آخر المحطة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-22-2024, 07:58 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة هشام ادم(هشام آدم)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-14-2011, 12:27 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آخر المحطة (Re: هشام آدم)

    الفصل السابع


    الشيء الوحيد الذي كان يُرضي جلال هاشم، في الكلاكلة شرق، هو الخمر الذي تصنعه لُوشيِّة الجنوبية؛ عرف ذلك بعد أن اختبر خمر أَدُوْت، وأبْوِيج، ورَابيكا، فاستقر أخيرًا على لُوشيِّة، وخمرها التي تتقن صناعتها بتفانٍ غير مسبوق. خمرها، بالنسبة إليه، لم تكن لاذعةً، ولم تكن تحمل ذلك الطعم المقزز للخميرة، ولا مزيدةً بالماء كالبقية، كانت شرابًا مُنعشًا، ومُسكرًا كما يُحب أن تكون الخمر. "العَرَقي فَنْ قَبِل مَا يُكُون صِنَاعَه" تلك كانت حكمته التي ردّدها كثيرًا على مسامع طه شريف، كلّما ارتشف أول كأس من خمر لُوشِيِّة المعتّق.

    وفي الوقت الذي تكلّم فيه الكثيرون عمّا يُسمى بشرطة النظام العام، والتي كانت قد بدأت في الانتشار في السنوات الأخيرة، والمداهمات التي كانوا يقومون بها لبيوت الخمر بين كل فينة وأخرى؛ إلاّ أنه لم يكن يخشى شيئًا عند زيارته لبيت لُوشيِّة، الذي هو عبارة عن ثلاث غرف صغيرة متلاصقة من الطوب الأحمر، وفناء واسع بلا أسوار، وسريران، وطاولة يتيمة هي كل أثاث المنزل.

    للوهلة الأولى خُيِّل إليه أنه بيت مهجور، ولكنه، فيما بعد، اعتاد على رؤية بشر يسكنون مثل هذه الأماكن المفتقرة لأبسط المقومات الحياتية، والتي يُطلقون عليها اسم (منزل) اعتباطًا. كان الجميع يفترشون الأرض حرفيًا، ولا تستر أجسادهم سوى بعض الثياب المهلهلة، أو قطع القماش البالية. لم تكن هنالك أسرِّة مُريحة، ولا مياه باردة، ولا جهاز تلفزيون، ولا يحمل أحدهم هاتفًا محمولًا، ولا وجود لشُبهة كهرباء في المنزل، فكان الظلام والحُلكة هما سيدا الموقف في بيت لُوشِيِّة؛ لذا فإنها، وأبنائها، وأقاربها، ينامون مع حلول الساعة التاسعة مساءً.

    نشأت علاقة جميلة بينه وبين لُوشيِّة بائعة الخمر، بدأت بثقتها في جيبه الممتلئ بالنقود على الدوام؛ إذ لم يكن يبخل عليها بالمال قط، وكان لا يُطالبها بما يتبقى له من نقود، عندما يدفع لها أكثر من قيمة زجاجة الخمر التي يشتريها يوميًا. لُوشِيِّة جنوبية من قبيلة المِسِيْرِيِّة، جميلة، وفارعة الطول، مكتنزة الأرداف، متمساكة الأثداء. تزوّجت من جَعَلِيّ يُدعى (محمد بشير شوبار)، الذي طلّقها بعد شهرين من زواجهما لسبب غامض. كان بعض السُّكارى، من المرتادين لبيتها البائس، يُلّقبها بالشُّوبارية؛ نسبةً إلى زوجها، الذي أنجبت منه فتاةً تشبهها كثيرًا، أسمتها (قِسْمَة).

    جلال هاشم هو الوحيد الذي بإمكانه أن يبتاع خمر لُوشِيّية الجيّد دون أن يدفع نقوده مُقدمًا، ولكنه كان دائمًا ما يفي بوعده معها، فيُعيد إليها المال في اليوم التالي مباشرةُ. ذلك اليوم وجد جلال هاشم شابًا، لا يعرفه، في بيتها، وهو يحاول إقناعها بإعطائه كوبين لحين ميسرة، ولكن دون جدوى. ألقى التحيّة، فنهضت لُوشِيِّة مُرحبةً به باهتمام بادٍ أثار حفيظة الشاب. طلب منها زجاجتين آجلتين، فدفعتهما إليه دون تردد، فشعر الآخر بالسخط والحنق وقلّة القيمة: "شُنو دَا يَا لُوشّيِّه؟ أنَا قَاعِد لَي سَاعْتِين بَحنِّس فِيْكِ فُوق كُبَّايتين، تَقُومِي تَدِّي الزُّول كِرِسْتَالتَين مِلِحْ؟ الخِيَار والفَقّوُس دَا حَتى في العَرقي؟"

    في الأمسيات التي يأتي فيها جلال هاشم وطه شريف إلى بيت لُوشِيِّة، كان طه شريف يُطيل النظر، من خلال العتمة الضاربة في الأرجاء، إلى أثدائها العارية تمامًا، ويرمق قوامها الممشوق والمثير، وهي في طريقها لجلب قنينة الخمر. "يَاخي عِنْدَهَا جِسِمْ زَي سُوط العَنَج! عَليّ الطَّلاق دِي بِيْكُون فِيها جِنِسْ هَرْكِيك." ولا يتوانى جلال هاشم في قمع رغبات صديقه الجنسية:

    - عَلِيك دِينَك بَطِّل الحَركَات بِتَاعْتَك، مَا دَايرِين نَخْسَر الزُّولَه دِي. تَاني إلاَّ نَمْشِي لِنَاس أَبْويَّج وأَدُوت والعَرَقي الكَعَب بِتَاعُم دَاك؛ فاحْتَرِم نَفْسَك أَحْسَن.
    - الزُّول مَا يِتْكَلَّم سَاي كَمَان ولاَّ شُنُو؟

    كانت ليالي الكلاكلة شرق تحمل، تلك الأيام، رطوبةً غير مُعتادة، وبدأت بوادر الخريف تظهر شيئًا فشيئًا، فظهرت العواصف الترابية، وتلبّدت السماء بالغيوم الداكنة، دون أن يهطل مطر جاد. يُثير البعوض أعصابه ليلًا، والذباب المِلحاح نهارًا، وبين الفينة والأخرى، كان يشتم حرق النفايات ذات الرائحة النفاذة الموتِّرة؛ فزاد ذلك من سخطه. لم يفهم جلال هاشم سرّ الملامح الغاضبة للكلاكلة؛ فمنذ ثلاثة عشر عامًا كانت الكلاكلة تحمل ذات الملامح المتجهّمة؛ حتى أنها وسمت وجوه سُكانها بها، فأصبحوا متسقين معها تمامًا. حاول مرارًا أن يصطنع تلك المحبة التي يُبديها أهل الكلاكلة لها، ولكنه لم ينجح في كثير من الأحيان.

    للكلاكلة سر غريب، لا يفهمه أحد. ربما لم يستشعر سُكان الكلاكلة أية غرابة فيها، وربما اعتداوا عليها، ولكنه لم يكن بمقدور جلال هاشم أن يتجاهل البؤس الذي يلف الكلاكلة كالكفن. أعلنها مرّة صراحة أمام رخط من أصدقائه "كَان مُتَّ زَاتُو مَا تَدْفِنُوني في الكَلاكْلَه دِي، أمْشُوا أدْفِنُوني في الصَّحَافَه، ولاَّ اللَامَاب، ولاَّ أيّ حِتَّه تَانْيَه." ولم يأخذ أحدٌ كلامه على محمل الجد.

    في الجوار، وإلى الناحية الشرقية من منزله المبني من البلوك الحجري، كانت تسكن (إيمان عبد المنعم صلاح)، فتاة متخرّجة حديثًا من الجامعة، جميلة إلى الحد الذي أطلق عليها شباب القرية لقب (عروس البحر). لها قوام المليكانات وعارضات الأزياء، ولون بشرتها موحٍ بالنظافة، والنضارة، لها خصر شديد الضمور، وحوض مستو الاستدارة؛ كأنه دورق كيميائي بشري، شعرها الأسود المسترسل يُثير الشكوك بأنه ربما كان شعرًا مُستعارًا؛ بيد أنه لم يكن كذلك. لا تحمل ملامح سودانية خالصة، وقيل إن لها جذورًا تركية أو فارسية. هكذا يقول الناس، ربما لفرط جمالها، ولكن لم يكن أحد يجرؤ على الاقتراب منها أو حتى إلقاء التحيّة عليها. شخص واحد فقط اسمه (الجزولي مهند) اعتبره شباب الحي محظوظًا، لأنه ادعى أنها ألقت عليه التحيّة مرّة، وهي عائدة من جامعتها. كان ذلك قبل أكثر من ستة أشهر، ومازال الجزولي فخورًا بذلك حتى ذلك اليوم.

