|
Re: د . م . ز . و . ق . ا (Re: Alfarwq)
|
في مرحلة متقدمة ، تطورت الأمور لتتكثف جميع هذه الظواهر في شكل نوبات ليلية شبه يومية تأتي في مرحلة ما بين النوم واليقظة ، وأحياناً نادرة في مرحلة النوم والاستغراق في النوم . تبدأ بذلك الصوت المزعج الذي يشبه صوت الطائرة العامودية ، ثم تتطور سريعاً لتصبح ( تنميلة ) كاملة للجسم فيما يشبه مرحلة انسلاخ مؤلمة بين الروح والجسد. حالة غريبة لا أملك أدوات كافية لوصفها . إنها حالة أشبه بانعدام الوزن أو صراع الجسد والروح ، والحركة تصبح على مستوى روحي فقط بينما أشعر بأن الجسد لا يتحرك يداي لا تتحركان رغم أنهما تمسكان جيداً بـ(نيكل) السرير ، وربما أشعر بقدماي تتحركان للأعلى - رغم أنهما ثابتتان - ، وفي حالات نادرة جداً أستطيع أن أغير كامل الوضعية دون أن تتغير وضعيتي الجسدية حتى أنني أستطيع أن أرى ما هو خلفي. وكانت هذه النوبيات تأتيني مكتفية بهذه الأعراض فقط. وفي أوقات كثيرة كنت أتمكن من الهروب من هذه النوبة بمجرد ظهور الأعراض الأولى لها إلا أنني في أحيان كثيرة أخفق. واستمر الوضع على هذا المنال إلى أن حصل التحول الجذري في مسار هذه النوبة . وحدث ذلك في إحدى الليالي الصيفية في منزل صديقي (معاوية محمد الحسن) ذلك المهذب المتصعلك الذي أخبرتكم عنه سابقاً في موضوع (معاوية ... ما زلت لم أفهم قصدك) .
ففي السنة الأخيرة لي في الجامعة اضطررت للترهبن الأكاديمي حيث أنني كنت على شفا هاوية ، كما أن مواعيد امتحاناتي - بناء على الجدول - كانت متقاربة جداً ، فأقمت مع معاوية في منزله طيلة فترة الامتحانات. ومنذ دخول اللص الحريف منزل معاوية ، وجرأته المستفزة في الدخول في ذات الغرفة (الملحق) التي ننام فيها ، وسرقته تلفزيون (بحالو) بكل قوة عين ، أصدرت والدة معاوية فرماناً يقضي بغلق باب الغرفة الحديدي من الداخل طالما لن نستطيع أن نشعر بوجود حركة داخل الغرفة أثناء الليل . وفي تلك الليلة تحديداً كنت أنا ومعاوية قد قررنا عدم النوم نظراً لصعوبة المقرر ، وكثرة صفحاته ، غير أنه انهزم في منتصف الطريق ، وغلبه النعاس ، وفضل على إثر ذلك أن ينام ويستيقظ باكراً لتكملة ما فاته. وحيث أنه لا يستطيع النوم مع الإضاءة فقد أخذ ( عدته ) وغادر الغرفة ، وأوصد الباب بالـ(طبلة) من الخارج. ظللت مدة طويلة وأنا أقرأ وأقرأ حتى غلبني النعاس ، فقررت أن أطبق نصيحة معاوية . فأطفأت الإضاءة وتمددت على سريري استعداداً للنوم . كان الظلام حالكاً داخل الغرفة ، ولكن ربما يستطيع المرء بعد فترة ما من مكوثه في الظلام أن يرى الأشياء بضبابية قليلة . أليس كذلك؟ كنت متمدداً على ظهري ويداي وراء رأسي والباب من خلفي . وبينما أنا (أحنّس) النوم ، إذ سمعت صوت أحدهم يفتح (الطبلة) من الخارج ، ثم صوت الباب وهو يفتح (للمعلومية: باب الغرفة الحديدي يصدر جلبة أثناء فتحه) . لم أكترث بمعرفة الشخص الداخل لأنني خمنت أنه معاوية جاء ليأخذ شيئاً ما ، أو ليستأنف مذاكرته من جديد . ولكن ولما لم أسمع أي صوت حاولت أن التفت برأسي إلى مكان الباب ، غير أني لمحت خيال شخص (لم أكن متأكداً عندها من هيئته) ، ولكنه خيال لشخصٍ لا تظهر فيه أية ملامح بسبب العتمة ، وفوجئت