|
Re: من هم كتاب ال"صالونات "؟ (Re: خالد العبيد)
|
خالد الحبيب لاننى كما ذكر حدهم كاتبة "صالونات" اهديك هذا النص
حاجة سعيدة
تفتحت العيون في اسرتنا علي لمعة ضحكتها الناصعة واعتادت الاذن صوتها متخللا الاوصال ، فتنام الاحزان بضحكة منها ، فهي تمتلك المقدرة علي جذبك بمغناطيسها الضاحك المشع فرحا ، دعابة لا تنقطع قط . منذ ان وعينا الحياة وهي امامنا وخلفنا ، معنا في كل لحظة لا نذكرها في غيابها الا وتجئ داخلة كخزانة جليلة مفتاحها مدسوس في قلوبنا . لكل واحد منا مكانة خاصة بها ، فهناك من يعرفها وهي تميس في حلبة الرقص في حفلاتنا ، ايا كانت نوعية الحفل فهي الجرتق الذي ينسدل عطره علي كل فرد ، ويتشتت حريره علي كل من يود شبالا ، في المناسبات الكبيرة كالزواج ، تجئ باكراتوقظ من كان نائما ،تدخل رواكيب القلوب بزغاريدها ، تجئ من مدينة مدني حيث كان عم الجاك زوجها يشتغل هناك ، كنا لا نعرف اين تقع مدني لكننا نحبها لانها تجئ الينا كل حين بحاجة سعيدة مصحوبة دائما بعم الجاك وأطفالها الذين غدوا الآن رجالا ونساءا ، تدخل من شراعة الروح بلا موعد ، تطلق زغرودة الترحيب الاولي من( خشم الباب) ، ليصحو من كان متكاسلا ، ويفرح من كان محزونا ، فهي الحاجة سعيدة قد جاءت - مبروك وبخيت ، بيت مال وعيال ، تغلبو بالمال ويغلبا بالعيال ، احي يا يمه ، والله والله دي نهزة من الساعة خمسة الدغش ،صلينا انا والحاج الفجر ، ومن ساعتنا ديك علي محطة( الباظات )الحمد لله (الباظ ) ما اتاخر، اها ، دحين وين بكان العواسة ، وفيها منو من اما ت (دزه )بري ديل ماناسي ، ولا اقول ليكن ، المرارة والكمونية ديل حقاتي ، اها النقوم نشوف حالي بي غادي . الآن وقد مضت الاعوام كبرنا ( وكبرت احزانا )عمت الفوضي التي ضربت بعصي الموت والترحال ذاك المكان الزى كان بيتا كبيرا ( الحوش) هكذا كانت تسميته ، تدخله من ناحية شارع الفيل أو من زقاق الشيخ اسحاق حمد النيل فهو (فاضي معلم الله ) الا من بعض الذين يجذبهم الحنين الي ذكرياته وايامه المجيدة فلقد رحل من رحل ممن كانوا يصنعون الفرح والحياة فيه ، تآكلت روحه كما تتآكل الجدران الرطبة ، ولم يتبق سوي الذكرى نلوكها ونتعزى بها عن فقدنا . الحاجة سعيدة رحمها الله يا لتلك المراة الحميمة الضحكة حتي لكأنك تعرف تلك الضحكة منذ ان كنت في رحم الغيب ويا لتلك الرقصة التي عرفت بها والتي ازعم ان من اطلق عليها ( الحمامة)كان قد شهد حاجة سعيدة وهي ترقصها ( الرأس يغوص حتي منتصف الظهر ، فلا تكاد تراه الصدر يعلو كابرع ما تكون راقصة الباليه ، الاكتاف مسدولة في ارتخاء تحسدها عليه ، والعنق يجئ ويذهب يمنة ويسرة في عذوبة ويسر، سبائب الشعر ( الديس ) تصل قرابة الارض ، لكنها تعود الي موقعهاالي صهوة الاكتاف ليستقيم العود الفارع ثانية ) كنت ارقبها وهي ترقص اتمني ان اكون في مثل لدونتها وبراعتها في الرقص الزى كنا نتسابق لمشاهدته ، ولعمرى كثيرا ما تصورت بعد ان تعرفت الي