    عندما قابلها جلال هاشم أول مرّة، أدهشته، ولكنه لم يفرد لها مساحة في تفكيره، حتى أنه عندما رآها للمرّة الثانية لم يكن متأكدًا من أنها الفتاة نفسها التي رآها من قبل. لم يستطع افتعال النسيان، وأحس بأن ذلك إهانة بالغة لذكرياته التي جمعته بشاهيناز حسب الرسول. كان جادًا في وفائه لها، واكتفى بأن بالإعجاب الذي يطفو على عينيه كلّما رأى عروس البحر، وهي تعبر ميدان الحي إلى الطريق الأسفلتية؛ حيث المركبات العامة.

    ذلك اليوم، وهو واقف عند دكان الحي، وبينما أراد أن يشغل سيجارته المسائية، لكزته طفلة صغيرة من الخلف، بجراءة لم يكن ليتوقعها "هُوي، البِتْ الوَاقْفَة هِنَاك دَايِرَاك." لم يكد يُصدّق عينيه عندما رآها واقفة تحت ظل شجرة (دقن الباشا) وارفة. أمسك بيد الطفلة قبل أن تولّي راكضة "يَاتُو بِتْ قَاصْدَه؟ دِيك الوَاقْفَه في الضُّل دِيك؟" واكتفت الطفلة بهز رأسها في مكر طفولي وادع. تردد أولًا في الذهاب إليها حاملًا سيجارته في يده، ولكنه لم يشأ أن يطفئها قبل أن يتأكد من أنها تريده هو بالفعل.

    - السَّلامُ عَليكم!
    - أَهْلِين، كِيْفَك؟
    - تَمام. قَالوا لي دَايِراني؛ خِير؟
    - شُنو؛ الجِيران مَا المفْرُوض يِسَلِّمُوا على بَعَض إلاَّ بمُناسَبه يعني؟
    - لا طبعًا، بس الجيران بيتزاوروا كمان، مُش؟
    - (رسمت ابتسامة لطيفة وخجولة) أنَا مَا بَعْرِف نَاس بِيَتْكُم شَدِيد، وحَتَبْقَى شَاَزَه لو جِيَتْكُم في البيت. كًنْتَ دَايْرَه أسْأَلَك: عِنْدَك نُسْخَه مِنْ الرِّوَايه بِتَاعتَك؟
    - وإنتي عِرِفْتِي كِيَفْ إني بَكْتِب روايات أصلًا؟
    - الحِلِّه دِي مَا فِيَها حَاجَة بِتِسْتَخَبَا أكتر من يومين. وسِمِعْنَا، كَمَان، إِنَّك كُنْتَ في مَصِرْ قَبُل مَا تَجِي السُّودان.
    - وإنتي بتحبّي الرِّوَايات؟
    - شَدِيد! طوّالي كُنْتَ بَمْشِي الدَّار السُّودَانيه للكُتب عَشَان أشْتَرِي روايات عربيه وأجنبيه.
    - دا كَلام سَمِح شَدِيد. خَلاص يا سِتّي، وَعْد مِنِّي بدّيكِ نُسْخَه من الرِّوَايه.

    تحدثا لفترة قصيرة جدًا، بحسابتهما، ولكنها كانت طويلة بما يكفي، لأن يشعر شبان الحي الجالسون أمام أحد البيوت بأن ثمة أمرًا ما بين عروس البحر وجلال هاشم، ضيف الحيّ، الجديد. راحوا يتهامسون ويتغامزون فيما بينما، حتى إذا مرّ من أمامهم، وقف أحدهم وهو يوجّه إليه الكلام "حَارْقَه مَعَاك تَشْ يَا مَنْجَا، خَطِير لَكِن!" رأى في أعين بعضهم نظرات غيرة، وفي أعين الآخرين قرأ إعجابًا بما أنجزه للتو.

    في الخفاء، كانوا يتناقلون خبر الحدث التاريخي الأول من نوعه في الحيّ: "عَرُوس البَحَر الما بِتْعَبِّر زُول، قَسَّمَت مَع جَلال الحَنْكُوش، ووِقْفَت مَعاَهُو تِحِت شَجَرَه نَاس عَلَوِيَّة بِتَاعت البُوتِيك، عِيْنَك يَا تَاجِر، سَاعَه كَامْلَه!" أخذ البعض يزيد في القصة الأصلية، ويُضيف إليها بحسب ما يوحي إليه خياله. تساءل البعض حول سرّ إعجاب إيمان عبد المنعم بجلال هاشم. قال البعض "دِي، أصْلًا، زُوَله مَادِّيه وطَغْيَانه، ومَا عَجَبَا في الزُّول دَا إلاَّ قُرُوشُو ووَجَاهْتُو. البَنَات دِيل جِنَّهُم مُغْتَرِبين. دِي شَكْشَكَه مِنَّهَا سَاي. عَامْلَه لِيْنَا فِيهَا قَطِيْمَه ورَافْعَه نَخَرَتَا، وهِي أصْلًا مُويَه مِنْ تِحت تِبن؛ يَا قُول المصْرِيين." وحلل آخرون: "يَا جَمَاعَه، الزُّولَه دِي يَا بِتْكُون قَرِيبتُو، يَا حَاجَه زي كِدَا. مَافي سَبَب بِخلِّي الزُّولَه دِي تَقِيف لَيْهَا مَع زُول حَنْكُوشَا زَي دَا. وَجَاهة شُنو؟ عَليّ بَالحَرام الزُّول دَا مَا شَاف الوَجَاهَه بَعِيْنُو." وقال بعضهم: "وَحَات الله الحَنْكُوش الما عَاجِبْكُم دَا عِنْدُو حَنَك سَنِين لمن غَلَط" بينما صرّح بعض المنصفين بأن الأمر لا يخرج عن إطاره الطبيعي، وأن ما رأوه لم يكن إلاّ حادثة طارئة، وعابرة لشخصين يسكنان في الحي نفسه؛ بل ولا يفصل بينهما سوى جدار مشترك. وأيًا يكن الأمر فإن تلك الحادثة كانت السبب في إطلاق لقب (إمبراطور) على جلال هاشم.

    اللقاء الأول العابر الذي جمع بين جلال هاشم وإيمان عبد المنعم، منحهما مقدمة تبريرية لتبادل النظرات والابتسامات، وبعض اللقاءات العابرة الأخرى، وراح صديقه طه شريف يُلّمح له بمكر أنّ بإمكانه الاستفادة من هذه الفرصة التاريخية، لإنجاز ما لم يستطع شبّان الحي إنجازه: "الزُّوله دِي جَاهزه يَا فَرْدَه، طَالما عَامْلَه فِيها مُكسَّره فِيك، حَاوِل تَجِس نَبْضَهَا، يِمْكِن تَلقى مِنَّها بُوسَه ولاَّ هِبِّيشَه." ولم يكترث جلال هاشم كثيرًا لنصائح صديقه الخبيثة، ووطّن نفسه ألا يذهب في هذه العلاقة إلاّ بمقدار ما يحفظ عليه وفاءه الحديث لشهيناز حسب الرسول، رغم إحساسه بالميل تجاهها فعليًا.
                  

العنوان الكاتب Date
آخر المحطة هشام آدم11-03-11, 09:31 AM
  Re: آخر المحطة هشام آدم11-03-11, 09:47 AM
    Re: آخر المحطة هشام آدم11-03-11, 10:19 AM
      Re: آخر المحطة عصام دهب11-03-11, 11:20 AM
        Re: آخر المحطة هشام آدم11-03-11, 05:17 PM
          Re: آخر المحطة هشام آدم11-12-11, 09:16 AM
            Re: آخر المحطة هشام آدم11-12-11, 09:26 AM
              Re: آخر المحطة هشام آدم11-12-11, 09:56 AM
                Re: آخر المحطة الرفاعي عبدالعاطي حجر11-12-11, 08:03 PM
                  Re: آخر المحطة هشام آدم11-14-11, 12:10 PM
                    Re: آخر المحطة هشام آدم11-14-11, 12:27 PM
                      Re: آخر المحطة هشام آدم11-14-11, 12:35 PM
                        Re: آخر المحطة هشام آدم11-14-11, 12:47 PM
                          Re: آخر المحطة هشام آدم11-14-11, 12:52 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de