|
|
 بالون السذاجة ، مسخرة راس السنة في شوارع الخرطوم
|
نهار 31 ديسمبر 2008 ميلادية
أممم..
طيب....
أشفق على بعضنا حينما يغرقون في الـ لا هوية..
نعم..هناك من أهلي من أشفق عليهم..ومن أنا؟ لا أحد ، ملئ بالاخطاء..أنا اللا أحد سأكتب شيئاً وأرميه في البحر.
نعم أشفق عليهم لأنهم يغرقون..بل "يطفون" كصفة ما بعد النفوق وما يحدث لكائنات كانت تعيش تحت الماء..أو يذهبون أينما ذهب الموج كما "الطرور" في تراثنا النيلي.
حينما تمتلئ شوارع مدينة المدائن في السودان واحيائها الأعلى مستوى بالزبد الذي يذهب جفاءاً بهويتنا واعرافنا ، منتهى السخرية أو كما قيل في المفردات المفرطة في الإحباط بعاميات كثيرة.."مسخرة".
ماذا تستبدلون بالبيض الفاسد ، الماء البارد ، الصراخ ، قلة الأدب ، المجون ، سوء السلوك ، ماذا تستبدلون مراهقي وشباب وطني بمظاهراللافرح المسخرة تلك؟ وأي مناسبة انتم تستقبلون بهذا العبث ؟! بالله عليكم ماذا تحملون من أفكار في تلك الساعة وأي راحة وجدتم؟!
تقول بعض النظريات القديمة والتي استوردناها من مفكري الغرب "المنظراتية" تقول: "الانسان بطبعه كائن يعيش في مجتمعات ، الذكور فيه يخرجون للصيد والاناث يطبخون ، ويحب الذكور الغزو ثم يحبون الدفاع عن الأنثى ، وبعد كل انتصار أو صيد يحبون الاحتفال"
ماذكر أعلاه هو أول ما تبادر الى ذهني بعد أن رأيت هذا التقليد المريع والذي يدعو الى الشفقة والمسمى بمسخرة الاحتفال برأس السنة في شوارع الخرطوم. ونحن المسلمون نعلم أن الانسان خلقه الله متحضراً ، ليس الذكر "أسد" والأنثى "لبوة" كما تصور النظرية أعلاه ، وانما علم الخالق سبحانه وتعالى علم "آدم" الاسماء كلها..وقيل أن الاسماء هي اللغات الأم واسماء الخلق أجمعين وغيرها من العلوم ، ثم أن نبي الله ادريس علمه الله الزراعة والحرف ، وبنى أبو البشر الثاني "نوح" الفلك وجمع أزواج الحيوانات فيه.
ماذا قد يكون هذا ياهذا؟! هذه المسخرة؟..
هذه المدينة التي تسكنها أغلبية ساحقة مسلمة والمتعايشة مع الطوائف المسيحية في تواؤم وتناغم منذ زمن عمنا "بزيانوس" كان يبيع بزيانوسه في صفائح ، حتى أني تعودت في وقت سابق على أخذ راحة عميقة deep rest في كنيسة كانت كائنة بجانب أحد نوادي الرياضة بعد أن كنت أستهلك نشاط عضلي مهول بل أجد ترحيب السادة اصحاب اللحى الطويلة والـصليب ، والخالة "دينا" جارتنا الألطف التي أحببت بسببها ابناء قبيلة "الباري" الاستوائية كلهم ، هم أهلنا الذين نعيش بينهم ونعيش بينهم ، كذلك رفاقي في الدراسة ، وأصدقائي الى اليوم منهم.
اذا لم يكن احتفالاً تضامنياً مع أخوتنا المسيحيين في "كرسمسهم" وعيد "رأس سنتهم" ، اذاً ماذا قد يكون هذا ياهذا؟! هذه المسخرة؟..
لربما هو شعور يأتي من نقص حاد في الاحتفالات والأعياد..اذاً هنا نرفع الأمر لحكومتنا المؤخّرة وهيئاتنا التشريعية بأن يألفوا لنا مهرجانات واحتفالات تشبع هذه الغريزة البيضية الفاسدية وليكن مثلاً مهرجان "القريب فروت" أسوة بمهرجان البرتقال في اسبانيا ، فكما نعلم أن "القريين" هو فاكهة تندر في كل العالم وتتوفر عندنا ، أو فاليكن مهرجان "الطماطم" ، فعندنا منطقة "الله كريم" في كردفان تنتج أشهى نوع من انواع الطماطم "البلدي" ، ولندعو علمائنا الشرعيين أن يجدوا لنا مخرجاً لأن حديث الرسول عليه الصلاة والسلام صريح عندما وجد أهل يثرب يحتفلون بأحد الأعياد.."لقد أبدلكم الله بيومين خير منهما : يوم الفطر ، ويوم الأضحى.."
نحن معشر الموظفين نحب العطلات الرسمية و(يارب كتر لينا من الاعياد والمناسبات الرسمية). وحتى رأس السنة الميلادية يعني عندنا الحوافز والبدلات والى ما الى ذلك.
نذكر بأن اليوم توجد حفلة يحييها الفنان "مصطفى قمر" فئة التذكرة ربع مليون جنيه. (الغريب انو الزول دا كان جابوهو في قناة في التلفزيون "بنغيرها") ، لكن لا بأس..بعد أن نتم مسخرتنا ونرش "البول" على الناس..سنذهب الى الحفلة المباركة هذه.
عمتم مساءاً أهلي في غزة ،
|
|
 
|
|
|
|
|
| |
محمد يوسف الزين
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست