|
ومن ...يمثل النازحين ؟ تحليل سياسي محمد لطيف صحيفة ( الاخبار).
|
ومن ...يمثل النازحين ؟ الكاتب/ محمدلطيف Thursday, 12 February 2009 بتجاوز مسألة الإقليم الواحد وموضوع التعويضات الفردية تظل اتفاقية سلام دارفور المعروفة بإتفاقية أبوجا واحدة من أفضل النصوص التي يمكن تطويرها لتفكيك الأزمة في دارفور ...ورغم ذلك ظلت ( أبوجا ) ناقصة نظرياً وعاجزة عملياً عن إنجاز المهمة الأساسية التي جاءت من أجلها وهي معالجة الأزمة الناشبة في ذلك الإقليم ...ذلك لسبب بسيط هو أنها كمعاهدة لم تستوعب كل مكونات دارفور ...!
الشاهد أن الدوحة الآن تشهد ما يشبه إعادة إنتاج الأزمة ..أزمة أبوجا لا أزمة دارفور ...صحيح أن ما يجري في الدوحة يمكن أن ينزع فتيل الاستعصاء الناشب بين الحكومة وحركة العدل والمساواة ...وقد يتنفس البعض الصعداء جراء التنفيس الأمني الذي يمكن أن يحدث حال الوصول لإتفاق في الدوحة بين الطرفين المتفاوضين هناك ...ولكن الصحيح أيضاً ...أن حركة العدل والمساواة لا تمثل كل مكونات دارفور ..ولسنا هنا بصدد الحديث عن الحركات المسلحة المتناحرة في ما بينها في معظم الأحوال ...ولكن تجاوز المكون الاجتماعي والمعطى الإثني في أي ترتيبات سياسية لن يعدو أن يكون محض جهد مهدر ...وإن كان ثمة ( متقعرين ) يستنكفون الحديث عن القبلية في واقع دارفور ...فالأمر كذلك لن يعدو أن يكون ذراً للرماد في العيون ...!
فإذا كانت اللافتة الرئيسة المرفوعة في الدوحة الآن هي حل مشكلة دارفور ...وإذا كان جل سكان دارفور في معسكرات للنازحين ...فالسؤال الذي تلخص إجابته كل ما ( نلف وندور ) حوله الآن هو ...من من المتحلقين حول طاولة التفاوض الآن يمثل نازحي دارفور ؟؟ يعلم الجميع الآن أن بعض المعسكرات هناك مُحرم دخولها على كل ما هو حكومي ...وليس للعدل والمساواة فيها وجود ...فمن يا ترى سيحمل بشارات الإتفاق الى هناك ...هذا حال توقيعه ؟؟ والإجابة على السؤال ..أيضاً ... هي التي تجيب على التساؤل حول إمكانية إعادة ترتيب مائدة المفاوضات ...بما يجعلها معبرة عن كل ( مكونات دارفور ) ..!
|
|
|
|
|
|