|
السيد الصادق و محنة " اهل السودان"
|
Quote: رفض السيد الصادق المهدي التشكيك في النتائج التي يتمخض عنها ملتقي مبادرة اهل السودان ، مؤكدا أن المشاركين في الملتقي من القوي السودانية المختلفة هم الذين حددوا في مداخلاتهم بالجلسة الاولي, الموضوعات التي تبحثها المبادرة ولم يفرض عليهم المؤتمر الوطني اي موضوعات مسبقة سلفا. ووصف المهدي الملتقى - في تصريحات للأهرام اليوم - بأنه خطوة جيدة الي الأمام, تنقل الشأن السوداني من الاطر الثنائية الي القومية, ويؤكد ضرورة بحث المشاكل السودانية في الاطار القومي. وقال إنه لايوجد مبرر لاحد لمقاطعة هذا الملتقي, الذي أكد أنه لايتعارض مع المبادرة العربية التي تقودها قطر لحل مشكلة دارفور. وأوضح السيد الصادق انه قد ثبت ان مخاوف الذين لم يحضروا المتلقي والمعارضين له غير حقيقية, وقد كانت لديهم3 مخاوف اساسية, وهي ان اللقاء حشد شكلي ليس عنده مهام, وأن اللقاء عقد اصلا لصالح المؤتمر الوطني, وان اي قضية مطروحة سيتم تمريرها باغلبية ميكانيكية من قبل اعضاء المؤتمر الوطني, مشيرا إلى ان هناك جهات أخري لاتريد حل القضايا وإنما تأزيمها, حيث تري ان قضيتي دارفور والمحكمة الجنائية يجب ان تستغل كوسيلة لتغيير النظام, وموقفنا ان اي حل في السودان عن طريق مواجهات وصدامات سيحول السودان الي صومال اخري وتمزقه اربا اربا, ونحن مع التغيير لكن بطريقة سلمية لاتغامر بالاستقرار عبر الانتخابات. وقال المهدي إن الوضع الراهن هو الذي يحقق الاصلاحات المطلوبة, ولايعني ذلك عزل المؤتمر الوطني بل يجب اشراكه في الحل.
نقلا عن المشاهير عدد اليوم. |
ربما يتبادر لذهن الكثيرين عند ذكر مبادرة اهل السودان أن هذه المبادرة ليست إلا صخب اعلامى أرادت به حكومة الانقاذ اظهار وحدة كلمة السودانيين وبالاخص الاحزاب السياسية و وقوفها مع البشير فى ازمته مع المحكمة الدولية خاصة الى تم النظر لتوقيت هذه المبادرة و ما رافقها من ضجة اعلامية كبرى.
السيد الصادق المهدى يختلف مع كثير من المتشائمين بنتائج هذه المبادرة ويؤكد أن الامر هذه المرة يختلف وأن المؤتمر الوطنى لم يقم بالتدخل و ترك للمؤتمرين حرية النقاش و حرية التوجه حتى يخرجوا بتوصيات فاعلة. ولكى لا نظلم احد ربما كان السيد الصادق صادقا فى توجهاته وفى مشاركته فى هذه المبادرة و ربما يرى أن حكومة المؤتمر الوطنى ليس لديها حل آخر غير تبنى ما يخرج به هذا التجمع وربما يكون هذا صحيحا فالغرض الذى اطلقت من أجله المبادرة لا يتنافى مع ما يحدث الآن داخل اروقتها.
ما اعنيه هنا ان الاغراض التى جعلت الحكومة تطلق هذه المبادرة لن تتخاصم ابدا مع أى توصيات أو قرارات تنتج عن هذه المبادرة وذلك بسبب أن ما اطلق عليه مبادرة ليست أصلا بالمبادرة فالمبادرة تتم دائما بعلم اطراف النزاع وموافقتها فى الدخول فى حوار سواء ان كان مباشرا أو بحضور وسيط يرعى المبادرة.
ليس من الممكن اعتبار ما يحدث فى الخرطوم مبادرة وانما اناس اجتمعوا ليقدموا رؤيتهم لحل مشكلة دارفور والتى سوف تتبناها الحكومة و المتوقع أن ترفضها الحركات المسلحة بسبب عدم مشاركتها فيهاو حينئذ تقول الحكومة انظروا فلقد جمعنا كافة اهل السودان واتو بهذه المقترحات للسلام وهاهى الحركات المسلحة ترفضها انها لاتريد السلام اذن.
ربما يبدو هذا الحديث وجيها لدى الكثيرين داخليا و خارجيا و سوف يقولون هاهى الحكومة اعتمدت توصيات مؤتمر لم تفرض فيه رؤيتها و شاركت فيه معظم الاحزاب السياسية لماذا اذن ترفضها الحركات المسلحة؟ انها فعلا لا تريد سلام.
لكن هنا تكمن المفارقة التى يعتمد عليها المؤتمر الوطنى فيما يخص هذه المبادرة. المبادرة فصلت لا لكى تأتى بالسلامبل لاهداف اخرى ولو كان اهل المؤتمر الوطنى يريدون السلام لسلكوا طرقا أخرى فهم يملكون من الارادة والقوة المادية ما يكفى لتحقيقه لو ارادو السلام فهم يعرفون اى الطرق يسلكون وبالتاكيد طريق السلام لا ياتى بتهميش رأى الحركات المسلحة واقامة تجمع كهذا ترفض نتائجه من قبل هذه الحركات فور صدورها.
الطريق واضح: دعوا دولة قطر تقوم بمبادرتها و تتصل بالحركات المسلحة و تصل بمساعيها لجلوس الطرفين حول طاولة المفاوضات لخواتيمها ومن ثم تعالوا وضعوا على هذه الطاولة مقترحاتكم ودعوهم يضعون ما يرون من سبل للحل وتفاوضو وكونوا مستعدين لتقديم التنازلات بارادة السلام حينها يصير السلام مشروعا وواقعا حقيقيا لا زفة اعلامية نتيجتها معلومة سلفا.
|
|
|
|
|
|