استبطان الشرف: الخصوبة والغرابة والتكاثر في شرق السودان: تأليف الدكتورة آمال حسَّان فضل الله

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-24-2024, 10:09 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-09-2009, 05:02 AM

Ahmed Abushouk

تاريخ التسجيل: 12-08-2005
مجموع المشاركات: 344

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
استبطان الشرف: الخصوبة والغرابة والتكاثر في شرق السودان: تأليف الدكتورة آمال حسَّان فضل الله

    استبطان الشرف
    الخصوبة والغرابة والتكاثر (الاستمرارية) في شرق السودان
    تأليف: الدكتورة آمال حسَّان فضل الله
    ___________________

    أ.د. أحمد إبراهيم أبوشوك

    الشَّرفُ قيمة اجتماعية-معيارية تتربع على عرش منظومة متكاملة من القيم الإنسانية، وتتبلور في شكل شعور شخصي بالكرامة أو السلوك اللائق اجتماعياً تجاه ثلة من القيم العليا التي يحاول الناس امتثالها. وتشترك في هذه القيمة الاجتماعية معظم المجموعات الإثنية التي تحاول أن تغرس مفهوم الشرف في ثنايا وحداتها الاجتماعية، وتوطِّن له في إطار الممارسة اليومية التي تحاط بهالة من الموروثات الشعبية والمعتقدات الدينية. إلا أن هذا الاهتمام المتوارث بقضية الشرف ومظاهرها الاجتماعية لا يعني أن تلك المظاهر ثابتة في دقائق البيئات المحلية ثبوتاً سرمدياً، بل هي مظاهر ديناميكية في تداولها عبر الزمان والمكان، لأنها تتحرك في مدارات قيمية-اجتماعية متقاطعة مع نفسها في محيط ثنائية حقوق الدار وصون العِرض. وبذلك تضحى هذه الثنائية جزءاً من تشكيلة الوعي المحلي ومدلولاته الاجتماعية، التي لا تنفصم عُراها عن عُرى الهُويَّة الجامعة لكل مجموعة إثنية. والهُوية في جوهرها نتاج طبيعي للواقع الاجتماعي والسياسي والاقتصادي والثقافي والديني الذي تتجلى حصيلته في صياغة وعي الإنسان الفردي والجمعي بقضية الشرف في كنف المجموعة التي ينتمي إليها.
    في ضوء هذه التوطئة يمكننا القول أن أول من عالج قضية الشرف في إطار الأخلاق السودانية هو الباحث السويدي تور نوردنستام في كتابه الموسوم بـ الأخلاق السودانية، إلا أن معالجته كانت معالجة فلسفية، لم توطِّن لقضية الشرف في إطار البناء الاجتماعي لأية مجموعة إثنية في السودان، ولم تُؤسس الدراسة على منهج بحث يتحرك وفق منظومة من النظم الثاوية التي تحكم حركة الأنماط الاجتماعية، وتحدد طبيعة المراكز التي يحتلها الأفراد والجماعات، والأدوار التي يقومون بها في حيز المجموعة الإثنية التي ينتمون إليها. فلا غرو أن المنهج الفلسفي الذي تبناه البروفيسور نوردنستام يختلف عن منهج علماء الانثروبولوجيا الاجتماعية الذي استندت إليه الدكتورة آمال حسَّان فضل الله في دراستها لقضية استبطان الشرف وإنعكاساته على الخصوبة والغرابة والتكاثر في وسط المجتمعات النسوية لقبيلة الهدندوة القاطنة بمدينة سنكات وما حولها بشرق السودان. فكتاب الدكتورة آمال حسَّان (Embodying Honor: Fertility, Foreignness, and Regeneration in Eastern Sudan) صدر عام 2007م عن مطبعة جامعة وسكونسن الأمريكية، في 233 صفحة من القطع المتوسط، مقسمة إلى فهرس للمحتويات والصور، وكلمة شكر وعرفان، ومقدمة، ثم ستة فصول تدور رحاها حول قضية الشرف ومظاهرها المرتبطة بالخصوبة والغرابة والتكاثر في مجتمع سنكات وما حوله، وكيف تأثرت هذه المظاهر بفعل الحداثة والتواصل الذي أفرزه الجفاف والتصحر بين بوادي الهدندوة وحضرهم، وبين الغرباء الوافدين إليهم في شكل خدمات مهنية واجتماعية يقدمها موظفون متخصصون، ومواد إعاشية-إغاثية لسد رمق الفجوة الغذائية الذي فرضته سنوات الجفاف العجاف، وقيم اجتماعية دخيلة، تستهدف مظاهر شرفهم المتدثرة بقضايا العرض وحقوق الدار. ثم تلي هذه الفصول قائمة المصطلحات التبداوية (البجاوية) والعربية، وثبت المراجع، وفهرس الأعلام والأماكن والقبائل والمصطلحات المفتاحية. ويتخلل فصول الكتاب الستة عدد من الصور المُجسِّدة لواقع البيئة المحلية الذي تفاعلت الباحثة معه. أما غلاف الكتاب الخارجي فقد صممه الفنان التشكيلي الشافعي دفع الله، بطريقة مُعبِّرة عن واقع القضية موضوع النقاش، إذ وضع في واجهته الأمامية صورة التقطتها عدسة الباحثة لتجمع نسوة أمام قبة الشريفة مريم الميرغنية بسنكات، وفي واجهته الخلفية تبصرة عن محتويات الكتاب، وصورة للمؤلفة، وفذلكة موجزة عن تأهيلها المهني.

    أهدتني الدكتورة آمال نسخة من كتابها القيم عن استبطان الشرف في شرق السودان، تقديراً لزمالة جمعت بيننا في رحاب جامعة الخرطوم في النصف الأول وطرفاً من النصف الثاني من العقد الثامن في الألفية الثانية، وعرفاناً لهِمٍّ مشترك في مجال الدراسات السودانية، فلها الشكر أجزله والثناء أوفاه. بحق قرأتُ الكتاب في ثلاث جلسات متواصلة وممتعة بين كوالالمبور ومسقط رأسي بقرية قنتي، ووقتها كنتُ في رحلة إلى السودان لحضور مراسيم زواج أخي طارق أبوشوك التي كانت تمثل طرفاً من قضية الشرف المستبطن في الإنجاب والتكاثر التي عرضتها الدكتورة آمال في ثنايا سفرها الجدير بالاقتناء والمطالعة. وفي هذه المدارسة أودُّ أن أقدم الكتاب للقارئ الكريم من خلال أربعة محاور رئيسة، ترتبط في جوهرها بمفهوم الشرف المستبطن في قضايا الخصوبة، والغرابة، والتكاثر في شرق السودان، وآمل بذلك أن أوفي الكيل، وأختمه بجملة من الملاحظات العامة حول الكتاب، وموضوعه الرائد في مجال الدراسات النسوية في مجتمع يُوصف بالانعزالية وضعف التواصل مع الآخر.


    الأصل والأرض والشرف
    جعلت الدكتورة آمال حسَّان قبيلة الهدندوة موطناً لدراستها عن الشرف المستبطن في إشكالات الخصوبة والغرابة والتكاثر، وداخل إطار القبيلة اهتمت الباحثة الانثروبولوجية بوضع المرأة، لأن واقعها الوظيفي يجعلها أكثر التصاقاً بهذه الإشكالات. وقبيلة الهدندوة، كما ترى الباحثة، من أشهر القبائل البجاوية التي تقطن شرق السودان، ويتمركز أفرادها حول سنكات ومنطقة جنوب دلتا القاشا. وأن معظمهم أهل بادية، يحترفون رعي الإبل والأغنام في كسب معاشهم، ويحافظون على لغتهم التبداوية في تواصلهم المحلي، ويعتقدون في الإسلام ديناً والختمية طريقةً، وفوق هذا وذاك يهتمون بعاداتهم وتقاليدهم الموروثة، لدرجة تجعلهم يتوجسون في التعامل مع الآخر أياً كان شكله ومضمونه. وعند هذا المنعطف ارتبطت عندهم قضية الشرف ارتباطاً وثيقاً، كما ترى المؤلفة، بضرورة الحفاظ على أرض أجدادهم، وصون أعراض أصولهم التي ينحدرون منها وينتسبون إليها.
    ويُعدُّ شرف حماية الأرض بالنسبة لهم مسؤولية جماعية، لأنهم يجاورون قبائل رعوية أخرى ليست من بني جلدتهم، ويطلون على منافذ مائية وطرق اتصال برية تجلب لهم الغرباء، الذين يؤثرون سلباً في نقاء عرقهم، ويفسدون موارد أرضهم الجدباء المحدودة، ويدنِّسون مفردات أعرافهم الثاوية في المكان. وتحقيقاً لهذه الغاية أُوكلت مهمة حماية حدود الدار، حسب رواية المؤلفة، إلى مجموعة من بطون القبيلة وأفخاذها، فالجميلاب ظلوا يقفون سداً في وجه هجرات البني عامر، والشبوديناب مقابل جيرانهم البشاريين، والمحموداليهداب ضد تعديات الشكرية على مشارف نهر عطبرة.
    هكذا يقف شرف حماية الانتماء العرقي الذي تدنِّسه عملية الزواج خارج إطار العشيرة صِنْواً لشرف حماية الدار، حيث يتجلى ذلك في تمييز الهدندوة لسلالة جدهم براكوين وجدتهم هدات حسب تقابلية الذكورة والإناثة، لأنهم يضعون أحفاد براكوين المنحدرين من أصلاب أولاده السبعة في مرتبة أسمى من أولئك المنحدرين من ترائب بناته السبع، وحجتهم في ذلك أن الأخيرين ينسبون إلى أصول أجنبية (شايقية وجعلية وفونجاوية وشكرية). والطريف في الأمر أن أبناء البنات أنفسهم يفضلون الالتحاق بأهل أمومتهم نسباً ووطناً، ويشاركونهم في سائر عاداتهم وتقاليدهم الموروثة، إلا أن هذا الالتصاق الأمومي، حسب رؤية المؤلفة، لم يشفع لهم أن يكونوا هدندوة من الدرجة الأولى. ويُعدُّ هذا الموقف بمثابة الفرضيَّة الناظمة لفصول الكتاب في معالجتها لكثير من القضايا المرتبطة باستبطان الشرف حول الخصوبة والتكاثر ومخرجاتهما الذكورية والأنثوية.


    استبطان الشرف وتحديات الغرابة
    خصصت الدكتورة آمال حسَّان الفصل الثاني (ص 56-79) من كتابها لمعالجة قضية الغرابة وتداعياتها على مظاهر الشرف المستبطنة عند الهدندوة، حيث أنها وضعت إطاراً واسعاً لمفهوم الغرابة والغرباء، يشمل الإنسان، والظروف الطبيعية المحيطة بدار الهدندوة، والأرواح الشريرة، والمنتجات المستوردة. فالبحر الأحمر، مثلاً، قد جلب إليهم الغرباء المستعمرين الذين اغتصبوا أرضهم، وأسسوا فيها عدداً من المدن، مثل سواكن، وبورتسودان، وسنكات، ثم جذبوا إليهم عدداً من السودانيين الشماليين (البلويت) الذين لا يربط بينهم عرق واحد، ولا تجمع بينهم أعراف وتقاليد ثاوية يتواضعوا عليها كما هو الحال في ديار الهدندوة. ومن ثم فإن حضور الغرباء بهذه الكيفية كان حضوراً مرفوضاً من وجهة نظر الهدندوة، لأن فيه منقصة للشرف المستبطن في حماية الدار أرضاً وعُرفاً، وصون العرض نقاءً وأصلاً. فالغرباء حملوا معهم عاداتهم وتقاليدهم التي تتعارض مع قيم أهل الدار. وتذكر المؤلفة منها -نقلاً على لسان اخباريَّاتها- شرب الخمر، والسرقة، وعدم الأمانة، والسلوكيات النسوية غير المستقيمة حسب منظور المرأة الهدندوية الذي يرفض الاختلاط مع الجنس الآخر، وينبذ التفسخ الفاضح لمحاسن المرأة صوتاً وشكلاً. (ص 59). وبجانب نقدهم للشماليين الوافدين إلى أراضيهم، نجدهم يقدحون في هجرة البني عامر التي جلبت إليهم بعض الأمراض الغريبة التي أثرت سلباً على خصوبة نسائهم ونمو أطفالهم. وكذلك الحال بالنسبة للمهاجرين من غرب إفريقيا (النيجريين والتشاديين) الذين حملوا معهم بعض الأمراض الغريبة المتأثرة بمسَّات الجن والأرواح الشريرة، فضلاً عن تصاهر بعضهم مع الأهلين، وتأثيرهم في نقائهم العرقي وشرفهم الذي يجب أن يصان بعيداً عن تدخلات الغرباء.
    ويتجسد الغريب، من وجهة نظرهم أيضاً، في صورة الجن والأرواح الشريرة التي تحاول أن تلوث أصلهم القائم على ثنائية الدم واللبن، وإنجاب الأطفال وتنشئهم ورعايتهم. وقد استأنست الدكتور آمال بعدد من الشواهد الفلكورية في هذا المضمار. ونذكر منها قصة الجنِّية "تشوديبيان" التي خرجت من البحر، وتزوجت شاباً هدندوياً وقع في هيامها، وأنجبت منه طفلين، ثم هجرته بعد ذلك وعادت إلى البحر. وفي ضوء هذه الرواية الفلكورية حاولت الدكتورة آمال أن تخرج بعدد من الاستنتاجات التي تعكس موقف الرأي العام من هذه القصة. وأولهما أن الزواج من تشوديبيان فيه تدنيس لنقاء الدم الهدندوي، وثانيهما أن تنصلها عن القيام بمهامها الأمومية فيه طعن في شرف الأعراف الموروثة، لأن واجبات المرأة الوظيفية عند الهدندوة تتجلى في رعاية أطفالها والعناية بهم، والحفاظ على صون علاقتها الزوجية مع نصفها الآخر. فعدم الانصياع لمثل هذه القيم فيه دحض للشرف المستبطن في الإنجاب وملحقاته، وفيه تدنيس لأعراف الدار المرعية. ومن وجهة نظر الرأي العام أن كل ذلك حدث نتيجة لتجرؤ الشاب الهدندوي المشار إليه في القصة بالسماح للغريبة (تشوديبيان) أن يكون جزءاً من وحدات مجتمعه المحلي دون مراعاة لحرمة العرض والدار، وبذلك انتهك الشرف المستبطن في الإنجاب وملحقاته.
    ويأتي تدنيس الشرف أيضاً، حسب وجهة نظرهم الفلكورية، من تناول المواد الغذائية المستوردة أو المجلوبة من خارج ديار الهدندوة، لأن هذه الأغذية يرجَّح أنها تؤثر سلباً على صحة المرأة الحامل، وتسهم في إسقاط حملها، أو إنجاب أطفال غير أصحاء، أو موتهم في سن مكبرة. وترى الدكتورة آمال أن كل الإشكالات الإنجابية والتكاثرية التي يعزوها الأهلون إلى تناول الأطعمة المستوردة، تسهم في صياغة الوعي المحلي، وتحديد موقفه الرافض لاستبدال الذي هو أعلى (الأغذية المحلية المستخلصة من منتجات الألبان المحلية: اللبن، والزبدة، والعصيدة) بالذي هو أدني (مواد الإغاثة والأغذية المستوردة). وقد أوردت المؤلفة في هذا المقام قصة امرأة تعزو عملية إسقاط حملها إلى تناول كمية من زيت الإغاثة ماركة شيف، لأنها استنبطت ذلك من نظرات صورة الشيف الموضوعة على جانب من جوانب أناء الزيت، وكانت ترى في تلك النظرات رسالة ضمنية تؤكد بأن "زيت شيف" مسكون ببعض الأرواح الشريرة التي تؤثر على حملها وإنجابها مستقبلاً. وبذلك نخلص إلى أن الغريب في كل صورة يشكل تحدياً لشرف الهدندوة المستبطن في الخصوبة، والتكاثر، وتربية الأطفال، ودور الأمومة، ومن هنا يجب رفض الغرباء، لأن وجودهم يمثل تحدياً لعذرية الدار ونقاء الأصل.


    الشرف المستبطن ووظائف الأسرة الزواجية
    كرَّست الدكتورة آمال حسَّان جهدها في الفصول الثلاثة اللاحقة (الثالث، والرابع والخامس) في معالجة قضية الشرف المستبطن في الخصوبة والتكاثر، وذلك في إطار وظائف الأسرة الزواجية القائمة على التمايز النوعي بين الذكر والأنثى. واعتمدت في تحليلها لذلك الواقع على حصيلة سلسلة من المشاركات الوظيفية التي أجرتها، والمقابلات غير الموجهة مع اخباريَّاتها، والقراءات الفاحصة في سير بعضهن الحياتية في مجتمع سنكات وما حوله. وبذلك استطاعت أن ترسم لوحة ممعنة في التفصيل والدراية عن وضعية الشرف المستبطن في قضايا الإنجاب والتكاثر، وطبيعة القيم الديناميكية التي تحكم حراكه الاجتماعي داخل فضاء الأسرة وفضاء المجتمع المحلي، وعلاقة هذين الفضاءين بفضاء الغرباء المحيطة بهما. وتتبعت الباحثة الانثروبولوجية ذلك الواقع المعيش عبر حلقات متداخلة تتمحور حول اختيار الزوجة، وبناء عش الزوجية الجديد (الخيمة)، وزواج السُنكاب، وقضية الإنجاب وتوابعها، وتربية الأبناء، وماهية الشرف الذي يحققونه لوالديهما وعشيرتهم الأقربين.
    ألقت الدكتورة آمال ضوءاً ساطعاً على اهتمام الهدندوة بالزواج المبكِّر، وذلك حفظاً لأبنائهم من الانحراف، وحصراً لاختيار أزواج أولادهم داخل دائرة بنات أصولهم وحواشيهم الأقربين، وضماناً لإنجابهم المبكَِّر وتكاثرهم الحافظ للنوع. ولذلك نجدهم يَعُدُّون الزواج خارج إطار العشيرة أو القبيلة ضرباً من ضروب السلوك الاجتماعي غير اللائق. والشاهد في ذلك القصة التي ترويها الباحثة عن الفتاة الهدندوية المنحدرة من فرع الجميلاب، والتي وقعت في هيام شاب من البشاريين، إلا أن أبناء عمومتها اعترضوا على زواجها منه، وطلبوا زواجها لأحدهم، بيد أنها رفضت ذلك العرض، وأصرَّت على موقفها إلى أن توفاها الله سبحانه وتعالى وهي عانس في الأربعين من عمرها. والطريف في الأمر أن أبناء عمومتها حسبوا ذلك الموقف ضرباً من الكبائر، وأصرُّوا على عقد قرانها من أحدهم وهي جثة هامدة على حافة القبر، وبذلك حاولوا أن يصونوا شرفاً كاد أن يُدنس بزواج فتًى من فتيان البشاريين حسب وجهة نظرهم (ص 89-90). وتؤكد القصة في مجملها أن الزواج من الغريب القريب (البشاريين) والغريب البعيد مرفوض في عرف الهدندوة، لأنه يُعَدُّ ضرباً من الاعتداء على الشرف المستبطن في الإنجاب والتكاثر.
    وفي ضوء الاختيار القرابي الذي أشرنا إليه تبدأ مراسيم زواج السُنكاب التي ترويها لنا الدكتور آمال بطريقة قلمية رائعة. والسُنكاب عبارة عن حزمتين من سعف الدوم، تقوم بإعدادهما مجموعة من النسوة مرموقات المكانة في أسرة العريس، وذلك بفضل صيانتهن لحقوق الزوجية، وإنجابهن لكثرة من الأبناء الذكور وقلة من الإناث، مع مراعاتهن لحسن التربية والتنشئة. وبعد أن تُذوق حزمتا السُنكاب بالخرز، والودع، والحرير الأحمر، يبدأ موكب السُنكاب من خيمة أم العريس محفوفاً بأغاني البنات، وزغاريد الحسان، وتبريكات ضريح الشريفة مريم الميرغينة، وبخور أم التيمان، دفعاً للأرواح الشريرة ومسَّات الجن عن عش الزوجية الجديد الذي ترفع له الدعوات الصالحات بأن يكون محطاً لإنجاب الأبناء الصلحاء والتكاثر القبلي. وبعد وصول الموكب إلى خيمة أم العروس، وإطعام الضيوف بالتمر (العجوة) واللبن، تتم عملية الطواف سبع مرات حول عش الزوجية الجديد (الخيمة)، ثم بعد ذلك يوضع السُنكاب في مدخل الخيمة، وتتواصل مراسيم الزواج التي تبلغ ذروتها في زف العروس إلى زوجها.
    وإذا تمَّ الإنجاب في فترة وجيزة وكان المولود ذكراً تضمن الزوجة إلى حد كبير استمرارية حياتها الزوجية، وتسعى إلى تضاعف الإنجاب والتكاثر فيه، وإذا كان حظها من النسل إناثاً أو كانت عقيماً، تكون عرضة للطلاق أو الزواج عليها بزوجة أخرى. وعند هذا المنعطف تبرز الدكتور آمال عملية التمييز النوعي التي تبدأ منذ مرحلة الحمل، علماً بأن النساء الهدندويات يعتقدن أن حمل الذكور يكون أكثر رهقاً من حمل الإناث. وتتواصل علمية التفضيل النوعي بعد ميلاد الطفل مباشرة، لأن مشيمة (تبيعة) المولود الذكر يحتفى بها وتحاط بهالة من التقدير، ثم تُعلق على رأس شجرة شائكة، حماية للمولود من الأرواح الشريرة، أما مشيمة المولودة الأنثى فتُدفن في الفضاء المجاور لخيمة والدتها، ولا يحتفى بها خارج إطار الدار. وترى الباحثة أن هذا التفضيل فيه حزمة من الدلالات الرمزية، لأن وضع مشيمة المولود الذكر على رؤوس الأشجار يرمز إلى دوره الوظيفي المرتبط بحماية الدار والعرض، ودفن مشيمة المولودة الأنثى في فضاء الدار يرمز إلى دورها الوظيفي المرتبط بالإنجاب، وتربية الأبناء، والالتزامات الزوجية الأخرى، زد على ذلك أن المرأة في عرفهم، إذا لم تراع قيم الدار والعرض، تكون مجلبةٌ للعار وتدنيس الشرف.
    وكما ترى الباحثة فإن الهدندوة لا يربطون قضية عدم الإنجاب بعقم في الرجل، بل يعزون ذلك لعيب في المرأة أو لأسباب خارجية مرتبطة بالأرواح الشريرة والعين، أو المواد الغذائية المستوردة أو المجلوبة من خارج ديارهم. وتجاوزاً لهذه الإشكالية يبرز دور مشايخ الرُقية والبخرات، وشيخات الأعشاب والزار، وجميع هؤلاء يزعمون أن لديهم القدرة على معالجة مشكلات العقم، والأمراض التي تصيب المرأة أثناء الحمل وبعد الولادة. وبعد الولادة أيضاً يحاربون حظر الأرواح الشريرة والعين بتعليق مصحف في الخيمة التي تجلس فيها النفساء، ويضعون سيفاً خلف سريرها، وحربة في مدخل الخيمة أو الغرفة التي تجلس فيها، ثم يوقدون النار أمام خيمتها لمدة أربعين يوماً.
    وأما في حالات الإسقاط المتكررة أو موت المواليد فيلجأ الهدندوة إلى تبني الأسماء غير المتداولة بين الأسر البجاوية، أو تغيير المكان، أو وشم الطفل بوشم قبيلة أخرى كضرب من ضروب العلاج، تعللاً بأن مثل هذه الإجراءات تقي الطفل من حظر الأرواح الشريرة أو العين. و في هذا الشأن تروي لنا الدكتورة آمال حسَّان قصة امرأة تُدعى زينب من سنكات، كانت ذات خصوبة عالية ورغبة صادقة في الإنجاب والتكاثر، إلا أنها أصيبت بموت أطفالها في سن مبكرة. ودرءاً لهذه المصيبة فقد استعانت بعدد من شيوخ الرُقية والمحايات، لكن لم تحقق غايتها المنشودة. فبعد موت طفلها الخامس وحملها بالسادس لجأت زينب إلى فقه المنطق المعاكس (الحلافه)، إذ أنها غيرت مكان ولادتها، وجهزت فراش نفاسها على طريقة مغايرة لعادات الهدندوة، بحجة أن مثل هذه الإجراءات المخالفة للعرف السائد في المنطقة ستبعد عنها شبح الأرواح الشريرة والعين. وفي هذا الجو المملوء بالتفاؤل وضعت زينب مولودها السادس أنثًى، وعلماً بأن الأنثى ليست كالذكر في بادية سنكات، إلا أنها جعلت كل مراسيم ميلادها مثل مراسيم ميلاد المولود الذكر، حيث احتفلت بميلادها احتفالاً عظيماً، ووضعت مشيمتها على رأس شجرة شائكة خارج حدود فناء الدار المخصص للنساء، وذبحت عقيقتها في نهاية الأسبوع الثاني بدلاً عن الأسبوع الأول، وسمتها "نور" دون أن تختار لها أسماً من قاموس الأسماء الهدندوية التقليدي. ويبدو أن زينب فعلت كل ذلك لتُأمن حياة مولودها السادس، وتفتح صفحة جديدة في مسار حياتها الزوجية والأمومية، بعيداً شبح الأرواح الشريرة والعين، وبعيداً عن هاجس الطلاق أو الزوجة الثانية. (ص 133-136).
    بهذه الكيفية كانت العلاقة بين الشرف المستبطن ووظائف الأسرة الزواجية عند الهدندوة، لأن الشواهد التي ذكرتها الدكتورة آمال تؤكد لنا أن ثقافة الهدندوة بالمرتبطة الخصوبة والشرف والتفضيل النوعي بين الذكور والإناث هي ثقافة مكملة لثقافة الانتماء والقرابة، ومعضدة بنظرة الهدندوة إلى الآخر خارج حدود ديارهم القبلية وخارج منظومة أعرافهم الناظمة لأنماط اجتماعهم البشري.

    الحداثة ورياح التغيير
    أعطت الدكتورة آمال في الفصل الأول من كتابها إضاءات تاريخية حول التغيرات الإكُّولوجية في منطقة البحر الأحمر، وناقشت في الفصل السادس والأخير مدى تأثيرها تلك التغيرات في مفردات البناء الاجتماعي وأنساق المعاش من منطقة الهدندوة، وعرضت أيضاً إفرازات الحداثة التي تمثلت في ربط المنطقة بشبكة من الطرق البرية والسكك الحديدية وميناء بورتسودان، وفي مجموعة من المدن والمراكز الحضرية التي أضحت بمثابة فنارات إشعاع حضاري يتعارض بثها الثقافي والاجتماعي مع قيم البادية المنغلقة على ذاتها، والمتشككة في تبعات التواصل مع الآخر، ودرجة تأثيره على شرف الهدندوة المستبطن في حزمة من العادات والتقاليد الموروثة. وعلقت الدكتورة آمال على تأثير الجفاف والتصحر في تصاعد عملية الهجرة من الريف إلى الحضر، وتواتر درجات التواصل مع الآخر عبر المؤسسات الخدمية والإدارية التي أُنشئت في المنطقة، وعبر القيم والتقاليد الثقافية التي جلبها الغرباء معهم، وحاولوا أن يزاوجوا بينها وبين القديم الموروث. واستشهدت الدكتورة آمال ببعض الشواهد التي تؤكد طبيعة هذا التحول الحداثي وإنعاكساته على دقائق البيئات المحلية. ونستوثق في هذا العرض بموقف بعض الهدندويات المتعلمات اللائي يعزون مشكلات الطلاق، وتعدد الزوجات، وتدهور صحة المرأة إلى استبطان الشرف في قضايا الإنجاب والتكاثر والتفضيل بين الذكور الإناث. وانطلاقاً من هذه الملاحظات حاول بعضهن التمرد على ثلة من مفردات النظام الاجتماعي القائم، والشاهد في ذلك موقف زينب التي آثرت علاج المستشفي على الطب الشعبي، وصبحة التي أنكرت دور الطب الشعبي وحلقات الزار في علاج الأمراض النفسية والإشكالات المرتبطة بقضايا الخصوبة والإنجاب، فضلاً عن اهتمامهن بقضية الكفاءة في الزواج وعدم الإذعان لزواج القريب غير الكفء. كل هذه المواقف تؤكد فرضية الدكتورة آمال بأن هناك تواصل دائم بين معطيات الحداثة والقيم الموروثة في مجتمع الهدندوة المحلي، وأن هذا التواصل سيسهم تدريجياً في إعادة صياغة الشرف المستبطن وعلاقته بقضايا الإنجاب والتكاثر، وكيفية التعامل مع الآخر في إطار حضاري.


