|
نحو محاسبة الطغاة على تهديداتهم/أوصال قوش مثالا!
|
إنتهجت الإنقاذ منذ بداياتها العنف اللفظي ضد قطاعات الشعب السوداني والذي غالبا ما تتبعه تهديدات من قِبل من بيدهم السلطة والسلاح! وقد بدأ ذلك الرئيس عمر البشير إبان الحملات المسعورة التي طالت أبناء الجنوب والشمال والشرق والآن غربي البلاد. لم ينج من ذلك سعدٌ أو سعيد، وإنهالت الكلمات من شاكلة (فليغتسلوا من البحر) و(أخذنا السلطة بالسلاح ومن يودها فعليه بالسلاح) و (المعارضون بغاث الطير) وأخيرا (سنقطع أوصال المؤيدين للمحكمة الجنائية) هذه العبارات التي صدرت من جزّار الخرطوم الجنرال صلاح قوش! إن المتابع لحالة النظام الإنقاذي الآن يرى بوضوح تام بأن هذه العبارات وشاكلاتها ما هي الا لتخويف الوطنيين والضحايا وأُسرهم في داخل البلاد وخارجها. وكنت أظن (إن بعض الظن إثم) أن ينبري زعيم من زعمائنا، وهم كثر بحمدالله بالرد على هذه الترهات، خاصة تصريح قوش الأخير. وكنتُ أتوقع أيضا من منظمات المجتمع المدني والمنظمات الحقوقية تبصير العالم بتلكم التهديدات التي يجب أن لا تمر دونما مساءلة أو حساب، إذ كيف يجرؤ مسئول مهما كان منصبه، على تهديد قطاع واسع من قطاعات شعبه بالويل والثبور وعظائم الأمور دون أن يُحاسب على قوله أو فعله؟
إن ما يجري في بلادنا الآن من زبانية النظام وأزلامه وخفره وسدنته وأجهزة أمنه لهو ما يشيب له الولدان. ولولوة وبكاء ونحيب وفقدان بوصلة شمالا وجنوبا محليا وأقليميا وعالميا! وأعتقد جازما بأن ما يتعرض له البشير الآن ما هو الا حصاد الهشيم الذي يلخصه المثل السوداني العميق الدلالات (التسويه بإيدك، يغلبك أجاويدك)، فماذا ترك لنا البشير وأنصاره بعد عشرون عاما من الإرهاب والقمع والترهيب والترغيب والظلم والفساد والقتل والسحل والسجن والتهديد والإتجار بالدين كي ندافع عنه أمام المحكمة الجنائية الدولية؟
لقد عملتُ قاضيا حتى مجىء الإنقاذ ويشهد الله بأنني عاصرت خيرة القضاة في الأرض، يقيمون العدل ويسيرون بين الناس بالقسطاط، فما خسروا ضمائرهم ولا لانوا. كان القضاء ذو الصولة والمهابة يعج بالقضاة الذين لا تأخذهم في الحق لومة لائم، يستوي عنده الوزير والخفير، حتى في العهد المايوي، كان القضاء مستقلا ويعرف قضاته معنى الإستقلالية. وجاء هذا النظام العقائدي وشرع في فصل القضاة زرافاتا ووحدانا حتى لم يبق في دفعتي أكثر من عشرين قاضيا من مجموع 120 قاضيا تم فصل معظمهم ومات بعضهم هما وكمدا وظلما وأستقال آخرون وفروا بجلودهم، وقس على ذلك!
وعندما إنهار القضاء تماما وتولى أمره الخائبون من أمثال جلال لطفي وجلال محمد عثمان، تدخّل المجتمع الدولي ومجلس الأمن وقرروا عدم صلاحية القضاء في السودان لمحاكمة المتنفذين ومرتكبي الجرائم الكبرى، وأسقط في يد النظام وإكتملت فصول الملهاة التي نعيشها الآن!
يتبع....
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
نحو محاسبة الطغاة على تهديداتهم/أوصال قوش مثالا! | عبدالأله زمراوي | 03-02-09, 11:05 AM |
Re: نحو محاسبة الطغاة على تهديداتهم/أوصال قوش مثالا! | عبدالأله زمراوي | 03-02-09, 01:13 PM |
Re: نحو محاسبة الطغاة على تهديداتهم/أوصال قوش مثالا! | عبدالأله زمراوي | 03-02-09, 01:29 PM |
Re: نحو محاسبة الطغاة على تهديداتهم/أوصال قوش مثالا! | عبدالأله زمراوي | 03-02-09, 01:32 PM |
Re: نحو محاسبة الطغاة على تهديداتهم/أوصال قوش مثالا! | عبدالأله زمراوي | 03-02-09, 01:42 PM |
Re: نحو محاسبة الطغاة على تهديداتهم/أوصال قوش مثالا! | عبدالأله زمراوي | 03-02-09, 01:44 PM |
Re: نحو محاسبة الطغاة على تهديداتهم/أوصال قوش مثالا! | عبدالأله زمراوي | 03-02-09, 01:47 PM |
Re: نحو محاسبة الطغاة على تهديداتهم/أوصال قوش مثالا! | عبدالأله زمراوي | 03-02-09, 01:55 PM |
Re: نحو محاسبة الطغاة على تهديداتهم/أوصال قوش مثالا! | wadalzain | 03-02-09, 01:59 PM |
Re: نحو محاسبة الطغاة على تهديداتهم/أوصال قوش مثالا! | عبدالأله زمراوي | 03-02-09, 02:02 PM |
Re: نحو محاسبة الطغاة على تهديداتهم/أوصال قوش مثالا! | عبدالكريم الامين احمد | 03-02-09, 02:04 PM |
Re: نحو محاسبة الطغاة على تهديداتهم/أوصال قوش مثالا! | عبدالأله زمراوي | 03-02-09, 02:13 PM |
Re: نحو محاسبة الطغاة على تهديداتهم/أوصال قوش مثالا! | Elawad Eltayeb | 03-02-09, 02:02 PM |
Re: نحو محاسبة الطغاة على تهديداتهم/أوصال قوش مثالا! | عبدالأله زمراوي | 03-02-09, 02:09 PM |
|
|
|