القرار الوشيك ، والذي باتت كل المؤشرات تؤكد اتخاذ قضاة المحكمة الجنائية له بين غمضة عين وانتباهتها ، لا يمكن أن يكون نهاية للسودان مطلقاً . فأقصى ما سيحاول المجرمين فعله للحيلولة دون تصفية سلطتهم الآثمة سوف لن يجعل السودان غائبا عن الخارطة ولا "قطعة أرض" بلا دولة مثلاً . ظروف هذا الكائن النيلي لا تقبل القياس على نماذج أخرى من حولنا، وفي حدس الذي يكتب هذا ، لن يألو السودنيون وسعاً في تلمس حياتهم الطبيعية المستقرة المسالمة مهما حدث . ولا توجد فرص واسعة "لاستمرار سلطة الانقاذ" بذات السطوة وذات التمكين بعد هكذا قرار ، أيا كان ما سيحدث بشأن وضعه موضع التنفيذ
صحيح أن المعارضة الرسمية أصابها ما يشبه الشلل نتيجة اعتبارات كثيرة ليس هذا هو مجال التوسع في تفاصيلها ، ولكن هذا أيضا ينبغي أن لا يحول بيننا وبين الحقيقة الزمنية العظيمة : أننا دفعنا بالإنقاذ ، أخيراً ، إلى هوة العدم السحيق
نعم ، تم إنهاء هذه الحقبة السوداء ، وبيد الشعب الطيب الأبي الصبور ، لا بيد غيره
فقرار اتهام رئيس النظام لم يخرج من أوكامبو ولا من قضاة المحكمة . خرج من طلاب الجامعات من أول أيام الإنقاذ ، من إضراب الأطباء الشهير ، ومن حركة رمضان العسكرية ، من مقررات أسمرا ، من العمل العسكري المنظم أواخر التسعينات ، من نضالات التجمع الوطني بالخارج بقيادة مولانا الميرغني وبالداخل بقيادة الحبيب نقد الله "أقال الله عثرته". بنضالات الحركة الشعبية لتحرير السودان وحركات دارفور والشرق وكردفان وغيرها وقبل كل ذلك وبعده باصطبارات النقابيين والمزارعين والمعلمين وربات البيوت المتطاولة ، أنتج كل هذا الزخم المقاوم بشتى الصنوف والأشكال هذا "الاتهام" النبيل آخر الأمر وما كان "اوكامبو" إلى معادلا موضوعيا لحالة الشلل المصطنع لواجهات وآليات هذه المقاومة في الأونة الأخيرة
فلم الخجل ؟؟ ولم انعدام رؤية الصبح الذي ، أخيراً ، أطل؟؟
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة