أرسل لي صديق ايميلا يحتوي علي مقال للدكتور معتز بلال بسودانيز اونلاين ينتقد فيه القيادات الاسلامية في مقال يشبه الاعتذار او الاعتراف بعلمهم بعمليات التعذيب التي كانت تتم ....
صارت تصدمني في الفترة الاخيرة البساطة التي يقدم بها البعض اعتذارهم عن الجرائم التي اقترفوها بحق غيرهم حيث أن لي تجربة خاصة وان لم تكن شخصية مع الاعتقال إذ انني اعتقد ان أعتقال الوالد عدد كبير من المرات ابان حكم النميري كان له اثر بليغ في نفسي ,
هذا ان تجاوزنا طبعا الطريقة المهينة التي يتعامل بها رجل الامن السوداني مع المعتقل السياسي والتفتيش أيضا في متعلقاته الشخصية ومتعلقات اسرته بطريقة تبتذل كل ما يملكه إذ انني أذكر اطلاعهم علي الصور الشخصية للاسرة او غيرها والسؤال علي كل من وجد في صورة ما مع احدهم وما زلت لا اجد مبررا امنيا لذلك وفي النهاية يترك رجال الامن البيت يبدو وكانما قد اصابته قنبله هذا بالطبع بعد ان يصطحبوا ابي معهم ...
منعطف نفسي كبير في حياتي كان ان اسمع عدد من المرات الناس يتهامسون انهم وجدوا ميتا بالقرب من الحزام الاخضر وعليه اثار تعذيب ولم يتعرفوا عليه في وقت يكون فيه والدي معتقلا ... كان كل ذلك وعمري لم يتعدي السابعة إذ انني من مواليد 1977.
كل تلك التجارب جعلتني مقتنعا اقتناع تام بان كل من شارك في تعذيب احد ما بصورة مباشرة او غير مباشرة كالتشجيع والتلذذ والمشاهدة أو التبرير يجب ان يعتبر مجرماً حيث ان التعذيب السياسي امر ليس هيناً بقدر ان تفهم الالام النفسية لمن عانوه بالسماع فقط ناهيك عن الالام الجسدية.
عليه فانا اعتقد ان جريمة التعذيب السياسي لا تسقط بالتقادم لان اثارها النفسية واحيانا الجسدية لا تسقط بالتقدم أيضاً لذا فأري حق من له الحق في مقاضاة رجال الامن إن تعدوا علي حقوقه او عذبوه باي شكل من الاشكال.
تذكرت كادر حزب الامه.... ذلك الولد الغرباوي الاصيل وظهره الذي كتب عليه بالنار "الحركة الاسلامية" وهو يروي امام عميد شئون الطلاب انه اقتيد تحت تهديد السلاح بواسطة زملاء د.معتز بلال في الحركة الاسلامية وكلية الطب وتذكرنا انا وصديقي كيف انه عندما تناقشنا مع د.معتز بلال في جامعة الجزيرة بكافتريا الاستثمار قال بجواز التعذيب ثم ذكر لنا قصة لعمر بن الخطاب رضي الله عنه ان احدهم كان يفتن الناس بمتشابه القران فوضعه في بئر حتي قال الرجل انه لا يجد في راسه شيء مما كان يقول او كما ذكر الدكتور .
وعلي ثقافتي العامة العاليه الا انني ضعيف المعرفة بما ذكر ولذا ذهبت في نهاية الاسبوع الي المناقل وسألت صديقي التيجاني المهذب شيخ يوسف عما رواه معتز فقال بصوته الجهير: "لا حول ولا قوة الا بالله ..قال كده؟ خليه انا بلاقيه؟ إذ انه تربطه به علاقة موده بالاضافة الي ان معتز كان يجلس معه ويناقشه ثم يستعين بثقافته ومعرفته في مناظرة الرجل الجمهوري الخلوق د. الابوابي حيث ان د. معتز ليس اهلاً من ناحية فكرية لان يناقش او يناظر د. الابوابي الذي كان يثري عقولنا بنقاشه الهادئ علي اختيارنا طريقة اخري للعيش غير طريقته.
أردت فقط تذكير معتز وغيره الي اننا وكما يقول الدكتور الحميدي "ذاكرتنا ما ذاكرة سحلية" حيث كان يخبرنا الدكتور الحميدي بان السحلية ذاكرتها خربه ولا تستطيع الرجوع الي جحرها وهي واقفة عليه وصدقناه , إذ اننا كنا جديدي عهد بالسحالي وما زلنا نصدقه لاننا ما زلنا جاهلين بها .!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة