|
قصاصات قبل المؤتمر
|
كل عام والشعب السودانى بخير ومعافى..
المعرفة,الحرية والمساءلة:
على الهيمنة أن تترافع عن نفسها بأنها إحدى عناصر الوجود الأصيلة ولا نعنى الوجود الإنسانى فقط ,وانما الوجود البيولوجى والفيزيائى,وبنظرة ثاقبة وفاحصة نجد أن الكائنات الحية لا تبقى حية وليس لها سبيل إلى ذلك الا بالتهام كائنات حية أخرى,والمادة فى جميع أشكالها من ذرة ونواة لا تضمن البقاء الا من خلال خضوعها الى قوانين الجازبية والضغط والديناميكية الحرارية بتناقضها المذهل ما بين ثبات كمية الطاقة وبين تشتتها الأنتروبى, وبذلك نصل الى نتيجة بديهية وهى ان كل ما فى الكون خاضع لغيره ومسيطر على غيره. ولكن كان من شأن الجبرية المطلقة, التى تبدو ظاهرة فى الحياة والكون, أن تشكل وتخلق نقيضها وفقا لقانون التعدد والذى لا يخفى أنه بدوره أيضا عنصر اصيل من عناصر الوجود, ومن هنا يا سادتى جاءت فكرة الحرية,نعم نقل ليس فى البداية, وانما بعد أن حظى الكون بدرجة رفيعة من تطوره,الذى بدأ من المادة غير العضوية الى المادة العضوية,ثم الى الحياة ومن ثم الى الحياة التى انجبت الفن ,السياسة,الفكر والفلسفة. ولعل تاريخ الفلسفة منذ العصر قبل الحجرى يقص لنا كيف حاولت المجتمعات الانسانية بدأب التخلص من سيطرة الطبيعة عليهم مستعينين فى ذلك على وسيلة المعرفة.ولا شك اننا نستطيع أن ندرك ذلك الآن فى عصرنا هذا فى أن المعرفة تمنح مستخدمها القدرة على التحرر من قيود المكان والزمان ومن خلال المعرفة أنجز الانسان إختراع العجلة,السيارة, الطائرة والصواريخ التى عبر بها الكرة الأرضية الى الفضاء الخارجى. ولكن المعرفة التى سنكرث عليها ونشدد عليها خلال مؤتمر الحزب هى معرفة الانسان لمجتمعه التى يجب أن تتنامى حتى تصل الى مرحلة تحرره من تعسف الانسان على مجتمعه ومن إستغلال أغنياء مجتمعه لفقراءه ,وأقوياء البشر المجتمعى على الضعفاء منهم,وذكور الإناث اللائى يخلدون اليهن طالبين المتعة والنسل. وبذلك يجب أن نعى أن الهيمنة والسعى الدئوب للتحرر منها صفتان متلازمتان من صفات الوجود الانسانى على وجه التحديد, وبشكل أكثر دقة ما الحزب فى أرقى صوره الا بشرا اقواما يستطيعون مساءلته,عاملين على تصحيح رؤيته لنفسه, حتى لا يظل على توهمه أنه حزب واحد وحيد,ومن ثم يعترف بأنه أحد الأحزاب التى تتصادم او تتلاقى فى ملحمة لا يمثل تاريخ البشر ومستقبلهم الا صفحة من فصل صغير فيها. هل ترى قد دار شئ من هذه التأملات بخلد اللجنة المركزية وهى تعد العدة للمؤتمر؟ ولثقتنا نقل أن اغلب الظن انها تفكر على الاقل فى مبدأ الحرية والذى لا يكون المرء إنسانا الا به.وهو ما يدعونا ان نذكر ما قلناه عاليه حتى لا ينصب جوهر المؤتمر فى دعوة, دون أن يعى, جماهيره الى الانفصال عن الغير لكى يتوصل الفرد بتجربته الحرة الى الاتصال هذا اذا اردنا للحزب ان يكون حزبا خلاق فى ذاته وليس حزبا خلاق لذاته. إذن نكرر المساءلة الجماهرية التصحيحية يجب ان تتصدر أجندة المؤتمر مستندة ومبنية على آليات معرفية.
ولى عودة
|
|
|
|
|
|