|
إبْـرِيقُ شَــايٍ قَــدِيـمْ ... !!.
|
إبْـريقُ شَــايٍ قَــدِيـمْ ... !!. *** ( قِصَّةٌ قَصيرة ) .
***
رَبيعٌ يَكْتَحِلُ الْبَهاءَ ، سَمَاءٌ مُحَجَّبَةٌ بِغَـيْمٍ كَثيفْ ، نَقَاءٌ يُخَصِّرُ بَرَاحَ الْمكانْ ،
حَاولتُ زَاهِدًا وبعدَ أنِ اعْتَدَلتُ في جِلْسَتي أنْ أرسُمَ رَسْمًا لَطيفًا على
لِسانِ حَيَاتيَ الْمَديدْ ... وأنا أتأبَّطُ وَقْتَها أمْرَ الْخُرُوجِ إليْهِم وقَدْ هَرِمَتْ مِنْ
سَذاجتي أطفالُ الْحكَايَا ولَمْ أجِدْ غيرَ طُولِ إقامةٍ هُناكَ لأنَّني
أراهُمْ ويَرتديهِمُ الْحَيَاءُ والْعَفافُ رُغْمَ أنَّ أيَّامَهُم تُدَثِّرُها خُلْقَانُ الْجَفافِ الْحَافيةِ
وأسْمَالُ الثِّيَابِ الْبَالية.. !
وأفئدتُهُمْ يَتَغَشَّاها الكَلالُ والتَّعبُ لَيْلَ نَهارَ وشَمسُ الوُدِّ بينَهُمُ وفوقَ رؤوسِهِمُ
أصيلةٌ وبَاديَـة ...!
لَمْ يَكُنْ بعيدًا عنْ مَرْمَاهُمْ سوقُ الْمَدينةِ يَجْنُونَ منهُ مَا يَرْزُقُهُم بهِ ربُّهُمْ
وكُلٌّ بِحَسْبِ معرفتِهِ وطريقةِ عملهِ في الْحَيَاة ، يَضْحَكُونَ ويَمْرُحونَ فيما بينهم بِطِيبِ
خاطِرٍ لا لأجلِ أحَدٍ لكنَّهُ تَفريجٌ لهُمُومِهِمْ وضَنْكِ أيَّامِهِمُ الَّتي رَمَتْ بحَبائِلِهَا عليهِمْ
إتَاوةُ الزَّمانِ وقُسُوَّةُ الْمَكانْ ،
" العافيةُ " بنتٌ في الْعقْـدِ الثَّاني منْ عُمْرِها بها منْ الوَسَامَةِ مَا يَدَعُ عَليًّا
يَدْعُو ربَّهُ سِرًّا وعلانيةً لأنْ يَظْفَرَ بِها زَوْجًا ، ودائمًا حينما تَرْكَبُ على عربةِ
" الكارُّو " خَاصَّتهُ تبْدَأُ بالغناءِ :
" سيد الكارُّو تَعَالْ ،
أبْ وَشَّـاً صَارُّو تَعَالْ ،،،
تَعَالْ بي الْعِنْدَكْ تَعَالْ ،
بيتْ أبُويَ بِسِنْدَكْ تَعَالْ
تَعَالْ .. تَعَالْ " ..
وتَظَلُّ تُكَرِّرُ آخِرَها :
- " تَعَالْ ، تَعَالْ " ..
.. ممَّا يجعلُ عليًّا " صاحبَ الكارُّو " يَسْتَشِيطُ غضبًا منها ذلكَ لأنَّ شِدَّةَ فقرِهِ
تجعلُهُ لا يُفَكِّرُ بالزَّواجِ لا مِنْ قريبٍ ولا مِنْ بعيدْ ، وكأنَّ الأمرَ لا يَعنيهِ وعندَ انتهارِهِ للعافيةِ
يُومِيءُ بِشَيءٍ آخَرَ مُتَجاهلًا مَا رَمَتْ إليهِ الْعافيةُ بقوْلِها
ذاكَ والَّذي تُقِرُّهُ دَواخِلُهُ قائلًا :
- " أسُكْتي سَكَتْ حِسِّكْ آآ الْمَجْنُونة ،
هَسَّـة أكَّان مَـا كارَّتي دي بتمشي بيتِكْ
كيف ؟ ، أهَا بتقدري علي التَّكُّوسْ * ولَّلا
البَكُّوسْ * الْغالي داكْ ؟؟"..
