|
أين كانت هَيئة عُلماء السودان عِندما تم إعدام ضابِط المُحاولة الإنقِلابية الأولى في رمضان
|
بسم الله الرحمن الرحيم هيئة علماء السودان مناشدة وفتوى حول عدم جواز سفر السيد رئيس الجمهورية للخارج الحمد لله رب العالمين، قاصم الجبارين، وقاهر المتكبرين، والصلاة والسلام على اشرف خلقه أجمعين وعلى آله وأصحابه الغر الميامين وعلى من تبعه بإحسان إلى يوم الدين. قال تعالى(الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون)الأنعام 82 وقال تعالى(إن تصبك حسنة تسؤهم وإن تصبك سيئة يفرحوا بها وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا إن الله بما تعملون محيط)آل عمران120.
هذه مناشدة وفتوى من هيئة علماء السودان برئاسة مجلسها وأمانتها العامة حول عدم جواز سفر السيد رئيس الجمهورية لحضور مؤتمر القمة العربية في قطر في ظل الظروف الحالية التي يتربص بها أعداء الله والوطن بسيادته سيادة الأخ الرئيس...متعنا الله بكم وآواكم برعايته،وجعل لكم من درع حفظه وقاية،ووضعكم في محل العناية،حيث في الله جاهدت، وعن دينه نافحت ولسبيل الله كافحت .ثّقل الله بذلك ميزانك،وزاد إيمانك،وجعلك زخراً لهذه الأمة ورمزاً لعزتها. إنه مما لا يخفى عليكم أن الأعداء تتربص بكم وببلادكم ودينكم.وقد أعلنوها صريحة بلغت كل الأسماع، انه مكر الليل والنهار الذي أشار إليه محكم التنزيل.وهؤلاء القوم الكافرين لا يراعون فيكم إلاً ولا ذمة.وهم لا عهد لهم ولا ميثاق، ولا قيم ولا أخلاق..يكيلون بمكيالين ويطففون في العدالة بميزانين ، تدفعهم كراهتهم للإسلام ولأهله.ساعين إلى وأد كل جهد وإسكات كل صوت يدعوا لإعلاء كلمته وتحقيق وحدته (يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون)الصف8. سيادة الأخ الرئيس إننا عاهدنا الله تعالى وبايعناكم على النصح في المنشط والمكره.والأمر الذي نتناوله مما اوجب الله فيه على العلماء البيان وإسداء النصيحة.لأنه أمر يهم الأمة كلها، وشعبك في السودان على اخصها.لأنك رمز هذه الأمة وولي أمرها وحادي ركبها.لذا نرى أن الدواعي قد تضافرت على عدم جواز سفركم لهذه المهمة التي يمكن أن يقوم بها غيركم وهي ليس من الواجبات العينية التي يأثم من تركها. إننا نعلم من شجاعتكم المنكم التي يشهد بها القاصي والداني ولا يطعن فيها إلا مكابر.لذا فان الخوف عليكم لا منكم.وتعرضكم للخطر المحتمل تعريض للأمة كلها لان الأعداء يريدون شتاتها وفرقتها وذهاب ريحها.ولكم في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة، حيث نصحه الصحابة في مواقف عدة تشبه الحالة التي نحن فيها.لقد علمتم من السيرة أن سعد بن معاذ نصح رسول الله في يوم بدر: يا رسول الله نبني لك عريشاً تكون فيه فأن نصرك الله ذلك كما أردنا وان تكن لأخرى ركبت ركائبك ولحقت بمن خلفنا في المدينة فانا تركنا فيها اقواماً ما نحن بأشد حباً لك منهم..وقد نصحه الحباب بن المنذر حين نزل ببدر منزلاً غير مناسب لخطة المعركة وأشار عليه بمنزل آخر.فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم على رأييهما فكان النصر المؤزر. وفي سيرة الخلفاء مثل ذلك فقد قبل ابوبكر نصح الصحابة له أن يبقى في المدينة في حروب الردة.كما انتصح الخليفة عمر بنصح أبي أيوب الأنصاري حين اقسم عليه بعدم الخروج في بعض الغزوات.ولا خرج احد من الخلفاء لقيادة جيش او اقتحام خطر مع أنهم كانوا احرص الناس على الجهاد.هذا وليس الأمر فيما نحن فيه أمر جهاد لازم.ولهذا نقول إن الله تعالى قد شدد على المؤمنين بأخذ الحيطة والحذر من كيد الكفار قال تعالى(...ود الذين كفروا لو تغفلون عن أسلحتكم وأمتعتكم فيميلون عليكم ميلة واحدة..الآية إلى قوله ..وخذوا حذركم إن الله اعد للكافرين عذاباً مهينا)النساء102. إن خوف الأمة لا عيب فيه.وإن اخذ الحذر من كيد الكافرين سنة ماضية، وإعمال التبصر لرد كيد الأعداء من الضرورات والفرار من قدر الله إلى قدر الله سنة معلومة،كما أن الخوف لدرء الخطر من فعل الله وأمره سبحانه وتعالى.وتفويت الفرصة على أعداء الله تعالى ببقائك داخل السودان ومع شعبك غيظ للكافرين. إن الأمر الذي يريدون - لا حققه الله - يجعل للكافرين على المؤمنين ولاية.والله تعالى يقول(ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا).لذا تقتضي الضرورة الشرعية عدم سفرك..وفقك الله تعالى وأغاظ أعداءك ورعاك في كل خطوة تخطوها. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته هيئة علماء السودان 24ربيع اول1430هـ 21/مارس/2009م
|
|
|
|
|
|
|
|
|