|
|
 لن يستهين احد بالسودان
|
نقلا عن مجلة المجلة
د. محمد إبراهيم الشوش: الجامعة العربية..حائط قصير وأزمة مفتعلة
* لم أكن متجنياً أو متهجماً ، حين أوضحت من هذا المنبر أن الجامعة العربية كيان خاو برغم ما يحيط به من أبهة وجعجعة ، ورغم ما يتميز به من كفاءات علمية وسياسية لدى بعض قياداته.
فلا أحد يدري إن كانت الجامعة العربية منظمة سياسية أو عسكرية أو اقتصادية أو ثقافية ، وبالتالي لا يمكن إصلاحها ؟ إذ كيف تصلح جهازاً لا تدري إن كان طائرة أو سيارة أو شاحنة أو ثلاجة أو لعبة أطفال:
وذلك لا يجعل الجامعة العربية كياناً لا خطر منه ، ففقدان الهدف كفقدان الروح في الجسد تجعله عرضة لحلول الأرواح الهائمة فيه ،وبعض هذه الأرواح لعينة خبيثة حمانا الله من شرورها .
والعطالة المقنعة أشد خطراً من العطالة المكشوفة ، والذين لا عمل لهم عادة يميلون للتخريب ، أو عمل شيء لإثبات الوجود . والباحثون عن مواطن الاستغلال والاستغفال كثيرون.وهم يحومون حولنا كالذباب ويلسعون كالناموس .
فالجامعة العربية تملك وجوداً قلقاً متناقضاً : فالمطلوب منها أن تدلي بدلوها فيما يتصل بقضايا الدول العربية . والويل لها إن تدخلت بما لا ترضاه أي دولة منها. وذلك غير ممكن ، مع تضارب الغايات والمصالح والقدرة والاستقلالية.
دستورها يحتم عليها أن تتدخل في كل ما يمس الدول العربية دون أن تغضب أياً منها ظالمة أو مظلومة وتلك معادلة مستحيلة ، ليس بسبب تضارب مصالحها الداخلية فحسب بل في اختلاف نظرتها إلي العالم حولها ، وحاجتها للحماية والعون.
الأستاذ الكبير عمرو موسى أمين عام الجامعة – وهو ما نعرف من قوة الشخصية وصلابة الرأي والالتزام بالتوجه القومي – أدلى بدلوه في قضية تتصل بدولة الكويت ، وجرحها لا يزال غائراً ولا يزال الدم يسيل منه ولا يستحمل مساً رفيقاً ، فاحترقت أصابعه وقيل له إلزم حدودك . ولما كانت الحدود ضيقة فالمعنى إلزم الصمت ، ذلك لأن أي فعل مهما كان قليل الأثر قليل المعنى يعتبر تجاوزاً لحدود لا وجود لها, وسلطة الأمين العام لا تتعدى إصدار تصريحات عامة غائمة وإلا دخل في المحظور وأثار الحساسيات.
ذلك بالطبع ينطبق على كل الدول العربية إلا السودان فهي دولة متسامحة لا يغضب أهلها ولا يغضب لهم أحد . وبلادهم حائط قصير يقفز فوقه حتى المقعدين. ولا يحتاج الأمر إلى قفز فكل الأبواب مشرعة لا يقف عندها حارس . وذلك يتيح للكثيرين الكسب من مهاجمة السودان وإرضاء الكارهين له والمتآمرين عليه بلا ثمن ، كما يتيح فرصة نادرة للاجتهاد غير المحظور فيما يختص بقضايا السودان دون إثارة أي حساسيات.
وقد تحدثت الصحف عن موظف غض من موظفي الجامعة اكتسب صفة المسئول عن ملف دارفور ، لا أدري لماذا وكيف وبأي مؤهلات يملكها ولا يملكها خبراء المئة ميل مربع ؟
وما الذي يجعل لدارفور مسئولاً من خارج السودان, وما سمعنا عن ملفات تخص بلاداً عربية أخرى تولاها أحد من غير أهلها؟!
هذا الموظف الشاب كما نقلت الصحف جمع عدداً من متمردي إقليم دارفور معبراً عن تأييده للتدخل الأجنبي وحاثاً إياهم على التمسك به. وذلك في تعارض وقح مع موقف رئيس جمهورية السودان الذي تصادف أن كان رئيساً للجامعة العربية تلك الدورة ، ومع الموقف الرسمي المعلن لحكومة السودان .
وحسبت أن الدنيا ستقوم ولا تقعد ، وأن زئير الأسد سيسمع له صوت في طول ميدان التحرير وعرضه ، ولما ران الصمت كتبت ، أحرك السكون في الجسم السوداني الهامد . طالبت وزارة الخارجية والسفارة السودانية ومندوبنا في الجامعة إن كان لنا مندوب يقرأ ما يكتب ، ويتابع ما يجري من اجتماعات في قاعات الجامعة وبخاصة إذا كانت تضم نفراً من المتمردين .