فَتُجيبُهُ الْعافيةُ بلُطْفٍ بَالِغْ :
- " واللهِ صدقتَ آعَلي ، خفَّفْتَ علينا كتير واللهِ بي كارَّتَكْ دي
، لكين بَهَظِّرْ معاكْ سَااااااااايْ آعَلي آوَدْ عمِّي "..!
- علي : " أهَـا إتِّي وَكِتْ صوتِكْ دا عاجْبِكْ ما تَمشي تسجِّليهو
في اللِّزاعة ، واللهِ تلقيلِكْ كَتَرَةْ قُرُوش " .
- الْعافية : " نَانْ قايلْ غَالِبْني الْمَشي للِّزاعة آعلي ، ومَالو الغُنا
آبُويْ شِنْ فوقوا " ؟!؟.
- علي : " ماكْ عارفة الفوقو .. فوقوا ضَرايِب "
ثُمَّ يضحكانِ سَويًّا ويواصلانِ ما ابتدراهُ مِنْ جِهَةٍ وسيرٍ ،
قاصِدَيْنِ بَيْتَ الْعافية ..
وعليٌّ " الفقيرُ " قدْ فارَقَتْهُ الْعافيةُ في دواخِلِهِ لأنَّهُ يَعْـلَمُ
مَا ستؤولُ إليهِ دريْهِماتُهُ الَّتي يَكْدَحُ ويَلْهَثُ وراءَها
ويستَجْمِعُـها مِنْ أمثالِ الْفقيرَةِ " الْعافية "
وحينَ يَطُوفُ بهِ تفكيرُهُ ويَتَذَكَّرُ أنَّ جَابيَ الضَّرائبِ يَنْتَظِرُهُ
تَجِدهُ ساهِمًا في التَّحديقِ نَحْوَ اللا شيءْ .. !!.
وهُناكَ وعَلَى ذاتِ السَّجِيَّةِ لَمْ يَكُنْ مِن أمرِنَا شَيءٌ ، أنا وصديقي عامر الابن الأكْبَر
لِحَاجَّـة " آمنة " صَاحِبَةِ أجملِ شَايِ عَلِمَتْهُ حَلَماتُ لسانيَ التَّذّوُقيَّـة غيرَ أنَّا
نَلُوكُ حالَ مَنْ كانوا يخيفونَنا الطَّريقَ حينَ إيَابِنا إلى بُيُوتِنا بعدَ انتهاءِ الدُّروسِ
في باكورةِ صِبَانا ونَحْنُ إذَّاكَ يَا فِعَيْنِ بالْمدارسِ الإبتدائيَّة .. !
وقَدْ كُنْتُ أتحَرَّكُ صَوْبَ بيْتِهِم صباحًا وليسَ في معيَّتي غيري حاملا الشَّمسَ على كَتِفيَّ احترارًا
حيْثُ لَمْ يُثِرْ لَونُها الرَّماديُّ كآبتي ، ولا يَسْتَفِزُّني شَيْءٌ في طريقي إلَيْهِمُ
غيرُ خَشْخَشَةِ أوْرَاقِ النَّباتِ المُحْتَكَّةِ بأرجُلي وأصواتِ نِبَاحِ كلابِ حَيِّهِـم
الْمُسِنَّة .
وفي جُلُوسِنا تُدَنْدِنُ ألسِنَتُنا بأخبارِ الْمَاضي منْ دِرَاسَتِنا وكَيْفَ كُنَّا نتدَرَّعُ الأشجارَ
حَتَّى لا يَصِلَ إلَيْنَا خُصُومُنا الأجْلافْ .. !
وكثيرًا مَا نبيتُ سَويًّا بمَنزلِهِمْ وعلى أنْغَامِ تلكَ الْحَكاوي الصَّباحِيَّة تَجْلِسُ
أمَامَنا "حاجَّة آمِنَة " في ثِيَابِها الْبَيْضَاءِ والَّتي أهْدَاها إيَّاهَا ابنُ أُختِها " حَاجْ كمال "
حِينَ بَاعَ الَّذي أمَامَهُ ومَا هُوَ دُونَهُ لأجْلِ أنْ يَحُجَّ بيْتَ اللهِ الْحَرَام ، وكَمْ كانتْ فرحتُهُم بهِ
غامِرَةً بعدَ عَوْدَتِهِ ، وهُمْ يستمتَعُونَ عندما يَحْكِي لَهُمْ عَنْ مَناسِكِ الْحَجِّ ومَا لاقاهُ في حَجِّهِ وَما رآهُ
في مكَّةِ المكرَّمةِ مِنْ بَشَرٍ فَاقُوا مُخَيِّلَتَهِ الصَّغيرة ، وهِيَ ما تَزالُ تَضَعُ لابنِ
أُخْتِها " كمال " مَعَزَّةً خالصَة ، خَاصةً عندما تَصيحُ بأحدِ ابْنَائها قائلةً :
- " جِيبْ لَيْ توب كمال آآآ جَنَـا "..
