|
Re: وعي التكفير كضرورة ثقافية (Re: محمد عبدالقادر سبيل)
|
المعلومات اعلاه تعد غاية في الأهمية والفائدة بالنسبة لطلاب المعرفة عموما وللمسلمين الحريصين على تحري حدود وشروط دينهم خصوصا، حيث انها تسهم في ازالة اللبس والغشاوة ازاء مفهوم الكفر ، وتتيح اسانيد التكفير وادلته بين ايدي الكل نوعا من الشفافية. وعكوما فان العلم بالشئ خير من الجهل به ، وهو بالتأكيد مكسب وسلاح يدافع به المرء عن نفسه ، حتى لو شاء احدهم ان يبدي رأيا حول مفصل من مفاصل هذه النواقض ، ومدى تطابق ادلتها وانسجامها معها. وهكذا تصبح ثقافة الكفر والتكفير ضرورة في حد ذاتها لكي يحدث هنالك تفهم او فهم او على الأقل ارضية مشتركة بين رافضي مبدأ التكفير والتكفيريين.. وكذلك اولئك الذين لا يرفضون مبدأ التكفير غير انهم يشترطون شروطه ويستدعون دواعيه مخافة ان يكون دولة بين عوام الناس وجهلائهم. وفي الحقيقة فان رفض التكفير برمته ومن حيث المبدأ يعد قدحا في الدين وطعنا فيه لماذا؟ لأن الدين ، أي دين ، انما يقوم على مبدأ المفاصلة القاطعة والتمييز المبين بين الكفر والايمان،( ليميز الخبيث من الطيب ) وليس هنالك دين بدون فرز من هم مؤمنين وتبشيرهم، وبين هم هم كافرين ووعيدهم بالثبور وعظائم الأمور ، فالدين انما هو بشارة ونذارة معا، وبالتالي فهو تمييز بين اهل الهداية واهل الضلال. وبالتالي فان الدين هو مشروع تكفير اولا ، ثم طلب ايمان خروجا من الظلمات الى النور اي من الكفر الى الايمان والصراط المستقيم ولا غرو ان القرآن الكريم يعج بالايات التكفيرية التي بين فيها الحق عز وجل آيات الكافرين المشركين والمرتدين والمنافقين فيتوعدهم جميعا، وهكذا فان القرآن ينطوي على ميزة التكفير بكثافة ولكنه تكفير اعمال وانماط من الناس ( نماذج ) من تقفاها وسلك سبلها كان من الكافرين ومن تجنبها وسار في اثر النبي (ص) كان من المؤمنين المهتدين ، الا ان بعض الآيات تكفر اشخاصا بالتعيين ، كأبي لهب ، وفرعون وآذر والد ابراهيم (ص) والسامري الخ ونحن من جانبنا نرى ضرورة لأشاعة ثقافة الكفر ( جنبا الى جنب مع ثقافة الايمان ) من باب أهمية المام كل مسلم بما ينبغي عليه تجنبه( من اعمال الكفر ) حتى يبقى في حيز المؤمنين والصراط المستقيم فيرضي ربه ولا يكون من الجاهلين الظالمين انفسهم ولا الضالين وكذلك من باب ضرورة ان يتعرف كل مسلم على اعمال وسلوك الفئات الضالة فيتحاشا ولا يقع في فخاخها وزينتها واما التكفير بتعيين الشخص او الجماعة فهذا لا يجوز ابدا الا اذا جاء من جانب القاضي العدل المشهود له بالتقوى والعلم على ان يتحقق حكمه بمشورة غيره من العلماء العدول وفق الشروط والمعيير والدواعي الشرعية المقنعة .. لما في ذلك من خطر وضرر . زبدة القول ان الاعتراض على مبدأ التكفير هكذا جملة واحدة وكفى ، ليس سوى اعتراض على انتشار ثقافة الدين نفسه بطريقة من الطرق ، لأن حبس اسباب الكفر ودواعي التكفير يعد نوعا من التجهيل بحدود الايمان وضربا من الجر نحو الوقوع في الكفر بغير علم ، وهذه بحد ذاتها جريمة ودعوة الى الأمية العقائدية الدينية. والله اعلم _________________ رب اشرح لي صدري
|
|
|
|
|
|