|
جوبا نا باري !!! ملكال نا شلك ؟!
|
منذ حوالي إسبوعين تقريبا كتب أحد الإخوة الجنوبيين مقالا في سودانيز أونلاين دعا فيه لنقل العاصمة الجنوبية من جوبا إلى مكان آخر. كان المقال نافذة شاهدنا من خلالها بعضا مما يدور داخل البيت الجنوبي من مدافعات من هنا وهناك بين مختلف عناصر المجتمع الجنوبي الذي ما زال في طور التكوين ، وتلك لعمري سنة من سنن الحياة ، تدافع وتنافر من خلال عمليات الإنصهار الكبرى. كانت مبررات الكاتب هي مناكفات قبيلة الباري التي تعتبر مدينة جوبا ملكا لها ، ويبدو أن العديد من المشاكل قد حدثت بسبب هذه النظرة وما يتبعها من مشاكل تتعلق بملكية الأراضي والعقارات الأمر الذي يهدد الأمن الإجتماعي بالمدينة ومن ثم إعاقة مشاريع التنمية والتطوير المفترضة. قال كاتب المقال أتيم سايمون إن العبارة التي صارت سائدة هي : جوبا نا باري ، ومعناها جوبا ملك الباري ، أو جوبا للباري ، وبعاميتنا نقول : جوبا حقت الباري. هكذا يعود نفس منطق الحرب مرتدا هذه المرة نحو الداخل ، منطق واطة ده حق منو ؟ واطة ده شمو !! لم تمض أيام على ذلك المقال حتى حدثت حوادث إستاد ملكال أثناء الإحتفال بعيد السلام وعلى مرأى من البشير وسلفاكير ، وكم كان عجبنا كبيرا ونحن نعلم أن السبب الوجيه والمقبول جدا لتلك الصدامات الدموية كان : من يدخل الإستاد أولا ؟! وتابعنا من خلال الصحف كيف أن الشلك إجتمعوا في الخرطوم وهناك ، وعلمنا من بعض الأخبار المنشورة أن مطالبات واضحة قد أعلنت لحسم ملكية الشلك لملكال بعد أن ضاقوا ذرعا بتغول الدينكا على أراضيهم. وقرأنا كذلك لأحدهم وهو يطالب بحسم ملكية ملكال للدينكا ويقدم مبرراته ، والعجيب والمدهش أن كل ذلك ترافق مع أخبار بيع 400 ألف هكتار من الأراضي لأحد الأمريكيين بصفقة ما زالت مجهولة التفاصيل ، فكيف يستقيم أن تتقاتل القبائل على ملكية بضع عشرات من الكيلومترات المربعة هي مساحة تلك المدن الجنوبية والتي هي في الواقع لا تستحق تسمية المدينة إلا إحتراما لقانون النسبية ، بينما تباع 400 ألف هكتار هكذا ؟ وهي بالمناسبة تساوي 4000 كيلومتر مربع. إن منطق تملك القبائل للأراضي في الجنوب أو دارفور كفيل بتفكيك الدولة السودانية ، وكفيل بتعطيل التنمية ، وكفيل أيضا بإيقاف إنصهار العناصر البشرية التي يتكون منها هذا السودان ، والتي لا بد لها من التداخل والإنصهار والتمازج ، ولا ولن يتم ذلك إلا بتكثيف مشاريع البنيات التحتية من طرق وجسور تربط مختلف مناطق وأقاليم السودان ، وصياغة قوانين تملك الأراضي بحيث لا يكون هناك مجال لهذه المفاهيم ، وحتى تكون جميع مدننا وقرانا مفتوحة للجميع ، ودعونا نحلم بجوبا وملكال ونيالا وسواكن وحلفا للجميع ، دينكا وشلك وجعليين وفور ووو .. فلنخلط أوراق الكوتشينة :جوبا نا جعلي ، ملكال نا فور ، دنقلا نا شلك ، نيالا نا بجا ، فاشر السلطان نا دناقلة ، هذا هو الحل .
|
|
|
|
|
|