التحالف النسوي السوداني نحو دولة مدنية ديمقراطية موحدة (8) مارس ... بأي حال عدت علينا ...!!
جماهير شعبنا نحتفل اليوم في الثامن من مارس باليوم العالمي للمرأة، تأكيداً واعترافاً بدور المرأة العظيم والمتزايد في مجتمعها سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، كيف لا وهي اللبنة الاساسية لتشكيل وصيغة المجتمع، ويفضي اضطهادها واحتقرها لتشويه لاختلال مجتمعي على كافة الاصعدة. وفي هذه الذكرى تنحني هامتنا تجلة واحتراماً لنساء من الرعيل الاول اسهمنا في انتزاع حقوق المرأة السودانية بصورة عامة، ولنساء اخريات عملنا في صمت في ظروف صعبة لترسيخ تجربة المجتمع المدني الديمقراطي في مينزا وقرورة وطوقان وغيرها، إننا نعبر اليوم عن امتنانا للشهيدة الحاجة زهرة ،وصحباتها الأئي اسهمن مع ابائهن وازواجهن وابنائهن واحفادهن في تعزيز وترسيخ تجربة التحرر. صحيح أننا هذا العام نحتفل في السودان بهذه الذكرى تحت شعار (انتخبوها) بعد تراكم حصيلة نضال المرأة السودانية بتخصيص حصة انتخابية لها تعادل ربع المقاعد في البرلمان القومي وبجنوب السودان والولايات، ورغم أن القانون اغفل رؤى معظم القطاعات النسوية التي كانت تطالب بتضمين تلك الحصة في القائمة الحزبية لتعزيز المشاركة السياسية للنساء في الحركة السياسية، ونص قانون الانتخابات لسنة 2008م عوضاً عن ذلك بحصر التنافس النسائي على قوائم منفصلة، ولكننا نوقن أن عملية التطور الطبيعي مستقبلاً ستدمجها ضمن القائمة الحزبية، وفي يوم ما لن تحتاج المرأة السودانية لتمييز ايجابي يمنحها المشاركة السياسية في كل المناصب من رئيس الجمهورية وحتي اصغر منصب يتم الوصول إليه عبر الانتخاب الديمقراطي الحر.
يجئ احتفالنا هذا العام باليوم العالمي للمرأة في ظل اوضاع تدعو للقلق، فلا تزال نساء سودانيات يعانين من الظلم والاظهاد داخل الخرطوم وخارجها وبصورة اكبر بولايات دارفور الثلاثة حيث تتزايد معاناتهن سواء كن نازحات بالمعسكرات أو لاجئات بدول الجوار، وما يزيد من القلق المعاناة المرتقبة بعد قيام الحكومة بطرد (13) منظمات دولية عاملة بدارفور رداً على اصدار مذكرة المحكمة الجنائية الدولية، وهو قرار لا يعود بالنفع على الحكومة في اي جانب من الجوانب وسيتضرر منه المواطنين في المقام الاول.
يحل الثامن من مارس هذا العام والبلاد تشهد ردة غير مسبوقة فيما يتصل بتحريم وتجريم ختان الاناث، فالحكومة ارتدت عن مصادقتها على اتفاقية الطفل الإفريقي وكل الاتفاقيات الدولية التي صادق عليها السودان من قبل تعتبر ختان الاناث جريمة حينما اسقطت المادة (13) من قانون حماية الطفل التي تحرم ختان الاناث، والفتوي التي صدرت بعدها حول (زواج المسيار) التي مثلت في مجملها لاذلال واضطهاد النساء عبر اصباغ الدينية على تلك المواقف. لا يزال امام نساء السودان مشوار طويل صوب مرافئ المساواة والعدالة في الفرص والحقوق، ولا خيار امامهن سوي الاصطفاف معاً وسوياً مع شقائقهن الرجال المؤمنين والعاملين لاجل اقرار تلك الحقوق عبر النضال وتراكمه لانهاء معاناة نساء دارفور بوضع اساس عادل يحقق السلام والعدالة والاستقرار، وأن يتعاهدن بأن لا يمنحنا اصواتهن في الانتخابات العامة القادمة إلا لمن يتضمن في برنامجه احترام كرامة النساء وحقوقهن والغاء كافة انواع التمييز ضدهن بالمصادقة على اتفاقية سيدوا وتضمين المادة (13) التي تحرم ختان الاناث بقانون الطفولة وتعزز مشاركتها السياسية داخل الاحزاب السياسية وبمؤسسات الحكم المختلفة وبالمناحي الاقتصادية والاجتماعية تخطيطاً وتنفيذياً وتقويماً لضمان الدور الفاعل للمرأة في كل مناحي الحياة. ونحن فى التحالف النسوى السودانى نثق فى أن نساء السودان سيبلغن مرافئ المساواة في حقوقهن قريباً، ولمن يراه امراً بعيد المنال فليراجع التاريخ ليري أين تقف النساء اليوم وما تبقي من الذكريات من اولئك الذين رفضوا تعليم النساء أو مشاركتهن السياسية.
لاشك مطلقا فى اهمية دور المرأة سواء فى مملكتها الصغيرة (بيتها) او فى المجتمع حولها ... فذلك امر تجاوزته المناقشات والاستقصاءات الى الفكرة المضيئة بواقع لاتخطئه العين... ويمثل تباشير ذلك الواقع ومطابقاته العديدة لشروط هذا العصر ....
لى عودة بحول الله وكل عام وهى بالف خير ...فى كل دروب الوطن ... من شماله الى جنوبه ومن شرقه الى غربه..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
مريم عزالدين صديق
ناهد بشير الطيب
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست