أشقياء ثمود وناقة الشعب السوداني (منقول)

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-20-2024, 09:50 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-07-2009, 06:34 AM

Dr.Ahmed Boasch
<aDr.Ahmed Boasch
تاريخ التسجيل: 07-19-2006
مجموع المشاركات: 258

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أشقياء ثمود وناقة الشعب السوداني (منقول) (Re: Dr.Ahmed Boasch)

    (6)
    نعلم أن ثمود قوم صالح أمّة قد خلت لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ولن نُسْأل عمّا كانوا يفعلون، لكن مجرد أن ترد القصة في محكم التنزيل ففي ذلك دلالة حاسمة أننا معنيون بها في حاضرنا وأن علينا أن نستلهم منها الحكمة والعبر والدروس. فالقرآن الكريم نزل لكل العصور وهو كتاب باق إلى أن يرث الله الأرض، وعلى كل جيل يؤمن به أن يستلهم منه العبر والحكمة كما نحاول أن نفعل نحن اليوم. قد يجد الناس تفاسير الآيات الكريمة وقصة ثمود في كثير من كتب التفسير. وقد يتبصر البعض منا دلالات قصة قوم ثمود ورمزيتها تبصرا ذاتيا من نصوص الآيات. والحكمة التي نستطيع أن نستلهمها في واقعنا المعاصر من قصة قوم ثمود تظهر في مسألة نقض وانتهاك المواثيق التي أفرزتها تجربة المجتمعات وتراضت عليها. فمن حيث المبدأ نجد أن الميثاق أو العهد أو الاتفاق هو الضامن لمستقبل العلاقة المثمرة بين أطراف الموثق حسب موضوع الاتفاق. وبهذا المعنى يكون الموثق أو العهد هو "نقطة التوازن" التي تم الاتفاق عليها سواء بين الأفراد أو مجتمعات البلد الواحد أو بين الدول والأقطار مثل عقود البيع العادية أو الاتفاقات الثنائية أو مواثيق الأمم المتحدة. وقد سبق أن عرفنا أن المواثيق الاجتماعية المكتوبة وغير المكتوبة بين المكونات الاجتماعية للشعب هي العقد الاجتماعي، وأن هذا العقد الاجتماعي هو الذي يفرز "آلية إدارة المجتمع". وكما ورد أعلاه فإن هذه الآلية لها أهمية قصوى في حياة الفرد وكل مجتمعات البلد لأنها، أي هذه الآلية، هي التي تحدد وسيلة تبادل السلطة، وهو بالضرورة تبادل سلمي، كما تفرز الجهاز الذي يختاره ويكلفه الشعب مسؤولية إدارة شؤون البلاد كلها من أجل تحقيق احتياجات المجتمعات وكل ما يدفع البلاد قدما.

    وعلى نقيض ما ورد أعلاه، فإن نقض المواثيق الاجتماعية يؤدي حتما إلى خلل خطير في موازين الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وفي المعايير الأخلاقية، وبالتالي إلى اضطراب عظيم في كامل التوازنات الاجتماعية في البلاد. وهنا نعود إلى مترفي وأشقياء ثمود فنجدهم قد خرقوا العهد ونقضوا الميثاق الذي تواثقوا به مع نبي الله. والموثق لا يقتصر على ترك الناقة ترعى وتشرب وعدم المساس بها، بل يقوم أساسه وجوهره على ترك ما كانوا عليه من عبادة للأوثان أورثتهم فسادا وإفسادا، وحيفا واستضعافا لفقراء القوم. فقد بعث الله نبيه ليهدي قومه سبل الرشاد بترك الفساد والاستبداد على عامة الشعب. ومعجزة الناقة كانت تجسيدا للموثق وكانت الحد الفاصل بين الذي كانوا عليه وبين ما وعدوا من إيمان ومن ترك لظلم الضعفاء. لذلك قلت أن الموثق هو "نقطة التوازن" التي يتم الاتفاق عليها. فقد جاء في الأثر أنهم طلبوا من نبي الله صالح أن يخرج لهم ناقة من صخر الجبل فيؤمنون، فأصبحت الناقة رمزا لموثق غليظ. وعليه تجيء معجزة الناقة كرمزية للموثق ويجيء نحرهم لها كخروج تام عن الموثق وإصرارهم على العودة إلى ما كانوا عليه. وكانت النتيجة الطبيعية لنقضهم الموثق عودة وانتشار الفساد والظلم والطغيان واستضعاف الجماعة الدكتاتورية الحاكمة للفقراء من عامة الشعب بأسوأ مما كان عليه الأمر قبل الموثق، أي اغتيال نبي الله وإبادة الضعفاء الذين آمنوا إبادة جماعية، فكان الخروج التام عن سنن الكون وعن اتساق حركته فحقّ عليهم عذاب من ربهم ينجي به نبيّه والمؤمنين (قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُون) (وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ * فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ * فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ * وَأَنجَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ). لعل هذا الفهم يخرج بنا عن الفهم الساذج الذي يقول أن الله قد أهلك ثمود لمجرد أنهم عقروا الناقة.

