يوميات زلابية الحنّانة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-05-2024, 11:33 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة هشام ادم(هشام آدم)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-24-2006, 12:27 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يوميات زلابية الحنّانة (Re: هشام آدم)

    ( معقولة بس يا زلابية ؟؟!!!)



    زلابية التي استنفرت شباب الحي ليغرسوا لها في فناء دارها الصغير عامودين من الحديد كتلك التي تستخدم في صيوان العزاءات والأفراح ، جندت عديلة لتزودهم بالماء البارد والشاي وأخرجت ما كانت تدخره للشدائد من بسكويت المناسبات المخزن في كراتين أعلى دولابها العتيق المصنوع من خشب رديء الصنع. وكثيراً ما يتشاجر معها حمد حول وضع هذه الكراتين التي ترهق الدولاب المتهالك أساساً ما يعجل بسقوطه في أي وقت ، ولذا فهو لا ينام في غرفة النوم حتى في الشتاء حيث ينزل ضيفاً على عديلة التي تنزعج كثيراً من شخيره المزعج فتترك له الغرفة لتنام بجوار أمها التي لا تتوقف عن الحركة أثناء النوم ، وقدر أخف من قدر.

    سحبت زلابية بنبرها المشهور ، وجلست تراقب شباب الحي وهم يثبتون تلك العمدان الحديدية ، وتظن زلابية أن جلوسها سوف يساعد كثيراً في التسريع من عملية تثبيت العواميد فبدأت بممارسة هوايتها أو (صنعتها) فراحت تسرد لهم قصة الشيخ ذو السبعين خريفاً الذي تزوج من فتاة هي أصغر من صغريات أحفاده ، وكيف أن تلك الفتاة عاشت معه أجمل لحظات عمرها رغم هذا الفارق العُمري الكبير. وقصة شجرة التبلدي التي كانت رمز أهل قرية صغيرة في مدينة الفاشر عندما كان الصبية والنساء والرجال يجتمعون حولها في مناسباتهم السعيدة وكيف أن تلك الشجرة العملاقة تمثل لكل واحد من هؤلاء الراقدين تحتها تاريخاً إذ يتجاوز عمرها الثمانين عاماً. وكيف أن الحكومة أمرت بخلع الشجرة وأقامت الخطب المأدلجة في ساحة القرية وامتلأت القرية الصغيرة - المليئة بعربات الكارو وعجلات الموظفين وربما بعض لواري الطوب الأحمر – بالسيارات الفارهة والدراجات النارية. وطغت أصوات مكبرات الصوت على أصوات ديوك وكلاب القرية الأكثر إلفة. ولا تزال تذكر أن كل هذه (الهيلمانة) من أجل إقناع سكان القرية بأهمية نزع الشجرة من مكانها حتى تسمح بإنشاء الطريق التي من شأنها أن تخدم المنطقة.

    ورغم أن أهل القرية رفضوا ذلك لأنهم ليسوا بحاجة لهذا الطريق إلا أن الموكب الذي غادر الحي بالهتافات والاحتجاجات لم يعد إلا على ظهور البلدوزرات وشاحنات الرمل. وقلة من الناس فقط في تلك القرية ممن يملكون تلفزيونات هم الذين شاهدوا ما بثه التلفزيون في نشرة أخبار الثامنة لقاء الوالي (أبو سفاري أزرق) وكيف أن التلفزيون فسر ذلك اللقاء على أنه مباركة من أهالي القرية وفرح بهذا الطريق التي تأتيها أخبارها من بعض ذويها القادمين من الفاشر بأنه ما زال منذ ذلك الحين مجرد (طريق ردمية) !!!

