|
الشيوعي ... بين مؤتمرين ! بقلم رئيس تحرير ( الاخبار ) الاستاذ محمد لطيف.
|
ما أن فرغ الأستاذ محمد إبراهيم نقد السكرتير العام للحزب الشيوعي كما (يحلو للصحفيين والساسة أن ينادوه أوالسكرتير السياسي كما تقول وثائق الحزب ) وعضو البرلمان الديمقراطي من تقديم نقده التحليلي الرصين لخطاب الموازنة في يونيو 89 التفت نحوي من كنت أجالسه وكان من غلاة قيادات الجبهة الإسلامية بعطبرة قائلاً في ما يشبه الانبهار ( والله الراجل دا عيبو بس إنو شيوعي ) فقلت له ( لكنه لو لم يكن شيوعياً لما قال هذا الذي بهرك) ...وهذا المدخل قد لا يعجب الشيوعيين الذين لا يحبون تمجيد الأفراد ...كما لن يعجب كذلك من يسعون لتغيير القيادة الشيوعية عبر المؤتمر القادم للحزب ..! وليس هذا موضوعنا على كل حال ..الأهم الآن الاحتفاء بالمؤتمر العام للحزب الشيوعي المتوقع التئامه خلال أيام ...وليس هناك ما يمنع الاحتفاء أو يحول دون المجاهرة به ...فها هو حزب تاريخي عتيد من أحزاب السودان يسعى لممارسة الديمقراطية في أعلى مستوياتها ...أليس المؤتمر العام هو أعلى سلطة في الحزب ؟ من يتعاطون ظاهر الأشياء ولا شك أنهم مخطئون ...فالحزب الشيوعي بين مؤتمريه السابق والحالي ..قد مر بما لو تعرض له أي حزب آخر لتفرق أعضاؤه بين الأحزاب ..إن لم يتفرق دمه بين القبائل ..فهذا الحزب هو الذي طرد نوابه من البرلمان... وحورب أعضاؤه في حرياتهم وفي حركتهم وحتى في أرزاقهم ..وهذا الحزب هو الذي شهد الانقسام الأخطر في المشهد السياسي السوداني المعاصر عام 1970...وهذا الحزب هو الذي فقد كل قياداته التاريخية في لحظة طيش تاريخية عام 1971....قتل من قتل ..وتفرق من بقى بين السجون والمعتقلات والمخابىء والمنافي ..ثم كان نصيب الحزب عظيماً في فاتورة مواجهة الدكتاتوريات ...ثم كانت زلزلة انهيار الاتحاد السوفيتي ( الدولة لا النظرية ) كما يتعمّد البعض الخلط ..! إذن ...الحزب الذي تجاوز كل هذا ..ونفض غبار كل هذا الركام... ويتهيأ الآن لعقد مؤتمره الخامس ...يستحق على أقل تقدير تحية تقدير ...ولأن النشاط السياسي هو في المقام الأول عطاء فكري... يدهش المرء لأولئك الذين يرفعون لواء التغيير لقيادات أعطت ولا زالت في سخاء ...بل وبزّت أقرانها في الصمود والعطاء والثبات وإعلاء الشأن الوطني ...لو كنت شيوعياً لـ ( بايعت ) نقد مجدداً و لأربعين عام أخرى .
|
|
|
|
|
|
|
|
|