|
أقيلوه يرحمكم الله..!!! مقال لصلاح عووضة ارادته الرقابة ان يكون بعيدا عن اعين القراء
|
ما فعله معتمد بارا قبل أيام تجاه إمام المسجد الكبير هناك هو أمر غريب.. ولكن الأكثر غرابة من ذلك هو صمت المؤتمر الوطني تجاه ما فعله ممثله ببارا.. فنحن نفهم أن يغضب المعتمد من الإمام لتعرّضه لإخفاقاته في مجال المياه والكهرباء في سياق خطبته.. فكثير من منسوبي المؤتمر الوطني من متقلدي المناصب العامة لا يعترفون بشرعية تقويم الاعوجاج – كما الخلفاء الراشدين –رغم لحاهم المحيطة بوجوههم دلالةً على التمسك بالشّرع.. فأية محاولة للتقويم أو المناصحة أو الإشارة إلى الإخفاقات هي لا تعني لهم سوى شيء واحد لا ثاني له.. لا تعني لهم سوى التهديد بالإزاحة عن الكراسي التي يجلسون عليها.. فكل الذي يتهدد مناصب أمثال هؤلاء هو مرفوض ولو جاء في إطار ديني .. من على منبر ديني.. في سياق خطبة دينية.. من تلقاء رجل دين بدرجة إمام.. إذاً فمثل هذا الرفض هو مفهوم كما قلنا، بيد أنّ غير المفهوم هو صمت من بأيديهم الأمر في المؤتمر الوطني إزاء هذه (المهزلة) رغم بروز مؤشرات حدوث فتنة دينية وسياسية بالمنطقة.. وبالأمس تصاعدت المؤشرات هذه إلى أن غدت تظاهرة غاضبة جابت شوارع بارا .. والتظاهرة خرجت من مساجد بارا كافة عدا ذاك الذي أقال المعتمد إمامه مرتضى حسن بعد أن صار مهجوراً كما المسجد الضرار .. طيّب.. لمصلحة من فعل معتمد بارا فعلته تلك؟!.. أهي لمصلحة المؤتمر الوطني الذي يمثله ؟!.. لا نظن ذلك، لأنّ الوطني متضرر سياسياً و(دينياً!!) الآن فضلاً عن أنّ الخطيب المُقال كان قد ندد في خطبته تلك باتهامات أوكامبو للرئيس الذي عيّن المعتمد.. أهي لمصلحة مواطني بارا رعايا المعتمد؟!.. لا نظن ذلك أيضاً، لأنّ مواطني بارا متضررون الآن من الذي أشار إليه الإمام وأثار غضب معتمدهم.. أهي للمصلحة الخاصة؟!.. نعم، نظن ذلك.. ففي ظنّه هو – أي المعتمد – أنّ إخراس صوت من يتحدث عن إخفاقات له يتضرر منها الناس من شأنه أن (يغطغط!!) على الإخفاقات هذه ويُبعد عن منصبه (شوشرة) يمكن أن تطيح بشاغله.. إذاً فهي معركة (شخصية!!) للمعتمد أساء التقديرات إزاءها، ثم أعقبها بتقديرات سياسية أكثر سوءاً حين برر فعلته بعدم جواز الحديث في السياسة خلال خطبة الجمعة.. فقد نَسِي المعتمد في فورة غضبه (الشخصي!!) أن الخطبة ذاتها تلك حوت تنديداً سياسياً من تلقاء الإمام المغضوب عليه باتهامات أوكامبو للبشير .. فهل هذا الحديث السياسي المذكور يرفضه أيضاً السيّد المعتمد؟!.. أم أنّ الحديث السياسي من هذه الشاكلة مقبول ولكنه يضحى مكروهاً حين يتناول ما يمس هموم المواطنين؟!.. ثم إنّ هذا المكروه من حديث الإمام الذي أثار غضب المعتمد لم يكن مصوّباً أساساً نحو السياسة بقدر ما كان مصوّباً نحو جوانب خدمية.. فالإمام عبّر عن معاناة الناس إزاء تردي خدمات المياه والكهرباء بمنطقة بارا .. بمثلما أنّ الخلفاء الراشدين كانوا يتحدثون من قبل في خطب الجمعة عن المهور والثياب وتوزيع الغنائم.. فإذا كان القدر هذا نفسه من ضرورات (ساس يسوس) يرى المعتمد أنّه (لا يصلح) لخطب الجمعة فعلى المؤتمر الوطني أن يقرر فوراً أنّ ممثله ببارا (لا يصلح) .. لا يصلح لاعتبارات سياسية.. ولا يصلح – كذلك - لاعتبارات دينية.. فأقيلوه يا أهل الوطني يرحمكم الله. بمثلما أقال هو الإمام عقب قوله: قوموا إلى صلاتكم يرحمكم الله.
|
|
|
|
|
|