4.
إبتدا خالي الاجراءات بنشاط وأطبق على كل أوراقي ومستنداتي .... وجعلها داخل حقائبه ... ثم حينما بدأت بالبكاء قبض خالي على كتفي بيديه القويتان وأنا طفل صغير لا حول ولا قوة له ... والجم الجميع الصمت حينما بدأت بالبكاء وأمي عيناها ترورقان بالدمع ثم حملني خالي ليهدئ من روعي ويعاملني بعاطفة جياشة حينها.
بدأت إجراءات السفر لأنتزع إنتزاعاً ولأجرجر بعيدا ... بحزن عميق عن وطن وام وأب لم أراه .... تركني ذلك الأب بجبن قميئ ... لأجد نفسي في اسبانيا ... داخل بيت تحكم السيطرة فيه وحركتي زوجة خالي ... وكنت محروما من أشياء كثيرة جداً حتى الجلوس مع من من يزورنا من أبناء الوطن أو غيرهم ... وما بين البيت والمدرسة التي تم إختيارها وفقاً لمزاج خالي .. ومتابعة دراستي الدينية ... كمسيحي نحرص جميعا أنا وخالي وزوجته على آداء مبادئها وممارسة شعائرها بالذهاب للكنيسة.
وفي إحدى صباحات أيام إنتهاء الإجازة وضعت اللمسات الأخيرة وانا في الطريق إلى المدرسة مع خالي الذي أشار لي بأنني كبرت وفي طريقي لاكمال الثانوية وأن لغتي الانجليزية لا بأس بها وكذلك الاسبانية ..... وواقع الحال يحتم علي أن أختار تخصصاً يصب في رغبتي ومصلحتي المستقبلية كذلك .... فحددت لخالي بأن لا بُدَّ أن أدرس لغة .... أضيفها لرصيدي في هذه اللغات التي أجيدها دون العربية والتي ستكون نواة لوجود عمل أنتفع به ... ووقع إختياري على دراسة معهد يدرس اللغة اليابانية ....
وهكذا بدأت دراسة تلك اللغة ... مشيت حاملاً إسماً هو عبد الله الذي ولدت به وحلما بأشعة لم تخفق بعد وأتمنى أن لا تخفق أبداً.
تمَّ التعديل من أجل تكبير الخط حسب رغبة الأخوة القراء.
(عدل بواسطة othman mohmmadien on 09-13-2008, 10:31 PM)
(عدل بواسطة othman mohmmadien on 09-14-2008, 10:14 PM)