|
الرؤوس المدسوسة الملامح خلف أقنعة بلاستيكية صارمة .
|
الرؤوس المجزوزة الأعناق بإتقان لاركاكة فيه. الرؤوس المدسوسة الملامح خلف أقنعة بلاستيكية صارمة . الرؤوس المنتصرة على شحوب الموت ببودرة مواد التجميل. الرؤوس التي أخذت بنواصيها خيوط زاهية أفشت تماما لعبة الأراجيح وهي تمارس إرادتها في العلو والانخفاض كما لو كانت تدحض أباطيل الأجنحة. الرؤوس التي لايمكنه بتاتا إنكار أنها نسخ طبق الأصل من رأسه هو.. أما الأهم ، أنه هو من سيتوجب عليه – قبل أن يشفي النوم غليله بالاستيقاظ وقبل أن تهمد جذوة الدوران- أن يجتاز
منعرجا وعرا في الحلم ، لينهض من سريره ومن جسده الذي لم يكن يتوفر على رأس ، كي ينتقي من المشجب واحدا منها.. واحدا فقط حتى يكون بمستطاعه استهلال نهاره الجديد من خط البداية.. أما الملامح، فبمجرد مرور نصف ساعة ، سيتكفل بها سباق النهار!.
(انيس الرافعي - كاتب مغربي )
الاقنعة البلاستيكية تتلبس البعض منا، وهو يشرع في تناول موضوعا ما من مواضيع الساعة
علي نحو مخالف كليا للفطرة البشرية وإجماع الناس .واكاد اجزم، ان هذا البعض ، عندما
يهم بالكتابة، لاينظر داخله ابدا، بل يتقمص دواخل الاخرين ،الذين ينتظرونه،كما يتوهم
(كاتب فوق العادة )..
ثم يتساءل:
كيف اكتب لهم ما يسترضيهم، كتابة من نوع (خالف تذكر) ، والاهم في الكتابة،ان تكون
علي نسق ( لو عايز تظهر ، البس أصفر)..
وما يحير حقا ، كيف لهذا القناع (البلاستيكي الصارم) ان يبقي طويلا ،( كإقامة دائمة
في كيان شخص بديل ، تستلف كيانه ووجدانه) دون أدني ضيق ومع التماهي الكامل..
واكمل مرة اخري بالحالة التي اقضت مضاجع الكاتب :
باختصار، صارت حياتي عرضة لحياة أخرى كانت على الدوام مغلقة مثل قفاز جلدي لاينفذ إليه الماء. حياة أخرى لايمكن إصلاحها بالمرة. حياة أخرى مثل جرح عولج بشكل سيء. كنت في ورطة لأنني غرقت في رواسب شخص آخر. لم اعد احتمل فكرة أني مجرد ظل دنيء لرجل كئيب، وأردت بأي ثمن أن أكف عن كوني ذلك الرجل.
يقينا ، تفهمون الآن لماذا لم استطع المواصلة.. فعلى الأقل مهنتي كعاهرة أكثر بهجة من كل الإغراءات المزيفة لصورة الكاتب! .
|
|
|
|
|
|