|
أأنت من بلاد السودان؟ زوجتي ترغب في مقابلتك !!
|
قبل شهر تقريبا حكى لي صديقي أنه كان في دورة تدريبية في هولندا، في مركز عالمي للتدريب يؤمه المتدربون من مختلف البلدان. يقوم كل متدرب بتقديم نفسه ويذكر بلاده التي قدم منها. يقول: سبقني كثير من زملائي المتدربين بتقديم أنفسهم والتعريف ببلادهم، فلما جاء دوري وذكرت أنني من بلاد السودان، قام البروفسور الذي كان مشرفا على الدورة من كرسيه وقال: أأنت من السودان؟ فأجبته بنعم، قال: يا سلام أنت الذي تريد زوجتي مقابلتك والتحدث إليك؟ قلت: ولكنني لا أعرف زوجتك! قال: بل هي تعرفك حقا، وترغب في رؤيتك إن لم يكن في ذلك حرج لديك!! يقول: صاحبي انتابني شعور بالحيرة مشوب بالقلق وعدم الإطمئنان ... فأجبته بعد تردد "ok"، لكن أريد أن تخبرني ما هو سبب إصرار زوجتك على مقابلتي ؟ فقال: إنني مثلك تماما لا أدري عن سر هذا الإصرار. يقول : توكلت على الله وقلت في نفسي : " والله كان أشوف المره دي دايراني في شنو!". فسألته متى تريد زوجتك مقابلتي؟ فقال: اليوم إن كان ذلك ممكنا ، فاعتذرت له لارتباط آخر فقال: هل يناسبك مقابلتها غدا؟ فقلت: لا مانع.
يقول صديقي: قضيت تلك الليلة وأسئلة كثيرة تدور في ذهني، وشعور بالقلق والحيرة أزعجني ، فخلدت إلى النوم بعد طول سهر وعناء تفكير، ولما حان موعد لقائنا صباح الغد ، لبست جلبابي وعمامتي وملفحتي وحذائي المصنوع من جلد النمر، فلما وصلنا البيت ، وجدنا صاحبة الدار في انتظارنا ومعها مجموعة من صديقاتها، فما إن رأتني، حتى سارعت لاستقبالي بشوق، وحيتني بحرارة وقالت لصديقاتها: أقدم لكم صديقي من بلاد السودان، بلد الروائي العالمي الرائع الطيب صالح !!.
وبعد تبادل عبارات الترحيب والقيام بواجب الضيافة، أخذت تحدث عن انبهارها برائعة الطيب صالح رواية " موسم الهجرة إلى الشمال"، ومدى إعجابها واستمتاعها بقراءتها مرات ومرات، وقالت لم يكن إندهاشها بروعة تسلسل أفكار ودقة وصف أحداث الرواية وجودة حبكتها الفنية المتقنة وروعة إسلوبها الساحر، بقدر ما بهرها أن صاحب هذه العمل الرائع المدهش من بلاد العالم الثالث.
إلى هذا الحد بلغ إعجاب الناس في كثير من البلدان بأعمال الروائي المبدع الأستاذ الطيب صالح رحمه الله، وجاءت هذه الشهادة على جودة واتقان وتفرد أعماله من شاهدة من بلاد العالم المتحضر الذي يرانا نقيضا له، ورأينا كيف تم تكريم شخص الطيب صالح وتكريم موطنه السودان بالإحتفاء بهذا المواطن السوداني في هولندا، وكيف تقدر هذه الشعوب الراقية مكانة الأدب والأدباء والمفكرين والمبدعين، فلم يكن مستغرباً في هذه البلاد أن تقام لهم النصب التذكارية وتسمى الشوارع باسمائهم ، فهل نطمع في أن نرى بلادنا تحتفي وتكرم أدباءها ومفكريها ومبدعيها في حياتهم وبعد مماتهم؟
فإن كانت الدول تنفق الملايين ليكون لها ذكر بين العالمين، وتفتح السفارات والمراكز الثقافية للتعريف بها، فإن ما قدمه أديبنا الراحل الطيب صالح لبلاده السودان وللعالم العربي لا يقدر بثمن، وأخشى ما أخشى أن تسبقنا بلاد أخرى فتقوم بتكريمه بعد مماته كما كرمته من قبل في حياته، بأن تسمي أحد منشآتها العلمية أو الثقافية أو شوارعها بإسمه .
إن الراحل الطيب صالح لم يمت وسيظل فينا رمزاً خالداً بما خلفه من أعمال رائعة شهد له بها العالم أجمع.
اللهم اكرم نزله ووسع مدخله وانزله منازل عبادك الأبرار.
إنا لله وإنا إليه راجعون.
إسحاق بله الأمين الرياض 19/2/2009
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أأنت من بلاد السودان؟ زوجتي ترغب في مقابلتك !! (Re: محمد الطيب يوسف)
|
Quote: وأخشى ما أخشى أن تسبقنا بلاد أخرى فتقوم بتكريمه بعد مماته كما كرمته من قبل في حياته، بأن تسمي أحد منشآتها العلمية أو الثقافية أو شوارعها بإسمه .
|
هاهى قطر ممثلة فى وزير ثفافتها تعلن تكريمها لاديبنا الطيب
وزير الثقافة :"الدوحة 2010 "ستحتفي بأدبه وشخصه وتطبع أعماله الكاملة
صورة: الطيب صالح
نعي سعادة الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري وزير الثقافة والفنون والتراث رحيل الروائي السوداني والمبدع العربي الكبير الطيب صالح الذي وافته المنية صباح امس الاربعاء في لندن وجاء في كلمته: بسم الله الرحمن الرحيم
"يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضيةً مرضية".