لِتَبْتَدِرَ عملَ الشَّايِ الأحمرْ ،
الشَّاي الأحمرْ ..!!
ويَا لَهُ مِنْ شايْ ..!!
فَمَا أصْعَبَ أنْ تُوقِد نارًا في ذاكَ الزَّمَنِ الْجَميل ، فالشَّايُ عندَ " حاجَّة آمنة " مُمَرْحَلٌ ،
ومُرْهِقٌ وهِيَ تصْحُو كلَّ يومٍ وكذا أبناؤها ، فتبدأُ يومَها بصلاةِ الْفَجرِ وتسابيحِها
الْجَميلة ، ثُمَّ تبدأُ في عملِ شايِ الصَّباحِ شَـائِكِ الطَّريقِ والتَّجهيزْ ، وأبناؤها يَتَحَلَّقونَ حوْلَها
كَحِلَقِ نارِ تَحفيظِ الْقُرآنِ في الخلاوي .. وكَعَادتِها تَبْتَدِرُ تجهيزَ شايِها بِمُناداةِ أحدِهِمْ:
- " آآجَنَا هُشام .. قُومْ لَقِّطْ ويقوداتْ النَّسَوِّي بيهِنْ الشَّايْ "
- هِشَام مُطَنْطِنًا : " أبيتْ آبقْدَرْ " .. لأنَّهُ يعلمُ تمامًا مَشَقَّـةَ ذلكَ الطَّلَبْ ..
- " قومْ علي حيلَكْ تَجيكْ الطَّاوية حْبَالا ، بَرَكْةَ الشّيحْ حسن ودْحِسُونة " .
- " سَمِحْ آآيُمَّة ، أهَـا قَايِمْ ، بَجِيبو ليكي " .
ويَخْرُجُ هِشَامُ ناشدًا ذلكَ الوقُودَ من أكْوامِ الأوساخِ المُتناثرةِ خلفَ بيوتِ الْحَيِّ فيستخْرِجُ منها
أعوادًا صغيرةً من الْحَطَبِ ، وبعدَ نصفٍ من السَّاعةِ أو يزيدُ قليلاً يَعُودُ حاملًا في يديْهِ
الصغيرتيْنِ بعضَ أعوادٍ يابسةٍ ليَرْميَها أمامَ " * كانون النَّار " وأُمِّهِ القابعَةِ قُبالَتَه ..
مقطِّبًا وجْهَهُ وقائلًا :
- " هَاكي آيُمَّة الْويقُودْ " ..
- " مَا قَصَّرْتَ آ الْبي كيفو ، عَفيتْ منَّكْ تَبْ آآ الْحِنَيِّنْ " .
" الْبي كيفو " ذاكَ لَقَبٌ تُطلقُهُ " حاجَّة آمنة " على هِشَام ابنِها خاصَّةً حينَ يَسْمَعُ كلامَها
وعندما يُفْرِحُها قَولُه ..!
ثُمَّ تَصيحُ بأخيهِ عامر :
- " قُوم آآ عامِر جِيبْ لَيَّ * الكَفَتيرة من * المَتْبَخْ " .
فيأتي عامرٌ مُمْسِكًا بيديْهِ الكفتيرة والتي لا يُعْـلَمُ باطِنُها من ظاهِرِها ..
- " فَااالِحْ آآوَلَدي ، أمِشْ مَعَاكْ لي ناسْ " عشَّة " ديل وجِيبْ لَيَّ منَّهُنْ جِميرات
النّووقِدْ بَهِنْ النَّار " .
- فَيُجيبُ عامر على عَجَل : " سَمِحْ آيُمَّة " ويُتَمْتِمُ في نفسِهِ " واللهِ آيُمَّة مَرَاسيلِكْ
تَبْ آبْتَكْمَلْ " .. !
