الميتاكورة في الإعلام المصري

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-24-2024, 07:40 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة هشام ادم(هشام آدم)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-20-2009, 06:08 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الميتاكورة في الإعلام المصري (Re: هشام آدم)

    مقال خطير جداً له بقية بقلم: شرف الدين شكري

    مسلسل إعلام الكراهية،بين الشعبين المصري والجزائري


    "لو كنت أدرك بأن شعبي سيفرح إلى هذا الحدّ، لاشتريت له فريقا "

    الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة ،عند بداية الانتصارات الأولى لفريق كرة القدم الجزائري في التصفيات المؤدية إلى كأس العالم ،في شهر مارس 2009.


    ***

    لم أحبذ أبدا أن تصل الأمور إلى هذا الحدّ...ولكنني أؤكد للعالم أجمع ،أن وسائل الإعلام المرئية المصرية التي فبركت كل شيء ،ووضعت كل السيناريوهات التي لا يمكن للعقل أن يتخيلها،هي المسؤول المباشر عمّا آلت إليه الأمور بين الشعبين.

    ومن خلال تتبعي لبعض بدايات فتيل الحرب التي جرت بين البلدين - إذ لا علاقة لأهداف الكرة النبيلة في أي شيء ،بما حدث- واثقٌ أنا بأن شرارة هذه الحرب اندلعت مباشرة بعد خسارة مصر في الجزائر ، وخسارتها الموالية أمام الولايات المتحدة الأمريكية بعد انتصارها على الفريق الإيطالي، وتحقيقها لفوز لم يكن متوقعا على بطل العالم، مما دفع ببعض اللاعبين المصريين إلى الاحتفاء بذلك الانتصار في شكل شبابي خالص: أدى ببعض بنات الهوى في نهاية الحفل إلى سرقة الأوراق الثبوتية وأموال اللاعبين المصريين،كي يخسروا فيما بعد أمام الفضيحة التي دفعت بكبار الصحف في العالم إلى استنكار أخلاقيات سلوك أبطال إفريقيا...

    طبعا،دفع هذا إلى خسارة الفريق المصري أمام نظيره الأمريكي،كما قلت، خسارة كبيرة بثلاثة أهداف نظيفة، مما أثار نعرة الإعلام المصري الهجين الذي يعتاش على النعرات والفتن، وعلى رأسه عمرو أديب كعينة ظاهرة ،ستكون فيما بعد موضة سيتم تقليدها من قبل العديد من النجوم الآفلة في فضاء الإعلام، والتي تريد معاودة الدخول إلى الساحة. كان عمرو أديب على المباشر حين - بهدل لاعبي- الفريق المصري ،آخر بهدلة، واتهم لاعبيه بأنه، لشدّة انغمارهم في فوضى الجنس، خسروا المقابلة، فلم تتبقى لديهم قوّة يلعبون بها،لأنهم أفرغوها كلها - في فراش الرذيلة - ،فكيف يكون هذا حال فريق " الساجدين" ؟ : طبعا هذا الكلام ،كما جاء على لسان عمرو أديب ..

    الحصّة هذه، التي شكر فيها عمرو أديب أخلاق لاعبي المنتخب الجزائري- لأوّل وآخر مرّة- ، وذمّ فيها أخلاق "فريق الساجدين"،دفعت بـ "تيــم" الفريق المصري إلى الاتصال مباشرة بعمرو أديب، وكان على رأسه الكابتن شحاتة وأبو تريكة ، ووائل جمعة والصراخ في وجه مقدّم الحصة، واتهامه بالإستهتار وبالكذب، وبخراب الديار، وبذم رموز وطنية أعطت الكثير من الآمال لشعب مصر...

    طبعا ،عمرو أديب لم يتفهّم قوّة الخصم الأمريكي، وأرجع خسارة مصر إلى ضعف القوة البدنية للفريق المصري، متناسيا بأن الفريق الأمريكي تأهل إلى النهائيات، ولعب ضد أقوى الفرق، وفاز عليها،كي يكلل مشواره في كاس القارات الأخيرة (2009) بالكأس في الأخير...لأن عمرو أديب من هواة تصغير " الآخر دوما" واختلاق الأعذار، وتغطية الحقائق ...

