|
نظرية ...حافة الهاوية (2) تحليل سياسي محمد لطيف صحيفة ( الاخبار ).
|
نظرية ...حافة الهاوية (2) تحليل سياسي ينشغل الرأي العام المحلي والعالمي على حد سواء باحتمالات الأوضاع الأمنية التي يمكن أن تترتب على إصدار قرار من الجنائية الدولية بإيقاف الرئيس البشير ...ويبلغ الأمر لدى البعض حد افتراض أن صدور القرار والانفلات الأمني وجهان لعملة واحدة... أو متلازمتان لا فكاك لهما ...ثم حين تتراجع درجة التحسبات قليلاً فهي تنصرف للحديث عن تبعات أزمة اقتصادية تنجم عن حظر يتبع صدور القرار وعدم تنفيذه من قبل الحكومة السودانية ...ولكن بين هذا وذاك ثمة منطقة رمادية يحجم الكثيرون عن النظر إليها الآن ..ويفضل البعض عدم التفكير فيها رغم أنها من المترتبات المباشرة على صدور القرار ..هذا حال صدوره ..فبافتراض أن قراراً قد صدر بإيقاف الرئيس .. فهذا يعنى تلقائياً أن الرئيس قد فقد شرعيته في نظر المجتمع الدولي ومن يمثلونه في الخرطوم ...وحيث أن موقف الحكومة المُعلن هو رفض تنفيذ قرار المحكمة فحالها لن يكون أحسن من حال الرئيس في نظر المجتمع الدولي بالطبع ....وبالمقابل فالحكومة ورئيسها يرون القرار وكل ما يترتب عليه باطلاً ..وأن شرعية الحكومة وسيادتها على أراضيها كاملة غير منقوصة... المنطقة الرمادية المسكوت عن الحديث عنها هي ما يمكن تسميتها بالأزمة الدبلوماسية ..أو علاقة السفراء والقناصل والمبعوثين المعتمدين لدى السودان بحكومة السودان ورئيسها ..وهذا وضع سينشأ مباشرة وفور صدور قرار من المحكمة بإيقاف الرئيس ...وإذا كانت بعثة الأمم المتحدة يرجح البعض أن مصيرها سيكون المغادرة وفقاً لرد تلقاه أحد مسئوليها على سؤال مباشر عن مصير البعثة حال صدور هكذا قرار فإن وضع الدبلوماسيين لا الغربيين فحسب بل حتى أولئك الذين صادقت دولهم على ميثاق المحكمة الجنائية الدولية لم يناقشه أحد في السودان حال صدور قرار ضد الرئيس السوداني ...هل سيغادرون الخرطوم ...هل سيلتزمون الصمت ...ثم ما معنى بقاؤهم في عاصمة لا يعترفون بحكومتها ..وهل تسمح الحكومة بوجود ممثلين لا يعترفون بها في عاصمتها ...؟
|
|
|
|
|
|