الأسلحة الكيميائية وحقيقة استخدامها في السودان في منتدى ميديكس للحوار
|
(ملخص + صور) ندوة 18 يناير , فى بهاء الذكرى 24 لأستشهاد الأستاذ محمود .
|
تتقدم أسرة مركز الخاتم عدلان بخالص الاعتذار عن عدم تمكن د. منصور خالد من تشريفنا والتحدث فى الندوة التى انعقدت بالمركز أمسية الاحد18 يناير 2009 , وذلك فى أطار احتفال المركز بمئوية الأستاذ محمود محمد طه (1909 - 2009) ولظروف طارئة اعتذر د. منصور خالد , وسيتم تحديد موعد لاحق لندوته بالمركز وقام بالحديث فى الندوة نُخبة من المهتمين بالشأن العام السودانى الاعتذار الثانى يتعلق بالوعد ببث الفعالية مباشرة على لنك فى الشبكة العنكبوتية , ولكن ظروف قاهرة تتمثل فى عدم فتح الرابط لغرفة البث الحى حالت دون الوفاء بالوعد , وقد ظللنا نكرر المحاولة حتى نهاية الندوة لكم منا جميعاً الاعتذار والتحية .
|
|

|
|
|
|
|
|
Re: (ملخص + صور) ندوة 18 يناير , فى بهاء الذكرى 24 لأستشهاد الأستاذ محمود . (Re: مركز الخاتم عدلان)
|
القصيدة الرائعة التى قدمها المبدع الأستاذ كمال الجزولى فى الأحتفالية

 "دِيوَانِيبْ"! أو القَصِيدَةُ الجَّبَلِيَّة
(1) هل قُدَّ من صخرٍ عزيفُكَ في انتظارِ الغاشيةْ؟! أم أنتَ من صخرٍ .. قُدِدتْ؟! أم أن صوَّانَ النشيدِ سياجُ صدركَ يا ابنَ هذا الرُّعبِ ، والليلِ الطويلْ؟! أم أن أسيافَ اليقينِ على اليقينِ .. تثلَّمتْ ، فإذا بصهباءِ الحنينِ ثُمالةٌ، وكثيرُ شجْوكَ، في الأسىْ، شجنٌ قليلْ؟! أم أن من ندَبوكَ للموتِ الزؤامِ، وللشهادةِ، قايضوا فيكَ القوافي بالمنافي ، والحدائقَ بالحرائقِ، والبنفسجَ بالردى، والحُلمَ .. بالشجرِ القتيلْ؟!
(2) صخرٌ لوجهِكَ في الممرَّاتِ القديمةْ، صخرٌ لعينيكَ صخرٌ لقدميكَ صخرٌ .. وكلُّ الموتِ مرصودٌ لأغنيةٍ يتيمةْ، هل ضاعَ هذا الرصدُ في وجدانِنا .. عبثاً، وهل ذهبَتْ مراثينا .. سُدى؟! ............... ............... صخرٌ وأغنيةٌ وموتُ ............... ............... ها أنتَ تخرجُ من .. جلالِ الموتِ، متَّشِحاً بأغنيةِ الصخورِ الشُّمِّ ، ترجعُ .. للصدى، قالَ الذين نحبُّهم: يا ليتنا كنا، فما كنا، إذنْ، في موضِعِ السيفِ التجأنا .. للندى، حتَّى تبدَّدَ حُلمُنا في ذائبِ الذكرى، وغَرْغَرَ بالنشيجِ المُرِّ، منْ أعراقنا، دمُنا الموزَّعُ في المدى ............... ............... صخرٌ وأغنيةٌ وموتُ ............... ............... إن الجراحَ تخُصُّ وجهَكَ .. وحدَهُ ، إن الجراحَ ، الآنَ ، تلفظُ ملحَها ، إن الجراحَ تضئ أبوابَ .. المتاجرْ، ونزيفُكَ اليوميُّ يصعدُ في بخارِ الشاحِناتِ، نزيفكَ اليوميُّ يهبطُ في ثغاءِ النائحاتِ، نزيفك اليوميُّ يختزلُ المسافةَ بينَ صدرك والخناجِرْ، فعلامَ صمتُكَ .. أمْحَكَتْ كلُّ الدروبِ، استأكمَ السهلُ الفسيحُ، وصَوَّحَتْ فيكَ الجريمةْ، يا أيها المأسورُ في جُلبابِ سقطتِه .. العظيمةْ، صخرٌ لوجهِكَ في الممرَّاتِ القديمةْ، صخرٌ لعينيكَ صخرٌ لقدميكَ
(3) صخرٌ وصخرٌ ، لم يعُدْ في البالِ غيرُ الصخرِ، هلْ تُجدي .. الأظافرْ؟! ............... ............... صخرٌ وصخرٌ ، لم يعُدْ في الصخرِ غيرُ الصمتِ ، هل يُغني .. السؤالْ؟! ............... ............... وأراكَ أمشاجاً تَفرَّقُ فىْ .. الورى ، يا واحِداً فى كلِّ حالْ، خُذني بعِشقك ..َ تلتقينىَ ساجِداً، زدني بعِلمِكَ .. أصطفيكَ، إني وأنتَ البعضُ ، والبعضُ المُكَمِّلُ ، كيفَ جازَ ، إذنْ ، ضياعُ الكلِّ فيكَ؟! إني وأنتَ النهرُ .. والغرقىَ، فهل خفَّتْ، لنجدتِنا، مراثيكَ .. الطوالْ؟! أدمنتَ شهوتكَ الأثيرةَ ، لم تَنَلْ .. غيرَ المخالِبِ في الظلامِ، ولم تَنلْ غيرَ الحبالْ، وتأرجُحِ الأجسادِ .. بين الصخرِ والصخرِ، هنا، وهناكَ أعقابُ التراتيلِ .. العقيمَةْ، فلأيِّ موتٍ ننتمي؟! ............... ............... قالَ الذين نحبهم: يا بئسَ برق لا يليهِ الغيثُ، يا بئسَ الرعود المُستغيثة، كالولايا .. النادباتِ، لأىِّ موتٍ ننتمي؟! ............... ............... وبأىِّ شجوٍ نحتمي؟! ............... ............... قالَ الذين نحبهم: كثرَتْ تواريخُ المراثي، ظِلُّها يمتدُّ لا يمتدُّ أبعد من مدى البصرِ .. الكليلِ، بأىِّ شجوٍ نحتمي؟! ............... ............... أهيَ البصيرةُ، أم هيَ الأبصارُ قد عَمِيَتْ، سواءٌ عندها الورقاءُ والعنقاءُ، والصِّـدِّيقُ والزنديقُ، والمسخُ الدَّعي ما كلُّ وضَّاحِ السَّنا ذهبٌ ، ولكن .. من يعِي؟! فاطوِ السُّرادقَ بالمُعزِّينَ .. الكسالى، مَصْمَصوا شفةً بثُفلِ القهوةِ الأولى، وأغفوا .. في سراديبِ الهزيمةْ، صخرٌ لوجهِكَ في الممرَّاتِ القديمةْ ، صخرٌ لعينيكَ صخرٌ لقدميكَ
(4) صخرٌ وصخرٌ ، لم يعُدْ إلاَّكَ فيكَ، الآنَ، فانهضْ، من رمادِ الصمتِ .. إنهضْ، من خواءِ الموتِ .. إنهضْ، من ضياعِ العُمْرِ هدراً، من كسادِ الطَّيْلساناتِ، البذاءاتِ، الشعاراتِ الرَّجيمةْ، وانبعثْ، يا طائرَ الفينيقِ، إعصاراً يهُبُّ على القلانِسِ شائهاتٍ ، واللحى .. مخضوبةً بدمي، وهرطقةِ الأكاذيبِ.. الدَّميمةْ، أنتَ العليمُ ، وصمتُكَ العِلمُ القديمُ، وإنني .. مزَّقتُ صدرىَ في النشيجِ المُرِّ .. بينَ يديكَ، فانهضْ! ............... ...............
هذا المســاءَ تشــابهَ البَقـَرُ قد صَـدَّ عصفكَ عن آذانِها الوقـــرُ فاشـدُدْ إليكَ صباحَكَ ، لا يُعتِّمُهُ شبهُ الرجــالِ بآلاءٍ لهُ كفــــروا وإذا أصـابَكَ ممَّا أنتَ فيهِ أذىً فاصبرْ جميلاً وقُلْ: طوبى لِمن صَبَروا !
| |

