|
شيل كراعك من رجلى !
|
عبد الله الشيخ خط الاستواء حكماء اليونان غاضبون على البوليس.. لأن البوليس قتل صبياً..
وهكذا تجد حكماء أثينا يغضبون (بسيط جداً).. وقد قام هؤلاء الحكماء بالاعتداء على تسعة بنوك انتقاماً لمقتل هذا (الشافع)..
ونحن الذين قرأنا في كتب الحكمة اليونانية أن الحكماء يتصفون بالوقار، وبالهدوء وبالوداعة..
قد لا نفهم تصرفات الحكماء اليونانيين بحكم التنشئة الاجتماعية في بلادكم السنية، ومشيب رؤوسنا في دولة المشروع، لن نفهم لماذا أشعل الحكماء مدينتهم الفاضلة من أجل (شافع) قضى نحبه في تظاهرة (شغب) ولم ينته عزاؤه بانتهاء مراسم الدفن!..
أمن أجل هذا (الشافع) يطيحون بالحكومة؟.. أمن أجل هذا (الشافع) يطالبون بحل البرلمان وإجراء انتخابات جديدة؟ أمن أجله تتغير الخريطة السياسية، وتعاد صياغة جهاز الشرطة والمخابرات؟..
دا (شافع) شنو دا؟.. شافع (الجن).. عمره لم يتجاوز الـ 16 سنة.. هاجت من أجله الدنيا، وانتقلت عدوى التظاهرات الى أوروبا، مع أن الأمر بسيط (وفق النظرية) المعمول بها حالياً في أماكن كثيرة من الشرق الأوسط (الكبير)!. للعلم والإحاطة فإن السودان ليس جزءاً من الشرق الأوسط (الكبير)، هو فقط جسر تواصل بين العالمين العربي والإسلامي، ويرجح بعض خبراء المشروع أن السودان ملتقى للثقافتين العربية والأفريقية!
هذه الحقائق التي تفرضها علينا الجغرافيا السياسية (الخاصة بنا)، هذه الحقائق تدفعنا الى ان نستعيد ذكرياتنا مع الكحلاوي- رحمة الله عليه- فقد كان يقول إن الناس قالوا إنه شقي ومجنون!.. وصحيح مجنون!..
هذا الدلع الجماهيري في أثينا من أجل (شافع) جعلني أتلفت ذات اليمين وذات الشمال، وأرى من خلف نظارتنا السودانية أهل أثينا خارج التاريخ.. يفعلون فعل الفايق!.. بدلاً من متابعة الضبايح ومحلات الشية شغلنا أهل أثينا بالمتابعة (لأعمال شغب)، وهم أهل الحكمة والعقلانية!..
ببراهيننا ودلائلنا، نرى أن هذه الجماهير اليونانية تنام على العسل وأنها ما سمعت، لا بالإبادة الجماعية ولا بالجزئية وما عرفت من قبل أعمال التمشيط الواسعة التي تجريها السلطات الرسمية في البلدان الشقيقة والصديقة.. والسودان (طبعاً) ليس جزءاً من هذا المحيط، لأن أهله مشهورون بالكرم، ويعيشون منذ فترة ليست بالقصيرة تحت ظلال دولة المحجة البيضاء التي امتدح سيرتها ابن خلدون!..
هذا (الشافع) الذي مات في اليونان قبل عشرة أيام أصبح قضية، ولا كل القضايا، المتظاهرون يضاربون البوليس في شوارع المدينة الفاضلة رغم إعلان السلطات عن تحقيق رسمي في حادثة قتله! مع العلم أن هذا (الشافع)- المرحوم- كان جزءاً من أعمال (شغب)!. وبعض أحاديث السياسة تجتاز الثريا.. لنترك اليونان وحكماءها ونعود الى استوديوهاتنا الرئيسية.. فقد تحرك القطار الحكومي نحو الدوحة، وفي الدوحة حركة العدل والمساواة، وقد قيل سابقاً إن هذه الحركة بالذات قامت بتجنيد أطفال في غزوة أبي خليل لأم درمان، وأثبتت الحكومة من خلال التحقيقات أن بعض الأطفال الذين شاركوا في الغزوة لم تصل أعمارهم الى سن التكليف!.. فقارنوا بين هؤلاء الأطفال وبين طفل الجن اليوناني، على خلفية أن الحكومة أطلقت سراح الأطفال، ولم تصدر قائمة رسمية من الطرفين بعدد الأطفال المراحيم في الغزوة!..
ما الذي يجعل الطفل في أثينا (كراع)، ويجعل أطفالنا تروح (تحت الكرعين)؟..
حوادث (الأطفال) تذكرنا بأحد المناصير، اعتقد أن ذلك المنصوري يحمل اسم نصر الدين، ويكنى بـ(عطية) ركب عطية في قطار كريمة.. ترك عطية عربات قطار كريمة كلها هارباً لأن واحدة من بنات البندر قالت له: (شيل كراعك من رجلى)!. وقام بالتسطيح وأشعل سيجارة بعد أن حشر في فمه بعض (التمباك) وبدأ (يجر النم) في نجوم السماء.. استرخى عطية مع النسايم، لكنه لمح من بعيد بطارية الكمساري.. استعاذ بالله من الشيطان وقال: (الله يدينا خيرك، ويكافينا شرك)، ثم استدرك قائلاً : والله ما أظن فيك خير.. ثم تمدد عرضياً على السطح الخشن، وعمل فيها نايم..
وصل الكمساري، والبطارية بحجارتها الجديدة ماركة أبو كديس في عيون عطية.. ورغم أن القانون لا يعطيه أبداً فرصة المبادرة أو المناورة قال عطية للكمساري: يا زول.. شن داير؟ أديتني كرسي اقعد فيهو، وأنا أبيت؟..
أخرج الكمساري دفتر الغرامات وهو يقول: إنت قالوا لك البلد ما فيها حكومة، ماك عارف التسطيح ممنوع؟ راجل بي شنبك وتسطح فوق القطر؟.. خلاصة الكلام أن عطية دفع الغرامة للحكومة، لكنه كان حريصاً على الدفاع عن شاربه.. قال للكمساري: شيل غرامتك ، لكن أختا شنبي دا، إنت شنبي دا دايرني أشحنو؟..
وهكذا.. في استوديوهاتنا الرئيسية يدافع عطية عن شاربه، لكنه لا يمانع في دفع الغرامة!..
وفي أثينا يحرق الحكماء المدينة الفاضلة من أجل (شافع) ميت!.. هل الحكيم هو المنصوري الذي يقول (الله يدينا خيركم)!.. أم الحكمة في أثينا التي تشهد تهديداً لممتلكات البلاد والعباد من أجل شافع الجن دا؟..
من يرغب في الإجابة عن هذا السؤال، يمكنه (الاستعانة بصديق)!.
|
|
|
|
|
|
|
|
|