ويُواصِلُ سَيْرَهُ .. ويَعود بالْجِمَارِ الَّتي تُسْرِعُ والدتُهُ بأخذِها منهُ ووضْعِها بوسطِ الْوقُودِ
الْمَوْضوعِ في أعلى الْكَانون وتبدأُ حاجَّة آمِنَة في نَفْخِ النَّار ، وهيَ تَمْلأُ أوْدَاجَها هَواءً ثُمَّ
تُفْرِغها على النَّارِ المُحَاطَةِ بالْحَطَبْ ..
- " أُوف ، أوف ، أُوف ،،، ثُمَّ تُعيدُ النَّفْخَ على النَّارِ منْ جَديدْ : " أُوفْ ، أُوفْ ..
وبعدَ مُحاولاتٍ تَقْرُب ربعَ السَّاعةِ تبدأُ مَعَالِمُ النَّارِ تتَّضِحُ للرَّائي الْقَريبِ ...
وشيئًا فشيئًا تبْدَأُ ألْسِنَةُ النَّارِ في الظُّهورْ ، فتَضَعُ حاجَّة آمِنَة الكفتيرةَ على النَّارِ ،
والكفتيرةُ من كثْرَةِ استخدامِها لا يُعرفُ باطِنُها من ظَاهْرِها والماءُ الذي بها يَكْفيهِ أنَّهُ
ذو لوْنٍ وطعمٍ ورائحة وذلكَ بعكْسِ ما تقُولُهُ سيِّدتي الْفيزياءْ ..!
... وبعدَ مُدَّةٍ ليستْ بالقصيرةِ يبدأُ غليانِ الْمَاءِ يتَّضِحُ بِصَوْتٍ خَفيضٍ جدًّا ، حينَها يَفرَحُ
عامِرُ صَائحًا :
- " يُمَّة ، يُمَّة ، يُمَّة ، الموية * فَـارَتْ " .. وكأنَّ أُمَّهُ لا تعلمُ بما يَدُورُ .
- " أصبُرْ آجَنا عليها شويَّة مَا فَـارتْ سَمِحْ " ..
وبعدَ زمَنٍ قليلٍ يبدأُ صوتُ غليانِ الْماء في الإزديادِ بصوتٍ عالٍ ومَسْمُوعْ ، فتَضَعُ عليهِ
الحاجَّة بعضًا من حَبَّاتِ الشَّايْ السَّـوداءْ لمدَّةِ ثلاثِ أوْ أربعِ دقائقْ ، فيفُورُ الشَّايُ
من جديدْ ، ، فتُنْزِلُ الحاجَّةُ بعدَها مُباشرةً الْكَفتيرةَ من على النَّارِ وتَملأُ رَاحةَ يدِها اليُمنى
ماءً وتَرُشُّ بها ذلكَ الْمَاءَ الْفَـائرَ فيَهْدَأُ فورانُهُ قليلاً ..
وتبدَأُ في وَضْعِ السُّكَّرِ على الأكوابِ الزُّجاجيَّةِ ومنْ ثَمَّ تَصُبُّ الشَّايَ لأبنائها كُلٍّ في
كَوْبٍ على حِدَه ..
فيرْتَشِفُ الأبناءُ الشَّايَ في نَهَمٍ لَذيذْ ، وكلُّ رَشْفَةٍ يَتْبَعُها صَوْتٌ ونَفَسٌ أكبرُ مِنْ تاليتِها وهُمْ
في آخِرِ انْبِسَاطِهِمْ من هذا الشَّايْ الَّذي أخَذَ مِن الزَّمَنِ قُرَابَةَ السَّاعتينِ ...!
لكِنَّ مَشَقَّةَ أدائِهِ وجمالِها لا تُقَارَنُ أبدًا بشايِ اليَوْمِ الَّذي لا يأخُذُ مِن الزَّمنِ
غيرَ دَقيقتيْنِ ، دَقيقتيْنِ اثنتيْنِ فقطْ .. !!.
وكُنتُ لا أتركُهُمْ إلا واللَّيلُ مُمْعِنٌ في الظَّلامِ و مُسافرٌ فيه فأخرُجُ إلى مَنْزَلِنا طَيِّبَ النَّفسِ
هاديءَ الْبَالِ ، وحينَ وصُولي نَاحِيَتي لا يَميلُ مِزَاجِيَ إلى هَمْسٍ أوِ استِذْكَارِ دَرْسٍ ،
فيَأتيني سَامرُ النَّوْمِ مِنْ أدنَى أطْرافِ مَرْقَدِي وتَفْكيري حينها لا يَتَّسِعُ لأكْثَرَ مِنْ أصبعيْنِ
صَغيريْنِ ، أوْ .. هَكَذا يبدو لِي .. !! ؛ ورَحِمَ اللهُ " الْعَافيةَ " فقدْ كَانتْ ومَا تزالُ
هِيَ الأُنْثَى الْوَحيدةُ الَّتي يَعْلَمُها قَلْبُ عَلِيٍّ سَائقِ الكَارو .. !!.
* * * * * ***
انْتَهَتْ ..!
* *
مُحَمَّد زين الشَّفيع أحمد. ابْتَدَأتُها عَامَ " 2005 م " واكْتَمَلَتْ صَبَاحَ : " 25/01/2009م ..!".
* * * ________________________
* البَكُّوسْ : بِعَاميَّةِ الرِّيفيين هناك ، هيَ جمعٌ للكلمةِ الإنجليزيَّة بوكْس . * التَّكُّوسْ : نَفْسُ الشَّرْحِ أعلاه وهيَ جمعُ للكلمةِ الإنجليزيَّةِ تاكسي ، وكِلتَا الْكَلمتيْنِ نَوعٌ من السيَّارات لا يَقْوَى الْفَـردُ الفقيرُ مِنْ أمثالِ " العافيةِ " لامتطاءِ ظُهُورِهـا . * الْمَتْبَـخْ : الْمَطْبَخْ . * الكَفَتيرة : إبريقُ الشَّايْ .. * الْكَانُون : كلمةٌ عربيَّةٌ فصيحةٌ تَعني الْمَوْقِدْ . * فَـارَتْ : وَصلتْ درجةَ الغليانْ .. أظُنُّها قَديمًا كانتْ 100 ْم ولا علمَ لِي الآنَ ، إنْ طالتْها أيَادِي الْعَوْلَمةِ أمْ لا !! .
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: إبْرِيقُ شَـايٍ قَـديمْ ... !! .. ( قِصَّةٌ قَصيرة ) . (Re: هاشم أحمد خلف الله)
|
Quote: الله عليك وعلى سردك الشيق يا محمد زين تخيل لي كم يوم بفتش للبوست ده ما لقيتو شوفتوا مرة واحدة وتاني غطس . معاك على طول الخط يا مبدع |
صديقيَ الْعَزيزُ / هاشم أحمد خلف الله ..
تَعْقِـلُ اللِّسانَ حَبْسَـةُ حُرُوفِكَ
الْيَانِعَـة ..
كما أتَمَنَّى أنْ يَنْقَشِعَ عَنَّا بُرَحـاءُ الأيَامِ
لألْتَقيكَ مِنْ جَديدٍ على مَائِدَتِكَ
الْقَسيمةِ الْوَجْـه ..
فكُنْ أنتَ ومَرزوق .. بِخَيْـرْ ..
احترامي .
أخوك / محمَّد زين . ____________________________
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إبْرِيقُ شَـايٍ قَـديمْ ... !! .. ( قِصَّةٌ قَصيرة ) . (Re: ALazhary2)
|
يا شاب يا زين...
رفقا بالأعاجم من أمثالنا. هذه اللغة الفخيمة لا تنبت الا لغة القديسين في الشعر أو في النثر. وأعلم أنك شاعر مجيد ولغوي لا يُشق لك غبار، ولكنني لم أدر بأنك قاص مجيد أيضا. فهنيئا لنا بأمثالك من الشاملين والمكتملين شعرا ونثرا وأدبا رفيعا...
فتح الله عليك يا صديقي والمزيد ننتظره منك...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إبْرِيقُ شَـايٍ قَـديمْ ... !! .. ( قِصَّةٌ قَصيرة ) . (Re: ALazhary2)
|
Quote: يامحمد زين ياخي لغتك فخمة ،جميلة ومدهشة ، |
الْعَزيزُ / الأزهري – 2 ..
ولمَّا رَقَّ عَظْمُ حَرفي واعْوَجَّتْ
قَناتُهْ ، كانَ مَجِيءُ رَدِّكَ كَـ أبٍ
يَعُولُ مُفْرداتِي ويَمْسَحُ عَنْ أثوابِهَا
تُرَابَ الأزمنـة .. فشُكْرًا بأنْ أثَارتْ أقواليَ قَطَاةَ رأْيِكَ
وفَسيحَ عقْلِكَ وأغْوَارَهْ ،
وهذا لَعَمْري بعضٌ ممَّا
عنْدَكمُ يا صديقي .
Quote: وأفاض عليك من كنوز لغة القرآن الكريم |
آآآآآآآآآآآآآآآآآآمين ..
