المنبر الاتحادي " منبر الشهيد الشريف حسين الهندي"

Quote: أزمة الحزب الاتحادى الديمقرطى بين مطرقة القيادة وسندان المؤسسية بسم الله الرحمن الرحيمش الحزب الإتحادي الديمقراطي بين مطرقة غياب المؤسسة الحزبية الفاعلة وسندان الإستقطاب الحزبي والإستخباراتي الحاد إنبلج فجر الحقيقة ... وثغرت الأقنعة ... وإنكشف المستور ... بعد سنوات عجاف تجاوزت الثلاث عقود ونصف من الزمان كان فيها ولايزال الحزب الإتحادي الديمقراطي في موقع المعارضة لكل الأنظمة العسكرية والسلطوية والشمولية . فتمدد صبر السنين في تراكم خلق ضغوطاً رهيبة على المنتمين له ... نفسية وإقتصادية وإجتماعية وسياسية ، أدت في نهاية المطاف إلى إنغلاق منافذ التواصل بين القيادة والقيادة .. وبين القيادة والقواعد . الأمر الذي قاد بطبيعة الحال إلى فقدان الحزب لفعاليته السياسية في الشارع السياسي وفقدان قدرته التنظيمية في خلق مؤسسة حزبية ذات فاعلية ومؤسسية . أولاً : هذا الإنغلاق المزمن ولد إنفجاراً خارجياً لم تتحمله بعض القيادات فإحتضنت اليأس والقنوط من كثافة الضغوط وتلاشت في نفوسها بذرة الأمل في إمكانية الإصلاح فلاذت بالإبتعاد لعله يحميها من الهجران والحرمان في المشاركة الفعالة في القرارات المصيرية الحزبية وهروباً من الغبن والظلم والإستعلاء والجهل المستفز واللامبالاة التي يمارسها قادة الحزب وتناقض الأقوال مع الأفعال ( كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون ) الأمر الذي كاد أن يورث الحزب عدم إحترام الشارع السياسي له. إن ضعف عاطفة الإنتماء للحزب تولدت بسبب الممارسات العشوائية والفوضوية والبهلوانية التي تمارسها قيادة الحزب ناسين أو متناسين الحس الشفيف للمنتمين لهذا الحزب الذي يمنحهم القدرة على التمييز بين الطيب والخبيث في شفافية متناهية ذات إدراك إلهي عجيب مصدره صدق النوايا في الإنتماء . إن الذين إبتعدوا أو أبعدوا بعد أن اغتيلت أحلامهم وتطلعاتهم ورغباتهم السياسية على مشانق الإهمال . إستطاعوا ( كيف لا أدري ) أن يتحرروا من عاطفة الإنتماء الحميمة في وجدانهم والراسخة سنوات طويلة بالإرتماء في براثن الشمولية والتي سوف تسلبهم أغلى ما يملكون وهو الحرية التي كانوا يمارسونها في فضاءات رحبة لا يستوعبها النظام الشمولي ومن المؤكد سيتحولون إلى أدوات تنفيذية يجمعهم في صمت الإجماع السكوتي . كما أنهم سيكونوا جزءاً أصيلاً مما يرتكب في حق هذا الشعب الطيب المغلوب على أمره لقد كان لهم ما أرادوا بإرادتهم الحرة ولابد أن يتحملوا نتائج إختياراتهم والتي من المؤكد سوف تشكل غربة في مشاعرهم وتغيرات جذرية في وجدانهم وطريقة تفكيرهم مستقبلاً . ثانياً : أن صيحات الإصلاح والتجديد بدأت منذ منتصف الستينيات وتحديداً بعد ثورة أكتوبر وتبنتها بعض الكواكب النواصع من شباب الحزب ووجدت ترحيباً كبيراً من زعيم الأمة الشهيد الأزهري ولولا إنقلاب مايو لكان الحزب الآن غير الذي نعاني من هجير تمزقه. الحزب الإتحادي الديمقراطي هو منظومة في عقد منضود فإذا ما إنسربت من عقائده واحدة تحللت بقية العقائد من التماسك المنسق الأمر الذي يؤدي إلى تناثر عقائده اللؤلؤية على أقدام الطغاة فيخبو البريق ويخفت الصوت وتخشع أبصار الذين تحملوا مسؤلية إنتظام العقد المنضود الذي إنفرط ويبقون في سؤال دائم للذي لاتدركه الأبصار أن يحفظ الحزب من هذه البعثرة والتقزم ويعصم أبناءه حتى يتمكنوا من إعادة بنائه من القواعد ديمقراطياً ليعيد سيرته الأولى وما ذلك بعزيز على الله .... إن الإنغلاق المزمن الذي أدى إلى الإنفلات باعد بين القيادة والقواعد وفي كثير من الأحايين باعد بين القيادة والقيادة ترسيخاً لمبدأ فاقد الشيء لا يعطيه لأن هذه القيادة لا يربطها فكر مشترك و بإنعدام الفكر الذي تبنى عليه البرامج السياسية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية والفكرية ينقطع الإلهام الفكري وبالتالي ينعدم التخطيط العلمي المستوعب للتغيرات السياسية على مدار الساعة . كل ذلك سوف يجعل المؤسسة الحزبية فقدت أهم مكوناتها كمؤسسة مدنية لتحقيق تطلعات ورغبات جماهيرها السياسية . وكان من الطبيعي أن تتجزر القواعد الصابرة الصامدة بين المليون قيادي الذين يدعون زعامة الحزب لتصل دوائر التشرزم إلى عدد أصابع اليد الواحدة في شكل أجنحة منكسرة تحت مظلة الحزب وهكذا دواليك تدور بنا الأيام ولا ندري ماذا يخفي لنا القادم من رحم الغيب غداً . إن هذا التمزق والتشرزم جعل جحافل من الكتل البشرية الإتحادية ينتشرون في مناكب الأرض وفجاجاً يرجون خلاصاً ... لما يعانون !! ثالثاً : بات من المؤكد أن الخلل والقصور والتدني في الأداء الحزبي يرجع بلا أدنى شك لعدم وجود المؤسسة الحزبية الفاعلة ... وما تبقى من أثر للمؤسسة الحزبية كثير من الذين يديرونها غير مؤهلين وهم من الذين يقولون لك ماذا قال آنفاً ... أو هم بعض الذين ينظرون إليك وهم لايبصرون . (هؤلاء يا عباد الله) الآتون من غياهب المجهول وفي زمن العولمة حيث تأتي المعلومة على مدار الساعة من كافة أرجاء الدنيا على ( شاشة موبايل لا تتعدى مساح تها البوصتين ) في هذا الزمن الذي تتسابق وتتعارك فيه الرؤى الفكرية والسياسية الإقتصادية والإجتماعية . في هذا الزمن المخيف تؤول مسئولية إدارة حزب يمثل السودان لنفر قاصري الإدراك متناقض الأقوال والأفعال إنقطع عنهم الإلهام الفكري والتراص الصفوفي والترابط العضوي . فنفّروا المنتمين للحزب من المشاركة الإيجابية ولزم العديد من الإتحاديين الصمت وبعض منهم لاذوا بالسكوت الخجول المذل . نتابع حسن عوض أحمد