|
إسم يخرج من لهب الفسفور
|
بينما يصعد الأسف من اعماق اللجج وتنام الشمس المريضة تحت قوسها ويمتد كفن طويل نحو الشرق اصغ، اصغ يا صديقي إلى خطوات الليل بودلير
في هذه الليلة... من بين آلاف الأشياء التي تسقط في الذاكرة، كنت ابحث لها عن إسم.. بحثت في الكتب القديمة ودواوين الشعر والقواميس التي تدعي الفطنة.. بحثت في ذاكرة أصدقائي وعن أسماء من يحبون، ولكني لم أجد لها إسماً واحداً يلتصق بها ويحتويني داخل تشابك حروفه..(فقد كانت هي من صنع الدهشة والتاريخ ومن صنع الشعور الذي يرفض أن يكون ممكناً من بعض الممكنات ويثور على دائرة التوقيت). وكل الأوصاف التي تسجن في دائرة الأسماء.. فتحولت أبحث عنها في الإشارات والرموزالتي أسمع نداءها داخل نفسي المثقلة بالغضب الكسيح. في البدء كانت إشاراتها ترمز إلى تكوينات خارج نطاق الزمن ولا تخبر عن اصلها وعندما استحلفت شجرة زيتون أن تسعفني بإسم لها قالت: الأمطار الليلية لا تسقط السماء بل تنبت شبيهاً لها يهرب من ذاكرة الأشجار ولا يترك إلا نبات الصبار. وهكذا وهكذا... في هذه الليلة بحثت عن إسم لك.. فلم أعثر إلا على بقايا بجامة لطفل كان الفسفور لا زال يتقد فيها كتب عليها (غزة). أي أيام هذه التي مرت والتي نعيشها؟ في حلقي غصة.. وأنا مشدوه وفد شبعت من المأساة حتى أنكرت كل الحروف التي أقرأها. قالوا لي تدبر نفسك وتفاءل وتفاعل وأنس. تفاءل بالأيام التي لم تعشها..وتفاعل مع لحظاتك الآنية وأنس ما خلفته الأيام من شروخ في ماضي تاريخك. وهكذا معصوب العينين دخلت في مستنقع التاريخ كي أتفاءل وأتفاعل وأنسى. أنكرني التفاءل قبل طلوع الفجر، وهربت لحظاتي من بين أصابعي قبل أن أتفاعل معها وبقيت شروخ الأيام في صدري تحذرني أن أنسى. القتل لم يستثني احداً. فيا طلال الرعب الكائن والحزن الذي نشر ألويته فوق جماجم الموتى . هل الحياة أن نقف على رصيفها؟ أم أن السلالات العربية لم تعد تعرف الموت بجدارة؟ من منكم أحس بلهب الفسفور يحرق رئتيه؟ أنا لا أبكي الذين سقطوا واقفين يحملون أكفان أعدائهم ولكني أبكي الذين ماتوا أحياءً يتفرجون رافعين راية الإستسلام للهزيمة بعد أن فتك بهم مرض الكساح العربي قبل أن تفتك بهم القنابل الآسرائيلية.
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: إسم يخرج من لهب الفسفور (Re: Rayah)
|
Quote: وهكذا معصوب العينين دخلت في مستنقع التاريخ كي أتفاءل وأتفاعل وأنسى |
وايضا في مستنقع التاريخ توجد رؤسا حملت على القنا ,,
ويوجد حكامنا فهم ايضا من التاريخ فاقلهم له 20 عاما على رؤسنا يتقوقع ,,
| |
|
|
|
|
|
|
|