شُكْرًا على هذا الزَّادِ مِنْ جَميلِ الدُّعاء ،
فقدْ قالَ طرفةُ بنُ العبدِ قديمًا :
لَعَمْرُكَ مَا الأيَامُ إلا مُعَـارَةٌ **** فمَا اسْطَعْتَ مِنْ مَعْرُوفِهَا فَتَزَوَّدِ ..
فَشُكْرًا لإمعانِكَ في الْجَمال.
وتَقَبَّلْ تقديري واحتراميَ
الْخَالِصَيْنْ ..
أخوك / محمَّد زين . ____________________________
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إبْرِيقُ شَـايٍ قَـديمْ ... !! .. ( قِصَّةٌ قَصيرة ) . (Re: عمر صديق)
|
Quote: الاخ محمد زين تحياتي
نحتاج لمثل هذه اللغة الجميلة لتزدان بها المستقلة فهلا تكرمت |
الْحَبيبُ / عمر صدِّيق ..
أنتَ مَنْ يُؤخَذُ منهُ الإذنُ
يا رفيقي ولَيسَ أنا ..
وتفَضَّلْ ..
فلَكَ حرفي كاملًا ، وأعمالي طَوْعَ يَدَيَكَ فاِخْتَرْ
منها مَا يُلائمُ صحيفَتَكَ الغَرَّاء ،
وعاجِزٌ لِسانيَ عَنْ شُكْرِكُمُ ،
والوُدُّ لكَ بأنْ جَعَلْتَني حَفِيًّـا
بِقَوْلِكَ ذاكْ ..
عِنايةُ ربِّي تَرْمُقُكَ
وتَرْعَاكَ ..
احترامي .
أخوك / محمَّد زين . __________________________
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إبْرِيقُ شَـايٍ قَـديمْ ... !! .. ( قِصَّةٌ قَصيرة ) . (Re: محمَّد زين الشفيع أحمد)
|
مع حرارة اللقاء الأول وعصفه بحبال صوتٍ يهدحها حينًا ويحشرجها حينًاآخر إلا ان : كلماته تنزلت بردًا وسلامًا لامست وترًا ساكنًا فصدح وشدا كطيرٍ وقع على شاكلته واتصلت الترانيم مع تعالي الرشفات حتى آخر نقطة شاي ما أحلاه من شاي! عالق بالذاكرة كأنما تناصف الصفات الموروثة مع صبغيات قوانين مانديل وكصبغة شاي على ثوب أبيض لا يزول أثرها منه حتى يبلى جالت بي كاميرتك ومشاهد الحلة والكارو ونبيح الكلاب والمرسال للدكان بي علب الشاي والبن والعِرِق والسكر ...
الرجل الشامل /محمَّد زين الشفيع أحمد هنيئًا لنابقلمٍ وفكرٍ يمنحنا هذا البراح وهانحن ـ كما أنت في بيت حاجة آمنة ـ مكوث بين يدي حروفك فهلا أذنت ؟ وتقبل خالص المودة .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إبْرِيقُ شَـايٍ قَـديمْ ... !! .. ( قِصَّةٌ قَصيرة ) . (Re: سمية الحسن طلحة)
|
Quote: في آخِرِ انْبِسَاطِهِمْ من هذا الشَّايْ الَّذي أخَذَ مِن الزَّمَنِ قُرَابَةَ السَّاعتينِ ...!
لكِنَّ مَشَقَّةَ أدائِهِ وجمالِها لا تُقَارَنُ أبدًا بشايِ اليَوْمِ الَّذي لا يأخُذُ مِن الزَّمنِ
غيرَ دَقيقتيْنِ ، دَقيقتيْنِ اثنتيْنِ فقطْ .. !!.
وكُنتُ لا أتركُهُمْ إلا واللَّيلُ مُمْعِنٌ في الظَّلامِ و مُسافرٌ فيه فأخرُجُ إلى مَنْزَلِنا طَيِّبَ النَّفسِ
هاديءَ الْبَالِ ، وحينَ وصُولي نَاحِيَتي لا يَميلُ مِزَاجِيَ إلى هَمْسٍ أوِ استِذْكَارِ دَرْسٍ ،
فيَأتيني سَامرُ النَّوْمِ مِنْ أدنَى أطْرافِ مَرْقَدِي وتَفْكيري حينها لا يَتَّسِعُ لأكْثَرَ مِنْ أصبعيْنِ
صَغيريْنِ ، أوْ .. هَكَذا يبدو لِي .. !! ؛ ورَحِمَ اللهُ " الْعَافيةَ " فقدْ كَانتْ ومَا تزالُ
هِيَ الأُنْثَى الْوَحيدةُ الَّتي يَعْلَمُها قَلْبُ عَلِيٍّ سَائقِ الكَارو .. !!.
|
مقطع ريحني شديد
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إبْرِيقُ شَـايٍ قَـديمْ ... !! .. ( قِصَّةٌ قَصيرة ) . (Re: rosemen osman)
|
Quote: يا شاب يا زين...
رفقا بالأعاجم من أمثالنا. هذه اللغة الفخيمة لا تنبت الا لغة القديسين في الشعر أو في النثر. وأعلم أنك شاعر مجيد ولغوي لا يُشق لك غبار، ولكنني لم أدر بأنك قاص مجيد أيضا. فهنيئا لنا بأمثالك من الشاملين والمكتملين شعرا ونثرا وأدبا رفيعا...
فتح الله عليك يا صديقي والمزيد ننتظره منك... |
صديقي وحبيبي / عبد الإله زمراوي ..
ويَا أيُّها الفِطَحْلُ ..
ومَهْمَا بلغَ بِي الشَّأوُ فلا أُسَاوي
غيرَ يَسيرٍ مِنْ مِدَادِكَ يا رَفيقي
في الدَّنِّ والأشْجَانْ ،
وَلوْ لا أنَّني صَلْتُ الدُّخُولِ إلى هُنَا
لاسْتَشْهَدْتُ لكَ مِنْ أبياتِكَ مَا يُخَوِّلُني
لأنْ أنْعَتَكَ واصفًا حرفَكَ بأبي العربيَّةِ
وسَابِرِ أغْوَارَها ..
فَأينَ أنَا مِنْكَ يا سَكَّابَ الْحُرُوفِ وهَطَّالَ
الْمَعَاني ..
والتَّحِيَّةُ عبرَكَ لِوَالِدِنَا وَوَالِدِ الشِّعرِ هُناك الأديب / مُحَمَّد المكي إبراهيم ،
فَمَا نَحْنُ بدونِ حرفِهِ إلا كَضْوْضَاءٍ وبعْثَرَةِ أشياءٍ خَانَهَا
الْهُدُوءْ ..
وأخْبِرْهُ أنَّا في شَوْقٍ لهُ ولِحُرُوفِهِ السَّنِيَّةِ ،
والشَّوْقُ كَما قالَ جريرٌ :
" فالشَّوْقُ يُظْهِرُ لِلْفِرَاقِ عَويلا " ..
احترامي .
أخوك / محمَّد زين . ______________________
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إبْرِيقُ شَـايٍ قَـديمْ ... !! .. ( قِصَّةٌ قَصيرة ) . (Re: محمَّد زين الشفيع أحمد)
|
صباحك ندى وشاى من كفتيرة شحمانة زى حقت خالتك دى شربته معك ولملمت حطبات واقودو من المحل الجاب منها هشام وضحكت من العافية السمحة ومعها وعلى المحاصر بالضرايب والعالم الذى تنتجه بمعرفتك عالم ثرى وفخيم عالم نعرفه نحن ابناء المدن الريفية او اشباه المدن ان شئنا الدقة تملؤنا دائما بفرح النشيد وتحفزنا للجمال المخبأفى بطون تلك الاماكن تخرجه طازجا فنحبكما معا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إبْرِيقُ شَـايٍ قَـديمْ ... !! .. ( قِصَّةٌ قَصيرة ) . (Re: Teeta)
|
ياإلهي ... إذن فأنت أنا ...
Quote: * " التَّقاعيدْ والْخَبيزْ الْبَرا عيدْ ". |
ياسلام ذكرتني وأنا أصلًا ما نسيت أقصد أضحكني قول حبوبتك وبالذات لما يختوا جملة في غير موضعها "" سلاام برا غرد وطيبين برا مرض ) ... مالك أتأخرت ماجبت الويقودِ تعال صاد قوام قوام الضحوة كربت ... ... أجمل هبة أن تجد من يفهمك دون عناء شرح
شكرًا أخي محمد زين ِ.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إبْرِيقُ شَـايٍ قَـديمْ ... !! .. ( قِصَّةٌ قَصيرة ) . (Re: محمَّد زين الشفيع أحمد)
|
Quote: صباحك ندى وشاى من كفتيرة شحمانة زى حقت خالتك دى شربته معك ولملمت حطبات واقودو من المحل الجاب منها هشام وضحكت من العافية السمحة ومعها وعلى المحاصر بالضرايب والعالم الذى تنتجه بمعرفتك عالم ثرى وفخيم عالم نعرفه نحن ابناء المدن الريفية او اشباه المدن ان شئنا الدقة تملؤنا دائما بفرح النشيد وتحفزنا للجمال المخبأفى بطون تلك الاماكن تخرجه طازجا فنحبكما معا |
الأُستاذةُ / سَلْمَى الشيخ سلامة .
لا قَوْلَ يَعْدِلُ رِفْدَكِ والْحُضُورْ ،
طَيَّبَ اللهُ خِيمتَكِ وَالسَّريرة ،
فَذَاكَ زَمَنٌ أكلتْهُ الْقُسُوَّةُ والضَّنْكُ ،
فشُكْرًا لِحديثِكِ الَّذي لا يَعرفُ الإحْمَاضَ ،
وشُكْرًا للبيئةِ الْمشتركةِ بيْنَنا
ولِبُعْدِكِ الْمَعْـرفيِّ فيها .
ولكِ مِنْ حاجَّة آمنة " الْويقُودُ "
" والشَّايُ " ولَكَأنِّي بِها تَقُولُ :
" جَميلٌ أنْ يفْصِحَ النَّهَارُ
بِعَيْنَيْ سَلْمَى " .
احترامي .
أخوك / محمَّد زين . __________________________
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إبْرِيقُ شَـايٍ قَـديمْ ... !! .. ( قِصَّةٌ قَصيرة ) . (Re: محمَّد زين الشفيع أحمد)
|
الأستاذ محمد زين:
قرأت الحكاية وعجبتني حبكتها ولغتها الرفيعة.. حقيقةً لغةٌ متقنةٌ في زمن يعيش فيه كاتب العربية مناخاً تقف فيه الكلمة خرساء في هامش ظليل لا ترصده الأحداث.. وحين تنزوي الكلمة في مكان بعيدٍ وقصيٍ، تتحمل وحيدةً كل معاني الاهمال المقصود، بل تصبح الكتابة نفسها ضرباً من النَزَق والحجود والرفض!! في اتقانك للغة ما يشي بجميل آت بعد أن صوّح غصن لغة الضاد وكاد يجف منها الساق..
أكتب يا محمد يا زين فما أجمل أن تقرأ لأناس يقدرون مسؤولية الكلمة..
شكراً لك على الجميل الذي سبق ونستزيدك من الجميل الآتي!
الزاكي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إبْرِيقُ شَـايٍ قَـديمْ ... !! .. ( قِصَّةٌ قَصيرة ) . (Re: محمَّد زين الشفيع أحمد)
|
Quote: ياسلام ذكرتني وأنا أصلًا ما نسيت أقصد أضحكني قول حبوبتك وبالذات لما يختوا جملة في غير موضعها "" سلاام برا غرد وطيبين برا مرض ) |
أضْحَكَ اللهُ سِنَّكِ ..
الأديبةُ / سُمَيَّة الْحَسَن طلحة ..
شُكْرًا لكِ ولريفيَّتِنا البسيطةِ المشتركةِ
بيننا فهي مَا تزالُ الشيءَ الوَحيدَ الَّذي
نَعتَزُّ بهِ ونَفخرُ بِهِ في كِتاباتِنا ..
Quote: ( مالك أتأخرت ماجبت الويقودِ تعال صاد قوام قوام الضحوة كربت ...) |
نانْ الويقود مكانو بعيد خلاس وأنا مرقتلوا في
*النَّجَّاض .
Quote: ( أجمل هبة أن تجد من يفهمك دون عناء شرح .) |
صدَقْتِ يا سُميَّةُ فتلكَ هيَ بساطةُ ريفيَّتِنا
في أسمَى معانيها وفهمِهَا .
Quote: ( شكرًا أخي محمد زين ِ.) |
لَكِ الشُّكْرُ أبْحُرًا وزهورا .
احترامي .
أخوك / محمَّد زين . _____________________________________ * النجَّاض : اسم حَي بعيد جدًّا من أحياءِ حِلَّتْنَا ، وإنْ بقيتَنْ الواحد بدور إمشيلوا من بيتنا يلزملو قِرْبةْ موية ، لكين قالو هَسَّة البيوت كِترتْ والمسافات قرَّبَتْ ، عشان باقي أنا طَوَّلتَ من البلدْ.
| |
|
|
|
|
|
|
|