|
|
|
|
|
|
Re: (ملخص + صور) ندوة 18 يناير , فى بهاء الذكرى 24 لأستشهاد الأستاذ محمود . (Re: مركز الخاتم عدلان)
|
ملخص حديث أ/ طه ابراهيم

أ/ طه ابراهيم على اليمين .. د. الباقر العفيف فى ادارة الندوة على اليسار .
كنت استعد للتعقيب على د. منصور خالد فى ذكرياته وخواطره مع الاستاذ محمود وعنه انا شخصيا كنت اعرف الاستاذ محمود معرفة شخصية وتحدثت معه كثيرا , مثلما تحدث معى الكثير من اتباعه وتلاميذه , وكانت تصلنى فى تلك الايام كتب الجمهوريين وهى ساخنة بعد خروجها من المطبعة , كانت علاقتى حميمة معهم برغم اننى لم اكن جمهوريا , لكننى كنت شغوفا بالفكرة الجمهورية التى احدثت تأثيرات كبيرة فى وجدانى من اهم ما يمكن ان يقال حول الفكر الجمهورى وحول الاستاذ , انه كشف الغطاء عن قضية خطيرة بالنسبة للمسلمين , والتى تتعلق بان كثير من مقولات الشريعة السلفية لم تعد صالحة ولا مقبولة لهذا العصر , بل انها حتى مُفارقة للعصر ومصادمة للعقل كانت القطاعات المستنيرة من المسلمين فى حيرة , كيف يحافظون على اسلامهم مع هذه التناقضات ؟ كيف يقومون بتأدية الشعائر وهم يقراؤن ايات تتعارض مع عقولهم ؟ ولا يفهمون السبب . يتمزق العقل المسلم بشكل عام فى التوفيق بين ما يقرأ وبين عقيدته , يجد هذا العقل الممزق نصوص قطعية السند والدلالة وهى تُبيح الرق , والرق مُباح فى الاسلام حتى وفاة النبى (صلعم) . ويجد العقل المسلم مقولة (ابن حزم) وهى من اصول الفقه بان ما كان حلالاً يوم وفاة رسول الله يظل حلالاً حتى يوم القيامة , وما كان حراماً يوم وفاة رسول الله سيظل حراماً حتى يوم القيامة .. ومعنى هذا ان يظل المجتمع كما كان يوم وفاة رسول الله حتى يوم القيامة ! , وهذا شيء مُخيف . حاول الاستاذ محمود تقديم حلول لهذه التناقضات .. قرر القرآن ان على الناس ان يأخذوا بالعرف , ولهذا تبنى القرآن اعراف الجاهلية , لانها وسعهم وانتاجهم فى ذلك الزمان . هناك امثلة تتعلق بالبنوك الاسلامية فيما يختص بالمرابحة والمضاربة , هى صحيح اعراف وتبنتها الشريعة , ولكنها اعراف الجاهلية من ايام رحلة الشتاء والصيف , والقرآن لم يرى فيها ما يخالف المعقول , واقرهم عليها. عندما يتحدث القرآن مثلاً عن الخيل والبغال والحمير زينة للركوب , فاى عقل كان يُخاطب ؟ , وباى مستوى ؟ , بالتأكيد كان يخاطب مستوى عقول ذلك الزمان , ولذلك لم يتحدث عن الطائرة والقطار والصاروخ اذاً كيف تظل مفاهيم القرن السابع الميلادى صالحة حتى يوم القيامة , وهى مُفارقات ازعجت عقول كثير من المسلمين - كثير من السلفيين لا يستخدمون عقولهم اصلاً – . كانت هناك ثلاث سمات اساسية فى مجتمع فجر الاسلام:- الاولى هى مشروعية الغزو للقبائل الاخرى فى عهد الجاهلية , وكانت سمة من سمات الرجولة والفخر والشرف وكُتبت فيه معلقات وكانت الغزوات وسيلة لكسب المال والانعام والرقيق والجوارى , وعندما جاء الاسلام غير الغزو الى الجهاد وطلب ان يكون هناك دعوة للاسلام قبل الغزو , فان اسلم سلم منكم , وان لم يسلم اقتلوه , وهى كانت ممارسة بديعة وليست خطاءً وهى تُعبر عما كان يجرى فى ذلك الزمان , لم يكن هناك فكر ينتشر بطريقة سلمية ولم تكن هناك وسائل اعلام - المسيحية نفسها لم تنتشر الا بعد ايمان احد الاباطرة بها ومن لم يؤمن بالمسيحية يحرق او تأكله السباع - , ولذلك كان من الطبيعى ان يحمل المسلمين السيف لنشر الدعوة . السمة الاخرى هى مشروعية الرقيق , والرقيق كان جزء اساسى من كيان المجتمع , ولو اصطدم الاسلام منذ البداية بهذه المؤسسة لما انتشر ووجد القبول , لان الرق تركيبة اجتماعية واقتصادية فى كيان مجتمع ذلك الوقت وليس للعرب فقط وانما كل شعوب العالم , فكان ولابد ان يقر الاسلام الرق . السمة الثالثة هى وجود المرأة فى البيت , والمرأة فى ذلك الوقت لم تكن تملك النضج الكافى وذلك لعدة اسباب منها الخوف من اختطافها وبيعها كرقيق , وكذلك ان الغزو والجهاد يجعل من النساء سبايا , وكذلك يجب ان ننتبه الى ان وسائل كسب العيش فى ذلك الوقت كانت قاسية وخطرة ومنها التجارة فى قوافل والترحال عبر الصحارى الشاسعة وكذلك الصيد وايضا الزراعة الشاقة بالادوات البدائية , كلها وسائل لا تناسب المرأة وهن كن ناقصات نضج اجتماعى بمستوى ذلك الوقت , كانت المرأة لا تشارك فى دفع الدية حتى لو كانت هى القاتلة , فهى كانت بلا دور فى امن المجتمع او الدفاع عن المجتمع , وعندما جاء الاسلام رفع من شأن المرأة عندما قرر ان تأخذ نصف الميراث حيث ان كثير من القبائل العربية لم تكن تُتيح هذا الحق للنساء . حتى عقوبات الحدود كانت فى مستوى ذلك الوقت لعدم وجود مؤسسات للدولة ولعدم وجود السجون , فكانت هذه العقوبات تنفذ فورا فى الشخص المذنب . الاستاذ محمود كمسلم مستنير نظر فى كل هذه الاشياء التى لم يعد يقبلها العقل المسلم اليوم , وفكر الاستاذ , كيف حدث هذا ؟ وهو رجل مؤمن ايمان عميق بالله والدين وكان هاجسه هو كيفية الخروج من هذا المأزق , مأزق النص المتعارض مع الواقع المعاصر , اُلهام الاستاذ وتحدث عن المسلم الذى يقتدى بالرسول حتى يصل مرحلة الاصالة حيث يقرأ القرآن فيعلمه القرآن ما لا يستطيع ان يتعلمه من القراءة العادية - قراءة السطور - , بمعنى ان التقوى تعلم الانسان من القرآن ما يُراد به . الاستاذ محمود قدم مساهمة رائعة اشعلت عقول الناس وجعلتهم يدركون ان هناك حلول ممكنة للتناقضات الموجودة .
| |

|
|
|
|
|
|
Re: (ملخص + صور) ندوة 18 يناير , فى بهاء الذكرى 24 لأستشهاد الأستاذ محمود . (Re: مركز الخاتم عدلان)
|
قدم المبدع طارق الامين والمجموعة المصاحبة تجربة جميلة حيث قام بتلحين واداء الكلمات التى تحدث بها الاستاذ محمود محمد طه فى وجه المحكمة وكما قال طارق الامين هى اغنية من كلمات الشهيد محمود محمد طه , وتلحين طارق الامين تجربة مدهشة نالت استحسان الحضور

 وهذه هى كلمات الاستاذ التى قام بتلحينها طارق الامين (( انا اعلنت رأيى مراراً فى قوانين سبتمبر 1983 , من انها مخالفة للشريعة الاسلامية والاسلام .. واكثر من ذلك , فأنها شوهت الشريعة وشوهت الاسلام ونفرت عنه .. يُضاف الى ذلك انها وُضعت واستُغلت لارهاب الشعب وسوقه الى الاستكانة عن طريق اذلاله , ثم انها هددت وحدة البلاد , هذا من حيث التنظير .. اما من حيث التطبيق , فان القضاة الذين يتولون المحاكمة تحتها , غير مؤهلين فنياً وضعفوا اخلاقياً عن ان يمتنعوا , عن ان يضعوا انفسهم تحت سيطرة السلطة التنفيذية, تستعملهم لاضاعة الحقوق واذلال الشعب وتشويه الاسلام واهانة الفكر والمفكرين واذلال المعارضين السياسين . ومن اجل ذلك , فانى غير مستعد للتعاون مع اى محكمة تنكرت لحرمة القضاء المستقل ورضيت ان تكون اداة من ادوات اذلال الشعب واهانة الفكر الحر والتنكيل بالمعارضين السياسين .))







| |

|
|
|
|
|
|
Re: (ملخص + صور) ندوة 18 يناير , فى بهاء الذكرى 24 لأستشهاد الأستاذ محمود . (Re: د.أحمد الحسين)
|
وهذه رائعة الشاعر عالم عباس التي ألقاها على الحضور: أبدع أيما إبداع، وألهب الأكف بالتصفيق


السطور الأخيرة في دفتر الحلاج الثاني (الى روح الشهيد محمود محمد طه )
الجوهرة كدأْبِكَ ما تنْفَكُّ أجْلَى وأَضْوَأُ وغيرُكَ في الأوحال يخْبُو ويصْدَأُ وشأْوُكَ عالٍ لا تُرامُ سماؤُهُ وما أدركوا إلاَّ الذي مِنْهُ تبْدَأُ
الثمرة والشجرُ إذا يُسْقَى مِنْ ماءٍ آسِنْ ماذا يطْرَحُ غيرَ الثمرِ الآسِنْ ؟
الفعل وفي الدار شجعانُ الأقاويلِ جَمَّةٌ ولَكِنَّ شجعانَ الفعالِ قلِيلُ فإنْ قُلْتَ قولاً لا تموتُ وراءَهُ ليَحْيَا، فلا معْنَى لِمَا ستقُولُ
المشهد حين جاءُوا بِكَ للموتِ ابْتَسَمْتْ، ضَوَّءَ الوَجْهُ النبيلْ. أزْهَرَ الشَّيْبُ حواليهِ بياضاً ناصِعَاً ثُمَّ اسْتَدَارْ, والشلوخُ الغائراتُ الحُزْنِ أغْفَتْ فازْدَهَى فيها الوقارُ, وبريقٌ في عيونٍ، هي لولا جَنَّةُ الإيمانِ نارْ! المساومة غَدَاةَ أنْ رفَضْتَ زيْفَهُمْ باعوكَ قَبْلَ أنْ يُبَايِعُوكْ, ويومَ أَنْ نَبَذْتَ بيعَةَ النِّفَاقِ هَرْوَلُوا يصارعوا ليصرَعُوكْ, فَهَاهُمُ وأنْتَ لَمْ تَمُتْ، تُرَى ما الحِجَّةُ التي بها أتَوْا يقارِعُوكْ ؟
الغرس إنْ أرَدْتَ الحَقَّ أَنْ يورِقَ فاسْقِهِ دَمَكْ، وزِنْهُ بالفعالِ، لا المقالِ تستطيبُ طَعْمَ الموتِ في فمِكْ.
الخلاص كلمةٌ لابُدَّ أنْ تُقَالْ، في بِرْكَةِ الرُّكودِ هذهِ, لا غَيْرَ هِزَّةٍ عنيفةٍ تُخَلْخِلُ الجبالْ, تُحَرِّرُ الأثقالْ، في كومَةِ الرِّكامِ هذه, لابُدّ مِنْ زلزالْ لابُدّ مِنْ زلزالْ . .
المبارزة تنهزِمُ الأفكارُ، نَعَمْ، لَكِنْ بالأفكارْ يَحْتَكُّ المنطِقُ بالمنطِقِ، والحُجَّةُ بالحُجَّةِ، والبُرْهَانُ السَّاطِعُ بالبرهانْ, نتَجَادَلُ حتَّى يَنْثَلِمُ الرأيُ الأوْهَى، في وجْهِ الرأيِ الأقْوَى نخْتَلِفُ كما يختلِفُ النَّاسُ، ولَكِنْ ياللْخِزْيِ، ويا للعارْ, إنْ أفْلَسْنَا حتَّى ضِقْنَا ذَرْعَاً بالرأيِ الآخَرْ!
المشهد الثاني كان الدَّرَجُ الصاعِدُ نحو المشنقةِ المنصوبةِ في ساحةِ "كوبر" يُدْرِكُ أنَّ الخطواتِ المُتَّزِناتِ اللائى سِرْتَ بهِنَّ وئيداً، تفْضِي نحو الموتِ الرائِعِ، و المُتَّسِقِ تماماً مع ما كُنْتَ تقولْ. كان الحبْلُ المُلْتَفُّ على رقبتك الشامخةِ الرأسِ، هُوَ الطرفَ الآخَرَ من ذاتِ الحَبْلِ الملتَفِّ على عُنُقِ الوطنِ المقتولْ. ليس بعيداً, كان قضاتُكَ و الجلادون ملامِحُهُمْ ذابتْ ووجوهُهُمْ متفَحِّمَةٌ خجَلاً وصَغَاراً، وثَبَاتُكَ مثل الخنجرِ بين أضالعهِمِِْ، فكأنَّكَ تقتلَهُمْ بمخازيهمْ شَنْقاً، وتُحَرِّرَ ربْقَةَ هذا الوطن الرائع مِنْ نَيْرِ الذُّلْ. أنتَ الأغلى، والأعلى، والأنبلْ كنا ندرك أنك تفدي الوطنَ الأجمَلْ. فلتكن القربانَ إذَنْ حتى يتطهَّرَ وجْهُ الأرضِ، ويَنْخَسِئَ البُهْتَانْ!
الطود ثَباتُكَ طَوْدٌ والعُرُوشُ هَبَاءُ, وإنْ هِيَ إلاَّ خِسّةٌ وغبَاءُ، وصَوْتُكَ بَعْثٌ في الملايين كلِّهَا, وإنْ خَنَقَتْهَا الفتنَةُ النَّكْباءُ. وقد ديسَ وجْهُ الشَّعْبِ في كُلِّ مَحْفَلٍ أَلَمْ يَبْقَ في الشعبِ الأبيِّ إباء؟ُ
فبراير1985
(عدل بواسطة مركز الخاتم عدلان on 01-20-2009, 12:50 PM)
| |

|
|
|
|
|
|
Re: (ملخص + صور) ندوة 18 يناير , فى بهاء الذكرى 24 لأستشهاد الأستاذ محمود . (Re: مركز الخاتم عدلان)
|
ملخص حديث د. امين مكى مدنى :-


