الدفاع الشعبي يفتح باب الجهاد لنصرة غزة

صيغة بيان من علماء الأزهر الشريف لنصرة غزة

بيان للناس من علماء الأزهر الشريف

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد؛

قال تعالى ( إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ) (الأنبياء:٩٢

وبعد؛ فقد تلقى علماء الأزهر نبأ الهجوم الفاجر الغادر الذي شنه أعداء الله الصهاينة على إخواننا أهل غزة يوم السبت 29 ذي الحجة 1429هـ بألم بالغ لما أصاب أهل غزة هاشم من قتل وتدمير بربري وحشي، مما يعد جريمة إبادة بشرية تعاقب عليها الشرائع الدينية والوضعية، وتستنكرها الأعراف والقيم الدينية والإنسانية، حيث أمطر الصهاينة المجرمون غزة العزلاء بمئات الأطنان من المتفجرات، ومنها المتفجرات المحرمة دوليًا، في وقت خروج التلاميذ من المدارس والموظفين من العمل، مما أدى لوقوع مئات الشهداء والجرحى في صفوف أهل غزة الأبطال .

وإذ ندين هذا العمل البربري الهمجي بأشد عبارات الإدانة فإننا نطالب أمتنا بما يلي :



1- إعلان الغضب الشعبي العام على ما حدث ويحدث وندعو الشعوب المسلمة كافة لذلك، كما ندعو حكومات البلاد الإسلامية والعربية إلى إفساح المجال للشعوب للتعبير عن غضبها وإدانتها لما يجري لإخواننا في غزة، فالمسلم ينبغي أن يهتم بأمور إخوانه ويفرح لفرحهم ويأسى لمصابهم، وأخرج الشيخان أنه صلى الله عليه وسلم قال:"الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا". كما أخرج مسلم أنه صلى الله عليه وسلم قال:"مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى ". وقد قال صلى الله عليه وسلم " من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم"..

2- المبادرة إلى مساعدة إخواننا في غزة بكل صور الدعم المادية والمعنوية وتقديم الأموال والأغذية والأدوية فهذا أقل حق لإخواننا المرابطين والمجاهدين في غزة، والجهاد بالمال إحدى صور الجهاد التي تملكها كافة الشعوب العربية والإسلامية، وهو جهاد من لا يقدر على مباشرة القتال بنفسه، ولا يملك الذهاب إلى الميدان، وقد قال صلى الله عليه وسلم : "من جهز غازيا في سبيل الله فقد غزا ومن خلف غازيا في أهله بخير فقد غزا" وندعو الحكومات العربية والإسلامية لتشجيع الشعوب والجماهير على ذلك .

3- القنوت في كل الصلوات ليرفع الله الغمة عن أهل غزة وينصر المجاهدين، فإن القنوت في النوازل سنة مشروعة، وقد قنت النبي صلى الله عليه وسلم شهرا كاملا يدعو على قبيلتي رِعْل وذكوان حين غدروا وقتلوا القراء من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. وما حصل ويحصل لأهل غزة هو من أشد النوازل التي أصابت الأمة في عصرها الحالي، والتي يجب أن تدفع الأمة كلها للتضرع لله بأن يرفع الله البلاء عن أهل غزة، وأن يكتب لهم النصر .

4- دعوة الأئمة والخطباء والوعاظ لإحياء قضية فلسطين والجهاد في سبيل الله وتفعيلها في كل خطبهم ودروسهم، وعلى الأقل يتم التذكير بهذه القضية في الخطبة الثانية باستمرار، مع المداومة على القنوت والدعاء لأهل غزة وفلسطين وعدم الاقتصار على ردود الأفعال الوقتية الطارئة .

5- دعوة الحكومات العربية والإسلامية وجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي لفتح باب التطوع للجهاد في فلسطين وإعطاء الفرصة لشباب الأمة لمناصرة إخوانهم في غزة، فلقد قال تعالى ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوا وَنَصَرُوا أُوْلَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجَرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا وَإِنْ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمْ النَّصْرُ إِلاَّ عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ) (الأنفال: ٧٢ وندعو الحكومات الإسلامية والعربية إلى فتح معسكرات تدريب في مختلف البلاد الإسلامية، وإرسال المعونات العسكرية للمجاهدين، وإمدادهم بكل ما يمكن من الأسلحة والعتاد؛ فهذا واجب شرعي وفريضة عينية في ظل هذا التجبر الصهيوني والأمريكي على أمتنا وعلى أهلنا في غزة فمن المعلوم بالضرورة أن المسلمين يدٌ واحدة على من سواهم .

6- دعوة الحكومة المصرية لفتح معبر رفح الحدودي مع فلسطين بصورة دائمة وإفساح المجال لإيصال كافة الإمدادات والمساعدات من أبناء الأمة إلى إخوانهم في غزة فقد قال صلى الله عليه وسلم:"الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يُسْلِمُهُ وَمَن كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ، وَمَن فَرَّجَ عَن مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِن كُرُبَاتِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَمَن سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ".(أخرجه مسلم).

7- دعوة الحكومات العربية والإسلامية التي تقيم علاقات مع الكيان الصهيوني الغاصب لقطع تلك العلاقات فورًا وطرد السفراء الصهاينة من بلاد المسلمين، فلا يجوز شرعًا إقامة هذه العلاقات التي تقر الغاصب على ما اغتصبه، ولا يجوز شرعًا أن ترفع أعلام المعتدين على إخواننا فوق ثرى بلادنا الإسلامية..

والله أكبر والنصر للإسلام .

المصدر http://www.aldoah.com/inf/news.php?action=show&id=1036