    خاتمة:
    نختم هذا العرض بملاحظات عامة حول كتاب الدكتورة آمال حسَّان، علَّنا بذلك نكون قد افدنا للقارئ الكريم بأهمية الكتاب موضوع مدارستنا، وأثرنا بعض النقاط المنهجية التي ربما تسهم في توجيه مسارات الدراسات الانثروبولوحية ذات المنحى النسوي، وتجعلها تصب في محيط العطاء الأكاديمي القومي في السودان.
    أولاً: اتفق مع الدكتورة سوندره هيل (Sondra Hale) بأن كتاب الدكتورة آمال حسَّان يمكن أن يُضع في مرتبة مماثلة لكتاب الدكتورة (Janice Boddy) جنس بودي (Wombs and Alien Spirits: Women, Men, and the Zār Cult in Northern Sudan)، علماً بأن الكتابين يصبان في وعاء الدراسات النسوية، وبينهما وشائج قربى من حيث الموضوع والمنهج، لأن الأول يدرس قضية الشرف المستبطن في الإنجاب والتكاثر في شرق السودان، والثاني يقدم مقاربة عن الأرواح الشريرة وقضايا الخصوبة وكيفية علاجها عن طريق الزار في شمال السودان.

    ثانياً: إن منهج الدراسة الميدانية الذي استخدمته الدكتور آمال حسَّان قد ماز مقاربتها عن المقاربات السابقة في مجال الدراسات الانثروبولوجية التي اعتمدت في بحثها وتنقيبها على أقوال الرحالة والمستكشفين ورجال الإدارة الاستعمارية، ونأت أيضاً بنفسها عن منهج التدخل الوظيفي في البحث العلمي. فضلاً عن ذلك فإن مشروع بحث الدكتورة موضوع نقاشنا كان عن قضية حساسة وشائكة، وفي وسط مجتمع عُرِفَ بالتوجس تجاه الآخر. لكن الباحثة أفلحت في مواجهتها لهذا التحدي عندما نأت بنفسها عن أدبيات الدراسات التخمينية، واتخذت منهج البحث الميداني أساساً لدراستها التي نالت بها درجة الدكتوراه من جامعة نورثوسترن الأمريكية، ثم نقَّحتها ونشرتها في صورتها الماثلة بين يدي القارئ الكريم. فكان منهجها الميداني يقوم على شبكة من الآليات البحثية، قوامها الملاحظة بالمشاركة، حيث ارتضت الباحثة لنفسها أن تكون جزءاً من ذلك المجتمع الهدندوي في مظهرها، وسلوكها العام، ومشاركتها اليومية في أنشطة بنات جنسها من النساء، لدرجة أن بعضهن حسبها أصلاً هدندوية إلا أنها عاشت في وسط قبائل "البلويت". (ص 65) فهذا الإقرار المحلي موثوقاً مع وضع الباحثة الأنثوي (أي كونها امرأة) قد سهَّلا مهمتها في جمع المعلومات، ومهدا لها الطريق لإجراء المقابلات غير الموجهة، والاستئناس بسير حياة اخباريَّاتها في إطار القضايا المطروحة في ثنايا البحث. وبفضل المعلومات الوافرة وتأهيلها المهني في مجال الانثروبولوجيا استطاعت الدكتور آمال أن تعرض مفردات بحثها بطريقة سلسة، ولغة إنجليزية جزلة، تقوم على السرد الوصفي الجيد، والعرض التحليلي الموثق بشواهد العمل الميداني، والاستئناس الدقيق بالأدبيات التي كُتبت في مجال البحث من منظور المنهج والنظرية. وبذلك استطاعت أن تستوفي كل الشروط التي وضعها العلامة إيفانز بريتشارد للعمل الميداني الناجح في مجال الانثروبولوجيا الاجتماعية.
    ثالثاً: إن غياب الدراسات المماثلة عن المجموعات الإثنية الأخرى في السودان قد أقعد الباحثة عن تقديم بعض المقارنات المفيدة في ثنايا أطروحتها الرائدة، علماً بأن كثير من قضايا الشرف المستبطن في الإنجاب والتكاثر وتفضيل النوع موجودة في معظم أنحاء السودان وبدرجات معيارية متفاوتة. فلا جدال أن وجود مثل هذه الدراسات كان سيعطينا دفعة معلوماتية قيمة، تعين الباحثين في استنطاق كثير من جوانب الشخصية السودانية، لأن دراسة الشخصية السودانية تُعدُّ من الدراسات النادرة التي تحتاج إلى منهج متكامل، يجمع في ثناياه عدداً من منهاج العلوم الاجتماعية والإنسانية، ويقوم على كمٍ مهولٍ من المعلومات التاريخية والاجتماعية والنفسية والسياسية والاقتصادية. ولم أقف على دراسة جادة بمثل هذه الموصفات سوى بحث متواضع أعده المرحوم البروفيسور محمد إبراهيم أبوسليم عن الشخصية السودانية في سبعينيات القرن الماضي، وكان يحسبه نواة لدارسات متكاملة تصب في الاتجاه ذاته فيما بعد. وعلنا نتفق مع أبي سليم وغيره من الباحثين أن دراسة الشخصية السودانية في إطارها القومي تساعد في إعادة التخطيط لأساليب التنشئة الاجتماعية والسياسية والتعليمية، وتسهم بقدرٍ كافٍ في زيادة الوعي بالذات وخصائصها السالبة والموجبة. وفي ضوء ذلك يمكن إعداد الدراسات الاستراتيجية الحاذقة المرتبطة بالتخطيط الاجتماعي والاقتصادي والسياسي والتعليمي الواعد على المدى البعيد، وذلك من خلال نظرة موضوعية لآليات التخطيط الاستراتيجي المتاحة في إطار الدولة القُطريَّة ومكوناتها المحلية ذات التنوع الإثني والثقافي والديني، ووضع الدولة الإقليمي مع دول الجوار، وتواصلها الدولي في محيط العولمة وإفرازتها الصالحة والطالحة.
    وأخيراً، التهنئة الصادقة للدكتورة آمال حسَّان على هذا الجهد الرائع والمُقدَّر في مجال الدراسات النسوية والانثروبولوجية في شرق السودان، ونأمل أن تنداح دائرة أبحاثها القادمة في كل أنحاء السودان، وتقدم لنا نماذج وأنماطاً عامة لاستيعاب الأبنية الاجتماعية، وتحديد مظاهر التداخل والترابط بين النظم الاجتماعية المختلفة في ذلك القطر القارة، وتستنبط آليات التغيير الاجتماعي في ظل معطيات الحداثة، وطبيعة التغيرات الديموغرافية والسياسية التي شهدها السودان في الثلاثة عقود الماضية. وفوق هذا وذاك أقترح ترجمة الكتاب إلى اللغة العربية ليكون متاحاً لقاعدة أوسع من القراء الذين يهمهم الشأن السوداني وقضايا منطقة البحر الأحمر بصفة خاصة.
                  