بهذا الشخص يمد يديه ويخنقني . لقد كان الخوف متملكاً مني لدرجة أنني شعرت بأنني فقدت القدرة على الحركة تماماً ، وهذا ما فسر بقاء يدي وراء رأسي. كان رأس ذلك الشخص كبيراً غير أني لم أتمكن من رؤية ملامحه أبداً ... كان كل شيء معتماً تماماً. فشعرت بأنني أحاول الصراخ فلا أستطيع ، وشعرت بتلك النوبة الروحية تأتيني بقوة هذه المرة ، فتحركت يداي الروحيتان وحاولت مقاومة هذا الشخص والحيلولة دون إحكام قبضته على رقبتي ، ولكن دون جدوى . فقد كان يملك قوة هائلة يستحيل معها مجاراته ، كما أذكر ملمس يديه الرخوتين حتى هذه اللحظة. وبدأ رأسه يقترب مني شيئاً فشيئاً حتى أني أحسست بصوت أنفاسه وثم ..... قبلني في فمي بقوة !!!! فوالله لقد شعرت بلعابه البارد يسيل على يدي. وفجأة اختفى هذا الشخص. وربما بقيت على تلك الحال لبضع ثوانٍ ، وعندما استدركت الأمر تماماً وجدتني بنفس وضعيتي التي كنت عليها قبل دخول ذلك المخلوق الغريب ، فوجدت يداي ما تزالان خلف رأسي وأنني لم أتحرك من مكاني. فنهضت وأشعلت الإضاءة. لأجد الباب مغلقاً فحاولت فتحه ولكنه كان مؤصداً من الخارج. فأحسست بالانهيار!!!!
لقد كانت تجربة صعبة جداً علي . بدأت ضربات قلبي في الازدياد وأصوات أنفاسي لا تكاد تتوقف . بدأت أبحث في كل مكان عن شيء يدل على وجود ذلك المخلوق في الغرفة ، فلم أجد. لا أذكر تماماً كم أمضيت من وقت وأنا على تلك الحالة. غير أنني أكيد بأنني لم أنم قبل بزوغ الشمس. وفي الصباح ، استيقظت مذعوراً على صوت جلجلة (طبلة) الباب ، فإذا به معاوية. فتنفست الصعداء. سألني معاوية عن سبب استيقاظي ليلاً واشتعال إضاءة الغرفة ، فأخبرته بأنني لم أستطع النوم قبل إكمال القراءة. غير أني لم أكن أملك الجرأة على مصارحته بما حدث. وكانت تلك الحادثة بمثابة المنعطف الخطير في علاقتي الشخصية بهذا المخلوق الذي قرر – كما يبدو – أن يواجهني بعد مدة طويلة من العبث و (لعب الشفع) الذي كان يمارسه معي (من بعيد لبعيد).
وللقصة بقية ........
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
د . م . ز . و . ق . ا | هشام آدم | 01-25-06, 03:51 AM |
Re: د . م . ز . و . ق . ا | احمد العربي | 01-25-06, 04:00 AM |
Re: د . م . ز . و . ق . ا | هشام آدم | 01-25-06, 11:22 AM |
Re: د . م . ز . و . ق . ا | Ahmed El-Neel | 01-25-06, 04:49 AM |
Re: د . م . ز . و . ق . ا | هشام آدم | 01-25-06, 11:24 AM |
Re: د . م . ز . و . ق . ا | Mohamed Adam | 01-25-06, 06:21 AM |
Re: د . م . ز . و . ق . ا | Alfarwq | 01-25-06, 07:09 AM |
Re: د . م . ز . و . ق . ا | هشام آدم | 01-25-06, 07:39 AM |
Re: د . م . ز . و . ق . ا | هشام آدم | 01-25-06, 11:25 AM |
Re: د . م . ز . و . ق . ا | هشام آدم | 01-26-06, 07:09 AM |
Re: د . م . ز . و . ق . ا | خضر حسين خليل | 01-26-06, 07:33 AM |
Re: د . م . ز . و . ق . ا | هشام آدم | 01-28-06, 03:32 PM |
Re: د . م . ز . و . ق . ا | يوسف السماني يوسف | 01-29-06, 07:49 AM |
Re: د . م . ز . و . ق . ا | هشام آدم | 01-29-06, 10:31 AM |
Re: د . م . ز . و . ق . ا | هشام آدم | 02-14-06, 05:13 PM |
|
|
|