|
زلات لسان وهفوات كلام بس
|
يحرص الساسة والمشاهير ونجوم المجتمع (العاقلون منهم) على التفكير مليا وثانية فيما هم بصدد قوله أو الهمس أو الإيحاء به قبل أن التفوه به او اعطاء الانطباع بما يعنونه.
السبب ان كلمة واحدة في غير مكانها قد تدمر مستقبلهم سياسيا كان او اجتماعيا وتقوض جهودهم وتؤرقهم وتهدد مستقبلهم.
في المجتمع الاميركي نادرا ما يغفرون او يتناسون زلات اللسان . وهي فرصة نادرة لاختبار حقيقي لطريقة التفكير و الامكانات العقلية و الحكمة والحصافة و ربما يتذكر المرء ماقالته المرشحة الجمهورية لمنصب نائب الرئيس و عبارتها المشهورة عندما سئلت حول خبرتها فى الشئون الخارجية فقالت إنها تعزى خبرتها السياسية فى الشئون الروسية “You can actually see Russia from land here in Alaska” الى انه "يمكن أن ترى روسيا من شاطئ ألاسكا". فكانت هذه الهفوة هي القشة التي قصمت ظهر البعير و كانت وبالا عليها وعلى الجمهوريين.
و لن انسى مرشح الحزب الديموقراطي هوارد دين و صرخته الشهير ابان الانتخابات التمهيدية في ولاية ايوا التي كان لها اكبر الاثر في فقدان الثقة في مقدرته على الاضطلاع بالمسؤولية ومما ادى الى انسحابه لاحقا. ووصفه احد منتقديه عندها بانه " a grown man nosedive into self-induced madness" أي ان الرجل قد به مس من الجنون اراده لنفسه.
ثم جاءت تعليقات السناتور الجمهوري عن ولاية فرجينيا جورج ألن الذي اضطر للانسحاب بعد التلفظ بكلمة "مكاكا" العنصرية التي تعني القرد و هي كلمة كان يطلقها المستعمرون على المستوطنين فقال مشيرا الى مواطن من اصل هندي من ضمن الذين كانوا يستمعون اليه بالحرف الواحد: "This fellow here, over here with the yellow shirt. Macaca or whatever his name is. He's with my opponent, he's following us around everywhere."
مما معناه ان هذا القرد او كيفما كان اسمه، التابع لمنافسي، ظل يتبعني اينما ذهبت.
ثم بعد ذلك سمعت مرشح الرئاسة الديمقراطي جون كيري، وعندها كنت قد تعلمت أن مثل هذه التعليقات تثير الغضب وتدخل فيما لا يحمد عقباه في زلة لسان او طبظة اخرى. وكان كيري وقتها خارج السباق لكنه لا يزال عضوا في الكونغرس فقال مخاطبا طلاب كلية باسادينا في كاليفورنيا بالحرف الواحد : “You know, education, if you make the most of it, if you study hard and do your homework, and make an effort to be smart, uh, you can do well. If you don’t, you get stuck in Iraq.”
كيري الذي خانه التعبير كما يقولون ، كان يهدف الى تشجيع الطلاب على الدراسة والمثابرة والاجتهاد فقال: اذا ثابرتم في دراستكم وقمتم باداء واجباتكم ستنعمون بحياة هانئة و الا فستعلقون في العراق كجنود في الجيش.
واثارت تصريحاته عندها غضبا واسعا من قبل افراد القوات المسلحة و اهاليهم و المتعاطفين معهم ظهرت بكل الاشكال في الاذاعات و الصحف و التلفزة و المدونات التي انشات خصيصا لمهاجمة جون كيري مما اضطره للاعتذار مرارا وسف التراب.
واخرى اذكرها كانت لميشل اوباما ابان الجملة الانتخابية حيث عبرت عن سعادتها لما لقيه زوجها من تاييد ودعم و مناصرة فخانها التعبير حيث قالت :
“For the first time in my adult lifetime, I’m really proud of my country … not just because Barack has done well, but because I think people are hungry for change,” مما معناه اني الان ولاول مرة في حياتي فخورة بانني اميركية ليس فقط بسبب نجاح باراك بل لانى ارى الناس يتعطشون الى التغيير. وتعرضت المسكينة لهجوم ضاري بعد ذلك كاد ان يعصف بمسيرة وحلم زوجها و جهده الا ان الله ستر.
ثم سمعت دونالد ترمب قطب العقارات ونجم البرامج التلفزيونية الواقعية مهاجما احدى مقدمات برنامج the view وتدعى روزي واصفا اياها :
"She talks like a truck driver. "If I were running The View, I'd fire Rosie"
وكلماته تعني "انها تشبه سائقي الشاحنات ولو كنت مسؤولا عن برنامج the view لفصلتها. عندها ثارت ثائرة سائقي الشاحنات واقاموا الدنيا ولم يقعدوها مما اضطره للتراجع والظهور بكثافة في كافة وسائل الاعلام معتذرا و منكسرا ومهزوما بيد ان تلك الهفوة ستظل عالقة بسيرته الى يوم الدين.
انهم يضعون الف حساب لما يقولونه ويحاسبون عليه فالى متى نحن لا نابه والى متى نحن نستهيف الاشياء ؟
عماد حسن علي واشنطن
|
|
|
|
|
|