|
البديل الوطني الديمقراطي للتمويل الزراعي في السودان//فرح حسن آدم (Re: sultan)
|
الميدان 10 مارس 2009
البديل الوطني الديمقراطي للتمويل الزراعي في السودان
فرح حسن آدم
هناك ضرورة ملحة لإقامة منظومة وشبكة، حديثة متكاملة للتمويل الزراعي كجزء لا يتجزأ من عملية إعادة الصياغة لنظام مصرفي بديل للاقتصاد الوطني وفي أسس وطنية ديمقراطية. ويتطلب التغلب على مشاكل وصعوبات التمويل الزراعي في بلد كالسودان ابتدع نظم وأساليب بديلة لمنح وتوزيع، وتسديد الأنواع المختلفة من السلف أو القروض، لتقضي بفعالية اقتصادية أكبر، ولنؤمن عدالة اجتماعية اسمي من تلك التي تعمل بها وتؤمنها نظم تمويل البنوك التجارية ومحافظها السائدة حالياً، والمنحازة في تخصيص حصة اعلي من القروض للمشروعات التجارية والصناعية والزراعية الكبرى التابعة للقطاع الخاص على حساب الغالبية من التكوينات الاجتماعية العاملة بتلك القطاعات، اعتماداً على مبدأ القدرة على الدفع، والذي كثيراً ما يتم التغاضي عنه أو تجاوزه من خلال تجميد الديون المتأخرة أو المتراكمة .. كآلية من آليات الإثراء غير مشروع .. ويمكن ان تشمل القوانين البديلة للتمويل الزراعي على ما يلي:
أولا: تأسيس جهاز للرقابة الحكومية يقوم برصد وتسجيل جميع الدائنين، ويتولي إصدار معدلات منخفضة بسعر الفائدة ويراقب تطبيق تلك المعدلات وفقاً للقانون، حتى يتم التخلص عاجلاً أو آجلا من الممارسات الربوية، أو ما هو أفضل من ذلك تصفيتها نهائياً.
ثانياً: تحرير المزارعين من الربا والمرابين وذلك بإصدار التشريعات التي تقنعهم، خاصة صغارهم وفقرائهم، من الديون الربوية، ومنع أو تحريم المعدلات الربوية لسعر الفائدة.
ثالثا: يجب العمل على تقوية مؤسسات الدولة العاملة بمجال الائتمان (الزراعي) ومؤسسات الائتمان التعاونية (الزراعية) وتكوين مجالس إدارات لتلك المؤسسات على أسس ديمقراطية سليمة من أصحاب المصلحة الحقيقية من مزارعين وغيرهم وفقاً للتركيب الاجتماعي، وتحويل الجمعيات التعاونية المتخصصة الائتمان إلى جمعيات تعاونية متعددة الأغراض.
رابعاً: يجب ان تحقق العوامل المتاحة لمنح وتوزيع وسداد القروض الزراعية وفقاً لآجالها على الأتي:
(1) استبدال مبدأ القدرة على د فع القروض الزراعية بمبدأ الإقراض في سبيل الإنتاج. وهناك أسلوبان يمكن إتباعهما في منح القروض قصيرة الأجل:
أسلوب السماح للمزارعين بالحصول على قروض بحد أقصى (فورية 50% على سبيل المثال) من القيمة الكلية للإنتاج عن كل وحدة من مساحة الأرض المزروعة لضمان الحصاد المتوقع، أي برهن المحصول.
أسلوب تقديم قروض للتوسع الرأسي (تكثيف الإنتاج في الإنتاج الزراعي بناء على خطط عينية وليست نقدية، للإنتاج) وبهاتين الوسيلتين يصبح ضمان استرداد القروض أفضل كثيراً فيما يقلل من مشكلة التعثر في الوفاء بالتزامات المبالغ المقترضة للجهات الدائنة. ولكن ان تخفض الجمعيات التعاونية متعددة الإغراض عن فقراء المزارعين استغلال المرابين والتجار، سواء في الحصول على القروض أو مستلزمات الإنتاج أو في تسويق منتجات الزراعة.
وفقط بتوفير شروط أفضل لتحسين الإنتاج ولزيادة دخول المزارعين، وبالتالي يؤدي إلى تحسن في نسبة سداد القروض الزراعية.
ب/ فيما يتعلق القروض المتوسطة الآجل: يمكن ان يتم تقديم القروض أو التسلف بصورة جماعية بناءً على برامج تستهدف تنمية الريف السوداني من خلال إصلاح نظم حيازة الأرض، واستخدامها وتشقيلها على أسس تعاونية بشرط ان يتم وضع المؤسسات التعاونية تحت سيطرة صغار المنتجين ومتوسطيهم .. وسوف يتيح هذا أسلوبا جديداً لمنح وتوزيع وسداد قروض الإنتاج متوسطة الآجل للنهوض بالإنتاج الزراعي بضمان الملكية التعاونية للإنتاج.
ج/ أخيراً في ما يخص بالقروض طويلة الأجل فان الأسلوب المقترح يشترط ان يتم منح تلك القروض على أساس جماعي فقط، ترتكز على برامج طويلة المدى بمباركة الدولة (أو الحكومة) بمعني انه يجب ان يتلاءم منح القروض طويلة الأجل مع اهداف الدولة (الخطة الاقتصادية ) ويساعد على تحقيقها وبالتالي تصبح الكيفية التي يتم بها سداد تلك القروض هي الضمانات التي يمنحها المشروع الممول بحد ذاته بعد حصوله على القروض في إطار تعاقد ائتماني ملزم بين إدارة المشروع أو المؤسسة الزراعية أو المزارع وإدارة المصرف المانح للقرض. ويختلف هذا الأسلوب عن الأسلوب المتبع حالياً والذي يخصص القرض مقابل رهن الأرض لضمان سداده، وهو ما قد يعني فقدان صاحب المشروع أو المزارع لمشروعه أو لحياته على التوالي في حالة عجز أحدهما عن سداد القرض.
------------------- السودان لكل السودانيين
|
|
|
|
|
|
|
|
|