التحية لذكرى هذا اليوم اشكر الاخ الفاتح عباس فى جريدة (اجراس الحرية) لانه فى عدد اليوم 18 يناير اعاد فتح ملف استشهاد الاستاذ للذين لم يعاصروا هذ الحقبة , وكذلك الاستاذ طه ابراهيم الذى قدم اسهامات جليلة فى طرح الفكرة الجمهورية فى الكتب والمقالات والندوات وساحات المحاكم . عندما نحتفل بمثل هذه المناسبات , نُحاول ان نستلهم الدروس والعبر منها .. رسالة غير رسالة الشجاعة والثبات والعقيدة الراسخة , والصمود فى وجه نظام مثل نظام (مايو) .. كانت الرسالة الاخرى للجميع , ولنا نحن ايضاً فى حقل القانون هى استقلال القضاء , فبدون قضاء مستقل لا يمكن الحديث عن الحرية ولا عن التنمية ولا اى شيء اخر .. مع الاسف فهذا هو الحال اليوم ايضاً فيما يتعلق باستقلال القضاء . الرسائل كانت واضحة , ان هناك شخص حاكم فاجر وكاذب , قرر ان يتحول لامام للامة وقائد وشيخ للاسلام , هكذا فجأةً وبعد غضبه من القضاء , ذهب فى افتتاح محكمة فى (الفاشر) وشتم هناك القضاة وقال انه سوف يقوم بتغيير القانون , كانت الازمة بسبب عزل بعض القضاة وتعيين اخرين لا علاقة لهم بالقضاء – كما هو الوضع الان - , ثم كانت كارثة قوانين سبتمبر من صنع (بدرية) و (عوض الجيد) و (ابو قرون) .. وكانت مهزلة العدالة الناجزة بكل استباحتها لخصوصيات الناس , وتم تنفيذ الاحكام الفورية محاكمة الاستاذ محمود كانت عملية سريالية ومسرحية سخيفة , لانك تُحاكم اشخاص اعترضوا على القوانين التى تُطبقها السلطة وقاموا بتوزيع منشورات تعترض عليها وتقول للحاكم ان ما تفعله فيه تشويه للاسلام وان للاسلام وجه اخر , تم اعتبار هذا الامر تحدى للنظام رغم انه دفاع عن الاسلام وموقف فقهى .. - وجدت بعد ذلك ورقة تتحدث عن ان هذه فرصة للتخلص من الاستاذ - . انعقدت محكمة (المهلاوى) , ورفض الاستاذ الامتثال لنظام المحكمة وقال ان القضاة غير مؤهلين فنياً وضعفوا اخلاقياً - اكرر ان هذا هو الحال اليوم ايضاً - , وتمت المحاكمة بموجب قانون امن الدولة , الشيء المعتاد فى حالة الحكم بالاعدام فان هذا الحكم يذهب للمحكمة العليا للتأييد , هناك كما هو معروف محكمة موضوع ومحكمة عليا , , وفى حالة الاستاذ تم ابتداع امر خارج القانون ومخالف له , حيث تم تعيين المعتوه (المكاشفى) قاضياً للاستئناف .. و (المكاشفى) قال انه يؤيد حكم الاعدام لسبب مختلف عن السبب الذى صدر بموجبه حكم الاعدام ! .. الطريف هنا انه لا يمكن ان يُحكم عليك بالاعدام لانك (دفقت موية من قزازة) ويأتى تأييد حكم الاعدام لانك مزقت كراسة ! . الحكم كان الاعدام لمخالفة قانون امن الدولة , و (المكاشفى) قال انه يؤيد الاعدام بتهمة الردة , والردة لم تكن موجودة فى قانون العقوبات - انتبه لها شيخ الترابى فيما بعد وصاغها فى قانون 1991 - , كانت بدعة ابتكرها (المكاشفى) فى نفس اللحظة .. المعتوه (نميرى) ظهر فى شاشة التلفاز فى تلك الايام وقال انه بعد الاطلاع على جميع كتب الدين والفقه والقانون والدستور لكى اجد مخرجاً للأستاذ ولكننى لم اجد ! وتم تنفيذ الحكم على الاستاذ , ومنع اسرته من دفنه , ومصادرة كتبه , ومصادرة منزله .. اشياء لا علاقة لها اطلاقاً بالقانون . اقول انه غير الشجاعة والصمود للأستاذ فان الرسالة الواضحة هى اوضاع الحريات العامة , عندما تقوم بتوزيع اوراق فى الشارع تعبر بها عن اراء معينة ويذهب بك هذا الفعل الى حبل المشنقة على يد قضاة غير مؤهلين فنياً وضعاف اخلاقياً . حالة القضاء اليوم هو التردى الكامل , فى كل شيء من مظهر القاضى فى ملابسه , وحالة قاعات المحاكم .. تردى كامل وشامل . الرسالة هى لا حرية بدون استقلال قضاء حقيقى .
| |

|
|
|
|
|
|
Re: (ملخص + صور) ندوة 18 يناير , فى بهاء الذكرى 24 لأستشهاد الأستاذ محمود . (Re: مركز الخاتم عدلان)
|
ملخص حديث د. الوليد مادبو

عندى تجربة شخصية وجدانية , عندما شرعت للتحضير فى العلوم السياسية فى الولايات المتحدة , كنت ابحث فى العلاقة بين (المغرب) و (السودان) فى محاولاتهما التوفيق بين اللبرالية والاسلام , وكنت كلما تحدثت مع المغاربة عن المفكرين المستنارين فى الاسلام يقولون لى عندكم فى بلدك محمود محمد طه تم اعدام الأستاذ وانا طالب فى الجامعة وهزنى هذا الحدث , وعشت صراع بين رغبة الانسان البدوى فى الاعجاب بالرجل الشجاع , ورغبة المسلم صاحب الايدولوجية التى تنفى الاخر . كنت ادخل المكتبة واحمل واحد من كتب الاستاذ وانا خائف , ودخلت فى حوار مع امينة المكتبة باننى خائف من الفكر .. من خلال هذه التجربة الاكاديمية اتضحت لى قضية العقلنة , والتغيير الذى يحدث لك عندما تعيش فى مجتمع متطور , وهذا دفعنى للقراءة والمقارنة وتخلصت من الخوف وتماسك وجدانى . اى جهد يبذله المثقف لخوض معركة الوعى هو جهد خاسر ما لم نسعى للتغيير فى مجالات التعليم والاعلام لتمهيد الارضية نحو الانطلاق . لقد فقدنا الاستاذ عبدالخالق محجوب وفقدنا الاستاذ محمود , انا ادعو للاستفادة من تجارب هؤلاء الناس وليس التقديس , لان الاستاذ نفسه قال ان هذه ليست هى النهاية , وانها مرحلة فى تطور الفكر الاسلامى . يجب علينا ان نخوض معركة للاستنارة , وندوة مثل هذه لو تم تغطيتها ونقلها بوسائل الاعلام الى اقاصى السودان فهذه خطوة نحو العقلنة وعلمنة التفكير السودانى . بدلاً عن العبث الذى يقدمه (امين حسن عمر) فى الاعلام , لو تم نقل مثل هذه الفعاليات لسار العقل السودانى فى درب الاستنارة . عند الحديث عن (نميرى) وغيره , المشكلة ليست فى الاشخاص , المشكلة فى الاستبداد القابع فى ثقافتنا الاخلاقية والفكرية والروحية , وهو امر يجب الاعتراف به والسعى لمعالجته معالجة جادة .. لانه هو نفسه الاستبداد الذى تسرب للنص ولفهمه . لا يكفى الاحتفال والتصفيق , وانما يجب ان تكون هناك لجان من مختلف التخصصات لفكفكة النظام التعليمى عندنا وابعاد ذهنية الاستبداد فيه , والنقطة المحورية لهذه العملية هى الفكر الانسانى , والاستاذ محمود نفسه كان مفكراً انسانياً . اعتقد ان العقيدة والايمان هما وسائل الوصول للفكر العالمى الانسانى , واننا من الممكن ان نتحرر وجدانياً بتملكنا للفكر الانسانى , ونتحرر معرفياً بتملكنا للابستمولوجية الصحيحة والسليمة .. هناك الان من يعرض فكر جديد بابستمولوجية قديمة ومنهم السيد الصادق المهدى , وهناك من يفعل العكس .. نحن نريد ان نعرض افكار جديدة بابستمولوجية جديدة . عندما ذهبت لاستقبال الشاعر السودانى (محجوب شريف) فى المطار ذات يوم , قلت لهم اننى لست شيوعياً ولكننى حضرت لان محجوب رجل عظيم .. والان انا لست جمهورياً ولكنى حضرت لان الاحتفال بالأستاذ مفخرة لنا قبل ان تكون مفخرة للأستاذ محمود محمد طه .
| |