لم يتحرك أحد .
ولم يكن غريباً بعد ذلك أن تنشر صحيفة ثقافية كبرى رسمية تصدرها وزارة الثقافة التي يشرف عليها الوزير الفنان فاروق حسني مقالاً طويلاً يسيء إلى السودان ويؤيد كل ما تبثه أجهزة الإعلام الصهيونية ، مذيلاً بصورة لثلاثة من كبار قادة السودان وقد كتب تحتها “ مطلوبون للعدالة” وباللغة الإنجليزية أيضاً حتى لا يفوت المقال الذين دفعوا ثمنه.
وأثرت الموضوع مع عدد من المسئولين الكبار ، ويبدو أنني كنت الوحيد الذي قرأ ، والوحيد الذي غضب .
أنستغرب إذن أن تجرب الجامعة العربية الحلاقة على رؤوسنا اليتيمة ، وأن تجرب عضلاتها المسترخية للقفز فوق حائط السودان القصير ، بعد أن استعصت عليها الجدران العالية الممتنعة عليها بالحراس الأشداء ؟
خـرجت الجامعة العـربية بأن الذي حدث في السودان بتجميد الحركة الشعبية ( حركة التمرد الجنوبية السابقة) لمنسوبيها في حكومة الوحدة الوطنية كارثة كبرى تهدد مفاوضات السلام ( وهي لا تقصد المفاوضات التي انتهت وإنما تقصد الاتفاقية التي وقعت. وكله عند العرب صابون ) والجامعة العربية قلقة جداً ولا ترى السودانيين - جنوبيين وشماليين- أهلاً لأي حل ، ولهذا تناشد الشركاء الدوليين التدخل . وهم الذين عقدوا المشكلة في الأساس بتحيزهم لفريق دون آخر, والذين هم في النهاية القناع الذي تعمل من ورائه الولايات المتحدة .
ولقد جاءت هذه التصريحات باسم سمير حسني المسئول عن العلاقات العربية الافريقية وملف دارفور . وهو نفسه الذي اعتبرته قوى التمرد والقوى الأجنبية المناصرة لها “ شاهداً من أهلها” حين شارك في إدانة الحكومة بوجود انتهاكات لحقوق الانسان في دارفور .
وتضخيم الأزمة لتبرير التدخل الأجنبي هو نفسه حذوك النعل بالنعل موقف الولايات المتحدة التي قالت نفس الكلام وتوصلت إلى نفس الحل .
وليس في الأمر كارثة أو أزمة تستعصي على الحل ، وإنما هو خلاف طبيعي بين طرفي اتفاقية في طور التنفيذ ، المشكلة هنا إصرار طرف على تغليب موقفه عن طريق التهديد لا عن طريق الحوار ، وإذا استجاب الطرف الثاني للتهديد واستكان ، تكون المشكلة قد حلت فهي إذن مغامرة قد تفرض حلولاً أو تطيح بالمكاسب كلها . وإنما تكون المشكلة ، إذا كان الذين خلفها يرون الغاية في الفركشة ذاتها .
والاتفاقية ليست في خطر . فالحركة الشعبية لا تعمل على إلغائها, إنما تمارس الضغط بمكاسبها في الشمال فقط ، أما جنوب السودان فهو كسب قد أغلقت عليه الأبواب وعتبة للقفز منها على مزيد من المكاسب .
فلا داعي لقلق الجامعة العربية على الاتفاقية ، فلا أحد يريد إلغاءها ، ولا داعي لمناشدة “ الشركاء الدوليين “ للتدخل فقد تدخلوا بالفعل . وما كان الذي كان لولا هذا التدخل!
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
 Re: لن يستهين احد بالسودان (Re: Kostawi)
|
راى يا كوستاى ... و الراى الاخر لازم ياخذ مساحتة ... الشوش سودانى حر فى خياراته ... ان يكون جبهة و لا غيرها امر متروك له ... بس حيرنى سلخوا للجامعة العربية ... وفى نفس الوقت اصراره على العروبوية
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: لن يستهين احد بالسودان (Re: mwahib idriss)
|
دكتور الشوش اخد لفه طويله لكي يقول ان جامعة الدول العربية هي مكتب ملحق
بوزارة الخارجية المصرية . وحتي هذه النقطه لم يتمكن من حشرها ربما لان المجلة
من قبل احد الدول التي تحجم الجامعة وتختزلها في مكان لفش الخلق.
من وضع السودان في موضع الضعف و الاستصغار
سودان المحجوب و خرطوم اللاءات
المحجوب الذي قال عنه عبد الناصر
( عندما رشحه الازهري امينا عاما
خلفا لعبد الخالق حسونه)
ان مصر لتفتخر ان يقود المحجوب الجامعه
من القاهرة لان وجوده فيها سيكون بداية
لارساء قواعد القومية بقوة و اقتدار
| |
|
|
|
|
|
|
| |
saif massad ali
Kostawi
osman righeem
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست