|
Re: ملف الشاعر الراحل / محمد عثان كجراي (Re: عبد القادر الرفاعي)
|
كجراي ملحمة مليئة بالمعارك والأحلام الحزن والتحدي والأمل سمات اتسم بها شعره على صعيد المضمون
بقلم : د. عبد القادر الرفاعي
واحداً واحداً ذهبوا
ويذهبون ويأخذون
بعض منى معهم كل مرة
وأبقى لا أدرى ما تبقى
جبرا إبراهيم جبرا
في أواخر عام 1961م كنت قد عثرت على ديوان الشاعر كجراي (الصمت والرماد).. أهداني الديوان ابن عمي الأستاذ عثمان الرفاعي – صديق كجراي حتى رحيله.
وكنت بعدها قد تعرفت عليه شخصياً، وعلى جانب من أفكاره وآرائه في دار الطبيب الشاعر د. محمد عثمان جرتلي حين كان الجرتلي مديراً للصحة في مديرية كسلا.. بهرني كجراي من خلال اتجاهه العقلاني ورؤيته الاجتماعية وأعماله الشعرية التي تناولت قضايا اللغة وحرية الفكر والديمقراطية السياسية والعدل الاجتماعي فضلاً من عنايته القصوى بتطوير المرأة السودانية .
كان الجيل السائد على الأدب والشعر الحديث في ذلك الوقت هو جيل جيلي عبد الرحمن، وتاج السرح الحسن، والفيتوري، وكجراي والجيل الذي يليه - ولم يكن أطلق علية فيما بعد جيل الستينات - ( عمر الدوش، وعلي عبد القيوم، ومحجوب شريف، ومبارك بشير، وكمال الجزولي، وكمال عبدالله طه ...إلى آخر العقد الفريد) قد ظهر بعد.. الذين يعرفون كجراي يقولون انه شاعر كبير والذين لا يعرفونه يقولون إننا نبحث عن شعرة لكي نقرأه.. هؤلاء لا يعرفون أن كجراي شاعر اغنيات ( ما في داعي – تاجوج – زهرة الزنبق ) .
الحزن والتحدي والأمل سمات اتسم بها شعره على صعيد المضمون. إذا قرأت شعر كجراي تدرك بأنك أمام شاعر في كل شيئ، بحيث يبدو وكأنه تشكل مع الشعر نهراً واحداً من الحزن والأماني المحبطة، ينساب من طفولته، بل وسنوات عمره كلها. حياة كجراي ملحمة مليئة بالمعارك والأحلام التي لم تتحقق، وكلما اتسعت الأحلام اتسعت الهزيمة ... الحزن الذي كان جدولا صغيرا فاتسع مع مرور الوقت حتى صار سيلا عريضا يجرف الأيام والأحلام والرغبات والأمنيات ووجود الأصدقاء والأحبه ومستقبل الوطن في كل شيئ .
لكن هذا طبيعي ... سيرة كجراي هي سيرة الناس ، كل الناس في السودان.. فلا الذي حدث في تاريخنا القريب ( في العقود الخمسة المنصرمة ) يدعو إلى التفاؤل . ولا همومنا ولا طموحاتنا الصغيرة، حتى طموحاتنا بالوطن والسعادة والحرية - رغم الكفاح الضاري - وجدت لها مجرى ولا متنفسا ... ما تحققت.. والسؤال لماذا أصبح المثقف في قفص أو أقفاص؟ : يتساءل محمد العلي ! يقول الشاعر سعد الهمزاني :
(مسافة الظلام بين شرقي المدينة وشماليها أقل من واحد
على حافر فرس بيضاء
مهلا
تلك الفرس البيضاء
ماتت
وإذن
ظلام المسافة
بين شمال المدينة وشرقيها أكثر من واحد
على حافر فرس ميته)
**********
هل لمست قسوة ( المعادلة )؟ لقد كان الشاعر المثقف يظن بأن الفرس متأهبة ( لقد أضر بجسمها طول الجمام ) ... بإمكاننا في حضرة الشاعر كجراي – أن نتخيل الفرس كما نشاء: الإرادة الاجتماعية، الحمل الجمعي ، الشعب، القيم المحركة للسلوك ... هذه الفرس ماتت .
ومن هنا أصبح المثقف في قفص حزنه - قفص أمله - الحزن العام والأمل ذلك الذي لا يموت ، لكن ( مسافة الظلام ) في عرسها الدائم وادعة مطمئنه .
ومع ذلك فالمثقف حين يكون نقياً يبقى فارداً جناحيه مهما تراكمت الأقفاص .... ويبقى السؤال هل أنت تحلم ؟ والإجابة: لم لا؟ من الذي اعتقل الشاعر كجراي وأودعة السجن ؟ • والإجابة : لأن أنظمه الاستبداد شعارها دائماً إما أن تكون معي من دون نقاش أو تكون عدوي من دون نقاش ! لو طاوعت صديقي الناقد الأدبي جابر حسين لكان بالإمكان تكريم الراحل كجراي قبل ستة أشهر قبل رحيله ...القارئ يطالع في هذا الملف أن الكتابه عنه أغلبها لم تشر إلى رحيله، مما يؤكد أن ملف كجراي كان جاهزاً قبل نصف عام .
حين هجر كجراي المعهد العلمي كتب قصيدته :
من رحلة المجهول عدت وفي يدي أوراقي الصفراء ذكرى أمسيات تمردي
وحصاد عمري حزمتان من الندم وقصيدتان طويلتان من الألم يا فتني مات الشروق
إلى آخر القصيدة ( راجع ديوانه الصمت والرماد ) وحين طرد التجاني يوسف بشير من المعهد العلمي كتب:
(هو معهدي ولئن حفظت صنيعه فأنا ابن سرحته الذي غنى به)
ترى ما الوشائج التي ربطت بينهما وكلاها غادر المعهد العلمي ؟ ترى من شردهما ؟ وكيف بقيا رغم المحن في الذاكرة الوطنية .
في حضرة هذا الإنسان العظيم نتقدم باقتراح محدد هو تأسيس مركز كجراي للآداب والفنون في كسلا وإطلاق اسمه على شارع المليون ... في ذات المدينة وسلام على كجراي في الخالدين .
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
ملف الشاعر الراحل / محمد عثان كجراي | عبد القادر الرفاعي | 01-01-09, 10:37 PM |
Re: ملف الشاعر الراحل / محمد عثان كجراي | عبد القادر الرفاعي | 01-01-09, 10:48 PM |
Re: ملف الشاعر الراحل / محمد عثان كجراي | عبد القادر الرفاعي | 01-01-09, 10:55 PM |
Re: ملف الشاعر الراحل / محمد عثان كجراي | عبد القادر الرفاعي | 01-01-09, 11:00 PM |
Re: ملف الشاعر الراحل / محمد عثان كجراي | عبد القادر الرفاعي | 01-01-09, 11:08 PM |
Re: ملف الشاعر الراحل / محمد عثان كجراي | عبد القادر الرفاعي | 01-01-09, 11:14 PM |
Re: ملف الشاعر الراحل / محمد عثان كجراي | عبد القادر الرفاعي | 01-01-09, 11:21 PM |
Re: ملف الشاعر الراحل / محمد عثان كجراي | عبد القادر الرفاعي | 01-01-09, 11:25 PM |
Re: ملف الشاعر الراحل / محمد عثان كجراي | عبد القادر الرفاعي | 01-01-09, 11:30 PM |
Re: ملف الشاعر الراحل / محمد عثان كجراي | عبد القادر الرفاعي | 01-01-09, 11:43 PM |
Re: ملف الشاعر الراحل / محمد عثان كجراي | أحمد طراوه | 01-02-09, 04:11 AM |
Re: ملف الشاعر الراحل / محمد عثان كجراي | عبد القادر الرفاعي | 01-02-09, 06:50 AM |
Re: ملف الشاعر الراحل / محمد عثان كجراي | عبد القادر الرفاعي | 01-02-09, 07:07 AM |
Re: ملف الشاعر الراحل / محمد عثان كجراي | عبد القادر الرفاعي | 01-02-09, 07:21 AM |
Re: ملف الشاعر الراحل / محمد عثان كجراي | عبد القادر الرفاعي | 01-02-09, 07:28 AM |
Re: ملف الشاعر الراحل / محمد عثان كجراي | عبد القادر الرفاعي | 01-02-09, 07:38 AM |
Re: ملف الشاعر الراحل / محمد عثان كجراي | عبد القادر الرفاعي | 01-02-09, 07:51 AM |
Re: ملف الشاعر الراحل / محمد عثان كجراي | عبد القادر الرفاعي | 01-02-09, 08:02 AM |
Re: ملف الشاعر الراحل / محمد عثان كجراي | عبد القادر الرفاعي | 01-02-09, 08:47 AM |
Re: ملف الشاعر الراحل / محمد عثان كجراي | عبد القادر الرفاعي | 01-02-09, 09:12 AM |
Re: ملف الشاعر الراحل / محمد عثان كجراي | عبد القادر الرفاعي | 01-02-09, 09:22 AM |
Re: ملف الشاعر الراحل / محمد عثان كجراي | عبد القادر الرفاعي | 01-02-09, 02:43 PM |
Re: ملف الشاعر الراحل / محمد عثان كجراي | ابوهريرة زين العابدين | 01-02-09, 03:05 PM |
Re: ملف الشاعر الراحل / محمد عثان كجراي | Abdul Monim Khaleefa | 01-10-09, 08:18 AM |
Re: ملف الشاعر الراحل / محمد عثان كجراي | Abdul Monim Khaleefa | 01-10-09, 11:27 AM |
Re: ملف الشاعر الراحل / محمد عثان كجراي | أحمد طراوه | 01-10-09, 03:37 PM |
Re: ملف الشاعر الراحل / محمد عثان كجراي | عبد القادر الرفاعي | 01-12-09, 07:57 AM |
Re: ملف الشاعر الراحل / محمد عثان كجراي | عبدالأله زمراوي | 01-12-09, 10:06 AM |
Re: ملف الشاعر الراحل / محمد عثان كجراي | Abdul Monim Khaleefa | 02-01-09, 11:45 AM |
|
|
|