    وبالقياس على ما سبق فإن الأحكام الدكتاتورية والانقلابات العسكرية على شاكلة الحكومة السودانية الراهنة تأتي خارج أطر المواثيق والآليات الديموقراطية لتبادل السلطة، تلك الآليات التي توافقت عليها المجتمعات. ومن مخاطر الانقلابات العسكرية والأحكام الدكتاتورية أنها تقطع تواتر انسياب التجربة وتعمل على نقض هذه المواثيق وتدميرها وتعطيلها واستبدالها قهرا. وبديهي أن ينجم عن ذلك خلل كبير واضطراب شديد في التوازنات الاجتماعية، ومن ثم يستشري الفساد والحيف والظلم ويصبح التطور الحضاري ضربا من الخيال، والواقع السوداني يجسد كل ذلك. لذلك نجد أن مفردات الفساد والحيف والظلم ترد في القرآن الكريم والكتب السماوية رديفا مساويا للشرك لأنها منافية لسنن الكون واستقامته وازدهاره. وفوق ذلك فإن الانقلابات العسكرية والأحكام الدكتاتورية كالحكومة السودانية الراهنة تقمع حرية الإنسان أعظم هدايا الله التي اختص بها البشر عن دون سائر مخلوقاته وملائكته. وحرية الفكر الإنساني هي تكليف من أجل عمارة الأرض وتحقيق التطور الحضاري. وفي السياق والقياس نجد أن الحكومة السودانية الراهنة قد فرضت نفسها بقوة السلاح ضد الإرادة الغالبة السوية للشعب ونقضت المواثيق وعطلت آلية إدارة المجتمعات وكسرت التوازنات الاجتماعية وروجت الفساد والظلم والجوع والغلاء والقهر ونشرت الحروب وقتلت الأنفس، فهي التالي حكومة ضد سنن الكون ومناقضة للرسالات السماوية .. وهذا بالضبط ما فعله أشقياء ثمود بإيعاز من أئمة الفساد والكفر الذين كانوا يحكمون.

