|
ياسر صلاح...يكتب:ابوهاشم مابين صقيع المنافي و دفئ احضان الشعب (امل الامة ياعثمان)
|
المتابع للواقع السوداني وتقلباته السياسيه والاقتصاديه منذ 30 يونيو 1989 وبتحكيم منطق العقل يصل الي نتيجه مفادها أن من الصعب بل و المستحيل ان يحتشد الشعب السوداني أو يلتف مجددا حول اي قياده سياسيه كانت ,فما أصاب الوطن من تصدع وشرخ غائر في نسيجه الاجتماعي بفعل السياسات التي أديرت بها السلطه من قبل سماسرة الحركه الاسلاميه بمسمياتها المختلفه وحفنة منسوبيها داخل المؤسسه العسكريه التي كان يفترض فيها الاستقلاليه و حماية الدستور و ارادة الشعب,ولكن الحدث كان مغايرا لما هو مفترض فكان انقلاب 30 يونيو الذي معه بدأت حلقات اسوأ مسلسل يجسد ظلم الانسان لأخيه الانسان في تاريخ الشعب السوداني مسلسل ابتدأته الجبهة الاسلاميه او ما سمي لاحقا بالمؤتمر الوطني بمصادرت كل الحريات وحل كل الاجسام الديمقراطيه التي تعبر عن الشعب من نقابات و نحوها و تضيق الخناق علي القوي الوطنيه المعارضه و الزج بكل القيادات و الرموز الوطنيه داخل السجون و المعتقلات لتبدأ مسيرة نضال طويل من اجل استرداد الحق المغتصب قيدت هذه المسيره من الداخل و الخارج وكان بطبيعة الحال أول المتقدمين لقيادة هذه المسيره هم الاتحاديين بقيادة رئيس الحزب رئيس اكبر كيان معارض قام لمجابهة سلطة القهر و التعذيب التجمع الوطني الديمقراطي,قائد نضال جموع اهل السودان وهذه الحقيقه لم اثبتها أنا بل اثبتتها الجماهير لاحقا السيد/محمد عثمان الميرغني الذي اختار مكرها صقيع المنفي علي دفئ الوطن الذي سممته الجبهة الاسلاميه بظلمها و فسادها ليلحق به بعد ذلك مجموعة من القيادات الوطنيه كان من بينهم قائد حزب الامة وامام الانصار السيد/الصادق المهدي الا أن الرجل كان كعادته مترددا و مضطربا في مواقفه مع انه وحزبه كانا احدي الركائز الاساسيه التي يستند عليها التجمع الوطني الشئ الذي اضر كثيرا بكيان المعارضه في مقبل الايام ,ليكن عبء و نصيب الحزب الاتحادي الذي كانت مواقفه ثابت منذ الوهلة الاولي لانطلاقت شرارة العمل المعارض هو الاكبر من بين القوي الوطنيه في مسيره النضال كيف لا و قد دفع برئيسه السيد/محمد عثمان الميرغني ليكن زعيما و قائدا للمعارضه من الخارج لا يذهب مكان الا وحمل معه هم الوطن مؤكدا عدالة مطالبهم كمعارضه لنظام الجوع و التخويف تاركا في داخل الوطن رجلين لم يذيدهم تقدم العمر الا صلابة وبطوله كيف لا وهما رجلين بقامة الاستاذين/علي محمود حسنين و سيداحمد الحسين اللذين نالا القدر الاكبر من السجن و التعذيب.................................................. بواقع كهذا نجحت الجبهة الاسلاميه او ما سمي لاحقا بالمؤتمر الوطني في فرض كامل السيطره علي هذه الارض متعامل بمبدأ الترهيب بالسجن و التعذيب و الفصل من العمل لمن قال لا, والاغراء بالمال و بريق السلطله استقطابا لضعاف النفوس في داخل القوي الوطنيه المعارضه الذين شقت عليهم رحلت النضال فمنهم من خرج وكون حزب يفقتقر للتاريخ و سند الجماهير مطلقا عليه اسم حزب عرف بتاريخ ناصع و مواقف لاينكرها الا مكابر و ما الهندي ومجموعته الا مثالا علي ذلك, ومن هؤلاء من ذهب الي المؤتمر الوطني مبررا خروجه بغياب المؤسسه و التنظيم مع أن منهم من كان في مواقع تنظيميه تمكنه من الاصلاح و اعادة روح المؤسسه التي ذهبت بها متطلبات النضال ونموذجي من هذه الفئه فتحي شيلا الرجل الذي اظنه لم يستوعب الدرس الاول في حزب الحركه الوطنيه الدرس الذي تلخصه عبارة نصها(افراغ الذات من اجل المنظومه و افراغ المنظومه من اجل الوطن) ليكون بذهابه قد اراح وارتاح.وفي نفس الوقت الذي كانت تعمل فيه الجبهة الاسلاميه معاول هدمها في القوي الوطنيه المعارضه كانت تتعامل مع الب السوداني بمبدأ اكثر سوءا مبدأ (جوع كلبك يتبعك),لينصرف الشعب السوداني من قضايا الحياه الكريمه و انتزاع قيمها من عدل و حريه و ديمقراطيه ممن اغتصبها ويتجه نحو البحث عن لقمة العيش التي يسد بها رمغ الجوع .لتكن النتيجه في نهاية المطاف شتات و تشرزم و حروب طاحنه في كل الاطراف لم تسلم منها حتي الخرطوم . هذه الأحداث جعلتني اميل الي التشاؤم في اغلب الاحيان مرددا في غرارت نفسي سؤلا متي سيأتي ذلك الصبح الذي سينجلي فيه السجن والسجان لنستنشق عبير الحريه و الديمقراطيه. لكن ما حدث منذ اعلان تحديد مواعيد عودة السيد/محمد عثمان الميرغني مع جثمان شقيقه الراحل السيد/أحمد الميرغني تغمده الله بواسع رحمته من تدافع يومي للجماهير نحو مسجد السيد/علي الميرغني تدافع بلغ ذروته مقدرا بالملايين يوم حضور السيد/محمد عثمان الميرغني.أكد أن الشعب السوداني لم يخنع و لم يستكين لظلم وانما كان في انتظار مخلصه و رمز نضاله الذي حدده مسبقا,وما كان تدافع الجماهير الا رساله التزام بقيادة الميرغني ليكون محررا لهذا الشعب من مستعمر جديد و لكنه هذه المره اشد سوء من الانجليز كيف لا وهو من ابناء جلدتنا وظلم الاقربين اشد و انكأ,كما كان هذا التدافع الجماهيري رد من صبرعلي من تخصص في شراء الذمم و من يتعامل مع الشعب السوداني كقطيع الحيوانات الذي يمكن شرائه بسهولة و يسر من يدعونه (نافع علي نافع) الرجل الذي لم يأخذ من اسمه شئ مؤكدة له أن من يعاني من احلام اليغظه هو و حزبه لا القوي الوطنيه و قياداتها وما كان هتاف الجماهير بحياة الميرغني و فدائها له ليلة التأبين الا رسالة تأكيد أخري تسير في نفس الصياغ............................. ليكن تحرر الشعب السوداني معقود بلواء رجال كالميرغني و اشقائه في حزب الحركه الوطنيه.. بقلم:ياسر صلاح معروف
|
|
|
|
|
|