|
كل هذا الدعم السياسى والشعبى .. ولا إرادة سياسية !
|
نختلف أم نتفق معه , نستسيقه أو نزدرده علقما .. فالدعم الشعبى والسياسى الذى وجده الرئيس البشير بعد صدور قرار المحكمة الجنائية الدولية , لم يكن قط دعما مسبوقا أو متوقعا. وتتباين مبررات إو أسباب دعم القوى السياسية والعسكرية والشعبية المختلفة للبشير فى هذا الوقت الحرج. فمنها من هو حريص على ما تم إنجازه من إتفاقيات سلام وتقاسم للسلطة والثروة , ومنها من صبر كثيرا ينتظر الإنتخابات (الديمقراطية) التى أوشكت , ومنها من يرى أن الدول الغربية تستغل قضية العدالة الدولية المعوجة لفرض نفوذها وسيطرتها على السودان , ومنها من أستفزه أن يصدر (أمر قبض) من أجنبى على (رمز السيادة الوطنية) .. حتى وإن كان معارضا شرسا له. وأيضا منها الكثير من هو إنتهازى وحارق للبخور وهذه سانحة يصعب تفويتها. وأيا كانت مبررات او أسباب القوى السياسية والشعبية المختلفة لهذا الدعم , فالشاهد فى الأمر إنه قد سوى ومهد الطريق تماما أمام السلطة الحاكمة ورئيسها لإستخدام إرادتهم السياسية لحل قضية الصراع فى دارفور... والآن. فمع غياب الديموقراطية والبرلمان المنتخب , السلطة الحاكمة فى الأنظمة الشمولية هى التى تملك كل أو أغلب خيوط اللعبة السياسية والأمنية فى البلاد , وهى التى تهيمن على مقاليد الحكم والنفوذ والثروة المختلفة فيها , وبالتالى , هى التى يمكنها تقديم التنازلات السياسية والتنفيذية للطرف الآخر على طاولة المفاوضات والتوصل للحل (السياسى) الكامل والعادل لإى مشكلة. وحتى الآن , وحياة مئات الآلاف من سكان دارفور تسابق الزمن وهى مهددة بالجوع والعطش والمرض , ومع كل هذا الزخم الشعبى والضقط الدولى .. لا يوجد فى الأفق ما ينبئ بان البشير وحكومته ينوون إستخدام إرادتهم السياسية لإتخاذ القرار المفصلى لحل مشكلة دارفور ... ومشكلتهم مع المجتمع الدولى .
|
|
|
|
|
|