|
Re: فى مارس: حكاية السعلوة والرجال {البلهاء} (Re: Ishraga Mustafa)
|
{4}
البت دى قلنا ليها وكت المغرب يجى ماتتكلم, اهو جرحها اتفكّ تانى. الشكية لى الله يا بنات امى. جاء صوت الجدة العجوز التى كان دوما كلامها بيجوز, اها والحل يا اخواتى, نسوى شنو؟ نقبل ووين. الحمد لله على ما اراد الله. الزيتونة التى عرفت فك الحروف فى برش البيت المجاوز حيث فتح الله على فوزية ان تدرس حتى الثانوى العالى, وبعد العالى عرس طوالى, العريس طلقها بعد اقلّ من شهر من العرس الذى كانت فيه فوزية منكمشة ووردة ذابلة. فقد كانت تريد ان تدرس وتكمل تعليمها وكان لها حلم كبير يبدا عند ليلة كل خميس. تحلم ان تكون معلمة فى مدرسة المدينة وتعلم البنات وتفتح لهن دروب المعرفة. تهامست المدينة وكانت حكايتها حكاية.
حواية شالت حال شجون فوزية وطلت بيها كل بيوت, قطاطى وكرانيك الحلة. عاد يا يمة شايلين حالنا, ابوها القاهر الله يقهرو, شايل حسنا كل ماليهو يقول بدور يطلعنا من الحلة مالنا نحنا ما احرار؟ اموت واعرف طلقوها مالها, ياكافى البلاء دخانها لسة ما إتقشر من جسمها رجعها بيت ابوها. لم يهدأ لحواية بال الى ان تناقلت الحلة ان العريس رغم معافرته فى سهول البنية فوزية ايام وليالى, كلما تصرخ وتئن كلما زمجرت ضباع روحه, كلما سالت دمعة, كلما نبعت آهة, كلما صكّ على رجولته التى حدد مقامها فى الانتصار لفتح مجرى الحياة. حاول ايام وليالى تقرحت روح البنية وصهلت رمال روحها وابتلت بدموعها. تمر الايام وهو على حاله, وفوزية جامدة الجسد وهامدة الروح غرزت عيونها فى عينيها , لم يترجف فى البداية ولكنه صار يصطك من برد نظراتها التى قاومت الانكسار احتجاجا على لهيط معركته الخاسرة. المنديل الذى غزلته فوزية لحبيبها, ود الحلة البعيدة الذى وعدها ذات حنان بانه سيأتى لخطبتها, وسوف يفتح معها ابواب المستقبل, ستقرأ كما ترغب, وستنجب له بناتا حلوات اخذن منها زقزقة روحها المفرهدة فى ربيع عمره. وجاء خميس لابيها, تسبقه اقدام الشوق ليتحقق حلم بكرة وتكون فوزية رفيقته وام بناته. لم يستغرق اللقاء طويلا, خرج والدنيا متجهمة فى وجهة, انتحبت فوزية على بختها المائل, عرفت من امها الحكاية. يابتى على آخرتها كمان تجيبى لينا خميس؟ مالو يا امى خميس؟ ماود ناس ودايرنى على سنة الله ورسوله يابتى فى زول بيعرس ليهو زول اسمه خميس على قول ابوك؟ يا امى حسع اميمة بت شيخ عبدالحى دى انا احسن منها فى شنو؟ ماتراها معرسه ود بت سلطان والام تحاول ان تقنع بنتها, مكسورة مثلها ولا تستطيع فعل شىء. مرّ اسبوع واحد وجاء حسن, ابن القبيلة وتمّ له ماراد فى ليلة تآمرت فيها كل الظروف ضد فوزية وخميس. ماكان هناك تفسير لحسن لعدم استجابة فوزية غير انها مازالت متعلقة بخميس, وبدأت الشكوك تنهش صدره رغم انه متأكد انه اول من لامس تلك الفاكهة المحرمة, وانه مازال يحصد فى ثمارها دون نتيجة, فما زالت نظرتها تائهة ومازال هو يلهث لينتزع صكوك رجولته. ماحسم عذاباتها هو ان المنديل لم يكن ملطخا بدم كاف ماذا سيقول للناس؟ زوجته بلا شرف؟ وانتهى كل شىء, انتهت حكاية فوزية , ولم تطرق بابها بنت من الحلة لتدرسها العربى والحساب, لتعلمهن كيف يحسبن لخطواطتهن كيف يرفعن اس احلامهن وكيف يقرأن تاريخ هزيمتهن لينتصرن لجغرافيا روحهن وتنهض ولكن... حكايتها هى حكاية عيال بنت سلطان, وليدها الوحيد الذى تزوج من من بت شيخ عبدالحى وبناتها الاثنين حياة وسميرة, حياة التى وقفت قادلة بتاريخ امها رغم عزلة المجتمع, فكانت سندا لها بت ودسلطان المزيورة ببشير شرّاب العرقى, وبشير كان حكايتها فى خريف تلك المدينة.
الحبوبة العجوز ام كلاما دائما بيجوز, تقرر ان لا حل سوى اعادة خياطة جرح البنية من جديد الصغيرة فطوم تصرخ وترفس ودمها ينزف, بكت, صرخت, انتحبت الى ان غابت فى يد {السعلوة} من جديد جاءت بشنطة الحديد البيضاء كلام الزيتونة لم يجدى, ولم يقنع الحبوبة ولا السعلوة والنسوان امات مطارق من تلميع انصال امواسها ومقاصاتها المعلقة على حوافها حكايات ملايين البنات..
يتبع...
|
|
|
|
|
|