|
في انتظار جودو!..
|
في انتظار جودو!.. خط الاستواء عبد الله الشيخ Wednesday, 18 February 2009 كلما خرجت في الصباح سألني معاشي يظن أن الصحفيين على علم بما يحدث في هذه البلاد.. فأقول له وأنا منسرب إلى موقف الحافلات إننا مازلنا في انتظار جودو.. ولما يئس من حصوله على إجابة تشفي الغليل ظل يبادرني كل صباح بسؤال واحد: جودو لسه ما جا؟..
في الجمعة الماضية انفردت بالرجل متقصداً أن (اقفل نفسو) أو أقوم بتجنيده في قائمة الصف الوطني، فوجدته مجنداً من قديم! ويبدو من ملامح حديثه أنه قضى ردحاً من الزمان متأدباً بالأدب اليساري.. فقررت أن (أفقع مرارتو) بأن لا طائل من انتظار جودو، أو أي كيان آخر.. لأن موضوعيته في طرح الأسئلة أزعجتني.. أزعجني الإلحاح اليساري المعروف في التقصي عن (الخبارات)..
حاولت التجنيح به بعيداً عن تتبع الحدث المتوقع وحاولت وضع الرجل المعاشي في سياق التسطيح بإخراجه تماماً عن حالة الانتظار.. فتحت باباً للحديث عن تسجيل وارغو في المريخ، فأغلق الباب بعنف، وقال إنه لا يهتم إلا بالقضايا السياسية وتفاصيلها الدقيقة.. وإنه في موضوع الرياضة لديه رأياً أقرب إلى رأي أنصار السنة في المناشط!.. فخرجت به إلى عالم الفن.. مبتدراً حديثي بأن السياسة فن.. وأن هناك نسخاً فنية كثيرة في سياق مسرحية (في انتظار جودو) ويمكن أن تحملك نصوصها إلى الاعتقاد بأن السودان كله في انتظار جودو..
قلت هذا، وما كنت أظن أن الرجل سيمنحني الفرصة للشرح، وقد تعودت من الونسة مع المعاشيين، خاصة اليساريين منهم، وعلى وجه الخصوص الذين أحيلوا للصالح العام في هذا العهد أنهم لا يكفون عن الحديث عن انجازاتهم.. ورغم أنهم ينتقدون الحكومة فهم يمارسون نفس أفاعيل الحكومة حين تجد الحكومة نفسها أمام مايكروفون!..
قلت له: لكن المسرحيات السودانية في سياق انتظار جودو كلها مجرد أغنيات، وأمنيات.. فقد ضرب حمد الريح مثلاً في الانتظار حيث قال: (رجيتك وفي انتظار عينيك، كملت الصبر كلو).. ويمكن أن تتذوق المعاني الشعرية التي تتحدث عن الانتظار بإسباغ مضامين سياسية و(قانونية) عليها.. بهذه الطريقة تخرج من أسر الزمان والمكان وتتخلص من تبعات انتظار جودو الحقيقي..
فسألني: ومن هو جودو الحقيقي؟.. فمضيت متجاهلاً سؤاله الموضوعي: قياساً على ظرفنا الاستثنائي الخاص تجد أن أبو اللمين قال في سياق الانتظار.. (في انتظارك يا حبيبي).. وقال وردي: (جيتنا وفيك ملامحنا.. وعاد يا مايو ميزنا.. بنرجع ليك توصينا، ونسمع ليك تحدثنا).. وحين جاء جودو بتاع مايو.. (أهو نحن عارفين الحصل!.. وبرضو بنقول عاوزين نحب)!.. فما كان من وردي بعد تجريبه لنتائج اللقاء مع جودو إلى أن رجع إلى تراثه الغنائي والى حكاية التسعتاشر سنة.. فقال شادياً: (صبرت .. واستنيت كتير اتمني.. أمني نفسي وأقول بكره الجنة)!..
وقبل أن يستعيد المعاشي اليساري توازنه ليسألني مرة أخرى سؤاله السابق عن جودو الحقيقي قلت له: لعلك تلاحظ ، أن وردي قال إن تسع طاشر سنة هي (عمر الزهور)!.. وهؤلاء!.. قد أصبحوا- الآن الآن- في عمر الزهور.. مما يعني أن انتظار جودو مستحيل- في ظرفهم الحالي هذا- على أقل تقدير!..
نفض المعاشي اليساري جلبابه وهو يقول لي: والله أنا كنت قايلك زول! .. وما اتخيلت أبداً أنك (معاهم)..
وبينما هو يمضي بعيداً كنت أنا ارفع عقيرتي بالغناء لتذكيره بأن مصطفى سيد أحمد هو الآخر قال: (صابرين، يا حلم الغنا.. والنيل فاض وانحنى)!..
من الواضح أيها السادة الكرام أن الرجل بشيبته المهيبة- مثلي مثلكم- يتابع الأخبار المنتظرة من وراء البحار، ولا يرضى عن تلك الأخبار بديلاً!.. مع أن هناك مثلاً سودانياً خالصاً يقول: (مالاً ما في جيبك، ما تونِس بيهو الناس)!..
|
|
|
|
|
|
|
|
جودو (Re: عبد الله الشيخ)
|
Quote: حاولت التجنيح به بعيداً عن تتبع الحدث المتوقع وحاولت وضع الرجل المعاشي في سياق التسطيح بإخراجه تماماً عن حالة الانتظار.. |
الغريبة ده ذاتو القاعدين نعملوا مع روحنا !!! شفت كيف !!!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: جودو (Re: اسعد الريفى)
|
صدقت والله يا اسعد .. ومن كثرة ما قال انو الموضوع المنتظر( وهمة ساكت) بقينا نشك فى كل الحروف.. وغايتو .. ربك يعين ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: جودو (Re: عبد الله الشيخ)
|
Quote: ومن كثرة ما قال انو الموضوع المنتظر( وهمة ساكت) بقينا نشك فى كل الحروف.. |
هسى عليك الله يا عبدالله الموضوع دا كلو ماوهمة؟ وهمة كبيرة كمان متذكر ميثاق "الشرف" الوقعت عليهو الاحزاب كلها؟ وفى ميدان الاهلية يوم 17نوفمبر 1985 الجماعة ما كلهم كل زول دخل ليهو غار وقعدنا من سنه 1989 فى رجا جودو اليقول ليك "اجتثاث من الجذور " واليقول ليك "تهتدون" ومافى حاجة حصلت بعد داك جاتنا "ام كبك"بضم الكاف واللبيب بالاشارة يفهم واهو عندك كم قرار اصدره مجلس الامن عدد مهول من القرارات ولا واحد اتنفذ لامحمد هارون ولا كوشيب واحد القشة ما عترت ليهو دحين يعنى تانى بقول انها "وهمة " مافى حل غير برنامج انتخابى من النوع العمل بيهو عمنا الجنرال اورتيجا ودا اصعب واسهل الطرق غير كدا تبقى "وهمة ساكت"
| |
|
|
|
|
|
|
Re: و فى انتظار جودو (Re: اسعد الريفى)
|
والله صدقت ياسلمى .. الموضوع كلو وهم + وهم!.. ولكن معقول نخلى وهمتنا دى تروح ساكت شمار فى مرقة؟ يقولون ان الشمس ستشرق .. ونحن فى انتظار عين الشمس .. بعد هذا الوهم الكبير .. ولابد من امل..
| |
|
|
|
|
|
|
|