|
|
 أوباما (يمقلب) معتقلي غوانتنامو!..
|
أوباما (يمقلب) معتقلي غوانتنامو!..
عبد الله الشيخ
خط الاستواء
كثيراً ما يطلب البعض، أو يتمنى على أوباما أن يتصرف كدكتاتور من دكتاتوريي العالم الثالث، فالدكتاتور في دول العالم الثالث يستطيع بجرة قلم أن يوقف تدهور أسواق المال ويعيد الدولة إلى سابق عهدها الزاهر.. ولولاه ما شرب الناس الماء..
ونموذج الدكتاتور (كما ينبغي أن يكون) تشرف به أخونا جعفر، الذي قلدته الأجيال الحاكمة و(أبدعت).. ولهذا غنت له أجيال وأجيال بنغمة (جبت الموية للجيعان.. جبت اللقمة للعطشان).. وأتحدى أن يكون أحد الذين حضروا (هذا العهد أو ذاك) إن لم يكن قد تجاوب أو ردد مع الشادي هذه العقابيل!..
لقد تعود الناس من دكتاتورهم أن يكون رئيساً لحزب، أو كمساري، أو رئيس لجنة شعبية.. الدكتاتور في العالم الثالث له وظيفة محددة هي الرئاسة.. رئيس في طول وعرض البلاد، يقوم بالأفعال الخارقة للعادة.. يحقق الطموحات كلها، يحمي البلاد، يقهر الأعداء، يخلق تنمية، يفتح مدارس، ويدرس كل الأجيال.. و(يولع النار ويتدفأ ويدفئ)!..
هذه ثقافة مبذولة.. لا في السودان وحده بل في كل بلدان العالم الثالث.. ونحن كشعب كنا الأوفر حظاً، وإن كنا نلتقي مع بقية الشعوب على ما تعودنا عليه من هلاك الدكتاتور معناه هلاك الدنيا..
ولهذا تجد غالبية الشعب تتمنى على أوباما أن يتصرف كما يتصرف زعماؤها.. وإن سأل سائل.. لماذا تستبدل الشعوب الذي هو أدنى بالذي هو خير.. تجد أن الإجابة تتلخص في أن هذه الشعوب من كثرة تعودها على (عمايل) الحكام العظام! لا تريد تجريب طرائق زعيم آخر.. والمثل يقول، وأمل دنقل يقول (بعد كل قيصر يموت.. قيصر جديد).. وشاعر العروبة المتنبي يقول بالواضح.. الما فاضح.. (لكل امرئ من دهره ما تعودا)..
بهيبة وهيئة الدكتاتور الذي عشنا.. وخشية من تكرار (عمايلو) مع محبوب آخر مثله!!.. فنحن نريد من الحاكم الأمريكي الجديد أن يفعل ما يفعله (الزعماء) العظام حفظهم الله ورعاهم.. واعتقد أن أوباما، من مكانه القصي عنا في البيت الأبيض قد التقط رأس الخيط.. وأراد أن يلبي- منذ اليوم الأول- بعض طموحات وأحلام شعوب العالم الثالث.. بل أوباما تصرف بصورة أسوأ من تصرفات حكام العالم الثالث.. خاصة في موضوع إغلاق سجن غوانتنامو.. كان الأمر (الجمهوري) الأول للرئيس أوباما هو الإطاحة بمعتقل غوانتنامو (باستيل أمريكا).. وهذا القرار لم يكن خالصاً لوجه الله والحرية.. صحيح أن هذا القرار فيه تحسين لصورة أمريكا في العيون الكحيلة!.. لكن عند الحديث عن الفائدة المرجوة من هذا القرار باتجاه دعم الحريات العامة، ومناصرة موضوع حقوق الإنسان و(مستقبل) المعتقلين المسرحين من هناك.. نجد أن هذا القرار من أسوأ القرارات التي تؤذي فكرة حقوق الإنسان، وتهزم اتجاه الحرية.. ليس لأن معتقلي غوانتنامو لا يستحقون إخلاء السبيل إنما لأن البديل الذي يوفره لهم الإخلاء هو الخيار الأسوأ!..
سيجد معتقلو غوانتنامو أن إطلاق سراحهم يعني الانتقال من فندق الخمس نجوم بغوانتنامو إلى التشريف بين (أهلهم وذويهم) في دولهم الأصلية.. وتحت ظلال قائدهم الذي لولاه ما شربوا (جغمة) ماء..
وبعد تسريح هؤلاء المجاهدين وإعادتهم إلى بلدانهم الأصلية، يطلب من أجهزة الإعلام (المستقلة) أن تستوضحهم، في مقارنة بسيطة، بين العودة إلى الوطن الغالي، وبين الحبس الانفرادي بجوار جزيرة عمنا كاسترو.. لقد تصرف أوباما بصورة أسوأ من تصرفات (الزعماء) لأنه بالضرورة يعرف أي مصير سيواجهه هؤلاء (الشرفاء) حين يشرفون في البلاد التي شيدها الشعب، ويحكمها (أبو الشعب)!!..
ويا لها من طراوة!..
|
|
 
|
|
|
|
|
| |
عبد الله الشيخ
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست