|
مرافعة تاريخية لاوكامبو في جامعة ييل
|
وسط حضور مهيب من منظمات المجتمع المدني والجالية السودانية ورموز
السلك الدبلوماسي وطلاب القانون , اقامت جامعة ييل العريقة امس الجمعة
السادس من فبراير,منتدي تداولي حول تطورات الصراع في دارفور وابعاد
الادانة الوشيكة للبشير, ابتدر الحديث لويس مورينو اوكامبو, الذي اكد
علي ان توجيه الاتهام لبشير سيكون In few days حسبما عبر, وقدم اوكامبو
مرافعة مستفيضة ومتسلسلة عن المراحل والاشواط التي قطعتها رحلة مجلس
الامن ومن بعده المحكمة الجنائية الدولية في تعاطيهما مع موضوع الجرائم
المرتكبة في دارفور.وقد حمل اوكامبو الحكومة مسئولية التعقيدات التي
طرات علي القضية وقال:ان البشير باعتباره القائد الاعلي للقوات المسلحة
لعب دورا قياديا محوريا في الحملة العسكرية في دارفور, وان بياناته
واحاديثه العلنية كانت تحث القوات الامنية علي ارتكاب فظائع واسعة
النطاق بحق المدنيين, ومضي اوكامبو حوادث بعينها واحدة بعد اخري منذ
ديسمبر 2003 وايراد استشهادات لاحاديث من خطب البشير وتصريحاته العلنية
وقال ان الحكومة لم تقم باي مجهود يذكر لايقاف الهجمات علي المدنيين
وحتي بعد احالة القضية من مجلس الامن للمحكمة الجنائية وتشكيل لجنة
سودانية لتقصي الحقائق fact-finding committee استمرت الهجمات علي
قري المدنيين بنفس الخصائص السابقة بمافي ذلك التنسيق العسكري وحماية
ظهر الجنجويد ثم القصف الجوي الموثق والتهجير القسري.
ثم تعرض لرفض الحكومة التعاون مع العدالة الدولية بتسليم هارون وكوشيب
رغم قبول الحكومة بقرار الاحالة الي مجلس الامن, وتحدث حديثا مطولا عن
احمد هارون ودوره المحوري الهام في الانتهاكات التي حدثت ووصفه بانه
الشخصية المفتاحية في القضية, ووصف رفض الحكومة تسليمه بالموقف غير
المدروس والذي سيؤدي الي كسر ظهر الحكومة.
امتدح اوكامبو ايضا كوستاريكا وقال:ان دورها كان حيويا وحاسما في
المناقشات داخل مجلس الامن وان دبلوماسيتها المسئولة والضاغطة رجحت خيار
احالة القضية للجنائية, وسخر اوكامبو سخرية مريرة من سفير السودان لدي
الامم المتحدة, وقال انه ركز داخل مجلس الامن علي ادارة معركته اعتمادا
ساقط القول , ودرج علي وصف كوستاريكا بجمهورية الموز, ولعله لايدري
ان كوستاريكا الدولة التي استغنت عن الجيش رغم انها جارة نيكاراغو,
كانت هي الاكثر صدمة بين الدول الاعضاء وهي تري الجيش حاديا لركب فظائع
وحشية في حق مواطنيه.
تحدث في المنتدي ايضا سفير كوستاريكا في ال UN وامن فكرة ان السلام
والعدالة في دارفور يسيران يدا بيد , ولاسلام بلا عدالة.
وكان ايضا من ابرز المشاركين في الحوار جون برندرقاست المستشار السابق
لحكومة كلينتون ورئيس مجموعة الازمات الدولية, وقد تناول بتشخيص بارع
تعقيدات المشكل السوداني, وقال ان المجتمع الدولي ظل علي الدوام يتعامل
مع الاعراض ولايحاول اجتثاث الداء في السودان, والان قد حانت لحظة تصحيح
هذا المسار الخاطئ للسياسة الدولية في السودان, وشدد علي اهميةالتناغم
ببن فكرتي العدالة والسلام كطرفين متداخلين في معادلة الاستقراروالتسوية
السياسية في السودان, وابدي امتعاضه من بعض الاصوات التي ارتفعت مؤخرا
منادية باستخدام المادة 16 للحصول علي تاجيل القرار, ونوه برندرقاست ان
التاجيل مسالة off table اي غير مطروحة للنقاش, وقال ان الحكومة غير
مستعدة ان تتواضع علي حلول للمشكل السوداني, تاتي خصما علي جندتها
الضيقة او مصالح افرادها, لذلك هي تضع مذيد من العراقيل حتي بعد ان توقع اتفاقيات, وتنبا بانتقال نموذج دارفور الي كردفان اذا سارت
العملية السياسية بهذه الوتيرة, ودعا الي ضرورة مااسماه بالتفكيك
البطئ للنظام السياسي واعادة تشكيل ركائزه التاريخية كمخرج وحيد لشعب
السودان.
شارك في المنتدي ايضا الاكاديمي السوداني الدكتور سليمان بلدو ممثلا
لمركز العدالة الانتقالية بواشنطون, وركز علي ضرورة العدالة واتخاذ
التدابير اللازمة تجاه الحيل الرامية لاشاعة الفوضي واشعال المنطقة.
|
|
|
|
|
|