظر العالم أجمع بفعلتهم هذه كالطفل المدلل الذى حرم دميته المفضلة , فبات يركل ويكسر كل ما يصادفه تعبيرا عن غضبه الى أن ترد له دميته !
ست البنات .
(عدل بواسطة ست البنات on 03-18-2009, 04:00 PM)
|
|
|
|
|
|