|
Re: يوم حلو ويوم مر (Re: هشام آدم)
|
يوم حلو
( أخخخ أنا من عدنان )
ربما كان خيطاً من عنصر إلهي لا نعرفه ذلك الشيء الذي يُسحب منا تلقائياً كلما اقتربنا إلى النضج (مقصلة الشفافية). تنسحب البراءة إلى جانب ما خارجنا ، أو ربما داخلنا فيقبع في سكون تماماً مثلما مارد عملاق نام بعد جرعة كبيرة من النبيذ الأحمر المعتق. ذلك سر (الأطفال أحباب الله) لأنهم يكونون قريباً منه بقياس ذلك الخيط ! وكلما كبرنا كلما امتد هذا الخيط ليبعدنا عن المركز مرتبطين به اعتباطاً ذات يوم ليعود ويلفنا إليه مرة أخرى بطريقة ميكانيكية عندما نبلغ الكهولة. ذلك سر تقوى كبار السن!
ولما كان الأطفال مربوطين بذلك الخيط ، كانوا أقرب إلى الله ، أقرب إلى الصدق، أقرب إلى النقاء ، إلى البراءة. فعندما يبتسم لك الطفل في وجهك، فاعلم أنه لا يجاملك ، ولا ينافقك مثلما سوف يفعل بعد احتلامه!! فمتطلبات الحب لدى الأطفال بسيطة وبدائية جداً ، فتكفيهم نظرة حب صادقة لكي يهبوك أجمل ما يملكون (الابتسامة) البريئة. ولكن احذر! فهم شفيفون لدرجة أنهم قد يفهمون سر ابتساماتك الزائفة ، فإياك أن تنافق طفل. كن شفيفاً كي تصل إلى قلوبهم بسرعة وبسهولة.
وعندما كنا شفيفين ، كانت علاقتنا أجمل وأقوى، فلم يكن يمر يوم إلا ويرفع أحدنا هاتفه ليطمئن على الآخر. نعم ، كانت اهتماماتنا ساذجة وبسيطة، ولكنها كانت صادقة بما يكفي لتجعلها بتلك الأهمية. لم نكن نفهم معنى أن نكون مختلفين ، فنلعب ذكراناً وإناثاً وكأننا من فصيلة واحدة ، لا يفرقنا إلا صراخ أمهاتنا : "يا بت هوووي تعالي هنا". أو عندما يتجهم آباؤنا : "يا أولاد ما تعملوا دوشة".
الأطفال لا يعرفون المستحيل ، ليس لأنهم أقوياء أو أشداء ، بل ببساطة لأنهم يبحثون عن المعرفة وعن المتعة في كل ما يفعلونه ويقومون به. لذا عندما تقول لهم: "لا" فإنك بذلك تثير شهوتهم للفعل ، وتحفزهم أكثر لمعرفة لماذا "لا" ؟ ربما كانوا يحتقرون الكبار ، ويحتقرون تعاليهم وعجرفتهم الفارغة. وهذا دافع آخر يجعلهم يصرون على فعل (المحرمات) لأن قاموسهم لا يحتوي على (حرام) (حلال) (عيب) (لا) (نعم) (صح) (خطأ) (كخ) إنهم يملكون أدواتهم البسيطة لصنع قاموسهم الخاص.
أذكر أنه ذات يوم استهوتنا بركة مغلقة للسباحة في قصر الملك فيصل (يرحمه الله) وما استهوانا في هذه البركة أنها كانت مغلقة. فحاولنا المستحيل لندخل تلك البركة، وفي كل مرة كانت محاولاتنا تبوء بالفشل الذريع. فنترك المحاولة ونأتي اليوم التالي لنكرر المحاولة (اليأجومجوجية) حتى نجحنا أخيراً بالدخول. لا تعرف مدى فرحة الأطفال عندما ينجزون! أخذنا ننظر إلى بعضنا البعض بنظرات شكر ، أو انتصار ، أو ماذا تحديداً لا أعرف ولكن كل واحد منا شكر الآخر بنظرة مبتسمة على جهوده التي بذلها في (فتح) البركة.
كان (ج) أكبرنا سناً ، لذا كان قائد القطيع الذي بيده العصمة فيوجه الدفة كيفما يشاء. فطلب من الجميع الالتزام بالهدوء وعدم إصدار الضجيج حتى لا يأتي أحد الأعداء (الكبار) فيخرب علينا فرحتنا بهذا النصر ، فامتثلنا. بدأ (ج) باستكشاف البركة عن قرب ليتأكد من مناسبة البركة لسباحة (أطفال) بسننا ، وعندما أعطى الإشارة بالـ(هجوم) نزل البركة جميعنا بملابسه!! الأطفال لا يعرفون فن (التجريد) !!! و(جلبطنا) في الماء وأرهقنا الكلور تماماً .. كنا نعوم في المنطقة التي يسمح فيها العوم للأطفال وهي منطقة ليست عميقة بحيث يمكننا أن نتوقف عن العوم وقتما نشاء لنستمتع بالمشي (الكرتوني) داخل البركة مستفيدين من تكتيكات (غريندايزر) و (عدنان) الذي لم تر (لينا) خيراً منذ أول يوم عرفته فيه، و(سانشيرو) و (الرجل الحديدي) و(جونقر)....... (آآه زمن غابر)!!!
وبينما نحن في تلك (التطبيقات) ، إذ بنا نسمع صرخة مستغيث غير بعيدة، تسمّر جميعنا في الماء ، والتفتنا لنجد ( خ ) في وسط المنطقة المحظورة على الأطفال (للبالغين فقط). لم يكن أي منا يجيد السباحة ، ولكنني انطلقت إليه يدفعني شيء ما لا أعرفه (يبدو أن روح غرايندازر كانت ما تزال تتأجج داخلي وقتها) ، وربما كان هنالك سبب آخر لا أعرفه ، ولكنني – أسوئهم معرفة بالسباحة ، تقدمت إليه لكي انتشلته من الغرق. كانت صرخاته المبلولة تحفزني كلما تعالت فقاعات على سطح البركة الكلورية. والآخرون لا أعلم عنهم شيئاً ، لقد تركتهم خلفي . تباً لهم ألم يعلموا أنني لا أجيد السباحة؟ لماذا لم يمنعوني؟ أتراهم صدقوا أنني قد أنقذه فعلاً بمعجزة ما؟ كم كرهتهم ، ولا أزال (يد الله فوق أيديهم التي لم تتحرك قطرة!!!!)
ما أن لم تجد قدماي أرضاً تحتها حتى بدأت (أبغبغ) طالباً النجدة على بعد فراسخ من (خ) الذي كان ما يزال في انتظار قدومي على حصان بحري أبيض!! وصدقوني لا أعرف كيف وصلت إليه حتى!! ولا تسألوني كيف استطعت أن أرفع ( خ ) حتى تمكن الآخر من الإمساك بقضيب نيكلي قبض عليه وارتقى خارج البركة وتكالب عليه الجميع وتركوني (أبغبغ) حتى لا أذكر كيف خرجت. ولكنني وجدت نفسي بطلاً منقذاً في أعين (الجبناء) ولم أصدق ما حدث. بعد لحظة واحدة فقط ، خيّل إلي أن ما جرى كان في عهد سحيق ، وأن ذلك الطفل الأسمر شخص آخر غيري . وما ساءني فعلاً أن ( خ ) بدأ يتودد إلي بعد تلك الحادثة بدافع الامتنان لا أكثر ، فغضبت جداً من ذلك الشعور الذي جعلني شخصاً لا يستحق التودد إليه إلا بدافع!!! فتمنيت أن لو أغرقه ذات يوم!
واليوم ونحن على أعتاب الربع قرن من هذا الحادث ، أجدني لا أزال أكره الماء بل وأخافه ، وأكره ( خ ) الذي كان سبباً في نفوري من تعلم السباحة ، وأكره الأطفال الذين تركوني أتهور في (تطبيق) لا أعرف مهاراته وكرهت (غريندايزر) و(جونكر) و(عدنان) وبالذات (عدنان) هذا .... أخخخخخخخخخخخخ أنا منو...
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
يوم حلو ويوم مر | هشام آدم | 12-24-05, 12:44 PM |
يوم مر | lana mahdi | 12-24-05, 01:25 PM |
Re: يوم مر | هشام آدم | 12-24-05, 01:38 PM |
Re: يوم حلو ويوم مر | هشام آدم | 12-24-05, 01:26 PM |
Re: يوم حلو ويوم مر | هشام آدم | 12-24-05, 02:21 PM |
Re: يوم حلو ويوم مر | هشام آدم | 12-25-05, 11:20 AM |
Re: يوم حلو ويوم مر | هشام آدم | 12-25-05, 11:29 AM |
Re: يوم حلو ويوم مر | هشام آدم | 12-25-05, 01:30 PM |
Re: يوم حلو ويوم مر | يوسف السماني يوسف | 12-26-05, 07:34 AM |
Re: يوم حلو ويوم مر | هشام آدم | 12-26-05, 10:59 AM |
Re: يوم حلو ويوم مر | هشام آدم | 12-26-05, 11:03 AM |
Re: يوم حلو ويوم مر | نهال كرار | 12-26-05, 01:04 PM |
Re: يوم حلو ويوم مر | هشام آدم | 12-31-05, 09:17 AM |
Re: يوم حلو ويوم مر | هشام آدم | 01-01-06, 09:56 AM |
Re: يوم حلو ويوم مر | هشام آدم | 01-01-06, 10:04 AM |
Re: يوم حلو ويوم مر | هشام آدم | 01-01-06, 01:51 PM |
Re: يوم حلو ويوم مر | هشام آدم | 01-01-06, 02:06 PM |
Re: يوم حلو ويوم مر | هشام آدم | 01-03-06, 02:30 PM |
Re: يوم حلو ويوم مر | هشام آدم | 01-04-06, 12:19 PM |
Re: يوم حلو ويوم مر | هشام آدم | 01-04-06, 12:31 PM |
Re: يوم حلو ويوم مر | هشام آدم | 01-09-06, 03:45 PM |
Re: يوم حلو ويوم مر | هشام آدم | 01-12-06, 04:27 AM |
Re: يوم حلو ويوم مر | هشام آدم | 01-13-06, 10:58 AM |
Re: يوم حلو ويوم مر | هشام آدم | 01-20-06, 11:10 AM |
Re: يوم حلو ويوم مر | هشام آدم | 01-21-06, 09:16 AM |
Re: يوم حلو ويوم مر | هشام آدم | 01-22-06, 10:58 AM |
Re: يوم حلو ويوم مر | هشام آدم | 01-29-06, 10:37 AM |
Re: يوم حلو ويوم مر | هشام آدم | 01-31-06, 03:50 PM |
Re: يوم حلو ويوم مر | هشام آدم | 02-02-06, 06:48 PM |
|
|
|