    عند هذا المفصل من السياق رجعت إلى بعض التفاسير لقصة ثمود لأجد أن صاحب تفسير "الميزان في تفسير القرآن" قد صب تفسيره لقصة ثمود حول ذات محور الإخلال بالتوازنات والخروج عن مسار سنن التطور، وهو خروج يفضي إلى الفساد واندحار القيم وتفشي الظلم. وقد رأيت أن أنقل هذه الفقرة من نص صاحب التفسير بدون تدخل مني .. فاصطبروا على قراءتها! إذ يقول: (وقد فسر "المسرفين" وهم المتعدون عن الحق الخارجون عن حد الاعتدال بتوصيفهم بقوله: «الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون» إشارة إلى علة الحكم الحقيقية. فالمعنى اتقوا الله ولا تطيعوا أمر المسرفين لأنهم مفسدون في الأرض غير مصلحين والإفساد لا يؤمن معه العذاب الإلهي وهو عزيز ذو انتقام. وذلك أن الكون على ما بين أجزائه من التضاد والتزاحم مؤلف تأليفا خاصا يتلاءم معه أجزاؤه بعضها مع بعض في النتائج والآثار كالأمر في كفتي الميزان فإنهما على اضطرابها واختلافهما الشديد بالارتفاع والانخفاض متوافقتان في تعيين وزن المتاع الموزون وهو الغاية. والعالم الإنساني الذي هو جزء من الكون كذلك، ثم الفرد من الإنسان بما له من القوى والأدوات المختلفة المتضادة مفطور على تعديل أفعاله وأعماله بحيث تنال كل قوة من قواه حظها المقدر لها، وقد جهز بعقل يميز بين الخير والشر ويعطي كل ذي حق حقه. فالكون يسير بالنظام الجاري فيه إلى غايات صالحة مقصودة وهو بما بين أجزائه من الارتباط التام يخط لكل من أجزائه سبيلا خاصا يسير فيها بأعمال خاصة من غير أن يميل عن حاق وسطها إلى يمين أو يسار أو ينحرف بإفراط أو تفريط، فإن في الميل والانحراف إفسادا للنظام المرسوم، ويتبعه إفساد غايته وغاية الكل، ومن الضروري أن خروج بعض الأجزاء عن خطه المخطوط له وإفساد النظم المفروض له ولغيره يستعقب منازعة بقية الأجزاء له. فإن استطاعت أن تقيمه وترده إلى وسط الاعتدال فهو، وإلا أفنته وعفت آثاره حفظا لصلاح الكون واستبقاء لقوامه. والإنسان الذي هو أحد أجزاء الكون غير مستثنى من هذه الكلية فإن جرى على ما تهديه إليه الفطرة فاز بالسعادة المقدرة له وإن تعدى حدود فطرته وأفسد في الأرض أخذه الله سبحانه بالسنين والمثلات وأنواع النكال والنقمة لعله يرجع إلى الصلاح والسداد قال تعالى: «ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون»: الروم 41. وإن أقاموا مع ذلك على الفساد لرسوخه في نفوسهم أخذهم الله بعذاب الاستئصال وطهر الأرض من قذارة فسادهم قال تعالى: «ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون»: الأعراف: 96.) انتهى هذا الجزء من النص. وتكاد معني النص أن تنطق بتحريم الانقلابات العسكرية والأحكام الدكتاتورية لما تفرزه من اضطراب وخروج عن سنن الكون!
                  

العنوان الكاتب Date
أشقياء ثمود وناقة الشعب السوداني (منقول) Dr.Ahmed Boasch01-07-09, 06:19 AM
  Re: أشقياء ثمود وناقة الشعب السوداني (منقول) Dr.Ahmed Boasch01-07-09, 06:24 AM
  Re: أشقياء ثمود وناقة الشعب السوداني (منقول) Dr.Ahmed Boasch01-07-09, 06:26 AM
  Re: أشقياء ثمود وناقة الشعب السوداني (منقول) Dr.Ahmed Boasch01-07-09, 06:29 AM
  Re: أشقياء ثمود وناقة الشعب السوداني (منقول) Dr.Ahmed Boasch01-07-09, 06:31 AM
  Re: أشقياء ثمود وناقة الشعب السوداني (منقول) Dr.Ahmed Boasch01-07-09, 06:34 AM
  Re: أشقياء ثمود وناقة الشعب السوداني (منقول) Dr.Ahmed Boasch01-07-09, 06:39 AM
  Re: أشقياء ثمود وناقة الشعب السوداني (منقول) عبدالرحمن الخليفة01-07-09, 08:33 AM
    Re: أشقياء ثمود وناقة الشعب السوداني (منقول) سالم أحمد سالم01-08-09, 04:30 AM
      Re: أشقياء ثمود وناقة الشعب السوداني (منقول) سالم أحمد سالم01-08-09, 04:49 AM
        Re: أشقياء ثمود وناقة الشعب السوداني (منقول) Elawad Eltayeb01-12-09, 03:17 PM
          Re: أشقياء ثمود وناقة الشعب السوداني (منقول) سالم أحمد سالم01-12-09, 09:20 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de