اغنيات الحقيبة انها حتام المعنية بكل تلك التخريجات الرائعة الكلمات ، والقصائد ، فلقد حكي لي جدي بشير عليه الرحمة انه كان مولعا ببيوت ( اللعبات ) وكانت هي مولعة بالرقص ، فكان بعد ان يهجد الكبار يناديهن للخروج ( مسارقة ) يخرج بهن كراع يخاف علي شياهه من الذئاب يدخل بهن الي بيوت اللعبات ولا يراهن الا بعد انتهاء اللعبة ( الحفل ) وما يزال بعض حبوباتنا وجدودنا يطلقون ذلك الاسم علي بيوت الاعراس ، وما يزال البعض ينادي وزير الرياضة بوزير ( بتاع لعب ) حاجة سعيدة علي وعد دائم مع الضحك حتي في احلك الاوقات ، لا تراها الا وهي ضاحكة لعلها ـ هكذا اتصور ـ ان اسمها جاء قبل ان تعرف القابلة ما اذا كانت ولدا او بنتا ، لكنها حين جاءت بنتا ضاحكة ، اسموها سعيدة ليتطابق الاسم مع المسمي الي الابد . لم ارها حزينة الا بمقدار ما يعلو الحزن لحظة غابرة ، تعود بعدها لمداراته بضحكة لا مرسومة ولا مفتعلة ، روحها الصفاء ، ليست صاخبة ، لها قلب دافئ ، علي نحوها ، وطعم خاص ايضا ، حتي بعد ان تساقطت الاسنان ، ظلت الضحكة مشرقة والابتسامة حلوة ، بروح طفولية وبريئة.تشابه وجهها المختوم بشلوخ مطارق رفيعة وفم دقيق، وشعر (ممشط بالسلة )وانف افطس جميل ولون تشتهى الخضرة فيه، فهى لام جنوبية من ملكال واب من القطينة لديها قاموسها الخاص مفرداته من صنعها ، فهي صانعة جيدة للكلام ، بمقدار ما ما يجعلك ترجح ان هذه الكلمات ، معدة لتتعاطاها حاجة سعيدة ، فهي مع الاطفال طفلة ابرع منهم مع بعضهم البعض ، مع النساء الرقة والعطف والعذوبة ، مع الرجال القوة والصلابة والعزيمة والكرامة التي لا تنحني لها ( جبهة) لغة لكل انواع البشر ، تخاطبهم فتحس مبلغ الاحترام بين الطرفين فهي ( حلال المشبوك ) وسند الضعيف ومفرحة الحزاني . مع اولادها هي الام التي لا حدود لطاقة الامومة لديها ، ليتك تراها مع احفادها ، ستاخذك الغيرة وتتمني ان تكون احدهم . حين تهل فلا مكان ( لبوزممدود ) ولا لاحد ( حانف وشو ومطرم ) لانها حينذاك ستترك كل ما عندها وتجئ الي من كان( ممدود البوز او محنوف الوش او المطرم ) وتوجه كل طاقاتها الي اضحاكه ، لانها ستقول له علي رؤوس الاشهاد :- هي بس كدي هيا اب دزه ، ساو حجباتك امات بعر ديل ، اجي مالك هسي ؟ خلاس ؟ طار ليك ولا قام بيك ؟ جاك البعرفو مرض حامد ، من عويناتك ديل بخبرك هسي البنيات ما حلاتن ، زي النجف واسمح كمان ، ومالك حانف وشك كدي ؟ ماك شديد تحمد سيدك ، الشغل شعال واحسن وظيفة ، القراية ماخليت ليها حد ، البيت ماشاء الله تبارك الله ، العربية عندك تحمد سيدك ، الملالين عندك ، وحاشاك ماك بخيل ، اها نان مال عدوك ؟ انت قول خيروالباقي بنتم فان كنت مكان ذلك الرجل حتام ستنفرج اساريرك لان طريقة الاداء لا تضاهي بابرع الممثلين ، من الكوميديانات ، وغالبا ما ترد عليها - يا حاجة سعيدة ام المحن وغالبا ما ترد عليك بقولها : - اول البمرق النصيحة ياهو العندو المحن ؟ هسي أقول ولا ... بالله كان اقول ، بت الناس المزازي بيها دي ، اجي اجي ، ولا قايلني ما عارفة ؟ الضحك والتكشم بلا غرد ،يندخرلك ، ضحكن يجيب الرايح ، ولا قايلني ما بفهم غرودة العيون ، والتسبل ، والحس الناعم ؟ هوي با ولد ارعي بي قيدك ، خلي البشتنة البتسوي فيها دي وقوم علي حيلك سد مالك وشوف احوالك ، ولا والله ان ما سويت كدي ياني الشايفا ليها عريس هايش وكباب درايش واخلي خشمك ملح ملح ، اجي يا يمه ، البشتنه ما سمحة والسترة واجبه بنات الناس ماهن لعبة ، والله باكر تقول حاجة سعيدة قالت ، الله يديك العافية واللقمة الدافية ، والنية الصافية الكلام عجبك تتكشم بلا نارالقصب ، والرجفة ، اجي يا بنات امي شوفن جنس السخته دي ؟ اها اها لمن شعرة جلدي كلبت نان يا ولدي العرس ما سمح ، وهي ذاتا بتا هدية ورضية ، الغنماية تاكل عشاها ، والكلمة الباردة من حشاها ، والسماحة حقتا تب ، بتا تختها في الجرح يبري ، لا نضامة لا حوامة ، لا لوامه ، اللون يا الله بجيك وتسالني الدهب المجمر ، طول كدي ، مستورة ومحضورة بتا لا بتقلب الكلام لا بتخرب النظام ، مادبه ومهزبه ما سمعنا زولا قال تب عليها مالك يا ولدي ؟اخير ليك من هسي شوف جناك الولادة ( سغرة) سوي ليك تيرابا يشيل كبرك يشيل اسمك ويعدل هدمك ، قوم علي عمل الخير الله يجازيك بكل خير ، قوم الله يرضي عليك ويديك الفي مرادك وتخرف وسط اولادك يا ود بتول بت الما فيها قول ، ونحنا غير صالحك ما دايرين ، وغير سمحكن ما طالبين ، ولا ما ياهوكدي ؟ هي هكذا دائما مهزارة في غير ما ابتذال ، مدرارة لحلو القول ، تدخل البهجة الي قلبك قصدا ، رحمك الله عمرك ايتها المرأة الرائعة
هيوستون / 1999
|
|
![URL](https://sudaneseonline.com/db/blank.gif) ![Edit](https://sudaneseonline.com/db/blank.gif)
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
من هم كتاب ال"صالونات "؟ | سلمى الشيخ سلامة | 01-15-09, 01:55 AM |
Re: من هم كتاب ال"صالونات "؟ | خالد العبيد | 01-15-09, 02:06 AM |
Re: من هم كتاب ال"صالونات "؟ | سلمى الشيخ سلامة | 01-15-09, 01:08 PM |
Re: من هم كتاب ال"صالونات "؟ | سلمى الشيخ سلامة | 01-15-09, 02:10 AM |
Re: من هم كتاب ال"صالونات "؟ | سلمى الشيخ سلامة | 01-15-09, 02:21 AM |
Re: من هم كتاب ال"صالونات "؟ | mohmed khalail | 01-15-09, 03:04 AM |
Re: من هم كتاب ال"صالونات "؟ | Saber Abdelhadi | 01-15-09, 03:20 AM |
Re: من هم كتاب ال"صالونات "؟ | عبدالوهاب علي الحاج | 01-15-09, 05:42 AM |
Re: من هم كتاب ال"صالونات "؟ | خضر حسين خليل | 01-15-09, 06:32 AM |
Re: من هم كتاب ال"صالونات "؟ | اسعد الريفى | 01-15-09, 06:46 AM |
Re: من هم كتاب ال"صالونات "؟ | سفيان بشير نابرى | 01-15-09, 07:44 AM |
Re: من هم كتاب ال"صالونات "؟ | زهير عثمان حمد | 01-15-09, 02:05 PM |
Re: من هم كتاب ال"صالونات "؟ | عاطف عبدون | 01-15-09, 04:26 PM |
|
|
|