|
Re: يوميات زلابية الحنّانة (Re: القلب النابض)
|
( خبر عاجل )
عادةً لا تضع (زلابية) عدتها مكشوفةً هكذا، ولكنها – ربما لارتباكها – تركت أكياس الحناء، وقناني الحِلبة، والصحون الفارغة فوق طاولة منخفضة وسط برندة المنزل، وخرجت حتى تستطلع سِر الصرخة التي سمعتها من بيت إحدى الجارات. وقبل أن تعود زلابية مُحمّلةً بالأخبار غير السارة، كانت (عديله) قد بدأت تحاول اكتشاف سِر اللون في هذه الحناء. كيف أنّ لونها الأخضر، يتحوّل إلى الأسود الداكن بمجرّد إضافة الماء، وكيف أنه يأخذ اللون الأحمر بجميع درجاته في أكف النساء. وبينما هي منهمكة في تجاربها، دخلت عليها (زلابية) وهي تحوقل وتضرب كفاً بكف. وما أن رأت منظر (عديله) وهي تفترش أرضية البرندة الرملية، ومن حولها كؤوس الماء، وصحون ممتلئة بالحناء، ورائحة الحِلبة المنتشرة. وقفت (زلابية) لبرهة، وكأنها تُريد أن تجعل فاصلاً بين حوقلتها وبين ما يليه من حوقلات جديدة، لموضوعٍ جديد!
* سجم خشم أُمك، ده شنو ده يا عديله؟ حسبُنا الله ونعم الوكيل! يا بت إنتِ غير الخراب ما عندك شغلة في البت ده؟
(بهلع) - خراب شنو يا يُمّه؟ أنا بس كنتَ دايرة....
* يدورك عزرائيل إن شا الله، قولي آمين.
اقتربت (زلابية) من موقع الجريمة، وهي تُمسك (عديله) من وجناتها
* كم مررررة قولتَ ليكِ ما تهبشِ العِدة؟ يا بت ماك عارفة دي عِدّة الشُغل؟
- واااااااي . . . خلاص تاني ما بعمل كده وعد بلفور والله
* يفوّر راسك إن شا الله. حسي ده شنو الخراب ده؟
في هذه الأثناء يدخل (حمد) بعد أن ربط حماره خارج باب المنزل، ليدخل بسرعة:
* هووي، في شنو؟ ده شنو الهرج والمرج ده؟ صوتكم جايب آخر الشارع السوداني. في شنو؟
- يا (حمد) عليك الله زح مني كده، أصلاً إنتَ وبتّك حتكتلوني. أنا عارفة.
* ما لا (عديله) عملت شنو؟
- آآآ راجل ماك شايف قدامك، ا########## دي مجخبطة كيفن؟
* ياخي الموضوع ممكن ينتهي سِلمي يا (زلابية). روقي عليكِ الله
- سِلمي شنو، عليك الله المغصة الفيني ماها شوية. حسي الليلة أحنّن العروس بي سجم خشمي ؟
* سمح الكوراك ده عرفنا دوافعو شنو، لاكين دي حاجة تستاهل البُكا والدموع دي كلها؟
- لا الدموع دي لي (شريفة بت محمد) أبوها قالوا مات الليلة.
* لا حول ولا قوة إلاّ بالله. ده شنو الخبر العاجل ده؟ ياخي كمان تقولي لي حنّة
لقد كان لمنظر (حمد) وهو متأثر بخبر وفاة (محمد الخير) والد (شريفة) جارته، أثره البالغ الذي هزّ (زلابية) وجعلها تُرخي ضفائر (عديله) من يدها، بعد أن كانت ممسكة بها بشدة وهي تهزها. فجلست القرفصاء بجوار ابنتها وكأنها سمعت الخبر للتو، وراحت تبكي بحرقة. أمّا (حمد) فقد دخل غرفته ليُغيّر ثيابه ويخرج للعزاء والواجب. الغريب أن (عديله) نفسها راحت تبكي في حِجر أمها. ولم يُعرف سبب واضحٌ وقاطع لبكائها حتى اللحظة.
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
يوميات زلابية الحنّانة | هشام آدم | 01-21-06, 01:51 PM |
Re: يوميات زلابية الحنّانة | القلب النابض | 01-21-06, 02:35 PM |
Re: يوميات زلابية الحنّانة | هشام آدم | 01-21-06, 02:46 PM |
Re: يوميات زلابية الحنّانة | هشام آدم | 01-21-06, 03:17 PM |
Re: يوميات زلابية الحنّانة | يوسف السماني يوسف | 01-21-06, 03:48 PM |
Re: يوميات زلابية الحنّانة | هشام آدم | 01-22-06, 10:42 AM |
Re: يوميات زلابية الحنّانة | ناصر محمد خليل | 01-22-06, 02:09 PM |
Re: يوميات زلابية الحنّانة | هشام آدم | 01-22-06, 02:25 PM |
Re: يوميات زلابية الحنّانة | ناصر محمد خليل | 01-22-06, 02:58 PM |
Re: يوميات زلابية الحنّانة | هشام آدم | 01-23-06, 08:41 AM |
Re: يوميات زلابية الحنّانة | elham ahmed | 01-23-06, 08:47 AM |
Re: يوميات زلابية الحنّانة | هشام آدم | 01-23-06, 04:53 PM |
Re: يوميات زلابية الحنّانة | هشام آدم | 01-24-06, 12:27 PM |
Re: يوميات زلابية الحنّانة | هشام آدم | 01-29-06, 10:12 AM |
Re: يوميات زلابية الحنّانة | هشام آدم | 01-30-06, 10:05 AM |
Re: يوميات زلابية الحنّانة | هشام آدم | 02-01-06, 04:06 PM |
|
|
|