    وبعد لَيّ أذن عمرو أديب من قبل المخابرات المصرية، تم تغيير خطابه، في الحصّة الموالية مباشرة، ولم يجد بدّا في اقتناص فريسة جديدة تجعل المشاهدين يهتمون به، إلا فريسة اسمها الجزائر .وأنا لا أستطيع أن أصف هول الكلمات، والعنف، والطعن في رموز الجزائر،مثلما قيل في كلمات عمرو أديب، مما سيفتح المجال لاحقا أمام تكالب أعلامي مرئي لا نظير له في القنوات المصرية الخاصة أولا، ثم العامة فيما حين تعقّدت الأمور كي تصبح شاملة في الأخير على جميع القنوات المصرية دون تمييز كدخول مباشر في الحرب.

    كل الجزائريين، صاروا بعدها مربوطين إلى هذه الحرب الإعلامية المرئية مباشرة كل يوم عبر شاشاتهم، والتي لم تجد مقابلا لها أبدا في القنوات الفضائية الجزائرية الرسمية التي هي في الحقيقة قناة واحدة، لم تدخل في الصراع حتى الآن رغم كل ما استجدّ في الأمور،وصار يشكّلُ اليوم خطرا إعلاميا لا مسؤول زجب وضع حدّ فاصل له .

    في ظل هذا الصراع الكبير للإعلام المصري المرئي الخطير أكثر من أي إعلام مقروء - مهما كان ،حتى لو كان أكبر جريدة عربية، مثل جريدة الشروق التي تجاوز عدد نسخها المليون نسخة يوميا-،لجأ الشعب الجزائري من اجل إفراغ شحنة ردّ الفعل الغائبة إلى تلك الجريدة،كبديل وحيد، رفع لواء التحدي ضدّ الزخم الإعلامي المصري الذي سمح في الأخير بالطعن في كل مقومات الشعب الجزائري، وطرح عدّة أطروحات عنصرية في حق العرب والجزائريين، وبالمثل أصبح الكره يشحذ في الجانب الجزائري ..وهكذا دواليك، وحين احتدم الصراع غير الأخلاقي، وبانت بأن اللعبة الإعلامية،لم تعد لعبة فقط ،وإنما تهديدا لمصالح وأمن وأرواح بشرية، دخل إعلام البلدين شكلا من التناقض الذي يتأرجح بين الإعتذار والمواصلة - الحرب- لأن إعلان أحدهما الاعتذار ،حسب شوفينية كلا الفريقين، يعتبر انسحابا من الميدان، ورميا للمنشفة،وهذا أمر غير مقبول لدا العصبية العنيفة التي عكسها كلا الشارعين : المصري والجزائري...

    هنا، ستبدأ السياسة لعبها الصريح. سيشتغل كل فريق لامتصاص آلام شعبه الذي يعاني أزمات جمّة: علما بأن الديبلوماسية الجزائرية ظلّت دوما خارج اللعبة، وحيادية. إلى أن وقع اللقاء المرتقب أخيرا في القاهرة، واقتربت ساعة الحسم. وقبلها بلغت الأمور من التوتّر حدّا لا يمكن وصفه إلا بالخطير جدا،انفجر عبر تصريح رئيس اتحادية الكرة المصرية ،سمير زاهر، وبشكل غير مسؤول أبدا مفاده : أننا سنعمل كل شيء من اجل ربح المقابلة !!!! مدعوما حتى بفتاوي بعض الأئمة المأجورين،الذين شفعوا للخدعة بان تحتلّ مكانها في كرة القدم،كحرب لا بُدّ من خوضها، وبطبيعة الحال،فإن مبدأ الحرب يقوم حتما على الخدعة : كلّ الأدلة موجودة على الفيس بوك ؟

    وكانت هذه الكلمة شرارة انطلاق الكارثة لدى مشجعي المنتخب المصري الذين استقبلوا الفريق الجزائري، استقبالا لا يمكن تصديقه أبدا، ولا يمكن وصفه إلا بمحاولة الشروع في القتل.
    كل الأدلة الجنائية- الخارجة طبعا عن التقرير الجنائي المطبوخ سلفا-، والمرئية المصوّرة عبر العديد من زوايا الكاميرات التي لم تراقبها الأجهزة الأمنية المصرية، ولم تحتسب لها حسابا، وتم بثها عبر الفيس بوك، وكل القنوات الغربية، والجروح العميقة التي تعرّض لها الفريق الجزائري(حلّيش : خمسة غرز في جبهته، لموشية: سبعة غرز، صايفي وأربعة آخرون عانوا من كدمات كبيرة في أيديهم وأرجلهم)، ولم يقل في حقهم أي إعلامي مصري ،كلمة حقّ،إلا البعض الذين تمّ إسكاتهم بشكل مفضوح في قنوات الفتنة تلك، دلّت على بدء المعركة، في الميدان حقا، وبخاصة بعد دخول أعضاء الفريق الجزائري إلى الميدان بتلك الجروح،وتلك الندوب أمام مرأى العالم كله الذي استنكر ذلك...إضافة إلى القفز فوق النشيد الوطني الذي لم يُحترم في استاد القاهرة، ولم يُسمع له رنين، وعزْل مشجعي الفريق الجزائري- رغم قلّة عددهم التي لم تتجاوز الألفي مناصر ،مقابل الثمانين ألف مناصر مصري- في ابعد نقطة من الملعب، في مكان عليّ، تم زرع مناصرين مصريين تحته، كي يُكتَم صوت تشجيعاتهم. كانت هذه العوامل كلها سابقة خطيرة ،وضعها الجزائريون في الحسبان، وتعهدوا بتدفيع المصريين ثمن فعلتهم الشنيعة تلك...

    لعب الفريق الجزائري بكدماته، ومخاوفه، وصدْمته النفسية الكبيرة، بشكل بطولي لا مثيل له أمام فريق مصري كبير، بعد أن كان كل الجزائريين ينتظرون العودة بالفوز من القاهرة مباشرة. ولشدّة يأس مشجعي الفريق المصري في الحصول على الفوز، فإن نتيجة اللقاء غير المتوقعة: التعادل - إذ أنهم بعد دكّ القلاع النفسية للفريق الوطني الجزائري، وضمانهم شبه الأكيد بفضل تلك الخطة الدنيئة التي تورّط فيها مخبر شرطة تم استبداله مباشرة بعد واقعة الرجم، مكانَ السائق المسؤول عن نقل الفريق : هناك شريط في الفيس بوك يُثبت ذلك، ويمكن الإطلاع عليه، واكتشاف هذه اللعبة بشكل يفضح كل حقيقة حاول الأمن المصري مداراتها، ولم يفلح...ووقوع تناقض صارخ بين استجواب السائق من قبل قناة " الحياة مباشر" ،قبل نقل اللاعبين من المطار، ثم استجواب سائق آخر تماما،من قبل قناة "نيل سبور"،فبرك جملا غريبة جدا، من قبيل أن "الذي ضربه، كان اللاعب "بلومي"،والذي قطع له ياقة قميصه ،كان السيد راوراوة ،بجلالة قدره!. وطبعا ،الكلّ يعلم بأن بلومي، لم تطأ قدمه ارض مصر منذ أكثر من عقدين،من الزمن،بسبب تلك التهمة الباطلة التي ساقها ضدّه طبيب مصري، وأتهمه فيها بإحداث عاهة مستديمة أدت به إلى الإصابة بعوَر، ولم يتم تبرئة اللاعب الجزائري العملاق، بلومي ،إلا بعد أن اعترف أخيرا،ذلك الطبيب بأن بلومي لا دخل له في هذه القضية، فتمّ رفع المتابعة القضائية من قبل الأنتربول، وسُمِح لبلومي بعد أكثر من عشرين سنة، بالتنقل أينما شاء. طبعا،هذا الكذب الذي ساقه ذلك السائق المأجور من أجل تأدية مهمّة واضحة، دفع بمعلّق قناة النيل سبور إلى الافتضاح على المباشر. فكانت،محاولة التصحيح الفاشلة التي قام بها...حجة دامغة على النية المبيّتة!

    سوف يخرج أنصار الفريق المصري هائجين من الملعب بعدها، وسوف يتواصل سيناريو الرشق،على أنصار الفريق الجزائري،عند مخرج الملعب مباشرة، وذلك بعد احتجاز الطاقم الديبلوماسي الجزائري لأكثر من ساعتين باستاد القاهرة : ووزير الرياضة ،السفير الجزائري في مصر،ووزير التضامن الوطني ،ورئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم ،السيد راوراوة الذي كان فعلا قائد المنتخب الجزائري ،في هذا "الفخ" ،كما سمته وسائل الأعلام الفرنسية...سوف يتم رشق الوفد الوزاري الجزائري إذن،أمام مرأى من أعين كاميرات القناة الفرنسية الثانية، وقناة كنال بلوس، وكامرا خاصة داخل سيارة الوزراء في حدّ ذاتهم...وسوف نشاهد راوراوة بعد ساعتين من المقابلة، وهو يصرخ ويجدف حتى على سوء التنظيم، وغلبة الفوضى،وسيطرة مجانين الكرة المصيرية على الوضع، وعلى امتداد الحجارة حتى إلى سيارات الوفد الوزاري، كي يتساءل راوراوة حينها،وأما الكامرات ،عن مكانة الأجهزة الأمنية المصرية ،وعن نجاعتها، ويطرح عدّة أسئلة تتعلّق بالسيناريو الخطير الذي تمّ تنفيذه بشكل دقيق من قبل كل الأجهزة المصرية،ووسائل الإعلام...

    وإذا كان الوفد الوزاري قد احتُجز كالأسرى " كما عبّر راروارة" فإن كثيرا من عناصر مناصري الفريق الجزائري ظلّت تحتمي في مدرجات استاد القاهرة حتى الساعة الرابعة صباحا،أين قدِم السفير الجزائري بمصر لإخراجهم بشكل مضمون، بعد أن تناقلت بعض الأخبار التي زوّدهم بها المشجعون الذين خرجوا في البدء، وجود العديد من المطاردات والمرميين بالحجارة، والمضروبين في صفوف رفقائهم الجزائريين.

    بعد المقابلة تلك، سوف يحتدم الصراع في الشارع المصري بين الأنصار، وبحكم غلبة مجانين الكرة المصريين في القاهرة على مجانين الكرة الجزائرية الذين جاؤوا للتجوال أكثر من أي شيء آخر، ومن أجل مواصلة سيناريو الشوفينية الغريب الذي شارك فيه الأمن المصري مباشرة، سوف تلجأ الشرطة المصرية، وبشكل فريد من نوعه لم نجد مثيلا له أبدا ي العالم من قبل، إلى حمل بعض مشجعي الفريق الجزائري في سيارات البوكس، ورميهم في أدغال القاهرة أمام الجمهور الذي تمّ تحضيره للقيام بمهمّة واضحة ...جمهور متعطّش للبطش، تُرك لهم بعض المشجعين الجزائريين كي يروُوا عطشهم ذلك: هذه أمور لا تخطر على بال أحد ربما، ولكنها كلها مصوّرة بالصورة والصوت التي يعلمها القريب والبعيد، والتي يستحيل فبركتها لأن تفاصيل الصور لا تدلُّ إلا على حقيقة مطلقة،وهي التنكيل بمشجعي الفريق الجزائري في أدغال القاهرة ،بشكل وحشي لا أستغرب حتى على المصريين ذاتهم تكذيبه....

    سيعود بعض الجزائريين بعدها مباشرة إلى الجزائر من أجل سرد تفاصل غريبة جدا، وقد ملأتهم الكدمات والجروح والصور الرهيبة لأصدقائهم الذين قاربوا على الموت هناك: وقد بثت قناة الشروق ،التي تحوّلت إلى البث عبر اليوتوب بعد رفض الأجهزة الرسمية الجزائرية دوما الدخول في اللعبة القذرة التي انتهجها الإعلام المصري،شرائطَ مصورة تبرز قصص بعض العائدين من جحيم القاهرة بعد المقابلة،وقد شاهدتُ أنا شخصيا شهادات مرعبة لبعض معارفي الذين عادوا من هناك،ورثيت حالهم ،وحمدت الله أن فريقنا خسر في القاهرة، وإلا فإن أكثر من ألف جزائري كانوا سيلقون حتفهم هناك حتما...

    بعدها،سينتقل الفريق الجزائري إلى الخرطوم، كي يلعب المقابلة الفاصلة في أم درمان ،ولكن بتجنيد جزائري رهيب هذه المرّة،قطعت فيه السلطات الجزائرية عهدا على حماية المشجعين هذه وعلى إرسال أكثر من 13000 مشجع مجانا هناك كانوا يسيرون بطرق عسكرية خالصة، ،مدعومين ببعض العناصر التي تمّ برمجتها من أجل ردّ الصفعة التي تورّطت فيها الأجهزة الأمنية المصرية، في السودان، لأنها ستكون الفرصة الوحيدة ربما التي ستخوّل للأجهزة الأمنية الجزائرية استرداد حقها في تحقيق المثل القائل : العين بالعين،والسنّ بالسنّ،والبادئ أظلم...

    وعلى نفس المنوال تماما ،سوف يتكرر نفس السيناريو الذي تعرّض له الفريق الجزائري في القاهرة : رجم حافلة الفريق المصري من أجل ترهيب اللاعبين،ولكن من دون إصابة أي لاعب مصري، إيقاع مناصري الفريق المصري في كمائن، محكمة الرّبط بعد المقابلة، ترهيبهم ، كتم النشيد الوطني المصري،إعلان الفريق الجزائري للحرب قبل بداية المقابلة، باستدارته في وجه عناصر الفريق المصري، واتخاذ مناصب عسكرية خالصة،لا اكتراث واضح أثناء عزف النشيد الوطني المصري- ونفس الشيء سيكرره أيضا الفريق المصري في الخرطوم-، رفض رئيس اتحادية الكرة الجزائرية "راوراوة " مصافحة سمير زاهر، واتهامه بالوقوف والتخطيط لكل ما حدث في القاهرة،أمام الصحافة الدولية التي بثتها مرات عدّة أمام العالم..

    وبطبيعة الحال ،سوف تجنُُّ وسائل الإعلام المصرية المرئية من جديد أمام كارثة "أم درمان" التي لم تؤدي إلى انهزام الفراعنة وتحنيطهم في الخرطوم فحسب،وإنما أيضا إلى ضرب عناصر المشجعين ومحاصرة بعض الممثلين المصريين في البيوت والمطاعم، وترويعهم حتى الساعات الأولى من الصباح أين تم جمعهم كلهم في مطار القاهرة وتهريبهم من بطش الانتقام المهول والمنظّم الذي قاده الجزائريون هناك فيما عُرف بمعركة " أم درمان"،وشاركت فيها حتى الأسلحة البيضاء : وهناك العديد من المصادر المصرية ذاتها التي أكدت،وعلى المباشر بان هذا السيناريوا المصري، بارد ،وغير محكم الإخراج ،رغم مشاركة ممثلين كبار فيه، ورفض الممثلة المصرية ليلى علوي التي كذّبت كل ذلك الكلام، وقالت بان الأجهزة المصرية الإعلامية،هي التي وراء ذلك ،وبأن شيئا من هذا لم يحدث ،اللهمّ بعض المشادات الطفيفة، التي من عادتها أن تحدث بين المناصرين في أي مكان...وأنه لا داعي لإعطاء الموضوع أكثر من حجمه.

    على العموم ،عاد بعد هذا المنتخب الجزائري إلى بلاده كي يَلحق المناصرون تباعا، وقد تيقنوا بأن أفضل انتقام تجاه السيناريو الإعلامي الكبير - الذي سوف نعود إليه في مقال مستقل من أجل تفكيك بعض حيثياته- هو الانتصار وحمل الفرحة للشعب الكليم الذي طال أمدُ أحزانه، والذي ظل مشدود الأعصاب لأكثر من شهر من الزمن ،وحده الله يعلم درجة عسرها،وقد تحمّل عبء المخاطر بعيدا عن دياره ،في حرب إعلامية هي الوحيدة ربما في تاريخ الإعلام الجماهيري العالمي ،والتي ستسمح لنا مستقبلا بطرح العديد من الأسئلة المعرفية التي تدخل ليس فقط في ميدان الصحافة والإعلام ،وإنما أيضا في الميدان السياسي،وهو الهدف الأسمى الذي خطّطت له السلطات المصرية والجزائرية، من اجل كسب ثقة الجمهور في أنظمتها السياسية الكسيحة.

    لقد شارك شعب كلا البلدين في رسم معالم هذا السيناريو ،وكان المصريون ربما أكثر حنكة في تسيير التفاصيل الأولى لقصة هذه "الحرب" ،التي أداروا معظم أفكارها، ولم يفكّروا بأن، نفس التفاصيل، ستنتقل إلى ممثلين غير مصريين، وبشكل دقيق جدا وسيفتكونها، كي يعيدوها بنفس الطريقة تماما،مع إضفاء نكهة محلية، ويخرجوا في النهاية بالكلمة الأخيرة ،التي أسدلت الستار على تاريخ طويل من الحزن الجزائري،الذي تم رميه بشكل مباشر،إلى الضفة المصرية التي لا تمتلك حقّ رفضه،والتي عليها أن تواجه حقيقة أزماتها الاجتماعية والاقتصادية والسياسة، ربما في زمن أقصر من الزمن الجزائري الذي تخدّره الفرحة الآن ،مؤجلا رعب مواجهة نفس حقيقة المجتمع المصري إلى وقت لاحق لا غير ...
    سيدفع كلا الشعبين الآن ،غباء الإعلام غير المسؤول ،إلى سنوات طويلة ،وحده الله يعلم تاريخ انتهائها،وستفرح جهة سياسية حتما على حساب جهة سياسية كانت بليدة في كتابة تفاصيل سيناريو الكراهية، وانتهت بخسارة ذريعة تمّ فيها اغتيال الحبّ الكبير الذي كان يجمع كلا الشعبين،علما بأن من مات فيهم الضمير المهني وغرت بهم المصالح الشخصية،هم المتسبب المباشر في هذه الكارثة العربية الكبيرة ،التي قسّمت العرب حتما إلى فرقين، سيطول أمد التقائهما مستقبلا على طاولة الحبّ.

    ***

    عَـودٌ على بدء
    نحن نتساءل اليوم عن المسؤول المباشر عن هذه الكارثة العربية ، ولا نذهب بعيدا في الإجابة على هذا التساؤل، لنقول عن يقين خاص، بأن الذي أدى إلى خسارة المستثمرين المصريين لأكثر من خمسة ملايير من الدولات سنويا في الجزائر، وإلى تشريد الآلاف من العائلات المصرية والجزائرية التي تعتاش على هذا الرزق، مّما دفع بهم (أي بالمستثمرين) المصريين الذين يمتلكون لوبي كبير داخل القرار السياسي المصري، إلى اتهام جمال مبارك مباشرة وسمير زاهر بتفعيل تفاصيل هذه الكارثة، لأجل حملة التوريث، وبشدّ الخناق على رئيس الجمهورية المصرية كي يستردّ لهم حقوقهم في مصالحهم الاقتصادية التي أصبح كابوس خسارتها اليوم شبه مؤكّد في جزائر تدلّ كل المؤشرات الاقتصادية بأنها أرض إلدورادو اقتصاد واعدة جدا بسبب الأرباح الكبيرة التي تحققها الخزينة الجزائرية سنويا في ظل انتعاش البترول، وارتفاع القدرة الشرائية، وتسجيل نسبة انتعاش اقتصادي كبير في ظل حكم الرئيس بوتفليقة الذي قضى على كل الديون..اقتصاد، يفوق بكثير (غريمه) في الضفة المصرية التي مافتئت تسجل العجز تلو الآخر، في ظل حكم الرئيس المصري،علما بأن الانتعاش الذي نتحدّث عنه في الجزائر،هو مجرّد انتعاش كسيح يتأتى من ريع البترول والغاز ،ليس إلاّ، وليس نتيجة ثقافة صناعية رشيدة،مثلما يحدث في البلدان الغربية المتطوّرة.

