|
فلنضحك مما نسمع : صحفي إيراني يتهم السعودية بالوقوف وراء إصدار قرار اعتقال البشير
|
قمة الرياض والاهداف المبطنة
بقلم: حسن هاني زاده
عقد بعض قادة الدول العربية اجتماعا سريا في الرياض الهدف منه رأب الصدع العربي وإزالة الشوائب التي تعتري العلاقات العربية العربية.
ومما لا شك فيه فإن لهذا الاجتماع الذي حضره الملك السعودي عبدالله بن عبدالعزيز والرئيس السوري بشار الاسد والرئيس المصري حسني مبارك وامير الكويت الشيخ صباح الاحمد الصباح اسباب معلنة واسباب مبطنة.
ولكن الاهم من الاسباب المعلنة التي جمعت قادة هذه الدول على طاولة واحدة، هو وجود نوايا خفية لم يعلن عنها لكنها ليست خافية على العارفين بالسياسة السعودية.
قمة الرياض اولا واخيرا تهدف في الدرجة الاولى الى عزل سوريا عن حلفائها في المنطقة وضرب محور طهران - دمشق - بيروت ومن ثم الاستفراد بسوريا والانقضاض عليها.
فالسعودية باتت تشكل هاجسا للدول الممانعة حيث انها لعبت خلال الاعوام الماضية دورا خدم مصلحة الكيان الصهيوني اكثر مما خدم مصلحة الامتين الاسلامية والعربية.
فمن لبنان الى سوريا والى العراق والى فلسطين وانتهاءا بالسودان كانت المملكة قد استخدمت نفوذها المالي لزعزعة دول الصمود الامر الذي عجزت كل من اسرائيل واميركا عن تنفيذه.
ففي لبنان استغلت السعودية فرصة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري وقامت من خلال اجهزتها الاعلامية الضخمة بتوجيه شتى التهم ضد سوريا ودأبت على تحريض المجتمع الدولي ودفعت اكثر من 350 مليون دولار لتشكيل محكمة دولية الغاية منها وضع سوريا في زاوية ضيقة وفي موضع دفاعي بحت. ولم يسلم العراق طيلة الاعوام الماضية من فلول الارهابيين اللذين ترعرعوا في بيئة قذرة وجاءوا الى العراق لغايات طائفية تكمن في قتل الابرياء . وخلال الغزو الاسرائيلي ضد سكان غزة وقفت السعودية ضد المقاومة الاسلامية وساندت الكيان الصهيوني بكل قوة لضرب المقاومة الفلسطينية ولكن صمود الشعب الفلسطيني غير كل موازين القوى وافشل كل المخططات الرامية الى ضرب المقاومة الباسلة.
وفي السودان كرست السعودية نفوذها المالي لإصدار قرار دولي جائر ضد الرئيس السوداني عمر البشير بسبب مواقفه المشرفة تجاه قضايا الامة رغم ان القرار الصادر بحق الرئيس البشير يتنافى وكل القوانين الدولية.
وفي الجبهة الاسلامية قامت السعودية بتوجيه شتى الضغوطات على المغرب لقطع علاقاتها مع الجمهورية الاسلامية من جانب واحد وذلك لان ايران ساندت المقاومة الاسلامية في فلسطين ولبنان وأبدت مواقف انسانية شجاعة تجاه الشعبين اللبناني والفلسطيني.
العارفون في الشأن السعودي يدركون ان السعودية ومنذ احداث الحادي عشر من ايلول اصبحت تعمل لاسترضاء واستعطاف الادارة الاميركية واللوبي الصهيوني مما جعلها تسيرعكس التيار وهذا هو مربط الفرس.
فالسعودية اصبحت حسب التصنيفات الاميركية والصهيونية في خانة الدول التي تدعم مصالح القوى المعادية للامة الاسلامية ولكن الدور التخريبي الذي اوكل اليها وضعها معزولة عن محيطها الاسلامي والعربي وها هي تحاول ان تكسر الحصار من خلال تشكيل اجتماعات بين قادة بعض الدول العربية.
لكن هل هذه الاجتماعات سوف تساعد على طي صفحة الماضي واخراج الرياض من عزلتها التي تعاني منها بسبب مواقفها التي لا تتماشى ومصلحة الشعوب الاسلامية والعربية؟
مما لا شك فيه ان الهوة السياسية بين سوريا والسعودية شاسعة لا يمكن تجسيرها من خلال اقامة مثل هذه الاجتماعات حيث ان السعودية تنظر الى سوريا من منظور عقائدي لا تستطيع كتمانه.
فإذا ما كانت المملكة تسعى الى الخروج من عزلتها الاقليمية فعليها ان تقف الى جانب الدول المناهضة للمد الصهيوني ولا تسعى الى جر الدول الممانعة الى خندق الدول "المائعة".
فالكل يدرك ان اي دولة في العالم مهما قدمت من خدمات جليلة الى الادارة الاميركية فهي لها تاريخ استهلاك محدد وعندما تنتهي صلاحيتها تصبح في مكب النفايات من وجهة السياسة الاميركية.
فرغم ان السعودية تفتقر الى مكانة سياسية وتاريخية وثقافية في العالم والمنطقة لكنها تسعى الى تطبيق اجندة خارجية معينة تهدف الى إضعاف جبهة الصمود في وجه الكيان الاسرائيلي.
صحيح ان الادارة الاميركية تستغل القوة الاقتصادية السعودية لتمرير مخططاتها لكن مع ذلك وبسبب التغيير الذي حصل في ادارة الحكم في اميركا فهي تبحث عن حليف سياسي قوي لها في المنطقة وعندما تجد هذا الحليف سوف يتغير كل شيء وحلفاء اميركا القدامى يصبحون في مكب النفايات السياسية الاميركية.
حسن هاني زاده – صحفي ايراني عن http://www.sotaliraq.com/articlesiraq.php?id=34686
|
|
|
|
|
|
|
|
|