العنوان الكاتب Date
استبطان الشرف: الخصوبة والغرابة والتكاثر في شرق السودان: تأليف الدكتورة آمال حسَّان فضل الله Ahmed Abushouk01-09-09, 05:02 AM
  Re: استبطان الشرف: الخصوبة والغرابة والتكاثر في شرق السودان: تأليف الدكتورة آمال حسَّان فضل الل Baha Elhadi01-09-09, 08:31 AM
    Re: استبطان الشرف: الخصوبة والغرابة والتكاثر في شرق السودان: تأليف الدكتورة آمال حسَّان فضل الل Adil Al Badawi01-10-09, 08:19 AM
      Re: استبطان الشرف: الخصوبة والغرابة والتكاثر في شرق السودان: تأليف الدكتورة آمال حسَّان فضل الل محمد فضل الله المكى01-10-09, 09:49 AM
  Re: استبطان الشرف: الخصوبة والغرابة والتكاثر في شرق السودان: تأليف الدكتورة آمال حسَّان فضل الل esam gabralla01-10-09, 10:10 AM
    Re: استبطان الشرف: الخصوبة والغرابة والتكاثر في شرق السودان: تأليف الدكتورة آمال حسَّان فضل الل Mohamed E. Seliaman01-10-09, 11:34 AM
      Re: استبطان الشرف: الخصوبة والغرابة والتكاثر في شرق السودان: تأليف الدكتورة آمال حسَّان فضل الل Ahmed Abushouk01-11-09, 00:02 AM
        Re: استبطان الشرف: الخصوبة والغرابة والتكاثر في شرق السودان: تأليف الدكتورة آمال حسَّان فضل الل munswor almophtah01-11-09, 01:28 AM
          Re: استبطان الشرف: الخصوبة والغرابة والتكاثر في شرق السودان: تأليف الدكتورة آمال حسَّان فضل الل Ahmed Abushouk01-11-09, 02:23 AM
            Re: استبطان الشرف: الخصوبة والغرابة والتكاثر في شرق السودان: تأليف الدكتورة آمال حسَّان فضل الل Ahmed Abushouk01-11-09, 09:58 AM
              Re: استبطان الشرف: الخصوبة والغرابة والتكاثر في شرق السودان: تأليف الدكتورة آمال حسَّان فضل الل محمد فضل الله المكى01-12-09, 06:00 PM
  Re: استبطان الشرف: الخصوبة والغرابة والتكاثر في شرق السودان: تأليف الدكتورة آمال حسَّان فضل الل هاشم الحسن01-13-09, 03:59 AM
    Re: استبطان الشرف: الخصوبة والغرابة والتكاثر في شرق السودان: تأليف الدكتورة آمال حسَّان فضل الل Ahmed Abushouk01-14-09, 05:35 AM
      Re: استبطان الشرف: الخصوبة والغرابة والتكاثر في شرق السودان: تأليف الدكتورة آمال حسَّان فضل الل هاشم الحسن01-14-09, 10:32 PM
        Re: استبطان الشرف: الخصوبة والغرابة والتكاثر في شرق السودان: تأليف الدكتورة آمال حسَّان فضل الل Ahmed Abushouk01-21-09, 10:16 AM
          Re: استبطان الشرف: الخصوبة والغرابة والتكاثر في شرق السودان: تأليف الدكتورة آمال حسَّان فضل الل ابراهيم على ابراهيم المحامى01-21-09, 06:13 PM
            Re: استبطان الشرف: الخصوبة والغرابة والتكاثر في شرق السودان: تأليف الدكتورة آمال حسَّان فضل الل Rihab Khalifa02-04-09, 06:54 PM
  حكاية حليمة كما روتها للدكتورة آمال هاشم الحسن02-16-09, 09:56 PM
    Re: حكاية حليمة كما روتها للدكتورة آمال Kostawi02-28-09, 03:44 AM
      Re: حكاية حليمة كما روتها للدكتورة آمال Kostawi02-28-09, 10:23 AM
        Re: حكاية حليمة كما روتها للدكتورة آمال Rihab Khalifa03-02-09, 01:25 PM
          Re: حكاية حليمة كما روتها للدكتورة آمال Rihab Khalifa03-13-09, 10:10 AM
    Re: حكاية حليمة كما روتها للدكتورة آمال Rihab Khalifa03-13-09, 07:59 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de