|
|
|
|
|
|
Re: (ملخص + صور) ندوة 18 يناير , فى بهاء الذكرى 24 لأستشهاد الأستاذ محمود . (Re: مركز الخاتم عدلان)
|
ملخص حديث أ/ محمد ابراهيم كبج

انا لم اقابل الاستاذ وجهاً لوجه , لكننى قابلته فى ساحة القراءة كثيراً , كنت من المدمنين لكتب الاستاذ .. و الشباب من اتباعه كانوا يقومون بتوزيع هذه الكتب والاوراق بشكل شخصى , الزخم والحراك فى ذلك الوقت كان يعصف بكل الانظمة وعلماء السلطان . المصيبة الكبرى هى اغلاق باب الاجتهاد فى الاسلام , والانجاز الاكبر للأستاذ محمود هى اختراقه لكل تلك السدود والابواب لكى يفهم ويتمعن القرآن والسُنة بطريقة عصرية , ونجح فى ذلك , ولو استمر هذا النجاح لعصف بعلماء السلطان الذين يدافعون عن السلطان وامتيازاتهم وليس عن الدين . الذين حاكموه ادركوا الخطر الذى يمثله , لانه يعصف تماماً بما قبله ويقدم رؤية جديدة , وما حدث كان دفاع عن مصالح اولئك العلماء الشخصية . حتى فى الزمن الحالى ومع انقلاب 1989 , تمت الاستعانة بعلماء السلطان , وعندما عزل شيخهم من النظام ظل يحتمى بعلماء السلطان ويتحدث عن علماء الجانب الاخر بانهم علماء نكاح . استشراف المستقبل عند الاستاذ يبدو جلياً فى وصفه الدقيق للذى سوف يحدث عندما تأتى الجبهة الاسلامية للسلطة فى السودان , ووجدنا كل الذى وصفه قديماً وتحدث عنه , وجدناه حقيقياً امامنا - رغم انه قدم هذه الرؤية قبل فترة طويلة من وصول الجبهة الاسلامية للسلطة - .. قدم قراءة رائعة للمستقبل . ثم كانت وقائع المحكمة الشهيرة , قدمت لنا عالماً ضليعاً فى علمه , وقف شامخاً وحاكم من كانوا يريدون محاكمته , صامداً حتى نهاية الطريق . كل هذه الوقفات كانت لجيلنا فى ذلك الوقت مصدر الهام جديد .. حاولوا عند اغتياله ان لا يذهبوا لمزبلة التاريخ , ورغم اغتياله فقد ذهبوا طوعاً للمزبلة .
| |

|
|
|
|
|
|
Re: (ملخص + صور) ندوة 18 يناير , فى بهاء الذكرى 24 لأستشهاد الأستاذ محمود . (Re: مركز الخاتم عدلان)
|
ملخص حديث د. عمر القراى


بسم الله الرحمن الرحيم اشكر كل من شارك فى هذه الليلة . الكلمات التى سمعناها فى المحكمة , وواجه بها الأستاذ المحكمة هى ليست الكلمات الاولى له فى ساحات المحاكم .. الأستاذ واجه محكمة فى العهد الاستعمارى فى عام 1946 محكمة عقدت فى (مدنى) بعد ثورة (رفاعة) , وكان الانجليز قد وجهوا له تهم معينة وارادوا منه الحضور للمحكمة , وتقدم بعض المحامين للدفاع عنه , ولكن الأستاذ اعتذر عن قبول دفاع المحامين بنفس الصورة التى تمت سنة 1985 , وواجه المحكمة وهى تتهمه باثارة الشغب وتحريض شعب (رفاعة) وقال امام المحكمة . ((انا برىء .. واهالى رفاعة جميعاً ابرياء , والمسألة سلسلة اخطاء من الادارة البريطانية)) . وهو قد ادان الادارة البريطانية كلها فى المحكمة , وحكم عليه بالسجن ودخله كاول سجين سياسى فى الحركة الوطنية السودانية على الاطلاق . مع ذلك نحن لا نقرأ عن الأستاذ فى كتب التاريخ , ولا اى مؤرخ سودانى كتب عن الحركة الوطنية يذكر الأستاذ ولم نسمع منهم ان الاستاذ محمود هو اول من تكلم عن حق الحكم الاقليمى للجنوب قبل المثقفين الجنوبيين انفسهم. ما هو السبب فى ان الأستاذ قدره مجهول عند المثقفين السودانيين ولا يذكر ابداً ؟ .. هو نفسه قال :- ((ان ما جئت به هو من الجدة بحيث اصبحت به بين اهلى كالغريب , وبحسبك ان تعلم ان ما ادعو اليه هو نقطة التقاء الاديان جميعاً , حيث تنتهى العقيدة ويبدأ العلم , وتلك نقطة يدخل منها الانسان عهد انسانيته ولاول مرة فى تاريخه الطويل )) . وصف نفسه بانه غريب , والغرابة فيها مستويات كثيرة جداً ومنها ان الشعب لم يشعر بتضحيته من اجلهم , وهو عندما جاء للمحكمة فى 1985 لم يدافع عن الفكرة الجمهورية , هو تحدث عن استقلال القضاء وعن تعذيب واذلال الشعب , وعن تهديد وحدة البلاد .. تحدث عن قضايا عامة هى قضايا الشعب السودانى , وحتى فى محكمة (رفاعة) تحدث عن قضايا الشعب السودانى . نحن لم نشاهد انسان لديه ايمان بالشعب السودانى مثل الأستاذ محمود , ولا انسان لديه الثقة فى مستقبل (السودان) رغم كل ظروفه مثل الأستاذ محمود , ولذلك قال :- (( انا زعيم بان الاسلام هو قبلة العالم منذ اليوم , وان القرآن هو دستوره , وان السودان اذ يقدم ذلك الدستور فى صورته العملية المحققة للتوفيق بين حاجة الفرد للحرية الفردية المطلقة , وحاجة الجماعة للعدالة الاجتماعية الشاملة , انما هو دائرة مركز الوجود على هذا الكوكب .. ولا يهولن احداً هذا القول لكون السودان خاملاً , جاهلاً , صغيراً , فان عناية الله قد حفظت على اهله من اصائل الطباع ما سيجعلهم نقطة التقاء اسباب الارض باسباب السماء )) . كان لديه الامل فى الشعب السودانى - رغم بعد الشعب عن العالم وجهله - , .. اتذكر ان صحفى مصرى قال له ان الشعب السودانى شعب كسلان ولا يعمل فقال له الأستاذ :- (( ما ضرروى ح تجى الشعوب وتخدمه)) . واجه الأستاذ كل الحكومات , وواجه الطائفية بشقيها , وكان ضد كل هذه الحكومات , وكان شديد الثقة فى الشعب السودانى , وكان يقول :- ((الشعب السودانى عملاق يتقدمه اقزام)) . طرح الأستاذ حل للعالم كله .. الشيوعية والراسمالية افكار قائمة على المادة , بينما الأستاذ قال ان الوجود روحى ذو مظهر مادى واخرج القضية الى مدى جديد . د. منصور خالد من اوائل المثقفين الذين انتبهوا لدور الأستاذ , ونحن نسعد باهتمام المثقفين بافكاره , ونحزن عندما نجد كثير من السودانيين ليس لديهم الاهتمام بافكار الاستاذ .. كان هناك استطلاع فى الصحف اليومية قبل فترة وتم سؤال طالب جامعى عن الاستاذ محمود فقال "اظنه من الذين حاربوا فى المهدية "! . نعتقد ان هذا ايضاً تقصير من جانبنا نحن الجمهوريين حيث توقف النشاط فى فترة من الفترات . ليس هناك فى (السودان) حزب ارتكز على فكرة سودانية وعلى التربة السودانية غير الجمهوريين , وكل الاحزاب الاخرى قائمة على افكار جاءت من الخارج .
(عدل بواسطة مركز الخاتم عدلان on 01-21-2009, 08:23 AM)
| |

|
|
|
|
|
|
Re: (ملخص + صور) ندوة 18 يناير , فى بهاء الذكرى 24 لأستشهاد الأستاذ محمود . (Re: مركز الخاتم عدلان)
|
مداخلة أ/ عادل بخيت


مداخلتى حول لاهوت التحرير عند الأستاذ محمود .. معروف ان مفهوم لاهوت التحرير جاء من امريكا اللاتينية بقيادة الكنيسة الكاثوليكية هناك , وهو تجربة ثورية فى الفكر المسيحى , واعتمد المفهوم على ان الدين ليس هو الخلاص الفردى , وانه جدلية بين عالم اللاهوت وبناء العالم , وهى جدلية تهتم بتحرير الانسان . لاهوت التحرير دمج النصوص بعضها مع بعض واعاد التفسير لصالح المعدمين والمهمشين . استطيع ان اقول ان الاستاذ محمود احدث انقلاب لاهوتى فى الفكر الاسلامى وبالذات فيما يتعلق بالرسالة الثانية من الاسلام , وقدم قراءة متجددة وثورية تُعيد تفسير النصوص , وهو اول من قدم فكرة تاريخية النص لكى يتواكب مع متطلبات العصر . انا انتمى لمدرسة فكرية تتبنى فكرة التغيير وهى مدرسة الحركة المستقلة , وهى حركة عندها ود خاص مع الفكر الجمهورى . الأستاذ ينطلق من فكرة الثقافة الاسلامية المهزومة ومحاولة اعادة البعث للفكر الاسلامى بنظرة متجددة .. عندنا فى مدرسة الحركة المستقلة ايمان بمفهوم الحرية وتحرير الانسان السودانى من الافكار التى تكبله ومن التاريخ الذى افرز لنا الطائفية , وهى نفس الافكار فى الفكر الجمهورى . لماذا لا يتم الاحتفاء عندنا فى السودان بالمفكرين السودانيين وبافكارهم ؟ , حيث ان افكار الأستاذ محمود تنداح فى جنوب شرق اسيا , وفى كثير من دول العالم هناك احتفاء بافكاره وان لم تخنى الذاكرة فان البرلمان الانجليزى قد اقام حفل تأبين للأستاذ . . فلماذا نهتم هنا فى الساحة الداخلية بافكار لاهوت التحرير فى امريكا اللاتينية ولا نحتفى برائد لاهوت التحرير فى السودان ؟ , اعتقد ان هذا يندرج تحت بند الثقافات المهزومة لدينا..
(عدل بواسطة مركز الخاتم عدلان on 01-21-2009, 08:35 AM)
| |

|
|
|
|
|
|
Re: (ملخص + صور) ندوة 18 يناير , فى بهاء الذكرى 24 لأستشهاد الأستاذ محمود . (Re: مركز الخاتم عدلان)
|
مخلص حديث د. فاروق محمد ابراهيم :-

معرفتى الشخصية بالأستاذ محمود اقتصرت على أمسية واحدة فقط , فى النصف الثانى من نوفمبر 1964 فى مدينة (ود مدنى) , اتصل بى يومها احد الزملاء الجمهوريين العاملين فى هيئة البحوث الزراعية والتى كنت اعمل فيها , وقال لى ان الأستاذ محمود يدعوك ويريد ان يتناقش معك , ويريد ان تحضر معك عدد من زملاءك الشيوعيين .. ذهبت ومعى الاخ سليمان حامد , وسيف النصر ميرغنى وشخص ثالث , ثورة اكتوبر كانت فى قمتها فى ذلك الوقت وكل السلطة التشريعية والتنفيذية والقضائية فى يد 19 شخص تقريباً وهم حكومة جبهة الهيئات التى تشكلت عقب الثورة , والشارع عملياً كان هو الذى يحكم الوضع فى تلك الفترة , المسئولية لدينا حينها كانت فى كيفية تطوير هذا الوضع , كانت هناك بشائر تغيير ثورى كبير وامامنا انتخابات , وكان رأينا ان الشارع متجاوز لمسألة الانتخابات وعلينا ان نمضى بالثورة لنهايتها . الاستاذ محمود كان يريد ان يناقش معنا القضايا الفكرية وقال انه يتفق معنا فى القضايا الاجتماعية اتفاق كامل وقال ان هذا لا يكفى وحده وانه لابد من الجانب الفكرى حتى تتقدم الثورة للامام ويتم تحقيق البرنامج السياسى والاقتصادى , وطرح فى تلك الامسية رؤية الفكرة الجمهورية . نحن وقتها لم نكن قد اطلعنا على افكاره - 1960 صدر كتابه الاول عن الاسلام وكان يحوى كل الافكار الاساسية التى تطورت فيما بعد - , وكانت كل كتبه الاساسية قد صدرت حينما اجتمع معنا ونحن لم نطلع عليها , فكانت مناقشتنا معه متحفظة جدا , وهمنا كله ان هذا انسان صاحب خلفية دينية , وافكاره غير واضحة بالنسبة لنا وهى مثيرة للجدل , كلامنا انحصر فى ان الماركسية ليست ضد الدين , بينما قدم هو كلاماً اعمق بكثير جداً من حديثنا - افكاره اتضحت لنا فيما بعد - , اعتقد الان ان الدعوة فى ذلك الوقت كانت مناسبة جداً , لان المشروع الاجتماعى والسياسى والاقتصادى للحزب الشيوعي , كان ينقصه الجانب الفكرى الذى قدمه الأستاذ محمود محمد طه . اريد ان اتحدث عن اهمية افكار الأستاذ الان فى (السودان) وفى العالم , فى الورقة التى قدمتها لعرض كتاب د. محمد محمود (البحث عن الالوهية) , وضعت عنوان الورقة (الحركة الانسانية الجديدة , بتوحيد الكفاح الروحى المستند الى الصلاة مع الحركية الاجتماعية السياسية لتغيير العالم) .. وهذا العنوان يلخص مشروع الاستاذ واهميته . العالم الان يعيش ازمة عميقة وفى فترة تحول , ونحن هنا محلياً نعيش فى ازمة عميقة .. والاساس لهذه المشكلات هو انتقال العالم من المشروع الكلاسيكى والذى كان جوهره الدين , الى مشروع الحداثة وجوهره العلم , هذا هو التغيير الاساسى الذى حدث قبل 300 او 400 سنة . هذا التغيير اتخذ الصورة العلمانية لمشروعيه - الراسمالى الليبرالى .. والماركسى الشيوعي - , الصفة العلمانية لهما قالت ان المعرفة لها مصدر واحد وهو العلم القائم على التجربة الحسية , وهذه هى الفكرة الرئيسية فى العلمانية , فالعلمانية ليست فقط حرية التعبير والتنظيم واستقلال القضاء وفصل السلطات وغيره , الجانب الفلسفى فيها هو النظرية الاحادية المعرفة والتى ترفض اى مصدر اخر للمعرفة – مثل الوحى سابقاً , والمعرفة والممارسة الناشئة من الوعى الصوفى الروحى حالياً - . الازمة التى يمر بها العالم اليوم هى ازمة المشروعين , والانهيار ليس فقط فى المشروع الشيوعي الماركسى , الانهيار والدوى الاكبر للمشروع الراسمالى العلمانى الغربى فى كل جوانبه .. وكما نشاهد الان فى (غزة) فان الدولة العلمانية يرفضها الذين يدعون للعلمانية - ان تكون هناك دولة ديمقراطية وكل انسان له دينه الخاص به , ويعيش تحت مظلتها - . اذا نظرنا للمشروع الراسمالى بالصورة التى قدمها (ولتر رستو) فى (بيان غير شيوعي) , بالنسبة لمراحل التطور الاقتصادى الخمسة , سنجد فى نهاية النظام المجتمع الاستهلاكى الكامل والنظام القائم على الاستغلال والخواء الروحى الكامل . ايضاً فيما يتعلق بالمشروع الماركسى نجد ان الفكرة الاساسية عند (ماركس) هى استلاب وتغريب الانسان وتحدث عن ثلاث اسباب رئيسية لهذا الاستلاب وهى الملكية الخاصة والدولة والدين , وبالغاء هذه المؤسسات واتباع برنامج تغيير اجتماعى وسياسى يصل بالناس للمجتمع الشيوعي وتتم ازالة الاغتراب .. وانا ذكرت فى محاضرة سابقة ضرورة فصل هذا المفهوم - والذى تحمل منه الشيوعية اسمها - من المحتوى الاشتراكي العلمى للماركسية . الازمة تتمثل الان فى ان هناك تقدم مادى سريع وهناك خواء روحى , والفكرة الاساسية للأستاذ محمود هى لمعالجة هذا التناقض ولتطور المجتمع ككل , وهى فكرة عابرة للاديان ولا تخص المسلمين فقط .. كل انسان عنده البعد الالهى المقدس , وكل انسان يُصلى , حتى الملحد لو جلس جلسة تأمل فانه يخاطب الجانب المقدس فيه . انا حاولت ان طرح المشروع الاساسى للأستاذ وحاولت ان افصل الجوانب المثيرة للجدل , والصيغة التى اقدمها هى توحيد الكفاح الروحى المستند للصلاة , بمخاطبة الجانب الروحى للشخص وتوحيده مع الحركية الاجتماعية السياسية لتغيير العالم وتحقيق العدالة الاجتماعية . الرسالة الثانية اعتقد انها رسالة قابلة للتفسير باى لغة , هى رسالة الحرية والاخاء والمساواة وهى ما طلبته كل ثورات الحداثة , ثم خانتها بعد ذلك . فى فترة الحداثة القديمة قامت الحركة الانسانية وكان هناك تضاد بين الانسان والاله , المشكلة فى الدين كانت فى التفسير السلفى الاصولى للنصوص .. الدين الصوفى هو الدين الحقيقى الموجود فى نفس كل انسان , وهو ما عبر عنه الاستاذ محمود محمد طه , وهناك كثيرين عبروا عن نفس الفكرة وهناك كتب تصدر كل فترة فى هذا الميدان . هذا المشروع رافد اساسى لحركة انسانية جديدة , حركة الايمان جزء اساسى فيها , الى جانب المشروع الاجتماعى الاقتصادى والسياسى .
| |

|
|
|
|
|
|
|