|
الحاصل شنو فى البلد دى؟..
|
عبد الله الشيخ خط الاستواء بعد عشرين عاماً من الغياب التقيت بإبراهيم إمام القسم.. وجدته ساخطاً كحاله قبل وبعد تغيير النظام.. وعلى لسانه ذات السؤال التقليدي الذي كان يطرحه على الصحفيين الذين تحت لوائه ظهيرة كل يوم بعد عودتهم من التجوال على مصادر الأخبار..
وجدت إبراهيم بعد عشرين عاماً يطرح نفس السؤال: الحاصل شنو في البلد دي؟.. قبل ان يسلم عليّ بالأحضان كما كنت أتوقع.. وقبل ان اعرف متى جاء!.. قدرت انه جاء الى (وطنه) في زيارة.. لا أدري.. هل ستكون زيارة قصيرة أم طويلة بعد إعلان إفلاس (الطاغية الأمريكان)!..
أجبت عن سؤاله بذات الطريقة الساخطة التي ابتدر بها الحديث: مافي جديد في البلد دي غير إننا على وشك تسجيل لاعب جديد في الساحة السودانية اسمه لويس موريس أوكامبو..
فقال إبراهيم: يا أخي أنا عاوز الجديد.. داير اعرف الحاصل شنو في البلد دي؟.. قلت له بشيء من المساخة: داير الجديد؟ إنت قايل الدنيا عيد؟..
ونحن نمارس الصفاقة كلها على بعضنا بعد غيبة عشرين عاماً سألت إبراهيم: جيت متين؟
رد على بسرعة: مفروض تسألني راجع متين؟!..
قلت له: ترجع كيف؟ (الطاغية الأمريكان) أعلنوا إفلاسهم!..
قال: صحيح الأمريكان عندهم أزمة مالية.. لكن نحن عندنا أزمة إنسانية!..
ثم فاجأني بالسؤال: الصلعة دي عملتها كيف؟.. قلت له بكل برود: أنا ما عملتها.. هم عملوها!.. همهم إبراهيم متهكماً وقال: خلاص داير تعمل فيها مناضل وداير تتكلم عن النضال؟!..
كان إبراهيم صحفياً حصيفاً، يشتم رائحة الخبر قبل ان يتفوه به المصدر، وبعد الذي حدث خرج من السودان.. لا أدري كيف خرج ولكني سمعت خبره في المعارضة ضمن أحد الألوية التابعة للتجمع الوطني الديمقراطي، مرة في القاهرة، ومرة في إريتريا، وأخيراً هاجر الى أمريكا في برنامج (إعادة التوطين)!..
ونحن هكذا نمارس الصفاقة كلها على بعضنا.. لأنها الطريقة المثلى للتعبير عن المزاج الوطني العام في هذه الأيام.. ونحن على هذا الحال (من حفاوة الاستقبال) في المكان المشار إليه أعلاه.. انطلقت زغرودة من أمل لشوقي الذي خرج مع الرفاق من الحبس.. كان شوقي قد دخل الى هناك مع الرفاق باحثاً عن الحرية وخرج أيضاً باحثاً عنها.. حين زغردت أمل.. قال إبراهيم: الحاصل شنو في البلد دي؟
... قلت له: دي صحفية تزغرد لخروج زوجها الصحفي من السجن!..
همهم إبراهيم مرة أخرى، بنية ان يسمعه (رجال الجيش يا سعاد) وقال: زغاريد لي شنو؟ ده زول قعد في الحراسة ثلاث ساعات.. أنا قعدت في السجن سنين، وهاجرت سنين، وحملت السلاح سنين وما سمعت زول زغرد لي!..
ثم ان إبراهيم ذهب يصافح معارفه الأقدمين بذات الطريقة، وعلى لسانه ذات السؤال: الحاصل شنو في البلد دي؟.. لم يجد إبراهيم إجابة، رغم ان كل الحضور من الصحفيين الديمقراطيين الذين يفترض فيهم ان يكونوا على معرفة بالحاصل (لا على صلة بالحاصل)!..
ثم ضاع إبراهيم في الزحام..
... اختفى..
لا شك عندي انه سيعود بعد عشرين عاماً أخرى ليسأل ذات السؤال.. أما زغرودة أمل فقد تبددت في الأجواء العاصفة، وتفرق الجمع باحثاً عن حرية.. (لنا ولسوانا)!.
|
|

|
|
|
|
|
|
Re: الحاصل شنو فى البلد دى؟.. (Re: عبد الله الشيخ)
|
أستاذي الجليل ( ملح الأرض )
خالص التحايا والأشواق
بالله بالجد البلد الحاصل فيها شنو والله الواحد حاسي إنو متفرج غلط.
إلتماسات وحاجات من النوع ده من أجل الحريات ، لكن الخوف من الحريق.
ماتستغرب ترعة أمدرمان وبكرة بحر المحلية وبعده نهر الولاية وبعده محيط القصر الجمهوري.
ويجعلوا عامر
ملكال
| |

|
|
|
|
|
|
Re: الحاصل شنو فى البلد دى؟.. (Re: عبد الله الشيخ)
|
يا سلالالالالالالام يا صاحبي....
لم أقرأ منذ زمان غابر كلاما كهذا. متعك الله بوطن نتقاسم خبزه سويا ولو بموية فول (بوش)...
كثيرون يا صاحبي مثل صاحبك العائد يهيمون في صحاري التيه... والذي لم اعرفه حتى الآن: من هم المحظوظون (قليلا): أولئك الهائمون كيهود التاريخ أم القابعون في سجون الوطن؟
لله درك وتحياتي لكل الأجراس بقيادة شيخي الحاج وراق وعووضة ومرتضى وامل ...
| |

|
|
|
|
|
|
|