|
|
 د.سامى الزهرى الناطق الرسمى لحركة حماس ينداح ويميط اللثام عن مأساة غزة فى الجامعة الإسلامية
|
سامى الزهرى الناطق الرسمى لحركة حماس ينداح ويميط اللثام عن مأساة غزة
فى الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا
الحلقة الأولى
تاقت أوساط الأساتذة والطلاب لرؤية رجل اشرئبت لمقدمه الأعناق وشخصت لطلعته الأبصار،رجل لم تخضع عصبته للعدو بالطاعة ولم تخنع له بالإذعان ولم تعفر خدها بالتراب رغم الموت والحصار ورغم الجوع والدمار،رجل يمثل جهة استطالت على الهدم واستعصت على الإجثتاث رغم تكالب العدى عليها والمتخاذلين من القادة العرب الذين بلغ انقيادهم وتبعيتهم للعدو الذى أقام دولته على بوارق السيوف،ولوامع الحتوف،حداً لا يطاق،أولئك القادة الذين تقنّعوا بالعار،وتبرقعوا بالشنار،وتسربلوا بالدّنية،لا يخالجنى شك قط أن عرى الدين قد انفصمت عندهم وتزعزعت أشطانه وانقطعت كل العلائق التى تربطهم بالشرف والنخوة فلقد رأيناهم فى تلك الحرب البوار التى أفنت المئات من النساء والأطفال لم يدفعوا عن أنفسهم معرة الخزى ولا عن بززهم العسكرية الحافلة بالأوسمة والنياشين نقيصة الجبن والخوف.رأينا قبل أن تزهق الأنفس وتخترم المنية ما يفوق الألف من شعب غزه الذى أصابته شآبيب من الدواهى المواحق وزير خارجية مصر الهمام لم يستشط غضباً أو يعبس تخمطاً من تلك التصريحات التى أدلت بها الحية الرقطاء وزيرة خارجية العدو فى عاصمة شمخت شُرف جدرانها ورسخت قواعد عزها المتين عند العرب قاطبة ،لأنها كانت تدفع السقم وترد العافية إلى الجسد العربى،أما الان فهى تحمل شبحاً قاتماً من ممارستها القمعية فهى تغلق المعابر فى وجه الفلسطنيين وتغتضب عنوة حلايب السودانية ضاربة بالوشائج وحرمة الجوار عرض الحائط،حكومة تسوم شعبها الذى يتفجر النبوغ من جوانبه والعلم من نواحيه بخسف وتسعى لسمل أعين من يبكى لواقع بلده المزرى صاحب الريادة التى يخشون عليها من وهدة السقوط وأن تمسى ((أم الدنيا)) بعدها واهية الصوت مهترئة النبرات. أبصرنا تلك اللبوة الضارية ترغى وتزبد متوعدة غزه بالويل والثبور والأسد الضرغام،الهزبر المصرى قد أقعى على عقبيه كالكلب إذا احتوشته الليوث ساكناً لم ينبس ببنت شفة،بل الأدهى والأمر أنه لم يجد فى نفسه مضاً ولا غضاضة هو وفارسه المغوار من تحميل تبعة تلك الحرب اليباب التى التهمت الأطفال واصطلمت أنجاد الرجال إلى حماس ويعلنا بكل صفاقة هم ومن على شاكلتهم من الرؤساء المنخوبى القلب أن حماس هى من أوقدت نار الهيجاء وأشعلت أوراها بسياستها الخرقاء وبصواريخها التى لا تصدع جدران ركن متداعى،ويمعنا بعدها بلسان ذرب خلاّب ومنطق سلس خدّاع بأنهما قد أزجيا النصح مراراً وتكراراً لمغبة تلك التصرفات وضرورة التوقيع على الهدنة إلا أن حماس قد غلت فى جهالتها وركبت متن غرورها فكانت أشبه بمن بحث عن مُدْيته،وانتضى سيف حَتِفْه،ْفحقّ لليهود حسم بائقة تلك الحركة التى تفاقم شرها واستطار اذاها فهى تعد عنده خلاصة العلل التى ينجم منها كل فساد ويصدر عنها كل شر.نعم لقد كان موقف الدول التى تجاور غزة تلك البقعة التى تكابد النكبات ويجابه أهلها الذين لا يستقر لهم جنان من الروع الموت والفناء موقف مخزى بكل ما تحمل تلك الكلمة من معانى،فهذه الحرب التى ثار نقعها،وأوجع وقعها،وتفاقم اهتياجها،واشتدّ ارتجاجها،قد برهنت بجلاء عن الجبناء الذين أعطوا الدنية فى دينهم والذين مازالت أقدامهم راسخة فى ضراعة الجانب،وضاعة الشأن فقلائد خزيهم لا تفنى،وجلابيب ضعتهم لا تبلى،ولا يعدم المرء منا حجة للاعتقاد بأن اسرائيل التى لا تمتد إليها يد ضائم إذا نظرت إليهم شذراً لطارت أنفسهم شعاعاً ولأقسموا بالله جهد أيمانهم أن ولائهم لها قد سارت بذكره الركبان وأنه قد انتشرت بنوده وأفصح عن وجوده فى كل صقع وواد،فهم لا يعوذون إلا بها ولا يخافون إلا منها ولا يركنون إلا إليها.
