|
قراءة فنية متأنية لأسباب خروج المريخ من الكونفدرالية
|
قراءة فنية متأنية لأسباب خروج المريخ من الكونفدرالية
قدم فريق المريخ بعض العروض الممتازة في مبارياته السابقة في الكونفدرالية وودع البطولة بخسارته أمام شبيبة القبائل الجزائري بتيزي اوزو بثلاثة أهداف مقابل هدف، رغم انتهاء الحصة الأولى بالتعادل السلبي وبالرغم من الفرص التي سنحت له ولم تستغل بالشكل المطلوب. في الحصة الثانية دخل المريخ كأنه يبحث عن نتيجة تعادلية وهذا هو الخطأ الذي ارتكبه الجهاز الفني من خلال تبديله فيصل العجب بالمهاجم الصريح هيثم طمبل يتضح انه لا يريد أن يهاجم بل يريد الاعتماد على الهجمات المرتدة لإيقاف بناء الهجمات الجزائرية التي تبدأ من الثلث الدفاعي. الجهاز الفني إذا كان يريد حسم اللقاء كان عليه تبديل مجاهد ودخول جيمي نتالي بجانب طمبل ويكون خلفهم ايداهور كثنة مثلث ويقوم علاء الزهرة بمهمتين مساندة الهجوم عند الاستحواذ والرجوع أكثر إلى الخلف في حالة الارتداد , لو تم هذا التغيير كان من الممكن يلخبط أوراق الشبيبة في نهجها الهجومي ويضطر لاعبوه الرجوع إلى المناطق الدفاعية ولكن كما ذكرنا الطريقة التي لعب بها المريخ في الحصة الأخيرة ورجوعه إلى الدفاع أدى إلى كثرة الأخطاء في التمرير والاستلام خاصة مجاهد ونصر الدين الشغيل وقلق تمركزوا في خط واحد مما ساعد الفريق الجزائري في استلام منطقة المناورة بالكامل وشاهدنا الانهيار التام الذي حصل في خطوط الفريق مما سهل على لاعبي الشبيبة أداء مهمتهم بنجاح وتسجيل ثلاثة أهداف في أقل من نصف ساعة عن طريق دومبا (60و75) واوزناجي في الدقيقة (62). المباراة كانت تعنى للفريقين الكثير ويحاول كل فريق بشتى الطرق والوسائل والحيل أن يكسب اللقاء واعتلاء منصة التتويج لأن اللقاء حاسم وفرصة قد لا تتكرر واستطاع فريق الشبيبة كسب اللقاء مستفيداً من عوامل الأرض والجمهور وخبرة لاعبيه ولعب بطريقة مختلفة عن مباراة الذهاب في أم درمان التي خسرها بثلاثة أهداف مقابل هدف وأشرك بعض العناصر التي لم تشارك في لقاء الذهاب ولعب بتكتيك منطقي وعقلاني مع تحركات الخطوط الثلاثة بانضباطية ونجح في ذلك.
من أسباب خسارة المريخ قراءة الجهاز الفني الخاطئة لأداء خطوط فريق الشبيبة إذ لم يغير طريقة أدائه عن المباراة السابقة ، في تطبيق الجمل التكتيكية، حيث لم يشرك عناصر جديدة فاعلة غير معروفة لفريق الشبيبة تستطيع تفكيك وعزل خطوطه وقطع رابط الاتصال عنها، ونتج عن ذلك الأهداف الثلاثة التي ولجت شباك المريخ وكانت نتيجة أخطاء فادحة من المدافعين وحارس المرمي وخاصة هدفي دومبا اللذان أحزهما من الكرات العكسية التي سبق أن تحدثنا عنها كثيراً وأصبحت هاجساً للفرق والمنتخبات السودانية. التفاهم مفقود بين الدفاع وحارس المرمي في الطلوع لاستلام الكرات العالية وأيضا عدم إجادة إفراده تطبيق اسلوب الرقابة الفردية للمهاجمين، خاصة عند تنفيذ الكرات الثابتة. لم يكن هناك انسجام وتفاهم بين حارس المرمي وخط الدفاع عند الخروج لاستلام الكرات داخل الست ياردات وعدم تغطية المدافعين المرمى تحسباً لحدوث أي طارئ يحدث أثناء لحظة الخروج وعدم الرقابة اللصيقة للاعبين داخل منطقة العمليات عند ما يستحوذ الخصم على الكرة في التقاطعات والمساحات والتركيز على رقابة اللاعب من دون كرة داخل المنطقة، لأنه أخطر من اللاعب حامل الكرة، وتفتقر خطوط الفريق إلى اللعب من دون كرة (play without ball ) الذي يعد من الطرق الحديثة في اللعب ومن أهم أركان كرة القدم. خط دفاع المريخ وحارس المرمي وخط الوسط كان تائهاً ومفككاً والاتصال بين إفراده مفقود، الهجوم لم يقم بدوره كما ينبغي وكان شحيحاً في التوغل داخل مناطق العمليات الجزائرية وأداؤه يغلب عليه الدور الدفاعي ، فالهدف المريخي الذي أحرزه الزهرة في الدقيقة 83 جاء متأخراً وكان هدفاً شرفياً. وبذلك تكون فرصة المريخ قد تلاشت أو بالأحرى ودع البطولة حتى لو فاز على الاشانتي الغاني في الخرطوم حيث أن المباراة التي تجمع شبيبة القبائل والنجم الساحلي على أرضه هي التي تحدد الفريق الصاعد فإذا حقق شبيبة القبائل الفوز أو التعادل فسيتخطى رصيد المريخ من النقاط ويتأهل مباشرة، وإذا فاز النجم فسيتأهل مباشرة فالتعادل لا يفيد النجم ولا يخدم المريخ ويحلق بالشبيبة لنهائي الكونفدرالية وطارت الطيور بأرزاقها.
|
|
  
|
|
|
|