    قلت،إنني لست بحاجة إلى أن أذهب بعيدا للإجابة على التساؤل الذي يفضح المتسبب المباشر في هذه الكارثة، وهو حتما سيذهب إلى كفة الإعلام المرئي المصري الذي انساق بعد أن أخفق في إحكام رمي الشّباك على الحلم الجزائري...انساق وراء أقاويل الصحف الجزائرية التي لن تعادله في كفة المشاهدة والتأثير أبدا، واغترّ بعد أن عرف بأن نسبة مشاهدي الشحنات –الفارغة- له قد ارتفعت جدا في الجزائر كما في مصر، معتقدا بأنه بذلك،يحقق الشهرة ورضا الأطراف السياسية عنه،متناسيا بأن السياسة التي لا تجدُ لها الدعم الاقتصادي المطلوب،لا بدّ زائلةٌ،وبأن محاسبته على أخطاء الجرم الإعلامي ،لا بُدّ قريبة.
    ولذلك فإننا، وبالعودة إلى الشريط البليد الذي صوّر هذه الحرب ،التي لم تكن باردة وياللأسف، ولا معلمَ يستطيع تحديد مستقبلها، نستطيع أن نجزم بأن الإعلام المصري المرئي، الذي لم تعد تحكمه أية سلوك أخلاقية، ولا عراقة في ثقافة الإعلام في مرحلة الأزمات – ولنا أن نحلّل خطب المذيعين المصريين العنصرية جدا جدا، والتي مرُّت مباشرة أمام أعين العالم - أوّلا، والإعلام الجزائري المكتوب، ثانيا، واللّذين لا يخضعان لأية رقابة أخلاقية حين يتعلّق الأمر بالشعوب الجارة، واللذان يستحقان أن نحاسبهما مباشرة على هذه الكارثة. هذا ما يجعلنا نشير إلى ضرورة دفع الإعلام العربي كله إلى فتح الباب أمام تنظيم صفوفه، وتوحيدها ضدّ التهديد الخارجي، بدل تجييشها لأجل قتل الأخ لأخيه. وها نحن ذا ندفع ثمن خسارة الحب بين شعبين عربيين يمثلان وجها جميلا في طابلوه العالم العربي الكبير الذي أثبت أنه حتى الساعة، يحسن جيدا تمثيل أدوار الكره، أكثر من إتقانه لأدوار الحبّ.
                  

العنوان الكاتب Date
الميتاكورة في الإعلام المصري هشام آدم11-19-09, 10:22 AM
  Re: الميتاكورة في الإعلام المصري ياسر يحى عبد الله11-19-09, 11:11 AM
    Re: الميتاكورة في الإعلام المصري هشام آدم11-19-09, 11:41 AM
      Re: الميتاكورة في الإعلام المصري هشام آدم11-19-09, 01:55 PM
        Re: الميتاكورة في الإعلام المصري سارة علي11-19-09, 02:09 PM
          Re: الميتاكورة في الإعلام المصري هشام آدم11-19-09, 06:05 PM
            Re: الميتاكورة في الإعلام المصري هشام آدم11-20-09, 06:08 AM
              Re: الميتاكورة في الإعلام المصري النذير حجازي11-20-09, 07:34 AM
                Re: الميتاكورة في الإعلام المصري النذير حجازي11-20-09, 07:37 AM
                  Re: الميتاكورة في الإعلام المصري هشام آدم11-20-09, 08:49 AM
                    Re: الميتاكورة في الإعلام المصري هشام آدم11-20-09, 09:07 AM
                      Re: الميتاكورة في الإعلام المصري هشام آدم11-20-09, 09:13 AM
                        Re: الميتاكورة في الإعلام المصري هشام آدم11-20-09, 09:28 AM
                          Re: الميتاكورة في الإعلام المصري هشام آدم11-20-09, 09:30 AM
                            Re: الميتاكورة في الإعلام المصري الشامي الحبر عبدالوهاب11-20-09, 09:52 AM
                              Re: الميتاكورة في الإعلام المصري هشام آدم11-20-09, 11:09 AM
                                Re: الميتاكورة في الإعلام المصري الشامي الحبر عبدالوهاب11-20-09, 11:20 AM
                                  Re: الميتاكورة في الإعلام المصري هشام آدم11-20-09, 07:27 PM
                                    Re: الميتاكورة في الإعلام المصري قيقراوي11-21-09, 00:01 AM
                                      Re: الميتاكورة في الإعلام المصري هشام آدم11-21-09, 07:31 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de