    كما راحت زلابية تحكي لهم قصة الشيخ (السيخ الله جابو) وسبب تسميته بهذا الاسم ، حيث تقول الأسطورة أن القرية - التي كان بها هذا الشيخ لم يكن بها غير خمسين منزلاً ، وفي تمام الساعة السابعة تطفأ جميع الفوانيس التي تعمل بالزيت وينام الجميع باكراً ليس لشيء ، ولكن لأن هذه القرية تصبح عمياء بعد غروب الشمس ، فلا كهرباء ولا إنارات شوارع ولا حتى مذياع – استيقظت صباحاً لتجد عدد البيوت ازداد بيتاً على طريق مراعي تلك القرية الصغيرة حيث وجدوا بيتاً متواضعاً في تلك المنطقة ولم يروا أحداً يخرج أو يدخل من المنزل إلا بعد الظهيرة ، عندما خرج عليهم شيخ لا يتكأ على عصا وإنما على سيخ طويل. ولأن أهل القرية البسطاء كانوا بسطاء فقد استطاع هذا الشيخ أن يقنعهم أن الله أرسله وحتى هو لم يكن يعلم بوجوده في هذه القرية حتى تلك اللحظة عندما خرج عليهم. ولأن قسمات الشيخ كانت تدل على هيبة ووقار فقط اقتنع الجميع بتلك الأكذوبة ولم يكتشفوا كذبه إلا عندما استيقظت القرية صباحاً لتجد أن لا وجود لمنزل الشيخ السيخ ، الذي اختفى فجأة كما ظهر فجأة ، وكان قبلها قد جمع بعض المال من أهل القرية بغرض إقامة جامع صغير للصلاة ولتعليم أطفال القرية القرآن. ولما لم يجد بعضهم ما يدفعه من مال قدموا له ذهب زوجاتهم وبعض الأثاث لكي يبيعه ويشتري بماله ما يساعد في بناء الجامع. ومن يومها اشتهر أهل القرية بسب الدين!

    عديلة التي أنهكها السعي بين المطبخ في آخر الممر الضيق وبين الحوش ، فضلت أن تجلس على (مصطبة) داخل الحوش زاهدة في حديث أمها الذي سمعته مئات المرات. بينما راحت زلابية تكرر على مسامع (مجاهد) بأنها تنوي تزويج عديلة له ، لتبتسم عديلة في براءتها وهي ترفض متحججة بـ(جلحاته) العريضة. وفي جو من المرح راح الجميع يحملون العواميد حافرين حفرة بعمق متر تقريباً في الجانب القصي من الحوش حيث حددت زلابية ومن ثم قام البعض بحمل العامود الأول وإنزاله في الحفرة ، بينما راح البعض الآخر في رمي ما توفر لديهم من حجارة و (حصحاص) داخل الحفرة على جنبات العامود ومن ثم ردمه بالتراب ، وكان (مجاهد) الذي راح يضرب - بمدية كان يحملها - الحجارة والحصحاص داخل الحفرة كي تعمل على تثبت العامود داخل الحفرة ، وبنفس الطريقة قاموا بتثبيت العامود الآخر في الجانب الآخر من حوش زلابية.

    وبعد أن انتهوا من عملهم الذي استغرق قرابة الأربع ساعات متواصلة ما بين قصص زلابية التي لا تنتهي ، وتعليقات عديلة الساخرة ، وجدية العمل المجهد ، بدأ الجميع بتجفيف عرقهم ، بينما أحضرت عديلة - التي بلغ منها الإنهاك والجهد حده – (صبّارة) الماء وبدأت تناول كل واحدٍ منهم كأسه في يده. بينما وقف (عثمان) يسأل زلابية:

    * إنت يا خالة زلابية العمدان والهيلمانة دي كلها حتعملوا بيها شنو ؟

    - والله يا ولدي دايرة أعملا حبل غسيل !!!!!!!!!!!!!!!

    (عدل بواسطة هشام آدم on 01-24-2006, 12:30 PM)

                  

العنوان الكاتب Date
يوميات زلابية الحنّانة هشام آدم01-21-06, 01:51 PM
  Re: يوميات زلابية الحنّانة القلب النابض01-21-06, 02:35 PM
    Re: يوميات زلابية الحنّانة هشام آدم01-21-06, 02:46 PM
      Re: يوميات زلابية الحنّانة هشام آدم01-21-06, 03:17 PM
  Re: يوميات زلابية الحنّانة يوسف السماني يوسف01-21-06, 03:48 PM
    Re: يوميات زلابية الحنّانة هشام آدم01-22-06, 10:42 AM
  Re: يوميات زلابية الحنّانة ناصر محمد خليل01-22-06, 02:09 PM
    Re: يوميات زلابية الحنّانة هشام آدم01-22-06, 02:25 PM
  Re: يوميات زلابية الحنّانة ناصر محمد خليل01-22-06, 02:58 PM
    Re: يوميات زلابية الحنّانة هشام آدم01-23-06, 08:41 AM
      Re: يوميات زلابية الحنّانة elham ahmed01-23-06, 08:47 AM
        Re: يوميات زلابية الحنّانة هشام آدم01-23-06, 04:53 PM
          Re: يوميات زلابية الحنّانة هشام آدم01-24-06, 12:27 PM
            Re: يوميات زلابية الحنّانة هشام آدم01-29-06, 10:12 AM
              Re: يوميات زلابية الحنّانة هشام آدم01-30-06, 10:05 AM
                Re: يوميات زلابية الحنّانة هشام آدم02-01-06, 04:06 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de