كما جددت هذه الحرب التى حمى وطيسها،ولظى حميسها،الشعور بالقومية والإنتماء لهذا الدين الخالد الذى إذا اشتكى منه عضو تداعت له سائر الأعضاء بالسهر والحمى،رأينا أيها السادة تضامن النفوس واتحادها للذّب عن غزة وعرانينها الأبطال،أبصرنا العالم العربى والإسلامى المتشرذم والمتفرق إلى كينونات عديدة قد أضحى كتلة واحدة تمور بالغضب وتغتلى بالسخط، كتلة تفصح أنها لن تعد تصبر على عنت الجموح والطغيان وأنها قريباً وقريباً جداً سوف تستأصل تلك الطائفة المجبولة على الخسة والنزالة والتى أحالت حياتهم إلى ملاطم ومناحات ولكن بعد أن تفرغ من الأوشاب،حُماة حفدة القردة والخنازير وكُماتهم،طغاة الغى،وبغاة الشر،ومن حذا حذوهم من قطيع النعاج الذى لجأ إلى القصاب يستظل بافيائه وينهل من موارده ويلتمس عنده العزة والتمكين..ولا أدرى أى ضرب من ضروب الغفلة والهوان أطبق على هولاء فلقد أوقعتنا تصرفاتهم فى بيداء الحيرة.
طالعنا فى تلك الأزمة الحالكة التى ضربت بأطنابها فى غزة الجريحة شرفاء يفوق عددهم الإحصاء،أطباء وأعلاميين هرعوا إلى غزة رغم المخاطر التى تحدق بهم ورغم تعنت الباغى السادر فى غيه والذى اعتاد على الفتك بتلك الناجمة التى توثق جرائمه وتعلنها على الملأ،كما شاهدنا رئيس دولة فى أمريكا الجنوبية بينه وبين فلسطين فراسخ وأميال،لا ينزع إلى غزة بعرق ولا يصل إليها بنسب،يقدم على طرد السفير الإسرائيلى فى رابعة النهار من بلده تعبيراً عن امتعاضه من الجرائر التى تقترفها سيئة الذكر اسرائيل تجاه النساء والأطفال فى غزة.بينما تجد سادتنا وكبرائنا الذين لا تلمح فى وجوههم نضرة الشباب ولا فى جسومهم سُترة العافية والذين يعودون إلى محتد واحد ودين يعصمهم من الزلل لم يشاركوا فى رأى ولم يحفلوا بحادث فسحقاً لهم من نخب حاكمة،ليت شعرى متى تُحطم هذه الدمى المنتفخة التى تحيد عن نفسها فرقاً،وتهرب من نفسها جزعاً.كما نظرنا عبر الشاشات البلورية إلى السيد طيب أوردغان ذلك الرجل الذى لا يعنو إلى قهر،ولا يطمئن إلى غضاضة،دائب الحركة،حاسر البال،هدفه الوحيد الذى حمله على عاتقه،وتحرك فى إطاره هو إيقاف حرب شديدة الضرام،يسطع عبر عجاجها أصوات المكلومين وبكاء المعذبين.
الطيب عبدالرازق النقر
كوالالمبور-باندر اوتاما
|
|
 
|
|
|
|
|
| |
الطيب عبدالرازق النقر
Deng
Abdlaziz Eisa
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست