قالت المدينة ليلتها وهي تنفض تراب الخيبة والقهر وظلم ذوي القربي !
(1)
شذاذ الآفاق يحكموك : من يحكم من !!!! ؟
ثم ذهبت لتبقي رهن القادم هذا الشعب يقتل ألف مرة لكنه لا يموت علي الاطلاق ! لعلي في فضاءاته البعيدة التحية والتجلة ولشهداء آخرين عبدوا طريق البلاد بشرف المواقف الانحناءة !
والحين بحين !
(2)
الملائكة لاتقاتل بأطراف البنان :
بل بأمر إلهي (إنه سميع مجيب)
(3)
هابيل لم يمت علي الاطلاق :
إذ ان روحه تسبح في فضاءاتنا بغير حساب كثيرون يعتقدون أن هابيل (مات) ما أبسطهم أؤلئك ، ليتني كنت مثلهم ليتني !!!
(4)
في السودان يحدث : أي لا يحدث الا في السودان !! تتحسس رأسك فجأةً لتجده كأجمل مايكون الذبح مستقراً في ظهرك !!! في السودان يحدث هذا !!! ؟
03-02-2009, 01:30 PM
خضر حسين خليل
خضر حسين خليل
تاريخ التسجيل: 12-18-2003
مجموع المشاركات: 15087
علي فضل (هتافاً حتي الموت) لم يسألوا : ماذا وراء الموت ؟ كانوا يحفظون خريطة الفردوس أكثر من كتاب الأرض يشغلهم سؤال آخر : ماذا سنفعل قبل هذا الموت ؟ نريد أن نحيا قليلاً لا لشئ بل لنحترم القيامة بعد هذا الموت (درويش : قتلي ومجهولون) ……………. المسافة ما بين مقر عملي والسكن الذي أتقاسمه مع سودانيين خالصين أقضيه دوماً في التأمل في مخلوقات الله في هذه البلاد أتأمل دوماً حالي وأنا أمر بالقرب من قنصلية جمهورية السودان في إحدي الشوارع الجانبية لهذه المدينة التي لا تصمت علي الإطلاق . أتأمل لعلم بلادنا وهو يرفرف حزيناً وألوانه الباهتة تشكوا رداءة الطقس فالألوان لها إحساس كما للبني آدميين .
وأنا أتأمل كل هذا جاءني السودان يومها والديمقراطية الأخيرة تودعنا علي عجل كان يومها رئيس وزراء بلادنا في جولة تفقدية لرعيته نواحي جنوب الخرطوم وللأمانة لم تكن تسبقه مثل هيلمانات هذه الأيام فالرجل علي ما أظنني كان عادياً ويعتبر نفسه من عامة الشعب لا من طينة أخري . ليرميه حماسنا المتدفق بالطماطم الفاسدة وكل ما ملكت أيماننا من الحصى والحجارة في ثورة كان وقودها الناس والغضب إنهلنا علي سيارته الفخيمة والهتاف يشعلنا كنار المجوس جذوةً إثر جذوة يسقط يسقط يسقط وربما ذهب بعض الخبثاء وهتفوا يومها عائد عائد يانميري . خلع المتظاهرون ذاكرتهم الماضوية وتناسوا خيبات( سفاح أحلامهم) رغوة غضبهم تسيل علي الأفواه كإنسياب المياه من عل ٍ ، تناسوا أبريلهم وحائط مارسهم تناسوا حكمة التاريخ فانسلوا يبهتون الرجل ببلاويهم المتلتلة وذاك حال شعب السودان ،
تناسلت الأفاعي ورمتنا السماء بوحوشها حدثونا عن طوابير الرغيف التي لطالما ذهبنا إليها الثالثة صباحاً بعضنا نائم وبعضنا نصف نائم نلتحف ملاءات بألوان مختلفة وبطاطين رخيصة لميسوري الحال و(حسن جمعة) يقدم لنا رغيفاً حارا ًلا علاقة له بخبز هذه الأيام و(بروميدها) القاتل ثم إبتسامة صادقة وطيبة تراها والفجر يعلن عن يوم جديد .
يومها سألت معلمي ووردي يغنينا من غيرنا يعطي لهذا الشعب معني أن يعيش وينتصر . قولو من ؟ فصمت ثم أجابني بدمع القلب ……. لا أحد ! فحطت صخرة سوداء وكنتني بلالاً جديد يبشر بالثورة والأناشيد فصرت أردد أحد أحد أحد أحد …..
كان الشتاء والبلاد تشققت رجولها وسال دمعها كما دماء الرجال في كرري لينتهي ذاك الزمان بليل عجيب لو تعلمون . ساعة بلغنا الحلم أدركنا لكم استغلوا طفولتنا البريئة لكم أضاعونا وأي مكتسب أضاعوا في الربع الأول لآلام التسعينات والسلطة يومها في عنفوان شبابها كان (علي) كأ وسم ما تكون الفكرة رجلاً باراً وكريماً سوداني الخصال ولا أجمل من ذلك . حط طائره في مساء كئيب صارت فيه البلاد علي أتساعها (أضيق من خرم الإبرة ) طار محلقاً حمامةً حمامة رفرف بجناحيه وصفق وما أفقنا ثم غادر بهدوء عجيب فسلام لروحك يا (علي) وتبقي فكرتك حارة كأحلام الفقراء .
كانت بلاد كافرة والحاكمية للطاغوت . والسودان يومها كان كالح الوجه عز فيه طعم النوم فالجوع كان هو الآخر أطل بوجه الشاحب فامتلأت السجون بمواطنين سمر الوجوه ومواطنات جميلات . نقول لها هل امتلأت ؟ فتجيبنا هل من مزيد ؟
مزيدا من الأتقياء ضاقت بهم السجون أخيراً . شيدوا سجوناً جديدة ويومها عرفنا الأشباح علي حقيقتهم فأين المفر ؟
بلدك دة حق غيرك تشك يدخل في بالك ألف شك (حميد/ الضو وجهجهة التساب) نقطة فلستوب .
ـــــــــــــــــــــ هوامش : حسن جمعة : من أبناء دارفور (كان) يمتلك طابونة للرغيف البلدي نواحي جنوب الخرطوم علي : هو الطبيب الشهيد علي فضل في عام ألف وتسعمائة وتسعون اغتيل داخل احدي بيوت الأشباح
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة