(او كامبو )... يتوعد بملاحقة البشير امام حشد غفير لابناء دارفور بضاحية بيروكلين (NY) صور

Quote: بين ثلاثة شرائع ومصباح علاء الدين والقشة التي قصمت ظهر البشير !! حكاية المصباح : أما مصباح علاء الدين فكلنا يعرف تلك القصة الخرافية أو الأسطورة التي تحكي أن مصباحاً سحرياً عندما تصادفه وتفركه يخرج منه مارداً مخاطباً إياك : ” شبيك لبيك عبدك بين يديك ” فتتحقق أحلامك , إنَّ التحول الدراماتيكي الذي أحدثنه قاضيات الجنائية الدولية في شخصية الرئيس البشير جعل منه كذلك الذي يبحث عن تحقيق أحلامه بذلك المصباح ، أي كالذي يحلم في وضح النهار وهو يمشي بين الناس باحثاً عن فردوسه المفقود , فمرة مع أكابر القوم في بيت الضيافة في لقاء أشبه بالبيعة وأخذ المواثيق وفجأة بزي شعبي جنوبي يبدو من خلاله أقرب إلي فرسان النوير وتارة مخاطباً جموع أهلنا الطيبين المتجمهرين في النقعة في الفاشر مردداً متلازمته الحذائية الحبيبة إلي نفسه وأخرى في شوارع الخرطوم راقصاً تلهب حماسه زغاريد أخوات نسيبة , إن الالتحام بالشارع والنزول إليه ـ من جهة الحاكم ـ أمر تقره جميع الشرائع السماوية منها والإنسانية وتباركه وتحث عليه , بل إنَّ هذا من أوجب الواجبات التي تحضُ عليها أولى وأقدس تلك الشرائع الثلاث التي أشرنا إليها : الشريعة الأولى : عندما قفز البشير إلي كرسي الرئاسة قبل عشرين خريفاً لم يكن قد جاء كسابقيه ـ عبود ونميري ـ عسكرياً قُحاً أو علمانياً محضاً وإنما أطل من خلال شاشة التلفاز إلي الشعب السوداني قارئاً بيانه الأول طارحاً إنقاذه وإنه سيرد المظالم وسيعطي الخبز إلى خبازه حتى وإن أكل نصفه أو هكذا قد جاء على عضمة لسانه , ولعمرك أيها القارئ اللبيب الكريم أليست تلك هي العدالة ؟ أليست تلك هي مبادئ الشريعة الإسلامية السمحة الأصيلة ؟ الشريعة التي أقامها عمر الفاروق رضي الله عنه في القرن السابع الميلادي , ذلك الرجل الذي كان لا ينام له جفن حتى يعس في المدينة ليلاً ويتحسس جياعها ! , لا كلاب تحرسه لا دبابات تسد الثغور إلى قصره , كان يسير وحيداً كما نعلم متقلداً سيفه شاهراً إياه في رقاب من سولت لهم أنفسهم ظلم الناس وأكل أموالهم بالباطل حتى لو كانوا من أهل بيته أو من ثقات ولاته , رحب قطاع واسع من الشعب السوداني بالضيف الجديد القادم إلى القصر من أقاصي الريف الوادع حاملاً معه كل أحلام الترابلة المتعبين , هتفوا معه ورددوا وراءه بكل عفوية الصوفي المؤمن شعاراته التي رفعها و صال وجال بها : ” خيبر خيبر يا يهود جيش محمد سوف يعود ” , ” وجاء الحق وزهق الباطل إنَّ الباطل كان زهوقاً ” , وغيرها كثير, وعدهم بأن سيقيم دولة العدل والقدوة الحسنة والنموذج الصالح , ومضت الأيام والشهور والسنوات تتلوها سنين فكانت الشريعة الثانية : شريعة الغاب : وإنَّ نفس الرجل ” النموذج الصالح ” وفي أول اختبار له فشل في أن يترجم ذلك الشعار إلى عمل وأن يحيل الظلم إلى عدل , فكانت الإعدامات وأخذ الناس بالشبهات وكانت شتى صنوف التعذيب في بيوت الأشباح التي لم نقرأ عنها على مر التاريخ الإسلامي بل الإنساني الطويل , عشرون عاماً ذاق خلالها الشعب السوداني شتى صنوف العذاب وتجرع من كل كؤوس المعاناة , ولأول مرة في تاريخه يعرفُ شعبنا الإيقاع الجماعي والرقص الجماعي , الزواج الجماعي , والإجماع السكوتي و السكوت الجماعي , والنهب الجماعي , الجوع الجماعي , والموت الجماعي , والدفن الجماعي وأخيراً ـ لمن مدّ الله في أيامهم ـ التأييد أو الولاء الجبري الجماعي collective forced loyalty ) ) !! , وإنَّ هذا الأسلوب الأخير من الممارسة يأتي مجسداً لقمة ما وصلت إليه هذه الفئة الظالمة من طغيان وتسلط لينسف بذلك مشروع دولة العدل والحق والمساواة وانهيار كل قيم النموذج الصالح , وإلا فما معنى التهديد والوعيد بتقطيع الرؤوس والأوصال وتكميم الأفواه , ثم أين هذا من الدين ؟ وعلى إي مرجعية أو نص يستند هؤلاء المهووسون في تصريحاتهم النارية التي يطلقونها ؟ بكل تأكيد ليست هنالك مرجعية شرعية واحدة تدعم ما يقولون وما يمارسون غير واحدة هي شريعة الغاب ” القوي آكل والضعيف مأكول ” , شريعة السلب والنهب وعهود الظلام ومحاكم التفتيش , و شعبنا الطيب هل أخافته البنادق وعبارات الوعيد حتى أرتهن قراره و انكسرت شوكته ؟ لا أحسب ذلك ولا شيء من هذا يمكن أن يكون , إنَّ الشعب الذي ألتف حول الإمام المهدي ليحِزَّ رأس أكبر طاغية في القرن التاسع عشر يحتاج قيادة وينتظر ميعاد , ولعلَّ الساعة قد أزفت والموعد قد حان والطاغية ” النموذج ” قد حاد عن الشريعة الأولى وسلك طريق الثانية فأُخذ بالثالثة : شريعة روما : ما يتم اليوم وما يجري من أحداث في أرضنا الطيبة باسم الحكم لا يمكن أن نجد له معادِلاً لا في الدين ولا في السياسة , إن ما يحدث محض تهريج ومحض تهافت , و هل كان لقضاة المحكمة الجنائية و مدعيها العام ليعرفوا حكام السودان أو البشير لو أن أقاموا العدل وحقنوا الدماء؟ هل كان لمجلس الأمن الدولي أن يصدر قراراً واحداً من قراراته العشرين بشأن السودان وبحق دارفور لو أنها كانت آمنة وحقوقها مكفولة بصيغة متوازنة كغيرها من الولايات ؟ أولم يقرأ البشير وأركان حزبه وفقهاء سلطانه وحكماء زمانه الحديث الشريف : { كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته } ؟ , أولم يقرأ البشير وعلماء قصره في كتابهم الذي فيه يدرسون قول الله تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (8) } ” المائدة ” , فأين هم من هذا ؟ أليس هذا هو الدين الإسلامي الحنيف , أليست هذه هي شريعته التي تقتضي العدل بين الناس ؟ , إنَّ ما يحدث عزيزي القارئ ـ كما قدمنا ـ ليس إلا تشبث بالسلطة و إصرار عليها مهما كلف ذلك من ثمن حتى لو كان ذلك قتل النفس البشرية التي حَرَّم الله قتلها إلا بالحق كما حدث ويحدث لأهلنا في دارفور من إبادة وإفناء وتشريد وتجويع ومعاناة , مائة واثنتان وتسعون دولة ـ حسب آخر إحصاء ـ تنضوي تحت لواء الأمم المتحدة لماذا لم يلاحق رئيس واحدةً منها وهو على رأس العمل إلا السودان ؟ وبكل بساطة سنجيب على التساؤل وذلك لأن ” أمير المؤمنين ” قد أصبح طعَّاناً لعَّاناً ويريد أن يضع العالم كل العالم تحت حذائه , وببساطة لأن من وراءه من بطانة بدلاً من نصحه يساندونه ويعضدونه ويؤازرونه ! , بل أكثر من ذلك قد شكلوا فرقاً للموت والقتل واستحلال الدماء للدفاع عنه أي ما كانت تلك الدماء للكافر وللمسلم , فأي شريعة هذه و أي دين إسلامي هذا الذي نشهد ؟ والإجابة ببساطة إن الرئيس وحزبه قد فارقوا الشريعة الأولى وركبوا موجة أهوائهم فأخذهم الله بشرعة روما ـ موطِن البابا والفاتيكان ـ فكانت هي القشة التي قصمت ظهر البشير !! حــــاج علي