|
حب أيه؟
|
حب أيه؟ خط الاستواء عبد الله الشيخ Monday, 16 February 2009 الخزينة خاوية على عروشها، هكذا قالت الحكومة الأسبوع الماضي، وقالت أيضاً إن الإيرادات تغطي، بالكاد (المرتبات). ويجدر بنا أن نشيد بالحكومة لأنها اختارت التوقيت المناسب لهذا التصريح..
فهي تعلم أكثر من أي مخلوق انشغال الناس بالنهايات التصالحية لقصة الدكاترة أبا خليل ونافع في الدوحة، وانشغالهم أيضاً بما هو متوقع من المحكمة الجنائية في لاهاي.
وسوق الله أكبر شحت فيه السيولة، وتوترت الأحوال عند منعرج اللوى, فلا تجد إلا الشواكي البواكي في كل مكان.. فإلى أين نحن مساقون.. خاصة إذا تم الإعلان (عن الإعلان) في هذه الأيام كما هو متوقع؟.. وإذا نجح أبا خليل في الدخول إلى القصر الجمهوري بعد المصالحة التاريخية، فلابد أن أبا خليل وجيشه يحتاجون إلى استقبال ومخصصات ومرتبات.. إلى آخره من بقية التاءات المربوطة وغير المربوطة.. في هذا الظرف العصيب زارنا خالد مشعل.. فهل ترى وجدت الحكومة في خزينتها شيئاً تكرم به مثواه؟!.. هذا سؤال، مجرد سؤال.
وأطل علينا عيد الحب! فتذكرت الست، الست أم كلثوم طبعاً التي قالت في غابر العصر والأوان (حب أيه)؟ فرددت الجماهير وراءها (حب أيه، حب أيه، حب أيه).. ولحسن الحظ أنني صادفت الست في إحدى القنوات وهي تجرجر آهاتها وتقول: (إنت ما بينك وبين الحب دنيا)!.. فسألت نفسي عن تأوهات الست، وأسبابها، وما ورائيات الأسباب، وتوخيت لها العذر في كل ذلك.. فقد تكون الأغنية لغماً سياسياً للترميز النقدي ضد الحكومة، حتى ولو كان الحاكم هو عبد الناصر.. ويحتمل أيضاً أن تكون الست قد ألقت بآهاتها هكذا من أجل حبيب.. في سياق بكائيات الستينيات والسبعينيات المعروفة للجميع..
من كل هذا خلصت إلى أن الست لم تكن تعاني من شح السيولة، ولا أبا خليل، ولا صديقه نافع، ولا مشعل، ولا أوكامبو.. ولم يصل إلى مسامعي أن أحداً من هؤلاء قد احتفل بعيد الحب.. ولكنني شاهدت عياناً بياناً الكثيرين من أبناء وبنات السودان يحتفلون، وبعضهم أرسل لي رسائل.. تشير إلى فرحة عارمة بالعيد السعيد، الذي لم أسمع به إلا في اللحظات الأخيرة من ليلة أمس..
وبدأت أتساءل عن وضعية المحتفين بعيد الحب، وعن علاقتهم بشح السيولة، وتصريحات الحكومة عن الميزانية ومطباتها، وكيف يتابعون أسبوع خليل ونافع في الدوحة، وكيف يتصرفون بعد إعلان الإعلان.. الذي أعلن ملايين المرات قبل إعلانه المتوقع؟..
وقبل أن استفسر تماماً عن مواقف الآخر من عيد الحب ونقص السيولة.. بدأت أسأل نفسي عن شؤونها وشجونها وكيف تتعاطى مع السيولة، والحب.. فتذكرت صديقنا النحاس، الذي كان يراقب سكرتير التحرير القدير حسن الرضي منهمكاً ليل نهار في العمل.. لا يشغله عن صفحة في الجريدة إلا صفحة أخرى.. فقال النحاس لود الرضي: أستاذ حسن.. إنت ما عندك مساحة للحب؟.. قال الشيخ حسن الرضي: والله يا النحاس ممكن المادة بتاعة الحب تنزل في الصفحة الأخيرة في عمود صغير (عشرة كور)!..
انتهى عيد الحب، وبقي شح السيولة، وتتواصل المفاوضات، ويتواصل الإعلان الذي سبقه مليون إعلان..
بينما تعيد أم كلثوم آهاتها وهى تقول: إنت ما بينك وبين الحب دنيا آآه دنيا.. دنيا ما تطولها ولا حتى في خيالك!.. بينما تهدر جماهيرها.. حب أيه، حب أيه، حب أيه!..
|
|
|
|
|
|
|
|
|