ببالغ الأسى والحزن تلقينا يوم أمس نبأ رحيل الروائي العربي الكبير الطيب صالح سائلين المولى عز وجل أن
يلهم أهله وذويه وأصدقاءه وقراءه الصبرَ والسلوان ويتغمده فسيح جناته.
لقد رحل مَن لا يرحل، فإذ تتسامى روحُهُ إلى عليين، يبقى منجزُهُ الإبداعي قائماً حياً على الأرض، خالداً في ذاكرة القراءة. إنه مَن وصفَهُ مبدعون عرب عام 1976 بحق بأنه "عبقري الرواية العربية" وهو الذي اختزل حصيلة كل هجراتهِ ليصوغَهُ
في "موسم الهجرة إلى الشمال" التي ارتقتْ به إلى مصاف العالمية، وقد عُدّتْ روايته هذه "واحدةً من أفضل مائة رواية في العالم"، وصنّفتها الأكاديمية العربية في دمشق على أنها "الرواية العربية الأفضل في القرن
العشرين"، ولم يمهله القدر متابعة ردود الأفعال على ترشيحه من قبل إتحاد الكتّاب السوادنيين لنيل جائزة
نوبل. إن في ثقافة كل مثقف عربي شيئاً من "عرس الزين" و"دومة ود حامد" و"ضو البيت" و"مريود" بعد أن هاجر بنا جميعاً إلى الشمال.
إن الثقافة العربية تفقد اليوم واحداً من أكبر رموزها الذي ازدهت شخصيته بحضورٍ عربي وعالمي مشرّف بما
لمناقبها من رقي إبداعي في مجالات الأدب والنقد والبحث والإعلام والعمل الثقافي.
ونحن في قطر بقيادة حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى حفظه الله لا يفارقنا
العرفان والوفاء لكل من ساهم في بناء نهضة قطر الحديثة على أي مستوى من المستويات، وقد كان الطيب صالح
واحداً منا عندما عملَ في قطر، وظلَّ واحداً منا عندما عملَ خارجَها. وسنفعل لأحياء ذكراه كل ما يوجبه الوفاء
علينا. ومن ذلك تنظيم ندوة حول أدبه وشخصه، وطباعة أعماله الكاملة ضمن فعاليات الاحتفال بالدوحة عاصمة
للثقافة العربية 2010.
"إنا لله وإنا إليه راجعون"...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أأنت من بلاد السودان؟ زوجتي ترغب في مقابلتك !! (Re: محمد الطيب يوسف)
|
الأخ الكريم / د. محمد الطيب سلام من حين لآخر يسقط ركن من أركان البنيان، فبموت الأستاذ الطيب صالح إنهار كامل البنيان. تكريم الأستاذ الطيب صالح رحمه الله أمانة ومسئولية تاريخية فهل سنؤدي الأمانة ونتحمل المسئولية؟، فالرموز يجب تكريمها أحياءا وأمواتا، فجامعة الراحل الأستاذ الطيب صالح مثلاً ، فيها تخليد لذكره الطيب ووفاء لما قدمه للسودان بأن جعل اسمه في الثريا.
(الحبل السري - حبل الصرة- بدأتها ولم أكمل قراءتها بعد). خالص مودتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أأنت من بلاد السودان؟ زوجتي ترغب في مقابلتك !! (Re: إسحاق بله الأمين)
|
الأخت الكريمة / أميرة الشيخ
سلام
شكرا على المرور والتعليق
(ونحن في قطر بقيادة حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى حفظه الله لا يفارقنا
العرفان والوفاء لكل من ساهم في بناء نهضة قطر الحديثة على أي مستوى من المستويات، وقد كان الطيب صالح
واحداً منا عندما عملَ في قطر، وظلَّ واحداً منا عندما عملَ خارجَها. وسنفعل لأحياء ذكراه كل ما يوجبه الوفاء
علينا. ومن ذلك تنظيم ندوة حول أدبه وشخصه، وطباعة أعماله الكاملة ضمن فعاليات الاحتفال بالدوحة عاصمة
للثقافة العربية 2010.)
هكذا هي دولة قطر، دائما سباقة وتعرف قدر الرجال، وليس بمستغرب أن جاء الإعلان عن تكريم الراحل الأستاذ الطيب صالح رحمه الله ، بتنظيم ندوة حول أدبه وشخصه، وطباعة أعماله الكاملة ضمن فعاليات الاحتفال بالدوحة عاصمة للثقافة العربية 2010 ، من أعلا أجهزة الدولة. فللشقيقة قطر حكومة وشعبا أصدق التعازي في فقيد الأمة العربية جمعاء، ولهم جزيل الشكر على مبادرتهم وسبقهم بتكريم الراحل الأستاذ الطيب صالح رحمه الله.
| |
|
|
|
|
|
|
|